أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح حزمي الزهيري - مقامة الغراب .














المزيد.....

مقامة الغراب .


صباح حزمي الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 8165 - 2024 / 11 / 18 - 11:51
المحور: الادب والفن
    


مقامة الغراب :

يقول الغراب لنا : لا تنسوا , بحسب الخيال الإنساني المتراكم والوهم المقدس , و الأساطير المتوارثة , فقد مات هابيل بلا أطفال , وهذا معناه أن البشر ينحدرون من القاتل قابيل , فلا غرابة , من تأصل النزعة العدوانية فيهم , فكيف نفعل مع الذين يدّعون الإسلام قولا وأفعالهم سلوك شيطان رجيم ؟ يشرّعون العيوب والمثالب , ويرفعون رايات دين رحيم وهم من أعتى المجرمين , ويتخذون من رموزه ذرائع للفعل المشين , ويغتصبون حقوق الآخرين , والفتاوى عندهم فوق كل شيئ , وهي الدين القويم , فعن أي دين يتحدثون ؟

قرأنا للفيلسوف الصيني لاو تزو: (( حين أراد الذئب أن يعلم صغيره دروساً في الحياة ذهب به إلى قطيع الأغنام وقال له : لحوم هذه لذيذة , ثم أشار إلى راعي الأغنام وقال له محذراً : عصا هذا الرجل مؤلمة فأنتبه أن تمسَّك , ولما رأى الذئب الصغير كلباً يقف بجوار الأغنام قال له : هذا يشبهنا يا أبي , فأجابه : اهرب حين ترى هذا الكائن فكل ما عانيناه في حياتنا كان سببه أولئك الذين يشبهوننا ولا ينتمون إلينا )) , ياله من درس , والحكمة تقول : (( إن كان عدوّك فأراً فأحسبه أسداً, وإستحضر له وفقاً لمخاطرألأحتمال الأسوأ .

من الأسئلة : كيف لبلد بكل هذا الثراء , أن ينتشر فيه كل هذا الفقر؟ من دروس الحياة : الأوهام تؤجل الحلم , وعندما تكون عبدا لا يمكنك أن تحب , هاهم يتعاملون معنا بالطريقة الاسهل لصناعة دولة فاشلة , فهم يخنقون أفضل مافينا ليصعد أسوأ مافينا , فيحصلون على البلاد , ويجعلون الوظيفة الحقيقية للتعليم هى التجهيل , وللاعلام هى التضليل , وللتشريع هى تقنين النهب للكبار فقط , الم يعلمنا الأجداد ان السعادة تتطلب تمرداٌ ؟ وأننا ان وثقنا بأرادتنا نجدها ؟ وفي بلدي , كل المطلوب عودة حملة السلاح الى ثكناتهم العسكرية , وخروج المثقفين من ثكناتهم الثقافية .

علمنا التاريخ انه يمكن السيطرة على الحياة المادية للشعب , لكن لا يمكن الحفاظ عليها إلا من خلال القمع الدائم المنظم لثقافة الشعب , وأن كترة الضغط تولد الانفجار, وعليه لماذا الاستمرار فى الضغط طالما ان النتيجة معروفة ؟ المعلوم ان حق الأنسان في أبداء رأيه هو الذي يعطيه الشعور بأنه ينتمي لجنس البشر, ولما كان النقد الذاتي هو الضمانة الأكيدة للتطور, اصبحت الفريضه الغائبة هو أستمرار تغييب التقاليد الديمقراطية وأصبح ( النقد الذاتي) أبغض الحلال عند العراقيين , خاصة النخب منهم .

في معركة الوعي تعتبرالمقاومة الثقافية هي الأهم , حيث يمكن للمهيمن أن يدمر جوانب ثقافية , لكن لن يهزم المقاومة الثقافية لأنها تمتد لألاف السنين , ولضمان أستمرار الهيمنة التي تسمح بنزح ثروات البلد , لابد من كسب العقول والقلوب , مما يتطلب بالضرورة عملاء ثقافيين , فعلى المثقفين ان يتوقفوا عن عملية الهدم لتاريخ الشعب الثقافي الوطني والقومي , فالشعب الذي يخجل من تاريخه لا يمكن له ان ينهض ويتحرر , ولن يكتمل تحرر وتقدم أي شعب ألا عندما يستعيد وبدون عنصرية القيم والرموز الأيجابية التقدمية في ميراثه التاريخي الثقافي , ولا يمكن التقدم دون ازاحة الركام من الطريق .

تخبرنا الأحصاءات أن 99% ممن داخل السجون هم من الفقراء فقط , مع ان كل السرقات الكبرى يمارسها حصراٌ الاغنياء فقط , وعليه فأن عبقرية ارهاب الدولة القمعية , انها تجعل عمليات القمع تتم كعملية بيروقراطية , يتم تفكيكها لمراحل صغيرة وكل شخص مسئول عن مرحلة يؤديها بشكل روتيني باعتباره موظف , فلا يشعر بالعار , ولو انتبهنا لأنشودة الغراب لفهمنا ان : (( كل من اكتفى اختفى , لو كان محبا لبقى , ولو كان معاتبا ل حكى , لو كان مشتاقا ل أتى , لو كان خيرا لبقى , لكنه لم يكن )) .

صباح الزهيري .



#صباح_حزمي_الزهيري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقامة الشتاء .
- مقامة ياحسافة .
- مقامة المكتوب والعنوان .
- مقامة واها .
- مقامة الحساد .
- مقامة رهان الواثقين .
- مقامة وجع بغداد .
- مقامة ذاكرة الخشب .
- مقامة امنيات مظفر الثلاث .
- المقامة المتشائمة .
- مقامة الخيبة ونسيانها .
- مقامة النقاء .
- مقامة الحضن الدافيء .
- مقامة التسامي .
- مقامة الردود المفحمة .
- مقامة الثرثرة .
- مقامة الرفوف والقيود .
- مقامة الجدل .
- مقامة الأنجذاب الروحي .
- مقامة الكذب .


المزيد.....




- فنان مصري يوجه رسالة بعد هجوم على حديثه أمام السيسي
- عاجل | حماس: إقدام مجموعة من المجرمين على خطف وقتل أحد عناصر ...
- الشيخ عبد الله المبارك الصباح.. رجل ثقافة وفكر وعطاء
- 6 أفلام تتنافس على الإيرادات بين الكوميديا والمغامرة في عيد ...
- -في عز الضهر-.. مينا مسعود يكشف عن الإعلان الرسمي لأول أفلام ...
- واتساب يتيح للمستخدمين إضافة الموسيقى إلى الحالة
- “الكــوميديــا تعــود بقــوة مع عــامــر“ فيلم شباب البومب 2 ...
- طه دسوقي.. من خجول المسرح إلى نجم الشاشة
- -الغرفة الزهراء-.. زنزانة إسرائيلية ظاهرها العذاب وباطنها ال ...
- نوال الزغبي تتعثر على المسرح خلال حفلها في بيروت وتعلق: -كنت ...


المزيد.....

- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح حزمي الزهيري - مقامة الغراب .