أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نورالدين علاك الاسفي - الدولة العميقة (ديرين دولت) - الكسندر دوغين (01)














المزيد.....

الدولة العميقة (ديرين دولت) - الكسندر دوغين (01)


نورالدين علاك الاسفي

الحوار المتمدن-العدد: 8157 - 2024 / 11 / 10 - 20:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الدولة العميقة (ديرين دولت) - الكسندر دوغين (01)
(THE DEEP STATE (DERIN DEVLET

Alexander Dugin
الكسندر دوغين

ترجمة : نورالدين علاك الاسفي [1 ]
[email protected]


" الدولة العميقة " مصطلح يستخدم بشكل متزايد اليوم في الخطاب السياسي، عابرا من الصحافة إلى لغة سياسية مشتركة. ومع ذلك، المصطلح نفسه؛ و مع ظهور تفسيرات مختلفة؛ غدا غامضا إلى حد ما. لذا، من الضروري إلقاء نظرة فاحصة على الظاهرة الموصوفة بأنها "الدولة العميقة" و فهم متى وأين دخل هذا المفهوم نطاق التداول لأول مرة.
العبارة ذه ظهرت لأول مرة في السياسة التركية عام 1990، تصف وضعا محددا للغاية في تركيا. في اللغة التركية، "الدولة العميقة" هي ديرين دولت/ DERIN DEVLET. هذا أمر بالغ الأهمية لأن جميع الاستخدامات اللاحقة لهذا المفهوم مرتبطة بطريقة ما بالمعنى الأصلي، الذي ظهر لأول مرة في تركيا.
فمنذ عهد كمال أتاتورك، طورت تركيا حركة سياسية أيديولوجية معينة تعرف باسم الكمالية. في جوهرها عقيدة. (أتاتورك حرفيا، "أبو الأتراك")، حيث العلمانية الصارمة (رفض العامل الديني ليس فقط في السياسة ولكن أيضا في الحياة العامة)، و القومية (التأكيد على السيادة ووحدة جميع المواطنين في المشهد السياسي المتنوع عرقيا في تركيا)، و الحداثة, و الأوروبانية/ Europeanism و التقدمية.
الكمالية مثلت؛ من أوجه عدة؛ نقيضا مباشرا للنظرة العالمية والثقافة التي هيمنت على الإمبراطورية العثمانية الدينية والتقليدية. فمنذ إنشاء تركيا، كانت الكمالية ولا تزال إلى حد كبير القانون السائد للسياسة التركية المعاصرة. بناء على هذه الأفكار، تم تأسيس الدولة التركية على أنقاض الإمبراطورية العثمانية.
هيمنت الكمالية علانية خلال حكم أتاتورك، وبعد ذلك، تم نقل هذا الإرث إلى خلفائه السياسيين. فقد تضمنت أيديولوجية الكمالية ديمقراطية حزبية على النمط الأوروبي، لكن السلطة الحقيقية تركزت في أيدي القيادة العسكرية للبلاد، وخاصة في مجلس الأمن القومي. و بعد وفاة أتاتورك، أصبحت النخبة العسكرية الوصي على العقيدة الأيديولوجية للكمالية. فقد تأسس مجلس الأمن القومي التركي عام 1960 بعد انقلاب عسكري، ونما دوره بشكل كبير بعد انقلاب آخر في عام 1980.
من المهم أن نلاحظ أن العديد من كبار الضباط العسكريين الأتراك ومسؤولي المخابرات كانوا أعضاء في المحافل الماسونية، مما أدى إلى تشابك الكمالية مع الماسونية العسكرية. و كلما انحرفت الديمقراطية التركية عن الكمالية - سواء إلى اليمين أو اليسار-ألغى الجيش نتائج الانتخابات وبدأ القمع.
ومع ذلك، ظهر مصطلح ديرين دولت/ DERIN DEVLET فقط في عام 1990، على وجه التحديد عندما كانت الإسلاموية السياسية تنمو في تركيا. هنا، ولأول مرة في التاريخ التركي، وقع صدام بين أيديولوجية الدولة العميقة والديمقراطية السياسية. المشكلة نشأت عندما اتبع الإسلاميون؛ كنجم الدين أربكان وأتباعه رجب طيب أردوغان ، أيديولوجية سياسية بديلة؛ تحدت الكمالية بشكل مباشر.
هذا التحول شمل كل شيء: الإسلام يحل محل العلمانية، وعلاقات أكبر مع الشرق على حساب الغرب، وتضامن المسلمين بدلا من القومية التركية. بشكل عام، حلت السلفية والعثمانية الجديدة محل الكمالية. و الخطاب المناهض للماسونية، ولا سيما من أربكان، استبدل تأثير الأوساط الماسونية العسكرية العلمانية بأوامر صوفية تقليدية ومنظمات إسلامية معتدلة، مثل حركة نور لفتح الله غولن.
في هذه المرحلة، نشأت فكرة الدولة العميقة (ديرين دولت) كصورة وصفية للنواة الكمالية العسكرية السياسية في تركيا، التي رأت نفسها تقف فوق الديمقراطية السياسية، وتلغي الانتخابات، وتعتقل الشخصيات السياسية والدينية، وتضع نفسها فوق الإجراءات القانونية للسياسة على النمط الأوروبي. حيث لم تعمل الديمقراطية الانتخابية إلا عندما تتماشى مع مسار الجيش الكمالي. و عندما ظهرت مسافة حرجة، كما هو الحال مع الإسلاميين، أمكن حل الحزب الذي فاز في الانتخابات؛ و حتى قيادة الحكومة دون تفسير. في مثل هذه الحالات، لم يكن لـ "تعليق الديمقراطية" أساس دستوري، لقد تصرف الجيش غير المنتخب على أساس "تشخيص المصلحة الثورية" لإنقاذ تركيا الكمالية.
لاحقا، بدأ أردوغان حربا واسعة النطاق ضد الدولة التركية العميقة، بلغت ذروتها في محاكمة إرغينكون/ Ergenekon في عام 2007، حيث تم اعتقال القيادة العسكرية التركية بأكملها تقريبا بحجة التحضير لانقلاب. ومع ذلك، في وقت لاحق، اختلف أردوغان مع حليفه السابق، فتح الله غولن، الذي كان بعمق راسخا في شبكات المخابرات الغربية.
أردوغان أعاد وضع العديد من أعضاء الدولة العميقة، وشكل تحالفا براغماتيا معهم، في المقام الأول على أرضية مشتركة للقومية التركية. حيث تم تخفيف الجدل حول العلمانية وتأجيله، وخاصة بعد محاولة الانقلاب الفاشلة التي قام بها الغولنيون/ Gülenists عام 2016، فبدأ يشار إلى أردوغان نفسه على أنه "الكمالي الأخضر". وبالرغم من ذلك، موقف الدولة العميقة في تركيا ضعف خلال المواجهة مع أردوغان ، و الأيديولوجية الكماليةتضاءلت، رغم أنها نجت. [2]
------
[1] في البال: المقال المترجم رهن الإحاطة علما؛ لا تبني فحواه جملة أو تفصيلا. المترجم.
[2] رابط المصدر:
https://www.geopolitika.ru/en/article/deep-state-derin-devlet



