نورالدين علاك الاسفي
الحوار المتمدن-العدد: 8159 - 2024 / 11 / 12 - 18:14
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الدولة العميقة (ديرين دولت) - الكسندر دوغين (03)
THE DEEP STATE (DERIN DEVLET)
Alexander Dugin
الكسندر دوغين
ترجمة : نورالدين علاك الاسفي
[email protected]
ترامب واكتشاف الدولة العميقة في الولايات المتحدة.
الآن؛ دعونا نركز على حقيقة أن مصطلح "الدولة العميقة" ظهر في خطابات الصحفيين والمحللين والسياسيين في الولايات المتحدة خلال رئاسة دونالد ترامب. مرة أخرى، السياق التاريخي يلعب دورا حاسما.
بدأ أنصار ترامب، مثل ستيف بانون/ Steve Bannon وآخرين، يتحدثون عن كيف واجه ترامب، الذي يتمتع بالحقوق الدستورية لتحديد مسار السياسة الأمريكية كرئيس منتخب؛ عقبات غير متوقعة؛ لا يمكن أن تعزى ببساطة إلى معارضة الحزب الديمقراطي أو الجمود البيروقراطي.
تدريجيا، و مع اشتداد هذه المقاومة، بدأ ترامب وأنصاره يرون أنفسهم ليس فقط كممثلين للأجندة الجمهورية؛ التقليدية للسياسيين السابقين ورؤساء الحزب، ولكن كشيء أكثر من ذلك. إن تركيزهم على القيم التقليدية ونقد الأجندة العالمية ضرب العصب؛ ليس فقط مع خصومهم السياسيين المباشرين، "التقدميين" والحزب الديمقراطي، ولكن أيضا مع بعض الكيانات غير المرئية وغير الدستورية، القادرة على التأثير؛ بطريقة منسقة وهادفة؛ على جميع العمليات الرئيسية في السياسة الأمريكية؛ المالية، والأعمال التجارية الكبرى، والإعلام، ووكالات الاستخبارات، والقضاء، والمؤسسات الثقافية الرئيسية، والمؤسسات التعليمية العليا، وما إلى ذلك.
يبدو أن تصرفات الجهاز الحكومي ككل؛ يجب أن تتبع مسار وقرارات رئيس منتخب قانونا للولايات المتحدة. لكن اتضح أن هذا لم يكن هو الحال على الإطلاق. بغض النظر عن ترامب، في مستوى أعلى من "قوة الظل"، كانت العمليات التي لا يمكن السيطرة عليها جارية. وهكذا، تم اكتشاف الدولة العميقة في الولايات المتحدة نفسها.
في الولايات المتحدة، كما هو الحال في تركيا، هناك بلا شك ديمقراطية ليبرالية. لكن وجود كيان عسكري سياسي غير منتخب، مرتبط بأيديولوجية محددة (مستقلة عن انتصار أي حزب معين) وربما جزء من مجتمع سري (مثل منظمة من النوع الماسوني)، كان غير متوقع تماما بالنسبة للأمريكيين. لذلك، بات الخطاب حول الدولة العميقة خلال تلك الفترة كشفا للكثيرين، وتحول من" نظرية المؤامرة " إلى واقع سياسي مرئي.
بطبيعة الحال، فإن اغتيال جون كينيدي/ John F. Kennedy الذي لم يتم حل لغزه، والقضاء المحتمل على أعضاء آخرين من عشيرته، والعديد من التناقضات المحيطة بالأحداث المأساوية لـ 9/11، و الكثير من الأسرار الأخرى التي لم يتم حلها في السياسة الأمريكية؛ دفع الأمريكيين إلى الشك في وجود نوع من "القوة الخفية". و نظريات المؤامرة الشعبية الأمريكية اقترحت مرشحين أكثر احتمالا؛ من الشيوعيين المتخفين/ Crypto-communists؛ إلى الزواحف/ Reptilians والأنوناكي/ Anunnaki.
لكن قصة رئاسة ترامب، والأكثر من ذلك، اضطهاده بعد خسارته أمام بايدن؛ ومحاولتي الاغتيال خلال الحملة الانتخابية لعام 2024، تجعل من الضروري أخذ الدولة العميقة في الولايات المتحدة على محمل الجد. لم يعد شيئا يمكن رفضه. إنه موجود بالتأكيد، إنه يعمل، إنه نشط، و .. يحكم.
#نورالدين_علاك_الاسفي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