أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم نصر الرقعي - الجمع بين الرأسمالية والاشتراكية يعني نظام العدالة والكفالة في الاسلام!














المزيد.....

الجمع بين الرأسمالية والاشتراكية يعني نظام العدالة والكفالة في الاسلام!


سليم نصر الرقعي
مدون ليبي من اقليم برقة

(Salim Ragi)


الحوار المتمدن-العدد: 8160 - 2024 / 11 / 13 - 22:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يجب الانتباه إلى أن الأنظمة الرأسمالية - وخوفًا من غول الاشتراكية الشيوعية الذي أرعبها في بداية القرن الماضي (العشرين) - قامت بتطوير نفسها وتقديم تنازلات كبيرة وكثيرة لمجتمعاتها والطبقات العاملة، فبريطانيا بقدر ما انها دولة ليبرالية ورأسمالية الا انها دولة تقوم على مبدأ العدالة والكفالة الاجتماعية، ولهذا السبب تأخذ من كل مواطن على قدر دخله من اجل تحقيق مبدأ الكفالة الاجتماعية للجميع، فهي دولة تراعي الطبقات محدودة الدخل في مسألة ضريبة البلدية وفي دعم الطبقات الضعيفة في تكاليف المعاش والطاقة والعلاج والتعليم وهي حقوق اساسية من حقوق المواطنة في اوروبا الغربية، وهو واقع ألمسه كمواطن بريطاني محدود الدخل، فيا ليتنا في العالم العربي نصل لمثل مستواهم فيما يتعلق بمبدأ العدالة والكفالة الاجتماعية ((من كلٍّ حسب جهده، ولكلٍّ حسب عمله، ومن كلٍّ حسب دخله، ولكلٍّ حسب حاجته)) وهو نظام جيد يجمع بين خصائص الراسمالية وخصائص الاشتراكية، فلا شك أن الرأسمالية - بطبيعتها المتناغمة مع طبيعة وفطرة الإنسان العريقة والعميقة في حبه للمال وجمع الثروة واثبات الذات والاستقلال المالي - تتسم بالفاعلية والكفاءة في زيادة الانتاج وتكثير الثروة الشخصية والوطنية بل والثروة الدولية في الكوكب، فبغض النظر عن مسألة (توزيع الثروة) علي المستوى الاجتماعي الداخلي بين الأفراد والعوائل في كل قطر أو على مستوى العالمي في المجتمع الدولي بين الأقطار والدول، فلا شك أن الرأسمالية - وخلال هذه المرحلة من عمر البشرية، ولعدة قرون قادمة - ستظل هي المحرك والمحفز الأساسي ليس للاقتصاد وحسب بل وللعلم والتقنية والفنون وسائر أصناف الإنتاج الأدبي والفكري والفني والترفيهي، وبالتالي فهي من يقود سير التقدم المادي والاقتصادي والعمراني والعلمي والتقني، ولهذا السبب بالذات، أدرك الشيوعيون الصينيون ضرورة ركوب صهوة الرأسمالية باعتبارها الحصان الأقوى والأمهر والأقدر على جر المجتمعات نحو النمو والتقدم الاقتصادي والعلمي وتضخيم الثروة الوطنية وليس الشيوعية عديمة الكفاءة والفاعلية بسبب عدم تناغمها مع طبيعة وفطرة البشرإلا إذا تمكنا من خلق إنسان نموذجي وأخلاقي (جديد) و(رشيد) ليحل محل هذا الإنسان الحالي الذي تسيطر عليه غرائزه وأنانيته ونظرته المحدودة المرتبطة بأيامه المعدودة!، لذا تخلى كل العالم عن الشيوعية واشتراكية الدولة وكل أشكال الاشتراكيات القومية كنظام اقتصادي وتبنوا الرأسمالية والليبرالية دون الوصول لحد تبني الديموقراطية بصورتها الغربية، فالجمع في أوروبا الغربية بين مزايا الرأسمالية ومزايا الاشتراكية الواقعية المعتدلة تم منذ عقود وربما تحت الخوف من غول الشيوعية والثورات الاجتماعية التي تولد من رحم غياب العدالة والرحمة وتزايد رقعة الفقراء في المجتمع، ولهذا فإن الجمع بين الرأسمالية والاشتراكية كان هو جوهر نظام العدالة والكفالة في الاسلام ولو بصورته البدائية التي كانت في نظام الزكاة (التصاعدية) وتفتيت الثروة بمنهج التوريث كي لا تتركز في أيد محدودة ومعدودة بل ورفع شعار ومبدأ فلسفة الاسلام في توسيع وتدوير الانتفاع بالثروة في قول القرآن وبشكل واضح وصريح : (( كي لا يكون دولة بين الأغنياء منكم!)) أي لكي لا يكون المال يدور في دائرة مغلقة وضيقة في المجتمع هي دائرة الأغنياء، فيجب أن تعم منفعة المال في المجتمع الجميع وفق مبدأ العدالة والكفالة وليس مبدأ المساواة!! وهو ما نراه مطبقًا بشكل حديث في أوروبا الغربية يجمع بين عامل كفاءة وفاعلية الرأسمالية وقيم ومتطلبات بين العدالة الاجتماعية والكفالة الإنسانية والوطنية التي تراعي الفقراء ومحدودي الدخل وتسعى لضمان حياة كريمة لهم، فتأخذ شطرًا من مال الاغنياء والميسورين وترده على الفقراء والمعسرين، أي من خلال توزيع دخل الرأسمالية على اساس العدالة والكفالة الاجتماعية وليس المساواة بين المواطنين في المعيشة والثروة، بل بحيث يكون لكل مواطن حسب جهده ونشاطه من ماله (النصيب الأكبر)، وللدولة حسب دخله، ثم توزع الدولة جزء مما تجمع لديها من الضرائب على الطبقات الفقيرة ومحدودة الدخل حسب حاجتها وكذلك في صورة خدمات عامة، المعاش والتعليم والصحة والنظافة العامة..... نظام جيد وعادل وهو تطوير لنظام العدالة في الاسلام في عهد الخلافة الراشدة، وهو وسط بين الرأسمالية الانانية المتوحشة وبين الاشتراكية الشيوعية الطوباوية، وياليتنا نقدر على تحقيقه في بلادنا ولكن في ظل خصوصياتنا الوطنية والدينية.
أخوكم العربي البريطاني المحب



