|
الخشية على لبنان أم الخوف من عودة المقاومة
عصام محمد جميل مروة
الحوار المتمدن-العدد: 8157 - 2024 / 11 / 10 - 22:26
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يحقُ لكل الذين ينتمون الى هذا الوطن الغارق من رأسهِ الى اخمص قديميه منذ تحديد مسارات التوافق في اعلان دوره الاكبر كما يُشاع عن لبنان الكبير عام النشوأ 1920 على ايادي البطريرك الماروني الياس انطوان الحويك اضافة الى الضابط الفرنسي هنري جوزيف غورو الذي أُنتدب الى المنطقة بعد افول وانهاء معالم الامبراطورية العثمانية التي وصلت في حكمها الى ما بعد - بعد حدود اوروبا الغربية ودام حكم سلطتها هناك اكثر من اربعة قرون وكادت ان تدخل الى وسط العاصمة باريس لكن الظروف غيرت مسارات مهمة جعلت من حكام واباطرة عثمان ان تتراجع عن فكرة السيطرة على العواصم الكبرى وفي مقدمتها لندن وباريس وبرلين ولم نقرأ تقريراً جدياً عن عدم اقتحام تلك المدن الا اذا كان التهديد عبر بابا الفاتيكان من العاصمة الايطالية في توبيخ حكام الامبراطورية العثمانية انها آيلة الى التراجع مهما تقدمت وسوف يكون هناك نزاع قومي و وطني وديني على اسس معارضة التوسع اذا ما كانت نوايا الإمبراطورية العثمانية التي تعثرت حسب قراءات سياسية لاحقة و وصلت الى تفسيرها الان ان الوجود الاسلامي لا يستقيم في اوروبا مهما كانت عظمة جيوش جرارة دخلت اوروبا براً وبحراً ولم يكن لديها القدرة على السيطرة او الهيمنة والدليل ان الحروب والفتوحات الاسلامية داخل المناطق كانت تواجه بحملات صليبية مهما سميناها مصالح مشتركة . وهنا أُعيد التأكيد على نشوأ دولة لبنان الكبير التي في جوهرها ومضمون فرضياتها انها إنتقاماً واضحاً من الامبراطورية العثمانية بعد سقوطها فكان هناك ضرورة لحماية الجموع المشرقية للمسيحين ومنحهم دولة في اغوار احضان الدول العربية والاسلامية التي كانت متعثرة في قيامها لأن وعد بلفور عام 1917 في منح وطن كامل لليهود بديلًا عن ضياعهم وتعثرهم في اوروبا و تم تأمين رحلات مجانية لتدعيم سفرهم الى وطنهم البديل واقامة مشروع إسرائيل الكبرى منذ ذلك الزمن وهناك ادلة واضحة حينما تم عقد اتفاقات سايكس وبيكو لاحقًا على تسويات تأسست على محاصصة في قضم العالم الاسلامي وزرع جرثومة الكيان الصهيونى الواضح بعد ثمانية عقود على تأسيسه انهُ الوحيد الذي يتم تدجينه وحمايته وتدليعه اذا ما تعرض لهزات جديدة مستمرة ولن تتوقف لان ارض فلسطين هي الاساس ودولة الكيان هي البديل . طبعاً هنا في العودة الى تلاسن ما بين الزعماء السياسيين اللبنانيين تحت ظلال اخطر حرب تتعرض لَهُا الطائفة الشيعية الكريمة بين مزدوجين اذا عددنا زوايا اسباب انتشار تلك الحرب الضروس التي تشنها إسرائيل منذ 23 - 24 ايلول الماضي حينما اعتقدت قيادة العدو انها حققت انتصارًا على حركة حماس واصبح الغضب الصهيوني ضد المقاومة التابعة الى حزب الله الذي سار منذ 8 اكتوبر في الحرب وعلى طريقتهِ في الاسناد الاستراتيجي حسب دعايات الاحتلال الصهيوني في تلقي السيد الشهيد حسن نصرالله معظم اوامره في فتح الحرب من قيادة الحرس الثوري