رولا حسينات
(Rula Hessinat)
الحوار المتمدن-العدد: 8161 - 2024 / 11 / 14 - 22:50
المحور:
الادب والفن
-ها، لم يحدث لي يا ست بريدة، افتحي عليّ...فتحها الله عليكِ؟ من حيث المال والمآل لا يكن ببالك شيء...فقط قولي لي كيف استعيد زوجي الذي ألهبت جنونه تلك الق......
أمام توسلها وتضرعها أماما لم يهتز لها طرف، بقيت مطرقة التفكير، تدور بإصبعها الماء أمامها في الصحن الأبيض...بيدها اليسرى التقطت القليل من عشبة عصا الجني رمتها على هو في الماء ثم دورتها بيدها...ثم غطتها بقطعة قماش بيضاء...ألقت ببضع كلمات ثم انتفضت، وساد الصمت الغرفة السماوية وأشعة الشمس تمد أذرعها على القطع العتيقة المرصوفة بها غرفة السيدة بريدة، التي ذاع صيتها في قصر صغير في آخر المدينة...بممر يضيق في العشرة أمتار الأولى ثم يتسع بمثلها وما يلبث أن يضيق، بطريق مرصوفة بحجارة بيضوية لامعة يميل اللون السكني، والجدار الذي يسير مع الطريق بحجارة مربعة الشكل ملساء دون أي نتوء في جزئها الأعلى، وبحجارة مستطيلة طول الكف بارزة في الجزء السفلي منها تغطيه قشرة من الملح الأبيض الذي فر من قبضة الدفء، الجدار الطويل يحجب نور الشمس، تتدلى من فوقه أحبال من زهر الياسمين الأزرق والأبيض، قليل من النور يطرقها السائلون من كل حدب وصوب، يقال: أنه لا مرض ولا حاجة من حوائج الإنس والجن تخفى على السيدة بريدة....يتحسر الكثيرون أنهم لم يعرفوا عنها الكثير إلا قريبا من الزمن، واقسموا أن لا تغيب عنهم ليلا أو نهارا، فكان من أمرهم أن أقاموا على قصرها بالرعاية والعناية فأغدقوا بالطعام والشراب والخدم والحشم، وأمنوا الطريق من مدخله وحتى نهايته فالدخول بالتفتيش الدقيق حتى لا تغيب عنهم صغيرة أو كبيرة...قطعت صمتها وقالت مدي يدك اليمنى إلى الصحن واقبضي قبضة فيها حل لعشيقة زوجك، فلن تريها بعد اليوم...بذهول مدت يدها ورجفة وخيفة مما ستجد ولا حول لها ولا قوة باختلاس لو نظرة لما ستجد...أغمضت عينيها ولمست القطعة البيضاء التي تغطي الصحن، فغرت فاهها وشهقت وهي تقبض بيدها حجرا لم تعرف كيف جاء أو من أين؟ لكنها أيقنت أن عشيقة زوجها قد اختفت لا محالة...الفرحة التي جعلت تسير وكأنها تطير من فوق الأرض، كانت تثقل كاهل السيدة بريدة وهي ترى بين عينيها أمرا جللا سيحدث، ولكن لم يكون هو من اختارته السماء لذلك؟؟لم؟
#رولا_حسينات (هاشتاغ)
Rula_Hessinat#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