رامي الابراهيم
كاتب، صحفي، مترجم، لغوي، سينمائي
(Rami Ibrahim)
الحوار المتمدن-العدد: 8161 - 2024 / 11 / 14 - 01:04
المحور:
الادب والفن
صديقتي والليلُ فضيّ تماماً
وجمالُنا يغري النّعاس
وحضورنا يلغي الإرادة
كنّا انتظرنا
ساعةً من غفوة البدر
كي نعلن تهافتنا على الشبّاك
رفقةً في درب أغنيةٍ حزينة
كنا تساقطنا من الشباك
على حشيش القاع
أغرتنا زهرة فيه
تفتحنا بها
مثل عقلٍ جميل
يقطع حبل سرته المَكين
كم كان الزّمان شهياً
في بداية الدّنيا
وكم كان شقياً
على مرّ العصور
لكننا ندمن الأمس
نبقيه في ذكرياتنا أبداً
كيلا نسقط في حواضرنا
قتلى المكان
ما كان يزيحنا عن حشيش الدار
غير سحابةٍ طرنا لها
وفي قلبينا كانت تغني
البلابل
كانت تعشش
وما كانت تطير كيلا
تحطّ بغير المكان الأثير
عدنا بها إلى شرفةٍ في دارٍ محطمةٍ
كانت ترسل منها الأماني
إلى أقصى المحيطات
أرسلنا طائر الشوق المجنّح
زاجل الأحلام يمضي في رحاب
الدّرب مرتاحاً
يحطّ في كل الأماكن حيث
التوى حلم على غصن
أو انغرس ها هناك في جسم الأرض معول
…
كنا نعين الزّمان على قضاء أمسيةٍ
تبديدها يكون بالسّكر
بالأغنيات
لم يعد يطيقنا هذا الزمان فألغانا
من الحضور المنزّل
ونحن كنّا
فرشنا قلبه
نمنا فيه
مارسنا الحب في خلاياه
إنا نحبّ
هذي هويّة العشاق
يا زمني
فأيّ مكانٍ هو المنفى
مادمت تنكر حقنا في المجيء
وفي الذهاب كأي عصفورين
لا يريدان من زمانهما
غير عشٍّ لا يقيهما شيئاً
لكنّه ومع ذلك ضروري
كي تستمرّ الحياةُ
كي يستمرّ الحضور الأليف
وكي نستمرّ في الزمان الراهن
كما كنّا في ذاك الزمان
وكما سنكون في كلّ زمان قادم
#رامي_الابراهيم (هاشتاغ)
Rami_Ibrahim#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