#نورالدين_علاك_الاسفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حديث البيدق/ طوفان الأقصى حتى لا ننسى (132)
- حديث البيدق/ طوفان الأقصى حتى لا ننسى (131)
- حديث البيدق/ طوفان الأقصى حتى لا ننسى (130)
- حديث البيدق/ طوفان الأقصى حتى لا ننسى (129)
- حديث البيدق/ طوفان الأقصى حتى لا ننسى (128)
- حديث البيدق/ طوفان الأقصى حتى لا ننسى (127)
- حديث البيدق/ طوفان الأقصى حتى لا ننسى (126)
- حديث البيدق/ طوفان الأقصى حتى لا ننسى (125)
- حديث البيدق/ طوفان الأقصى حتى لا ننسى (124)
- حديث البيدق/ طوفان الأقصى حتى لا ننسى (123)
- حديث البيدق/ طوفان الأقصى حتى لا ننسى (122)
- حديث البيدق/ طوفان الأقصى حتى لا ننسى (121)
- حديث البيدق/ طوفان الأقصى حتى لا ننسى (120)
- حديث البيدق/ طوفان الأقصى حتى لا ننسى (119)
- حديث البيدق/ طوفان الأقصى حتى لا ننسى (118)
- حديث البيدق/ طوفان الأقصى حتى لا ننسى (117)
- حديث البيدق/ طوفان الأقصى حتى لا ننسى (116)
- حديث البيدق/ طوفان الأقصى حتى لا ننسى (115)
- حديث البيدق/ طوفان الأقصى حتى لا ننسى (114)
- حديث البيدق/ طوفان الأقصى حتى لا ننسى (113)


المزيد.....




- قيل له إن جسمه -غير مناسب- لبعض الأدوار.. هذا ما يرويه تيموث ...
- أمريكا تعلن تفاصيل إحباط هجوم -حوثي- بالمسيرات والصواريخ على ...
- فوز ترامب يمنح -تيك توك- طوق النجاة في الولايات المتحدة
- حدث في دولة إفريقية.. ائتلاف الحكومة يحصد -صفر مقاعد- في الا ...
- جنازة جماعية في لبنان لتشييع 8 مسعفين ومدنيين بعد غارة جوية ...
- المزيد من القتلى في المواجهة المفتوحة بين إسرائيل وحزب الله ...
- سيناتور أمريكي: جيشنا الآن لا يستطيع هزيمة أحد
- رسميا.. ترامب يعين النائب والتز مستشارا للأمن القومي
- محلفون أمريكيون يمنحون ثلاثة ناجين من سجن أبو غريب بالعراق ت ...
- ألمانيا.. توجه حكومي لحظر استخدام غاز الضحك بعد انتشاره الوا ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نورالدين علاك الاسفي - الدولة العميقة (ديرين دولت) - الكسندر دوغين (01)