|
التسول حاجة ام استثمار
وليد خليفة هداوي الخولاني
كاتب ومؤلف
(Waleed Khalefa Hadawe)
الحوار المتمدن-العدد: 8158 - 2024 / 11 / 11 - 08:42
المحور:
دراسات وابحاث قانونية
عبارات المتسولين : "الله ينطيك العافية ، الله يشافي مريضك ،من مال الله ،الله يحفظلك اولادك، الله يرضى عليك ...الخ" بهذه الكلمات وغيرها تمتد اليك ايدي المتسولين طلبا للمال .يقابلوك في عيادة الطبيب ، في باب الصيدلية ، في الشارع ، عند تقاطع "الترفك لايت "وأنت تقود السيارة ، عند دكان البقال ، وقسم يطرقون باب الدار .تشير بعض مواقع التواصل الاجتماعي ان عددهم مليون ونصف متسول بين عراقي وعربي واجنبي في كافة محافظات العراق تصادف كل يوم العشرات منهم ، فإما ان تعطي من يسالك (دينارا او نصف دينار او ربع دينار وربما هنالك من يزيد اذا كانت السائلة شابة وعلى درجة من الجمال او اذا كان ميسور الحال) .او تقول للسائل "الله يعطيك" .ولسان حالك يقول :لو كان الله بستجيب لدعائهم لكان دعاؤهم لانفسهم اجدى نفعا. ويبعدهم عن الاستجداء فهو يشكل جريمة بموجب القوانين النافذة . عقوبة التسول: وبموجب المادة 290 من قانون العقوبات رقم 111 لسنة 1969 الفقرة (1): يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن شهر واحد ولا تزيد على ثلاثة اشهر كل شخص اتم الثامنة عشرة من عمره وجد متسولا في الطريق العام او في المحلات العامة او دخل دون اذن منزلا او محلا ملحقا به لغرض التسول . وتكون العقوبة الحبس مدة لا تزيد على سنة اذا تصنع المتسول الاصابة بجروح او عاهة او استعمل اية وسيلة اخرى من وسائل الخداع لكسب احسان الجمهور او كشف عن جرح او عاهة او الح في الاستجداء. كما عاقبت المادة 392 من القانون المذكور بالحبس مدة لا تزيد على ثلاث سنوات كل من اغرى شخصا على التسول. التسول في الشرع : وامام التوسل والدعاء وما بين امر الله جل جلاله بإجابة السائل نقف حياري. اما راي الشرع في التسول . فعن الرسول محمد (ص) "مَن سأل الناس في غير فاقة نزلت به أو عيال لا يطيقهم جاء يومَ القيامة بوجهٍ ليس عليه لحَم".«"إنَّ المسألةَ لا تَصْلُحُ إلا لثَلاثَةٍ: لذي فَقْرٍ مُدقِعٍ، أو لذي غُرمٍ مُفظِعٍ، أو لذي دَمٍ مُوجِعٍ". والفقر المدقع هو الشديد، والغرم المفظع، أي: الغرامة أو الدين الثقيل، والدم الموجع المراد به: دم يوجع القاتل أو أولياءه بأن تلزمه الدية وليس لهم ما يؤدي به الدية، فيطالبهم أولياء المقتول به فتنبعث الفتنة والمخاصمة بينهم . العصابات المنظمة واستغلال المتسولين : عندما تصلنا اخبار العصابات المنظمة التي تستثمر عمليا ت التسول لجنى الملايين من الاموال ،وعندما نسمع حكايات اشبه بالخيال عن جمع بعض المتسولات والمتسولين اموالا تفوق راتب الوزير شهريا . المئات من المتسولين منتشرين في الطرقات والتقاطعات والساحات وارصفة الشوارع . يبدأ دوامهم من الصباح الباكر حتى ساعة متأخرة من الليل. تنقل معظمهم عصابات منظمة تقوم باستغلال العشرات من الاطفال والنساء والرجال ، تجندهم وتهيئ لهم وسائل النقل التي تقوم بتوزيعهم على الشوارع والاسواق منذ ساعات الفجر الاولى ثم تقوم بنقلهم لأماكن سكن تم تهيئها لهم كالمنازل او بعض الفنادق مساءا. وإضافة للمتسولين العراقيين ظهرت مجموعات اخرى من متسولين عرب وأجانب . النساء والأطفال والرضع ممن لا حول لهم ولا قوة ،وكبار السن وأصحاب الاحتياجات الخاصة منهم حقيقة واخرون مزورون ذوي عاهات مصطنعة ،هم الشرائح المكونة للمتسولين ،ويتكون العدد الاكبر من المتسولين من النساء، منهن النساء الكبيرات في السن والمتوسطات في العمر اللواتي يحملن احيانا بعض الاطفال الرضع الذين يتم استئجار بعضهم مقابل اجور يومية لجلب العطف والرأفة ..