محمود كلّم
(Mahmoud Kallam)
الحوار المتمدن-العدد: 8165 - 2024 / 11 / 18 - 01:02
المحور:
الادب والفن
إذا ضاق دربك وأحكمت الظلال،
تذكّر أن الفجر يأتي بعد ليلٍ طال.
في عتمة النفق، يناديك الضوء البعيد،
يخبرك أن الأمل حيّ، مهما صار الحديد.
لا تيأس إذا تعثرت، فكل سقوط بداية،
والريح تهدأ دائماً بعد عصف العناية.
كل غيمة سوداء تمطر خيراً في النهاية،
وكل جرحٍ عميق، يحمل درساً للهداية.
انهض وإن أثقلتك الحجارة والرمال،
فالنسر لا يخاف العاصفة والجبال.
والنهر يسير رغم الصخور والعراقيل،
يحمل الحياة للجميع، دون تأجيل.
إن اشتدت العتمة، فذاك وعد النور،
يُبشّر بأن بعد الحزن، فرحاً يدور.
أليس البحر يثور ويعلو موجه الكبير؟
ثم يهدأ ويعكس السماء كطفلٍ صغير.
انظر إلى الشمس تسابق الظلام، كل يومٍ تُشرق رغم كل الآلام .
والزهور تنمو رغم قسوة الشتاء، وتنثر عبيرها في أرجاء السماء .
كم من زهرة نبتت بين الصخور القاسية؟
وكم من طائرٍ غنّى في الليالي القاسية؟
هكذا نحن، نصنع من الصبر معجزة،
ونجعل من الألم حكايةً خالدةً ومبهجة.
كم من قلبٍ ظن أن الدرب قد انتهى،
فأشرق النور فجأة، وعاد إلى المدى.
كم من روحٍ ظلت تتوق إلى السماء،
فوجدت في الصبر جناحها والرجاء.
لا تحزن إذا أبطأ الفرج يوماً عليك،
فالله يدخر لك الخير، فاطمئن إليه.
وإن ظننت أن الطريق أظلم، فانظر،
في العتمة يظهر نور النجوم الأزهر.
لا تخف من الليل، فالليل عابر،
والصبح يملأ الكون نوراً ساحر.
لا تخف، فالنفق وإن طال المسير، له نهاية يسطع فيها النور الكبير.
ولا تخشَ أن تخطئ في المسير،
فكل خطأ يعلمك كيف تصير.
امشِ بخطى واثقة، وتوكّل على الله،
فهو من يجعل في قلوبنا النور والإصلاح.
كل تجربة تمرّ تكشف لنا السر،
أن بعد التعب، يُزهر طريق العمر.
فتوكل على الله، وسر رغم العناء،
واجعل من يقينك قارباً في الماء.
ولا تخشَ غرقاً أو هلاكاً في الطريق،
فنور الأمل يهديك، مهما طال الضيق.
#محمود_كلّم (هاشتاغ)
Mahmoud_Kallam#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