أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مصطفى محمد غريب - متاهات نوبل وبيان غابرير غارسيا ماركيزلماذا لا يعلن الإستاذ الكبير نجيب محفوظ عن اشمئزازه من جائزة نوبل؟















المزيد.....

متاهات نوبل وبيان غابرير غارسيا ماركيزلماذا لا يعلن الإستاذ الكبير نجيب محفوظ عن اشمئزازه من جائزة نوبل؟


مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب

(Moustafa M. Gharib)


الحوار المتمدن-العدد: 537 - 2003 / 7 / 8 - 02:07
المحور: الادب والفن
    


                        

البحث عن جواب لسر هذه الحقب التاريخية التي مرت مضني وكثيراً ما يقود إلى طريق صعب ومضني أيضاً، وإذا فتحت كوة في ضوء البيانات والملابسات بالمصادفة تغلق بمصادفة مدروسة، ويخطأ في تنقيب الموقع، وبدلاً من العثور على نقطة الدلالة تذهب في قطار المتاهتات لتحلب من رئتيك عصارة بغاء الإنتظار، فتسقط بدون رحمة والغبار يشك حنجرتك ويعلق لسانك في ابعد مشجب للأسلحة، وعندما أفرج عن الضوء عن هذا الكولمبي الأصيل تساوت قضية سهلة مع قضية اصعب من الصعوبة، فوجد إن لا يغسل ضميره إلا بالإعلان عن سخط هذا الضمير لجائزة كانت وما زالت تحط من قيم الإنسان لأنها لا تأخذ مكانها الحقيقي ، وتمنح وكأنها تركة البارود المخترع وما جناه نوبل على الثقافة والعلم.. لا أريد أن أخلق اشكالاً بين من استحقوا والذين لا يستحقون ولكن الإشكال هل هذه هي في موقع الإستحقاق في تقيم أبداعية وجماليات الثقافة أو على مستوى الموقف من الحق والسلام والأمن؟ هل يمكن ان تستحق هذا الإهتمام بعدما رأينا وسمعنا إنها قدمت إلى اناس لا يستحقون اصلاَ ان يخلقوا كبشر بل كآفات تُعالج بالمضادّات..

لم يخطأ النتقيب؟  ليطرح المرء سؤالاً على نفسه ـــ ماذا جرى لهذا العالم؟ لم هذه الآدمية فُرّغت قِيّمها الحسية قبل الجسدية بوقوع الحدث؟  لربما يمنحون الجائزة للعزيز شارون لا على الإتفاقيات الجديدة بل على أعماله الإنسانية المباركة من الغرب وأمريكا في صبرا وشاتيل،ا وبهذه تستكمل الحلقة ارتباطاتها بما يجري الآن.. فأين أولئك الذين سقطوا وهم يسقون الأرض بطهارة لمساتهم ودموع قلوبهم..

عقود ونحن نجتر المقولات والشعارات.. لدينا نحن العراقيون مليون شعار وخطاب، نتمنى أن يأتي المختار على ضوء البرق، أو ملاك يقوم بوضع الحدّ لذلك المدّ الشيطاني من الشعارات الهوائية، لكن لا مختار ولا ملاك قدم.. حتى تُغسل أدران الشيطان من أردان الرحمن التي تلوثت بفعل التهامس والتساهل والتلمس والتمهل، فجاء غابريل غارسيا ماركيز ليعيد لنا صورة الجهالة في المصير، وليذكرنا بـ (35 سنة من العزلة) على الرغم من أننا قرأنا معا " خريف البطريك " أكثر من مرة وتجادلنا في الشبه والتخزين، ورمشنا بيننا وما يدار على الأرض المقدسة التي تشخص الأبصار إليها لكنها تموت بالشعارات والخطابات والإنفتاحات والسفارات والقنصليات التجارية، لا نغالي في القول أن شيء أمرُ من شيء ولكن في النهاية المرّ هو المرّّ.. التسويف والتسويق، الترهل والتأمل، الخلود والسكينة. كم نحتاج من الكلمات والجمل حتى نرتب الموصفات لعقود أربعة، زمهرير التربص والعبادة، زمهرت فقاعات الكير من كيارة صغيرة لا مست الحدود أو لم تلامسها وعاشت بلا حدود، كم من الموصفات والوصفات