كما هنالك الفتيات في عمر من التاسعة الى ال20 عاما . واللواتي يشاع انهن يمارسن اعمار الدعارة بعد الاتفاق مع بعض الزبائن خاصة ممن عليهن مسحة من الحمال وممن يضعن على وجههن بعض الصبغات للزينة. كل هذه العمليات تدار من قبل شبكات للإتجار بالبشر وعصابات منظمة تبتز المتسول وتهدده، سواء كان طفلا أو شيخا أو امرأة أو شابا، وتخضعه لمراقبة وشروط صارمة ، ويذكر احد الاطفال انه قُتِلَ اخوه الصغير من قبل احد افراد العصابة التي تستغلهم بسبب قلة المبلغ الذي استحصل عليه جراء التسول. بعض القصص عن ثروات بعض المتسولين: ومن القصص التي تتناقلها وسائل التواصل الاجتماعي عن المردودات المالية التي يتم تحصيلها من قبل بعض المتسولين ما يلي : 1- توفت متسولة في منطقة الحرية في بغداد ، وابلغ عن وجود مشاجرة في دارها ، ووجود رجال يخرجون من الدار يحملون اكياس من النقود . تم القبض عليهم وتسليمهم والنقود الى مركز الشرطة لاتخاذ الاجراء اللازم من قبل القضاء وتبين ان مجموع الاموال لهذه المتسولة تبلغ 500 مليون ديناراي نصف مليار . 2- احدى المتسولات تعطي اسما غير حقيقيا تقول انها موظفة ولها دار سكن وتجمع من التسول فقط يوم الخميس والجمعة فقط ما يقارب مليون دينار . 3- في حلقة من برنامج كلام الناس في الشرقية يذكر مقدم البرنامج الذي رافق فريق من رجال شرطة مكافحة الجريمة المنظمة لمداهمة اوكار العصابات التي تدير عمليات التسول المنظم . وبين مقدم البرنامج ان هنالك مليون ونصف متسول في العراق عراقيون واجانب يتوزعون على المناطق التجارية ومراكز المدن وتختلط عمليات التسول مع تجارة البشر والاتجار بالأطفال من خلال مجاميع خارجة عن القانون ورافق مقدم البرنامج فريق من رجال الشرطة لمكافحة الظاهرة والكشف عن العالم المبهم والخفي لهذه الظاهرة اذ يتحرك المتسولون في الساعة 430-500 فجرا يبدأون يومهم بالحركة والخروج لمسك اماكنهم واغلبهم من الجنسية السورية والباكستانية واغلبهم يستغلون الاطفال . وما يساهم في نمو الظاهرة: التمكين الاقتصادي للأسر والافراد في العراق ، الازمة الاقتصادية ، زيادة نسبة البطالة ، الحروب والتهجير والنزوح، التفكك الاسري وانتشار المخدرات ، ضعف عقوبات التسول و استغلال عاطفة العراقيين قبض في الحملة على 150 متسول . 4- ويعرض العقيد عزيز ناصر من شرطة بغداد متسولا يفترش احد الشوارع وهو يحمل في جيبه اكثر من 2 مليون دينار وبطاقة متقاعد ب500 الف دينار. 5- ومقدم برنامج نبض الواقع حيث عمل مقدم البرنامج من نفسه متسولا لمعرفة مقدار ما يحصل عليه المتسول يوميا إذ تعرض له اشخاص متخفين ماسكين لبعض التقاطعات يقومون بمنع أي متسول عدا المتسول الذي يعمل لحسابهم .وبين احد المواطنين ان احد المتسولين قام بشراء دار بمبلغ 125 مليون دينار من التسول . 6- تم ترحيل ما يقارب من 50 الف متسول من جنسيات مختلفة . وتبقى مسألة التسول ظاهرة لا تنتهي .وتبقى الايادي الطيبة الكريمة تجود بالمال طلبا لنيل رضا الله دون امكانية التمييز بين من يستحق ومن لا يستحق.
