علاء اللامي
الحوار المتمدن-العدد: 8162 - 2024 / 11 / 15 - 02:52
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
العملية الهجومية الفدائية الناجحة التي قام بها يوم أمس أربعة مقاتلين فقط من المقاومة الإسلامية اللبنانية ضد الكتيبة 51 من لواء غولاني الصهيوني وانتهت بمقتل خمسة جنود وضابط وانسحاب المجموعة المهاجمة بسلام، لم تكن الأولى من نوعها فقبلها كبَّد المقاومون الفلسطينيون في غزة، وتحديدا في حي الشجاعية هذا اللواء بالذات خسائر فادحة بلغت 44 عسكريا (وفي عملية واحدة قتل المقاومون الفلسطينيون قائد اللواء المقدم تومر غرينبيرغ و8 ضباط ومقاتلين آخرين)، ودفعت قيادة العدو إلى إقالة قائد إحدى كتائبه وسحب اللواء (لالتقاط الأنفاس) وقد عرضت وسائل الإعلام مظاهر الابتهاج الهستيري والاحتفالي بين جنود اللواء فرحا بنجاتهم من الموت وسحب لوائهم!
*لقد أصبح العدو دولة متطورة تسليحيا وعلميا وهي دوليا فوق القانون ومحمية من طرف الغرب الإمبريالي كله فلا مذكرة اعتقال بحق مجرمي الحرب الصهاينة صدرت كما وعدونا عن المحكمة الجنائية الدولية ولا قرارا ملزما بوقف إطلاق النار صدر عن محكمة العدل الدولية او عن مجلس الأمن وماتزال الأسلحة والذخائر القاتلة تنهال على مخازن العدو من أميركا (1185 سفينة أسلحة أميركية مرت خلال سنة واحدة من مضيف جبل طارق فقط كما قالت الصحافة الإسبانية) وغيرها. والدول العربية والإسلامية وباستثناءات نادرة جدا هي بين متفرج وشامت ومشارك ومنحاز إلى جانب العدو كحكومات الإمارات ومصر والسعودية والمغرب... في حال كهذه لا تنفع المقاومة ولا جمهور المقاومة المخلص التهويلات ولا المبالغات في سلاح المقاومة الصاروخي ولا أحلام عصافير غير واقعية أخرى بل إن عامل الانتصار الأكبر والطريق نحو الانتصار هو الإنسان المقاوم بسلاحه البسيط وزوادته القروية من الطعام والماء. إنه الطريق الأمثل والمجرب نحو الانتصار من خلال جعل العدو ينزف وينزف حتى الانسحاب من الميدان والإقرار بالهزيمة!
*عملية الأمس الجريئة في قرى الحافة الحدودية اللبنانية أعادت الاعتبار إلى المقاوم الإنسان بوصفه عامل الانتصار الحاسم حتى لو كان سلاحه بسيطا وحين تتوفر له الظروف المناسبة من المسافة صفر والقيادة الجريئة والذكية. إذن الصواريخ تراجع دورها وربما حلت المسيرات وخاصة الانقضاضية محلها من حيث البأس والخطورة كما اكدت مسيرات المقاومة العراقية التي أدمت العدو في ثلاث مناسبات. وعلى هذا العامل البشري المقاتل إنما ينبغي التعويل وليس على المبالغات في الصواريخ بعيدة المدى رغم أنها تؤدي دورا مهما في القتال وتلحق بعض الخسائر المادية ولكنها تأتي في المرتبة الثانية والأرقام – حتى إذا أخذنا بالحسبان أن العدو يخفي خسائره – تؤكد ذلك. إن تراجع مفعول وتأثير الصواريخ حتى النقطية والنوعية سببه اختراع مضادات تكنولوجية متقدمة وخصوصا اللازرية الجديدة وسببه أيضا بناء العدو لشبكات واسعة من التحصينات والملاجئ وبنية إعلامية وتحذيرية استباقية فعالة جعلت خسائره من الصواريخ تهبط إلى أدنى مستوى لها!
*لكم المجد أيها المقاومون الشجعان في غزة وجنوب لبنان فأنتم الأمل وصانعو الأمل والطريق نحو الأمل والانتصار القادم.. فبكم نفتخر ولشهدائكم نقدس!
#علاء_اللامي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