الاسلامي في ايران ويُعتبرُ السيد نصرالله الامين الوحيد في تحديد مسارات الدخول في الحرب ام البقاء في حَيَّز الاسناد وهذا لم يعجب لا الداخل اللبناني المرتبط عضويا مع مكونات و طوائف لبنانية كبيرة وفي مقدمتها الطائفية المارونية الكريمة التي مُنحت معظم المواقع الرئاسية في قضية مشروع لبنان الكبير والقضية صعبة وشائكة وتحتاج الى نقاش ابعد مما نطرحهُ الان واليوم . قرر السيد الحكيم سمير جعجع رئيس حزب القوات اللبنانية في دخلوه المبُطن الى تعويم تسريع انتخاب ألرئيس للجمهورية اللبنانية الذي دام في فراغ ما يزيد عن 25 شهراً الى كتابة هذا النص . عن اي حل او طرح يتناسب الان في الاستعجال لتقديم مشروع الرئاسة قبل اسكات اصوات الحرب المدمرة !؟. التي تجتاحا وتتعرض لها معظم مناطق الجنوب اللبناني والضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت وسهل البقاع في بعلبك والهرمل والبقاع الغربي والاوسط والشمالي ، وهنا يجب طرح واضح لتلك المناطق واجبار بيئة المقاومة او الثنائي الشيعي على الرحيل او النزوح او الفرار من عناوينهم التي عاشوا عليها قبل بلوغ لبنان الكبير ، وقبل بلوغ الامبراطورية العثمانية، وقبل بلوغ دولة المسخ إسرائيل الكبرى ، كما يُروِجُ لها الان عبر جزارها بينيامين نيتنياهو الذي هاج وماج كالثور الذي يحمل على قرنيه مشروع اقتلاع بيئة المقاومة من الخاصرة الشمالية لمشروعه في التهجير والتدمير والتطهير العرقي وقطع كل الامدادات على بيئة اهل المقاومة الباسلة .وهذا لن يتحقق ما دام هناك طفل يرضع . ربما هناك تهور سوف يتمحور خلال اسابيع قليلة خاصة على محور جبهة لبنان فيما استمرت الحرب او توقفت ، فمن السابق لأوانه ان يخترق المواقف كائنٌ مَنْ يكنُ حتى لو كان السيد سمير جعجع ولهُ اطماع رئاسية واضحة متشابهة كالتي امنتها إسرائيل عام 1982 بعدما تم طرد المقاومة الفلسطينية من العاصمة بيروت وحظيَّ انتخاب ألرئيس بشير الجميل على دعم امريكي وفرنسي ودولي ساهم الى جانب مناحيم بيغين وارئيل شارون وزير الدفاع الاسرائيلي عندما كان يتجول بسياراته راكباً الى جانبه بشير الجميل الذي تم تصفيتهِ على بعد اسابيع من انتخابه رئيس على واجهات المدرعات الاسرائيلية في شوارع بيروت . الان الاختلاء المرحلي التي تقوم بهِ السفيرة الاميركية ليزا جونسون من محور مقرها عوكر - معراب - حيثُ يتطلع الحكيم وبكل رغبة غير مسبوقة لإستعادة نفس النسق لإعتلاء الدخول الى قصر بعبدا الفارغ . صبراً أيُها السمير الحكيم .. و جنابك يعرف جيداً معاني تصريحك الخطير اليوم الذي هز اركان الكرسة الرئاسية اذا كنت تستطيع اشاعة الدعوة للإنتخاب دون "" اصوات كتلة الوفاء للمقاومة - او كتلة التنمية والتحرير"" ، فهذا الهراء سوف يدفع لبنان الكبير الى تصغيرهِ وتحجيمهِ على مقاسات ميليشياوية او اعادة صورة جمهورية من كفرشيما الى المدفون . المقاومة في جنوب لبنان هي الوحيدة التي تمسك قرار تحقيق اهداف ومكاسب سياسية لجميع اللبنانيين وليس على اسس طائفية كما تراهن جنابك الان . الخشية على مصير لبنان كما تريدهُ حضرتك وكل فريقك السياسي