#وليد_خليفة_هداوي_الخولاني (هاشتاغ)
Waleed_Khalefa_Hadawe#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الهيكل التنظيمي والملاك لمؤسسات الدولة العراقية إحدى وسائل م
...
-
الموازنة العراقية وطرق تنمية الإيرادات ومواجهة تهديدات انخفا
...
-
تي تي تي تي مثل ما رحتي جيتي أصحاب المولدات الاهلية ومخالفة
...
-
اطباء يشيدون مستشفياتهم الخاصة على انين المرضى
-
المحقق وعرض صور جثة المجنى عليها في وسائل التواصل الاجتماعي
-
عيدكم سعيد وعساكم من عوادة
-
الاسلوب الامثل لتطبيق نظام مراقبة الطرق بالكامرات والرادارات
...
-
الاسلوب الامثل لتطبيق نظام مراقبة الطرق بالكامرات والردارات
...
-
مسؤولية الجامعات والكليات في مراقبة النشاطات الاجرامية داخل
...
-
التداوي بالأعشاب عبر وسائل التواصل الاجتماعي امام انظار وزار
...
-
محاولة لمقابلة مسؤول
-
الاعتداء على رجال المرور والردع القانوني المطلوب
-
الوكيل والنثرية
-
لا تخلي لحيتك بيد غيرك
-
اصحاب المولدات الاهلية ومخالفة الاوامر الحكومية
-
تخطيط الشرطة(4) – قانون الوكلاء والمخبرين
-
تخطيط الشرطة (3) - ملف التحقيق في الجرائم بين وزارتي العدل و
...
-
تخطيط الشرطة (2)– جامعة بغداد للعلوم الأمنية
-
تخطيط الشرطة – تقدير الحاجة السنوية من الضباط والمنتسبين
-
التخطيط الاجتماعي لمكافحة الجريمة وتكامل قاعدة البيانات الاح
...
المزيد.....
-
الأمم المتحدة تجدد دعوتها لوقف إطلاق النار في السودان
-
مقتل واعتقال 11 ارهابيا في سيستان وبلوجستان الايرانية خلال ا
...
-
الأمم المتحدة: 50 ألف طفل في غزة بحاجة للعلاج من سوء التغذية
...
-
الأمم المتحدة: مستويات غير مسبوقة من قتل المدنيين بغزة
-
إبعاد نائب من الكنيست لمدة 6 أشهر بسبب تصريحات عن -جرائم حرب
...
-
مفوضة حقوق الطفل الروسية: نعمل على إعادة مجموعة جديدة من الأ
...
-
وسائل إعلام: الولايات المتحدة ستبني المزيد من مراكز احتجاز ا
...
-
الأمم المتحدة تحذر من تصاعد الأزمة في السودان بسبب الحرب
-
ممثلة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية: إسرائيل سلبت كرامة سكا
...
-
المنسقة الأممية لحقوق الإنسان: غزة لم تعد مناسبة لنجاة البشر
...
المزيد.....
-
التنمر: من المهم التوقف عن التنمر مبكرًا حتى لا يعاني كل من
...
/ هيثم الفقى
-
محاضرات في الترجمة القانونية
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
قراءة في آليات إعادة الإدماج الاجتماعي للمحبوسين وفق الأنظمة
...
/ سعيد زيوش
-
قراءة في كتاب -الروبوتات: نظرة صارمة في ضوء العلوم القانونية
...
/ محمد أوبالاك
-
الغول الاقتصادي المسمى -GAFA- أو الشركات العاملة على دعامات
...
/ محمد أوبالاك
-
أثر الإتجاهات الفكرية في الحقوق السياسية و أصول نظام الحكم ف
...
/ نجم الدين فارس
-
قرار محكمة الانفال - وثيقة قانونيه و تاريخيه و سياسيه
/ القاضي محمد عريبي والمحامي بهزاد علي ادم
-
المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي
/ اكرم زاده الكوردي
-
المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي
/ أكرم زاده الكوردي
-
حكام الكفالة الجزائية دراسة مقارنة بين قانون الأصول المحاكما
...
/ اكرم زاده الكوردي
المزيد.....
|