أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود شقير - من دفتر اليوميات/ محمود شقير16














المزيد.....

من دفتر اليوميات/ محمود شقير16


محمود شقير

الحوار المتمدن-العدد: 8156 - 2024 / 11 / 9 - 17:12
المحور: الادب والفن
    


الخميس 17 / 7 / 1997
في المساء، أوصلني ابني خالد في سيارته إلى "جورة العنّاب" بالقدس لحضور فيلم "درب التبانات" لعلي نصار، الفيلم يشارك في المهرجان الدولي للسينما. اتفقت مع خالد على أن يعود لي في التاسعة والنصف مساء (لم أذهب في سيارتي الجديدة خوفاً عليها من السرقة. قرأت مؤخراً في إحدى الصحف أن 21440 سيارة قد سرقت في إسرائيل منذ أوائل هذا العام).
يتحدث الفيلم عن معاناة قرية فلسطينية في إسرائيل العام 1964 بسبب ما يسمى بالأمن الإسرائيلي وإجراءاته. أثناء عرض الفيلم أصبت بالقلق على خالد، لأنني لن أتمكن من الخروج في الموعد الذي اتفقنا عليه، فقد تأخر بدء العرض، واعتقدت أن خالد سيتعرض لمساءلة من نوع ما، بسبب وقوفه في شارع مزدحم بالسيارات.
حينما غادرت قاعة سينماتيك القدس، وجدت خالد ينتظرني في المكان المحدد. أخبرني أنه تعرض لثلاث عمليات مداهمة وتفتيش من رجال الشرطة والمخابرات، ومن رجال مكافحة المخدرات كذلك. هذا هو حالنا تحت الاحتلال، فالفلسطيني متهم أبداً وهو عرضة للتفتيش في كل الأحوال.
في طريق عودتنا إلى البيت، ذهبنا إلى بيت ابني أمين، لكي نخفف من وطأة الحرب الأهلية التي نشبت فجأة بين نساء العائلة. كان الحفيد بشار فرحاً لقدومي. احتضنته وتحدثت معه طوال الوقت. إنه طفل شديد الذكاء.

الثلاثاء 12 / 8 / 1997
ذهبت إلى رام الله. الوضع سيء. اجتزت حاجز الجيش مستعيناً بالبطاقة الصحافية. شعرت بالحرج لأن الجنود سمحوا لي بالمرور فيما الناس ينتظرون في سياراتهم ثم يضطرون إلى العودة من حيث أتوا، أو ربما يبحثون عن طرق ترابية فرعية للذهاب إلى رام الله.
ذهبت في المساء إلى مسرح عشتار لمشاهدة مسرحية ألمانية قدمها ممثل وممثلة بأسلوب التمثيل الصامت (وهو غير البانتومايم) عن مسرحية لفرانتز كافكا اسمها "تحوّل". مسرحية جيدة عن موظف مسحوق تحت ضغط البيروقراطية.

الخميس 14 / 8 / 1997
هذا الصباح فكّ المحتلون الطوق المضروب على رام الله والخليل، وبهذا يصبح عدد المدن الفلسطينية الخارجة من الحصار أربع مدن. بيت لحم ما زالت تحت الحصار.
عدت إلى البيت بعد الدوام مباشرة. في طريقي إلى البيت مررت بالبريد. بحثت في صندوق بريدي عن جواب من وزارة الداخلية الإسرائيلية بخصوص وثيقة السفر الخاصة بي، فلم أجد شيئاً.
قرأت في المساء عدة موضوعات في مجلات ثقافية مصرية. راقت لي فكرة لكاتب يرى أن أوضاع العالم الثالث غير مرشحة للاستقرار أبداً. يبدو أن هذا الأمر صحيح، وفيه مصلحة للقوى الإمبريالية المسيطرة. لذلك، علينا نحن شعوب العالم الثالث أن نوطن أنفسنا على حقيقة أن لا استقرار ما دام هنالك استغلال طبقي وقومي، وعلينا أن نتعايش مع عدم الاستقرار على نحو ما، لكي نواصل حياتنا.

السبت 16 / 8 / 1997
ذهبت إلى نابلس صحبة عدد من الزملاء في الوزارة، لحضور اللقاء الذي سيتم بين الرئيس ياسر عرفات والمثقفين.
لم يكن اللقاء مثمراً، إذ اقتصر على أحاديث مبتسرة عن الوضع السياسي الراهن، وعن تعنت نتنياهو. أعجبتني لهجة عرفات الغاضبة وهو يتحدث عن نتنياهو الذي لا يعرف الشعب الفلسطيني، وأعجبني وصفه لإسرائيل بأنها ميكرونيزيا العظمى (حتى هذه اللحظة لا أعرف أين تقع هذه الميكرونيزيا التي ساندت إسرائيل في الجمعية العمومية، فلم تصوت ضد الاستيطان).
استأت من أسئلة بعض "المثقفين" ومداخلاتهم التي تراوحت بين النفاق والسذاجة. لم أتكلم في هذا الاجتماع كلمة واحدة.
في المساء، شاهدت على شاشة التلفاز فيلم "بين القصرين" عن رواية نجيب محفوظ بالاسم نفسه. سالت الدموع من عيني وأنا أستمع إلى نشيد "بلادي بلادي بلادي.. لك حبي وفؤادي"، وكذلك حينما استشهد فهمي عبد الجواد على أيدي الجنود الانجليز. تذكرت تلك الليلة من العام 1962 حينما كنت مقيماً في بيت بقرية خربثا بني حارث، أيام كنت مدرّساً فيها، حيث انتهيت تلك الليلة من قراءة بين "القصرين" وكتبت شيئاً عنها في مفكرة صغيرة كانت في حوزتي، ولم أعد أدري أين ذهبت تلك المفكرة بعد ذلك.

