|
-الوطن كونيه العراقية- حين تظهر/2
عبدالامير الركابي
الحوار المتمدن-العدد: 8162 - 2024 / 11 / 15 - 15:54
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
السماوية "الابراهيميه" كتشكل اعلى مكتمل للتعبيرية اللاارضوية اذن، هي تدبيريه مجتمعية، اسباب وعوامل تشكلها وخروجها من موضع ولادتها/ حيث المنشأ والتبلور/ دالة على كون الظاهرة المجتمعية بالعموم "مزدوجه"، يقابلها فرديا على مستوى كينونة مادتها البشرية ازدواج الكائن البشري ( عقل / جسد)، وهذا ماقد ظلت البشرية تجهله، والعقل قاصرا دونه وصولا الى العتبة الاولية الابتدائية الجزئية التي تحول المجتمعات الى "ازدواج" طبقي من دون مغادرة للاحادية الارضوية، وهو ماقد حصل مع الغرب المعروف بالحديث، وماقد تكفل به شخص مثل ماركس من تكريسية قصوى ل"الصراع الطبقي"، المحكوم بحسب رؤيته لقانون و"حتمية" اخذة اياه نحو منتهى انفكاك الطبقية، مقطوع النهايات، بلا مابعد، ولا مستقرمحدد معلوم. ليس ثمة من شك بان الغرب الاوربي قد حقق مع انقلابه الالي الافتتاحي على مستوى المعمورة، شيئا من محاولة كسر القصورية العقلية المهيمنه والغالبه على مدى الطور اليدوي، انما من دون ان تصل حد اماطة اللثام الكلية عن المنطوي الكامن في العملية المجتمعية اصلا وابتداء، ماكان من شانه ومع الغلبة النموذجية والتفكرية التي حازها الغرب الالي، ان اشيعت في حينه والى الساعة، حالة من التوهمية الالية الابتدائية الكبرى، ظلت مستمرة الى اليوم من دون ان تظهر دالات ما على احتمالية بدء الانتباه لوطأتها، فضلا عن محاولة تغيير المروية المتعلقة بالالة كونيا، محل ماهو غالب من سردية محدودة بحدود "اوربا"، بحكم اسبقية انبجاس الاله في الموضع الاوربي. على الاساس المشار اليه، ومن هذا المنطلق كان على الالة وانتقاليتها الكبرى ان تمر بمحطتنن، اولى استهلالية ابتدائية تظل هي الغالبة مدعمه برسوخ اسس ومنطلقات ماقبلها، وثانيه تظل غائبة الى ان تكتمل عناصر الانتقالية وتشكليتها العالمية تجاربا واختبارات وتطور يطرأ على الالة نفسها، بعد شكلها او صيغتها الانبثاقية الاولى "المصنعية" قبل التكنولوجية الانتاجية الراهنه ومابعدها، مايترافق حكما مع انقلابيه عقلية وعلى مستوى الادراكية والاستيعاب، غير تلك الابتدائية التي تكون اوربا موضع البدء قد اقترحتها وذهبت الى تكريسها على انها الحقيقة المطلقة قبل الاوان، وقبل استيفاء الحدث الانقلابي النوعي الحاصل لاسباب الاكتمال والنضج الواقعية والمادية الموافقة لطبيعته ادراكا. وانا اعرف ان مايرد هنا سيوضع في احسن الاحوال ضمن خانه الخراقه والتجاوز غير المقبول، ولاالوارد اعتباره بمثابة افتراض مناسب عقليا لموضوعه الشديد "العلمية" و " الرسوخ"، هذا اذا لم ينظر اليه ككفر، خصوصا انني لا اناور او احاول ان اخفف وطاة المعروض املا في تسريبه ب"الحسنى". وبكلمه وبلا مواربة اقول: بان الانقلاب الالي هو انقلاب لاارضوي لم يتحقق بعد، وان ماقد حصل الى الان على هذا الصعيد ماهو الا ممهدات ضمن عملية لم تكتمل حتى الساعه، بانتظار تمخض ما مشار اليه من الاشتراطات والظروف والممكنات والعناصر اللاازمه والضرورية للانقلابية العظمى العقلية المنتظرة على مر تاريخ العملية المجتمعية، بما انها هي العنصر الفاصل والحاسم الذي لاانتقال، ولا انقلاب اكبر مابعد يدوي من دونه. ومع عدم نسيان الصلة الوثيقة بين الواقع المعاش والوعي، يفترض التمييز بين "الواقع الفكرة" و " واقع الملموس والمادة"، الاول اللاارضوي الكتابي كما تحقق في التاريخ والى اللحظة الراهنه "كتابيا" لاكيانيا جغرافيا، بمانعرفه من "كيانيه ابراهيمه" توراتية، انجيلية، قرآنيه، مقابل مالا يحصى من الكيانات والدول والحكومات الارضوية، وكل هذه لها مسارات وتاريخانيه وتشكليات تطورت بموجبها او انهارت وتمزقت، او حل محلها غيرها ضمن اليات الصعودية التفاعلية التاريخيه، يمكن البحث لها عن اسباب ومحركات وعوامل دفع او اسباب اعاقه وتاخير او انهيار، وصولا الى ماقد سبق واشرنا اليه من "مادية تاريخيه" وحتمياتها ومنتهياتها. بالمقابل لم يكن متوقعا بالمطلق نشوء تاريخيه لاارضوية بينما هي