أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كرم نعمة - لندن ترفع القبعة لأوركسترا عمانية














المزيد.....


لندن ترفع القبعة لأوركسترا عمانية


كرم نعمة
كاتب عراقي مقيم في لندن

(Karam Nama)


الحوار المتمدن-العدد: 8160 - 2024 / 11 / 13 - 20:54
المحور: الادب والفن
    


قالت لي سيدة بريطانية إنها بقيت شغوفة بهذه البلاد منذ قرأت رواية “أجرام سماوية” لجوخة الحارثية التي فازت بجائزة مان بوكر قبل سنوات، وهذا الشغف وحده جعلها تكون هنا! كانت هذه السيدة تتحدث بينما مسرح “دروري لين الملكي” الذي شهد عبر تاريخه أشهر الإنتاجات الموسيقية الخالدة في العالم، كان يرفع القبعة الإنجليزية لشباب أوركسترا مسقط الفيلهارمونية السلطانية، في عرض جدير بأن يكون باهرا عندما يتعلق الأمر بأصابع غضة لفريق موسيقي غالبية أعضائه من الشباب والفتيات في العشرينات من أعمارهم.
في هذا العمر قبلوا الدخول في رهان القطع الموسيقية الصعبة، وجعلوا الجمهور البريطاني يتأمل مشهدا نادرا عندما تكون هذه الأوركسترا تقدم عرضها الأول في لندن، وهو عرضها الأول أيضا خارج سلطنة عمان.
كان من المثير للإعجاب أيضا أن تكون إلهام الطوقية قائدة الأوركسترا كأول فتاة عمانية وخليجية ارتقت إلى هذا المجد الحسي، بعد أن نمّت مسيرتها كعازفة كمان حائزة على درجة الماجستير في قيادة الموسيقى من الكلية الملكية الويلزية للموسيقى والدراما.
لم يكن عمر هذه الأوركسترا مع فريق الإنشاد الأوبرالي المقتصرة على شباب وفتيات عمانيين حصرا، أكثر من 14 عاما، وهي تسترق الأسماع إليها في أفخم قاعات الموسيقى العالمية بالعاصمة البريطانية.
خضعوا هؤلاء إلى تدريب صارم ومكثف منذ أن كانوا في أعمار الرابعة عشرة لبناء أساس قوي في تقنية الأوركسترا.
ومع أن هذا الحفل هو الأول لهم خارج عمان، إلا أنهم اختاروا الولوج في الاختبار الأصعب لأداء قطع كانت بمثابة الرهان على الأداء التكنيكي في العزف، فكانت الرقصة الأخيرة، العمل السيمفوني من حركة واحدة للإيراني محمد رضا علي غولي الذي جمع بلمسة لحنية معبرة اللمسات الشرقية والغربية معا.
ثم اختاروا التوزيع الأوركسترالي للحن الفنان إبراهيم المنذري لقصيدة الشاعر هشام الصقري “وتجلت لي عمان”، عادوا بعدها في كونشيرتو فيلكس مندسون وهم يتلاعبون بحركات الكمان لكسر توقعات المسامع عن حركة تقليدية ظاهريا في الكونشيرتو! لكن عندما دخل ببراعة عازف الكمان المنفرد مؤيد بن عامر الحلبي، على الفور ومن دون مقدمة أوركسترالية كانت المفاجأة في هذه القطعة.
أثاروا الأسماع بعدها بينما كانت القائدة إلهام الطوقية أشبه بحمامة عربية ساحرة على مسرح لندني مترع بتاريخ من الموسيقى، وهذه المرة برقصة إسبانيا “الخطوة المزدوجة” لباسكال ماركينا. وغالبا ما يرتبط أسمها بالرقصة النارية والدرامية.
ثم مروا على قصيدة الشاعر الأميركي روبرت فروست “المرعى” التي صنع منها الموسيقار راندال ستروب قطعة موسيقية هادئة تعلم الأسماع الإنصات المنعش لصوت النسيم والطيور!
صفق جمهور مسرح “دروري لين الملكي” بحماس منقطع النظير بعد سماع الرقصة المجرية ليوهانس برامز. وكان عليه أن ينصت ويتأمل باهتمام وفي آن واحد كيف يقدم العازف العربي للأوبرا الهزلية “العروس المقايضة” لبدريتش سميتانا الذي يلقب بأبي الموسيقى التشيكية.
في كل ذلك لم تبد هذه الأوركسترالية العمانية وكأنها مخلصة للموسيقى الغربية وحدها، كان عليها أن تسمع الجمهور الإنجليزي ماذا تعني الطربيات العربية، لذلك عادت إلى “سألوني الناس” لفيروز ذلك اللحن الباهر الذي صنعته مشاعر ومخيلة ابنها زياد وهو في السابعة عشرة من عمره! كرسالة شوق وانتظار من فيروز إلى زوجها المريض آنذاك. ثم الموشح الأندلسي “جادك الغيث” للشاعر لسان الدين بن الخطيب ولحني زكريا أحمد لقصيدة “ما شممت الورد” وقصيدة بيرم التونسي “غني لي”.
إن ما يتعلمه المرء حقا بعد هذه الأمسية التي انتقت “الكلاسيكيات العالمية” من دون أن تغفل الألحان العربية، أن هناك موسيقيين يتحملون اليوم أصعب مهام الحفاظ على الذائقة السمعية العربية التي يراد لها أن تشوه في موسيقى أقل ما يقال عنها بغيضة.



#كرم_نعمة (هاشتاغ)       Karam_Nama#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل سحقت رجولة إيران الجيوسياسية؟
- أصحاب كاظم الساهر
- كم صوتًا ستجمع تايلور سويفت؟
- اقتباس لا ينتهي من أورويل
- من يترقب الحرب العالمية الثالثة؟
- مشاهير المنصات يمسكون بالهراء
- بلير خرقة مبللة بالنفط وليس مصنع مُثل
- أين تتجه أخلاقيات الصحافة؟
- ذاكرة الألم في -كلنا مريم-
- مَن يحكم العالم بايدن أم نتنياهو؟
- أمضّ من أسى جيسيكا لانج
- لأنه… الحاكم المطلق للعراق!
- لماذا لا تكتب عن ماجد المهندس؟
- بلينكن غير المحظوظ بأسوأ وظيفة في العالم
- غناء عربي في زنجبار
- معركة دون كيشوتية مع التلفزيون
- هل حقا تريد إيران عراقا قويا؟
- شرطة الذائقة السمعية
- هل بمقدور المالكي التخلص من خوائه الطائفي؟
- كراسي حمودي الحارثي


المزيد.....




- منها لوحة -شيطانية- للملك تشارلز.. إليك أعمال ومواقف هزّت عا ...
- لافروف: 25 دولة تعرب عن اهتمامها بالمشاركة في مسابقة -إنترفي ...
- فنان مصري: نتنياهو ينوي غزو مصر
- بالصور| بيت المدى يقيم جلسة باسم المخرج الراحل -قيس الزبيدي- ...
- نصوص في الذاكرة.. الرواية المقامة -حديث عيسى بن هشام-
- -بندقية أبي-.. نضال وهوية عبر أجيال
- سربند حبيب حين ينهل من الطفولة وحكايات الجدة والمخيلة الكردي ...
- لِمَن تحت قدَميها جنان الرؤوف الرحيم
- مسيرة حافلة بالعطاء الفكري والثقافي.. رحيل المفكر البحريني م ...
- رحيل المفكر البحريني محمد جابر الأنصاري


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كرم نعمة - لندن ترفع القبعة لأوركسترا عمانية