نورالدين علاك الاسفي
الحوار المتمدن-العدد: 8162 - 2024 / 11 / 15 - 15:48
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الدولة العميقة (ديرين دولت) - الكسندر دوغين (06)
THE DEEP STATE (DERIN DEVLET)
Alexander Dugin
الكسندر دوغين
ترجمة : نورالدين علاك الاسفي
[email protected]
المحافظون الجدد: من التروتسكيين إلى الإمبرياليين.
المركز الثاني في الدولة العميقة هم المحافظون الجدد. في الأصل، كانوا تروتسكيين يكرهون الاتحاد السوفيتي وستالين، لأن روسيا، من وجهة نظرهم، لم تقم اشتراكية دولية بل اشتراكية "وطنية"، أي الاشتراكية في بلد واحد. و بالنتيجة، لم يتم في رأيهم إنشاء مجتمع اشتراكي حقيقي، ولم تتحقق الرأسمالية بالكامل.
يعتقد التروتسكيون أن الاشتراكية الحقيقية لا يمكن أن تظهر إلا بعد أن تصبح الرأسمالية عالمية؛ وتنتصر في كل مكان، وتمزج بشكل لا رجعة فيه جميع المجموعات العرقية والشعوب والثقافات؛ مع إلغاء التقاليد والأديان. عندها فقط (و ليس قبلا بلحظة) سيأتي وقت الثورة العالمية.
لذا، خلص التروتسكيون الأمريكيون إلى أنه يجب عليهم مساعدة الرأسمالية العالمية؛ والولايات المتحدة كرائد لها، بينما يسعون إلى تدمير الاتحاد السوفيتي (ولاحقا روسيا، كخليفة له)، إلى جانب جميع الدول ذات السيادة.
لقد اعتقدوا أن الاشتراكية لا يمكن أن تكون إلا دولية بحتة، مما يعني أن الولايات المتحدة بحاجة إلى تعزيز هيمنتها والقضاء على خصومها. و فقط؛ بعد أن يبسط الشمال الثري هيمنة كاملة على الجنوب الفقير؛ و تسود الرأسمالية الدولية في كل مكان؛ ستغدو الظروف مهيأة للانتقال إلى المرحلة التالية من التطور التاريخي.
لتنفيذ هذه الخطة الشيطانية، اتخذ التروتسكيون الأمريكيون قرارا استراتيجيا بدخول السياسة الكبيرة؛ ولكن ليس بشكل مباشر؛ لأن لا أحد في الولايات المتحدة صوت لصالحهم. و بدلا من ذلك، تسللوا إلى الأحزاب الرئيسية، أولا عبر الديمقراطيين، وبعد ذلك، بعد اكتساب الزخم، من خلال الجمهوريين أيضا.
اعترف التروتسكيون علانية بضرورة الأيديولوجية؛ و بازدراء نظروا إلى الديمقراطية البرلمانية، واعتبروها مجرد غطاء لرأس المال الكبير. وهكذا، إلى جانب مجلس العلاقات الخارجية، تم تشكيل نسخة أخرى من الدولة العميقة في الولايات المتحدة، فالمحافظون الجدد لم يتباهوا بتروتسكيتهم، بل بدلا من ذلك أغروا العسكريين الأمريكيين التقليديين والإمبرياليين وأنصار الهيمنة العالمية. و إلى أن يمتلك ترامب عمليا زمام الحزب الجمهوري؛ فمع هؤلاء الأشخاص؛ سيتواجه.
#نورالدين_علاك_الاسفي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