خارجه اصلا عن الادر اكية وغير حاضرة كنمطية وكينونه، تجمل من يومها الى الان ك "دين" وظلت حتى بعد العتبه او الخطوة الاولية التي اجترحتها اوربا الاليه مع "علم الاجتماع" اخر العلوم، فما كان لها ان تتفضل على اللاارضوية وتعبيريتها سوى ب "علم الاجتماع الديني"، دالة على استمرار القصورية العقلية التاريخيه، حيث استحالة القفز المستحيل كما هو مطلوب ولازم الى "علم اجتماع اللاارضوية". ولاشك ان قفزة من هذا النوع ستكون بالحد الادنى بمثابة انقلاب كلي شامل في الرؤية والنظرة البشرية للوجود والذات والمنطوى المترتب على الظاهرة المجتمعية ككل، اولها والمبتدا المناسب لها، هو حيثيات التشكلية التاريخيه الابتدائية والتاريخيه الرافدينيه التي تنتظم تفاعليتها الاصطراعيه، بنمطيتها الاولى اللاارضوية الكونيه المتعدية للكيانوية، وازدواجها المجتمعي الاصطراعي، وآلياته المطابقة لنوعه، ولخاصية الدورات والانقطاعا ت التي تنتظم وجوده وسيرورته، دورة اولى سومرية بابلية ابراهيميه تنتهي بسقوط بابل 539 قبل الميلاد، ودورة ثانيه عباسية قرمطية انتظارية، انتهت مع سقوط بغداد 1258، ودورة ثالثة هي الراهنه المستمرة من القرن السادس عشرمع قيام "اتحاد قبائل المنتفك" في ارض سومرمجددا، في الطور الالي، والمحكومه للنطقية النوعيه النمطية، بعد دورتين خاضعتين ل"اللانطقية" المتعدية للممكنات الادراكية العقلية بقدر ما متاحة ومتوفرة للكائن البشري يدويا. لاعلم اجتماع، ومن ثم فلااي مقاربة لقانون التاريخ المجتمعي ووجهته، من دون اماطة اللثام عن اللاارضوية، اي عن الازدواجية المجتمعية، ومن ثم عن التفاعلية المجتمعية التاريخية الاصطراعية بين النمطيتين، وصولا الى التحوليه الكبرى المتولدة عن الانقلابية الالية بصيغتها اللاارضوية العقلية، مع وسيلة الانتاج المادية/ العقلية، التي هي مقصد ومآل تشكل الاله ابتداء من صيغتها الاولى "المصنعية" قبل التكنولوجية الانتاجية الحالية، حين يبدا التفارق من هنا فصاعدا، بين طبيعة وسيلة الانتاج بصيغتها الاخيرة التكنولوجية العليا/ العقلية، واشتراطات الانتاجية المتبقية من الطور اليدوي، بما هي انتاجية حاجاتيه جسدية ارضوية، خلاصتها والوصف الدال على طبيعتها ( التجمع + انتاج الغذاء). ـ يتبع ـ
#عبدالامير_الركابي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
-الوطن كونية العراقية- حين تظهر؟/1
-
الهوية الشرق متوسطية الابراهيمه والعصر/4
-
الهوية الشرق متوسطية الابراهيمه والعصر/3
-
الهوية الشرق متوسطية الابراهيمه والعصر/ 2
-
الهوية الشرق متوسطية الابراهيمية والعصر/1
-
اسرائيل المهزومه: لماذا وكيف ومتى؟/ 7
-
اسرائيل المهزومة: لماذا ومتى وكيف؟/6
-
اسرائيل المهزومة لماذا ومتى وكيف؟/ 5
-
اسرائيل المهزومة: لماذا ومتى وكيف؟/4
-
اسرائيل المهزومه: لماذا ومتى وكيف؟/3
-
إسرائيل المهزومه: لماذا ومتى وكيف؟/2
-
إسرائيل المهزومه: لماذا ومتى وكيف؟/1
-
ا الخيار البشري الازدواجي والطغيان الاحادي/3
-
الخيار البشري الازدواجي والطغيان الاحادي/2
-
الخيارالبشري الازدواجي والطغيان الاحادي؟/1
-
لماذا وحد نتنياهوغزة ولبنان؟
-
الثقافة العراقية ازاء ذاتها والعالم/ ملحق
-
الثقافة العراقية إزاء ذاتها والعالم(2/2)
-
الثقافة العراقية ازاء ذاتها والعالم (1/2)
-
الانبعاث السومري واكذوبة -محمد علي-/ 5
المزيد.....
-
ترامب يعلن كارولين ليفيت متحدثة باسم البيت الأبيض بإدارته ال
...
-
إيطاليا تحتج على الهجمات الإسرائيلية -على أفرادها وبنيتها ال
...
-
ديمقراطيون بمجلس الشيوخ يدعون إلى التحقيق في احتمال تواصل ما
...
-
بيسكوف: تم ترتيب محادثة بوتين وشولتس بسرعة
-
وزير خارجية اليابان في أوكرانيا
-
مصرع 10 أطفال حديثي الولادة جراء حريق بمستشفى في الهند (فيدي
...
-
بيسكوف: ماكرون لم يطلب إجراء محادثة مع بوتين
-
/ملخص يومي/.. الهجمات الإسرائيلية على لبنان وجهود التسوية 16
...
-
مسؤولة أميركية تزور الجزائر ومصر لبحث التعاون الإنساني في ال
...
-
بهدف -هيمنة واشنطن على الطاقة بالعالم-.. ترامب ينشئ مجلسا وط
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|