الأربعاء 3 / 9 / 1997
عدت إلى الدوام بعد إجازة دامت أسبوعاً. التقيت الوزير ياسر عبد ربه. تباحثنا معاً في موضوع جوائز فلسطين التقديرية والتشجيعية في الفنون والآداب والعلوم. اقترحت عليه أن أدعوه هو ومحمود درويش (جاء مساء أمس من عمان إلى رام الله) على غداء عمل نتحدث خلاله عن الجوائز. أبدى موافقته على الاقتراح. هاتف محموداً، فأبدى هو الآخر موافقته على الاقتراح.
ذهبنا في الثانية والنصف ظهراً إلى مطعم شقيرة في رام الله القديمة. تناولنا طعام الغداء هناك، واتفقنا على تشكيل لجنة للجوائز من أحد عشر شخصاً، بحيث يكون محمود درويش رئيساً للجنة (محمود اقترح أن يكون الدكتور إحسان عباس رئيساً للجنة ولم نوافق، لأن الدكتور إحسان مريض ولن يستطيع القيام بهذا العبء)، وأكون أنا أمين السر فيها.
أثناء الغداء تحدثنا في موضوعات متنوعة، ولكن دون تركيز زائد (مجرد دردشات) حول الغناء العربي (كان المذياع يبث أغنية جميلة لكارم محمود)، وحول قصيدة النثر. تحدثت عن كتاب "مجتمع يثرب" لخليل عبد الكريم، فأبدى محمود رغبته في قراءته، فوعدت بإحضاره له. سألته عن رأيه في مجلة "دفاتر ثقافية" فأبدى ارتياحه لها.
في المساء، هاتفني سليمان النجاب، ودعاني لتناول طعام العشاء في بيته الكائن في قرية جيبيا، حيث سيقيم وليمة على شرف محمود درويش. شكرته ووعدته بالقدوم.
وفي المساء هاتفت أغلب الأعضاء المقترحين للجنة فوافقوا على المشاركة فيها.
يتبع...17



#محمود_شقير (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من دفتر اليوميات/ محمود شقير15
- من دفتر اليوميات/ محمود شقير14
- من دفتر اليوميات/ محمود شقير13
- من دفتر اليوميات/ محمود شقير12
- من دفتر اليوميات/ محمود شقير11
- من دفتر اليوميات/ محمود شقير10
- من دفتر اليوميات/ محمود شقير9
- من دفتر اليوميات/ محمود شقير8
- من دفتر اليوميات/ محمود شقير7
- من دفتر اليوميات/ محمود شقير6
- من دفتر اليوميات/ محمود شقير5
- من دفتر اليوميات/ محمود شقير4
- من دفتر اليوميات/ محمود شقير3
- من دفتر اليوميات/ محمود شقير2
- من دفتر اليوميات/ محمود شقير1
- محمود شقير في ابنة خالتي كوندوليزا: تزامن ما لا يتزامن/ د. ا ...
- أدب الناشئة ودوره في تعزيز الرواية التاريخية والهوية الفلسطي ...
- توفيق زياد في ذكراه الثلاثين
- رشيد ونفيسة/ ست قصص قصيرة جدا
- تأملات على هامش الصراع


المزيد.....




- سنو وايت، فيلم أشعلت بطلته الجدل، ما القصة؟
- بجودة عالية..استقبال تردد قناة روتانا سينما على النايل سات و ...
- أجمل عبارات تهنئة عيد الفطر مكتوبة 2025 في الوطن العربي “بال ...
- عبارات تهنئة عيد الفطر بالانجليزي مترجمة للعربية 2025 “أرسله ...
- رحلات سينمائية.. كيف تُحول أفلام السفر إجازتك إلى مغامرة؟
- وفاة -شرير- فيلم جيمس بوند -الماس للأبد-
- الفنان -الصغير- إنزو يحسم -ديربي مدريد- بلمسة سحرية على طريق ...
- بعد انتقادات من الأعضاء.. الأكاديمية تعتذر للمخرج الفلسطيني ...
- “الحلم في بطن الحوت -جديد الوزير المغربي السابق سعد العلمي
- المدرسة النحوية مؤسسة أوقفها أمير مملوكي لتدريس علوم اللغة ا ...


المزيد.....

- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود شقير - من دفتر اليوميات/ محمود شقير16