محمد حمد
الحوار المتمدن-العدد: 8161 - 2024 / 11 / 14 - 01:11
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لم يبق لدى أحد مثقال ذرّة من الشك بان اليهود، والعنصر الصهيوني منهم، هم الذين يحكمون امريكا. وما على الرؤساء ومن اي مشرب ومذهب وحزب كانوا، الاّ تقديم آيات الشكر والامتنان لوجودهم لاربع سنوات في البيت الابيص، الى ما يسمى بالجالية اليهودية في امريكا. وأن يقدّموا لكل مسؤول اسرائيلي يزورهم شهادة حسن سلوك وشهادة تثبت ان عقله الباطن لا يحتوي على شيء مسيء لاسرائيل. كل هذا طبعا يكون مرفقا بقائمة طويلة من التعهدات والوعود غير القابلة للنسيان أو للنكران أو للاهمال، بتقديم كل ما يحتاجه الكيان الصهيوني من أدوات القتل والدمار وفي اي ظرف وزمان. ويتّضح من خلال التجارب التي لا تقبل التأويل أن جميع ساسة أمريكا يرقصون طربا ويغنون "كلُّ في حُبك يهون" عندما يزورهم سيّدهم الصهيوني قادما من تل ابيب.
هذه ليست المرة الأولى التي يقول فيها المخرف جو بايدن في استقباله لنظيره "ابن عمه الحميم" رئيس الكيان الصهيوني: "لتكون صهيونيا ليس ضروريا ان تكون يهودي". فقد سبق لبايدن وان كرّر مثل هذه "الحكمة" الدالة على خوف ورعب الرؤساء الامريكان من دويلة اسرائيل.
نحن في انتظار ما سيقوله الرئيس الجديد دونالد ترامب من عبارات شوق وحب وغزل وهيام حول العلاقة "الغرامية" الملتهبة بين واشنطن وتل ابيب. ولا استبعد أن يأتينا الرئيس الجديد بتصريحات أقوى وأشد وأعمق ممّا قاله سلفه يايدن. ولا تستغربوا إذا سمعتم دونالد ترامب يقول: "لتكون رئيسا لأمريكا يكفي أن تكون صهيونيا مخلصا".
وها هو قد قام بتعين، كما تقول وسائل اعلام امريكا، وزيرا للدفاع من المؤيدين المخلصين لاسرائيل ومن المطالبين بتدمير غزة ! ونقول لمن ما زال لديه بعض الشك أن وزارة الدفاع الامريكية هي من "حصّة" اسرائيل بلا منازع بغض النظر عن لون بشرة الوزير سواء كان اسمراني داكن "طوخ" ام اشقراني فاتح، بلون الخوخ.
والحقيقة المرّّة في عصرنا هذا هي أن دويلة صغيرة اسمها اسرائيل تحكم دولة عظمى اسمها امريكا. ومن خلال هذه "الامريكا" تتحكّم اسرائيل بثلثي دول العالم. وتسيطر على معظم السياسات والقرارات المصيرية لكل دولة منها...
.
#محمد_حمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