محمد حمد
الحوار المتمدن-العدد: 8159 - 2024 / 11 / 12 - 22:04
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لقد أُصيب المواطن العربي والمسلم وحتى الكافر بخيبة أمل كبيرة ويأس عميق وسخط لا يُقاس من تكرار القمم العربية والإسلامية العديمة الجدوى. بل اصبحت هذه القمم مناسبات وديّة لتقبيل اللحى وتغيير الجو، وقرصة قد لا تتكرّر لبعص "القادة" للسلام على هذا أو ذاك من "الاشقاء" العرب والمسلمين. وكما تعوّدنا، منذ نصف قرن من الهزائم والاننكاسات على جميع الاصعدة، سوف تخرج علينا قمّة الرياض ببيان ختامي كالعادة "شديدة اللّهجة ترتعد له فرائص حكّام الكيان الصهيوني وترتجف من شدّته اوداج ساكن البيت الابيض القديم و الجديد على حد سواء.
سوف ترفع "قمة الرياض" شعارها الأزلي الاثير المكوّن من ثلاث كلمات ميّنة جفّ فيها المعنى منذ عقود من الزمن. وهنا أود أن أذكّر من خانته الذاكرة أن شعار كل قمة عربية أو إسلامية هو التالي:( نُدين ونشجب ونرفض) ومن المستحيل أن تضاف لهذا الشعار مفردة "نتحدى" ولو مكتوبة بقلم رصاص مكسور !
واذا دفع الفضول أحدكم لمعرفة المزيد عن القمم العربية والاسلامية ونتائجها المخزية فما عليه سوى البحث ( على محرك غوغل) عن البيان الختامي الذي صدر قبل عشرين عاما. ولو قارنتم البيان الختامي الذي سيصدر عن "قمة الرياض" هذه مع بيان ختامي صدر قبل أكثر من عقدين سوف تجدونه نسخة طبق الأصل. باستثناء تاريخ الاصدار. والسبب ببساطة هو أن الكيان الصهيوني هو نفسه والجرائم التي يرتكبها في ازدياد وأكثر همجية وبشاعة من قبل. والانكى من ذلك هو أن أصحاب الفخامة والسعادة والسمو هم أنفسهم بلا زيادة أو نقصان. وأن نصفهم يتمتعون بحصانة وحماية أمريكية ولديهم علاقات تطبيع علنية وسرية مع تل أبيب.
ولو كانت القمم العربية والإسلامية ذات جدوى لما وصلت الأمور إلى هذا الحد المأساوي. ولكان عدد الضحايا الفلسطينيين واللبنانيين أقل بكثير. ولكان الخراب والدمار في غزة وجنوب لبنان محدودا. ولو كان للحكام العرب وحكام بعض الدول الإسلامية قيمة واعتبار وشأن لدى امريكا والغرب عموما لما تغوّل الكيان الصهيوني واستاسد على الأبرياء من النساء وألاطفال والشيوخ. ومهما صدر من عبارات شديدة اللهجة وهذيان سياسي فارغ في "قمة الرياض" فسوف تنتهي في اليوم الثاني، الى سلة المهملات والنسيان. وبعد ذلك يعود اصحاب الفخامة والسعادة والسمو الى قواعدهم سالمين. يلفهم من كل جهة صمت العاجز اليائس. كأنّ على رؤوسهم الطير.
لقد عجز محلس الأمن الدولي وعجزت الجمعية العامة للأمم المتحدة وعجزت الدول الكبرى والمنظمات الدولية."المرموقة" عن وقف جرائم الكيان الصهيوني ولو ليوم واحد. فماذا ينتظر المواطن العربي أو المسلم من جامعة الدول العربية؟ جامعة السادة شعيط ومعيط واحمد ابو الغيط...جرار الخيط.
سؤال بريء لو سمحتم:
ما هي اخبار محكمة الجنايات الدولية؟
#محمد_حمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