القابع خلف ما تقوله السفيرة الاميركية ، التي تحارب دولتها واسلحتها الى جانب عصابات الصهاينة المرتزقة سواءً كان ذلك داخل قطاع غزة البطل والمدمر والمحاصر ، او على مشارف الحدود الجنوبية اللبنانية !؟. حيثُ تُسطِر المقاومة ارفع وانبل مشروع تاريخي في حياة لبنان حول حقيقة العزة والكرامة وفداءها بالدماء الزكية وليس بالاتفاقات والمعاهدات على حسب اهواء السفارات التي تترقب بشغف ازاحة كابوس حزب الله ودور سوريا وايران وفلسطين !؟. وتقديم الخدمات مقابل كل مَنْ يُعادى حلف المقاومة والممانعة التي تستشرس وتستأسد في رسم وكتب مستقبل لبنان بالدماء . حذارى من التمرد و التهور والاصغاء الى القتلة . وللمعلومة بدأت تتضح اليوم فكرة تعويم الجيش الفئوى وابعاده عن حق التواجد على جبهة الجنوب على الاقل في تأمين منازل ومساكن الشعب الجنوبي الذي نزح ويتعرض الى اكبر عملية ترانسفير عن العناوين في جنوب لبنان وجنوب الجنوب وكافة جغرافية البيئة الحاضنة على تخوم قلعة بعلبك و اعمدتها الشاهقة التي تعانق السماء وصمود اهلها بوجه الاعاصير والاعداء وكل مَنْ مروا .
عصام محمد جميل مروة.. اوسلو في / 10 تشرين الثاني - نوفمبر / 2024 / ..
#عصام_محمد_جميل_مروة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عودة إثارة كتاب نار وغضب الذي فضح ترامب
-
الشرر الامريكي يتطاير
-
عنصرية الدولة الصهيونية تطال الموظفين
-
الحرب المفترسة على مرأى و مسمع الجميع
-
مبايعة الكيان الصهيونى قبل الخروج
-
إرادة الردع تتألق مع قوافل الشهداء
-
مناظر الارض المحروقة من وراء الستار
-
إصاباتهم دائمًا طفيفة وإصاباتنا بليغة
-
ما من حدث على الأرض إلا و امريكا تُراقبهُ
-
دعاية جديدة لمؤتمر دولى حول لبنان
-
وجه أخر للحرب الطويلة
-
أكاد لا أُصدق ان الهرم الخامس مات
-
عندما قالت المقاومة لا لإسرائيل
-
تمهل أيُها القاتل قبل الجردة الاخيرة للحسابات المُستباحة و أ
...
-
الوحيد دائماً مُحرجاً و مُرتعباً من غدرهِ الدائم
-
التشويش في الوقت الحاضر دقيقاً وليس دعاية
-
تُعَنوِنُ صحافة اليوم مجازر الذكرى السنوية الثالثة والعشرون
-
مَنْ يقف خلف تدمير هيكل صهاينة الجشع
-
توماس فريدمان والنفاق الغاضب
-
خزعل الماجدي فن و شعر و أدب و فلسفة الحفر عميقاً
المزيد.....
-
قيل له إن جسمه -غير مناسب- لبعض الأدوار.. هذا ما يرويه تيموث
...
-
أمريكا تعلن تفاصيل إحباط هجوم -حوثي- بالمسيرات والصواريخ على
...
-
فوز ترامب يمنح -تيك توك- طوق النجاة في الولايات المتحدة
-
حدث في دولة إفريقية.. ائتلاف الحكومة يحصد -صفر مقاعد- في الا
...
-
جنازة جماعية في لبنان لتشييع 8 مسعفين ومدنيين بعد غارة جوية
...
-
المزيد من القتلى في المواجهة المفتوحة بين إسرائيل وحزب الله
...
-
سيناتور أمريكي: جيشنا الآن لا يستطيع هزيمة أحد
-
رسميا.. ترامب يعين النائب والتز مستشارا للأمن القومي
-
محلفون أمريكيون يمنحون ثلاثة ناجين من سجن أبو غريب بالعراق ت
...
-
ألمانيا.. توجه حكومي لحظر استخدام غاز الضحك بعد انتشاره الوا
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|