#سليم_نصر_الرقعي (هاشتاغ)       Salim_Ragi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يا ليت لنا (قائد عربي ومسلم) بشدة ودهاء وقومية هذا (النتن يا ...
- اللهجة العربية العامة الجديدة ودور اللهجات القطرية الغالبة ف ...
- موقفي كعربي وليبرالي مما يحصل لحزب الله!!
- إلصاق تهمة المثلية بالليبرالية لا يختلف عن الصاق تهمة الارها ...
- الخطوط العريضة للحركة الليبرالية العربية الاسلامية كمشروع لل ...
- سبعة أصناف من الناس لا أثق فيهم!؟
- الأناركية وحلم القضاء على الأنترنت!؟
- خواطر في شروط النهضة: التربية والتعليم؟
- الحلحله !!؟؟
- ماذا تفعل لو كنت بمكان السنوار أو بمكان النتن ياهو!!؟
- علاقة الدين بالدولة بين ثلاثة شعارات ومشروعات في العالم العر ...
- اليهود العاربة والمُستعربة في عهد النبي محمد!؟
- كيف حلَّ الاتجاه الليبرالي العربي الاسلامي مشكلة التناقض الظ ...
- اوردغان وسوريا ولعنة الاخوان!
- الايمان بالديموقراطية ليس كافيًا لنجاحها بل لابد من (الفقه)!
- هل سينجح (ستارمر) في تحسين معيشتنا كما نجح (بلير)!؟
- الإصلاح بين الفلسفة المادية والفلسفة المثالية(!؟)
- هل الاسلام السياسي انتهى ومات بالضربة القاضية!؟
- من الليبرالية الفردانية (الكلاسيكية) إلى الليبرالية الاجتماع ...
- ماذا قال لي شيطان نظرية المؤامرة!؟


المزيد.....




- رسميا.. ترامب يختار ماركو روبيو وزيرا للخارجية الأمريكية بإد ...
- إسبانيا: أمطار غزيرة تغمر مناطق الجنوب والشرق وتجدد مخاوف حد ...
- دراسة تكشف تجاوز عدد مرضى السكري حاجز 800 مليون بالغ عالميا ...
- استمرار الغارات الإسرائيلية على مناطق في لبنان ومجلس الأمن ي ...
- قنبلة هيدروجينية تسقط على بقرةَ!
- غايتز المرشح لمنصب المدعي العام الأمريكي يقر بتبعية القرم لر ...
- في اليوم العالمي للسكري، ماذا نعرف عن هذا المرض؟
- -سيمافور-: بايدن سيلتقي السبت المقبل الرئيس الصيني في ليما و ...
- إعلام أمريكي: ترامب يفكر في تعيين محاميه تود بلانش نائبا لوز ...
- الخارجية الروسية تقيم فرص التوصل إلى توافق حول الإعلان الختا ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم نصر الرقعي - الجمع بين الرأسمالية والاشتراكية يعني نظام العدالة والكفالة في الاسلام!