قدمت لأجل أن يكون الكير ليس فائراً بل سخناً وليس بارداً ليبقي على القيم الفكرية والثقافية ساخنة بعض الشيء.. ماذا جرى؟

اليس هذه الإدانة عبارة عن حكم واضح بالجريمة على رجال الثقافة المتسلحين كشرطة الهروات؟ كيف يمكن أن يقدم رجل يغيب عن الرؤيا وينغمس في السماع فيدخل الحلبة ليعلن تحديه أمام الذين تجاهلوا الموقف الواضح وهم في عمق الرؤيا والسماع ليس لجائزة منحت لقتلة على أساس السلام بل لعدة قضايا اجرامية دارت وتدور بجانب القضية التي تحدث عنها ماركيز؟

سافرت بعض القوافل في اتجاهات عديدة لا لتبحث عن الجواب بل لتهرب من السؤال أو غيره من الأسئلة خوفاً من أن يكون السؤال بحد ذاته حاجة راهنة، بينما انغمس البعض بتكرار الشعارات الفارغة الرنانة لكي تشبع جيوبهم قبل معدهم وعيونهم.. وإلا لماذ التعطيل؟ ألم يكن بالمستطاع اعطاء الجواب بدلاً من الإنتضار؟ لكن المفقود لا يحس بعذاب الباحثين عنه لأنه مفقود ولا يبحث عن سبب فقوده الحسي قبل الجسدي.

انقسمت القبائل بين فاقدٍ ومفقود، وتعتمت الرؤيا منتظرة بصيص من ضوءٍ متناثر هنا وهناك، وفقد أو ضعف الأمل في المتابعة..

ان يمنح الجواب كيف يعرف معنى السؤال، لماذا هذه السفرة في عقل غابرير غارسيا ماركيز أو (جابرييل جاثيا ماركيس؟) ولماذا يعادي مناحيم بيغن .. والنازية ، وآربيل شارون؟ من يستطيع أن يتصور على الرغم من الخطابات والشعارات أن رجل العوجة كان أفضل منهم؟ ومن يراهن أنه لم يرشح لجائزة نوبل للسلام بعد توقفت الحرب مع إيران واعتبر رجل السلام الجريْ؟ أنا أتصور أن الأولين أفضل منه مليون مرة لأنهم على الأقل لم يستعملوا الكمياء السامة ضد شعوبهم، ولم يزرعوا قبوراً لآلاف الضحايا من أبناء جلدتهم.. وليزعل الإستاذ عبد الباري عطوان وغيره من هذا الكلام..

لو أعيد للتاريخ منطقه بمرآة عاكسة تعكس الماضي ( فلاش باك ) لرأينا أن القبائل لم تكن سلبية هكذا، ولم تصبر على ضيم، وان صبرت كبرت وخرجت لتسأل ـــ ماذا جرى؟ ولا تنتظر الجواب من الآخرين لأنها كانت قد جهزأت الجواب، ومنحت نفسها أحقيقة الإستمرار إلى آخر المشوار..

هل هناك تداخل بين هذا الشتم لجائزة أعتبرت قيمة للسلام وللثقافة والعلم وما جرى لنا نحن العراقيين وما جرى للفلسطينين من خلال قرارات القمم العربية وشعارات تافهة تطلق لكي تخدع الناس ، ها أنني اجيب بكل صراحة ــــ  نعم هناك ارتباط وثيق؟  هذا العار فضحه الرجل ماركيز بمعادلة وجدانية " أنا اطالب بترشيح آربيل شارون لجائزة نوبل في القتل، سامحوني إذا قلتُ أيضاً أنني أخجل من ارتباط اسمي بجائزة نوبل " هذه الفروسية من كولومبي يبعد عشرات الالاف من الكيلومترات عن هذه البقعة.. لماذ لا يعلن الأستاذ  الكبير نجيب محفوظ عن اشمئزازه من هذه جائزة نوبل ؟ على الأقل ليدفع المثقفين الرسمين فرصة الخجل من مواقفهم العرّة..

هناك ارتباط بين مادار ويدور هنا وهناك وإلا سوف يسخفنا التاريخ إذا لم نعلن عن ذلك ونعترف به..

ما يجمع ويجمع !

 

من هو الذي ينكر أن العراق قدم هدية لإسرائيل من قبل ابن العوجة وأمريكا وشقيقتها بريطانيا العظمى!! أو ينكر أنه لم يسمع ومعه العالم : أن لا إحتلال بداية العصر الحديث وإنما التحرير على أيدي المهرة في التحرير!!

ماذا جرى؟ أليس هو الجواب؟ .. الدماء والمعاهدة الإسترقاقية، الأحداث التاريخية التي تمحى بجرة قلم.. الجوائز على ظهور الدبابات حتى تمنح أربع عقود من العتمة مناشير كهربائية قاطعة لتعيث في أجزاء هذا الجسد العراقي ، كل شيء تغيير ، التاريخ يعيد نفسه بتغيرات شاذة ومنطقية، والقبائل عاشت في المتاهات ولما رأت الحقيقة عادت إلى المتاهات نفسها..  اية ضريبة يجب أن تدفع لكي تتحرر من هذه القوقعة؟

متاهات عن اشجار في أرض جرداء وهياكل عظمية تنتشر بين الأزقة المتداخلة، إنه العصر الذي تبدل بفعل التغيرات التي قدمت من الغرب نحو الشرق لتضرب لوناً أسوداً حول حدودٍ تكونتْ من الرمل المبتل بأطنان من الدموع والدماء، لماذا إذن البحث في الأعالي دون الأسفل والتقصي عن السلالم التي ستؤدي بنا إلى الجواب؟

لا يمكن الإستمرار في الجنوح دون الأخذ ببيان أفعم مثقفينا فرأوا أي مواقف كانت مواقفهم، أربعة عقود غربلت ما فينا فاصبح الواحد من لا يخرج عن جنوحه منتظراً أحداً أن يندفق من ركوده ليكون الأثر..

ماذا جرى؟ كيف يمكن أن نجعل هذا السؤال حافزاً أتلعاً يمدّ عنقه لكل بقعة ورقعةٍ، ليشارك الأكثرية في التحضير لإدارة السفينة بعدما رأينا أن جميع الدفات قد تداخل فيها المكوث الطويل، والزنجار الدخيل..

لتكن الرؤيا كاملة ولنأخذ البعض مما قدمه الكولمبي الأصيل  غارسيا ماركيز.. فهو بيان يشمل ما مر ويمر علينا جميعاً في هذه البقعة من العالم.. ولنقل كلمة بحق الماضي  الذي نحاول السكوت عليه والمستقبل لكي لا يعود الماضي بصورة أخرى.

 



#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)       Moustafa_M._Gharib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مؤتمر الثقافة العربية هل كان الإستبداد غائباَ في يوم من الأي ...
- محسن الرملي ـ ليالي القصف السعيدة
- عبد الباري عطوان وعقدة المثقفين العراقيين هل يحق لعبد الباري ...
- هامات فسفورية مشرقة
- العزيز الدكتور وليد الحيالي تعلم الآخرين التواضع من خلال توا ...
- ما بين الحرب والإحتلال وبين التحرير ما بين التطرف وقيام الح ...
- الجامعة العربية والإتحاد الدولي لنقابات العمال العرب وجهان ...
- الشاعر سعدي يوسف..... وعواد ناصر هل السخرية قيمة حضارية أم ...
- السيد عزيز الحاج و التعلم والتسامح الديمقراطي
- هكذا التهميش وإلا فلا انهم أول من يحتقرون كلابهم اللاحسة الم ...
- بول بريمر .. وعود، وإلغاء، ووعود عديد من - البروفات - لمسرحي ...
- هل الدولة الدينية حلاً لمشاكل جميع العراقيين والعراق ؟
- أين كنتم يا أيها البرلمانيون من ضحايانا ؟ نصيحة للذين يتراشق ...
- للأطْفَــــــــالِ أُغَنِي
- ما الفرق بين زيارة وزيارة ؟ زيارة بلير للبصرة وزيارة جي جارن ...
- حنين إلى المـــــــدّ
- العلة أصبحت ليس في المواقف فحسب وإنما في...!
- إنَهم جَاءُوا إلَينا دَيْدَبَاء... !
- البارحة كان الشيخ الفرطوسي واليوم الشيخ العبادي
- كَرَهْتُ أنْ يُبْطئ عَليكَ خَبِرِي


المزيد.....




- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مصطفى محمد غريب - متاهات نوبل وبيان غابرير غارسيا ماركيزلماذا لا يعلن الإستاذ الكبير نجيب محفوظ عن اشمئزازه من جائزة نوبل؟