أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سمير حنا خمورو - الارتباك والانقسام في المجتمع الاميريكي: مسرحيتان سياسيتان تعكسان بلداً متغيراً.















المزيد.....

الارتباك والانقسام في المجتمع الاميريكي: مسرحيتان سياسيتان تعكسان بلداً متغيراً.


سمير حنا خمورو
(Samir Khamarou)


الحوار المتمدن-العدد: 8156 - 2024 / 11 / 9 - 17:06
المحور: الادب والفن
    


الارتباك والانقسام في المجتمع الاميريكي: مسرحيتان سياسيتان تعكسان بلداً متغيراً.


تستعرض مسرحيتين أميركيتين سياسيتين "دم الحَمَل" Blood of the Lamb و "وطن الاب " Fatherland ، التي تعرض على خشبة (مسرح آلفونتين) The Fountain Theatre في (برودواي أوف) OFF-BROADWAY الحزن والغضب والخوف والانقسام العميق في المحتمع وحتى بين أفراد العائلة الواحدة ! بيننا المسرحية الثانية تتحدث عن حق المراة في الإجهاض والقوانين الغريبة في بعض الولايات التي تحد من حرية المراة .

هنا نتناول مسرحية "وطن الاب", ومن ثم نقدم في مقال اخر عن مسرحية "دم الحَمَل).
تعتبر مسرحية وطن الاب ، عملاً مسرحياً سياسياً بامتياز ، تصور صراع خاص وعام في نفس الوقت فهي قصة تحذيرية ناقدة حول التهديد الذي تشكله الجماعات المتطرفة. دراما وثائقية عائلية كتبت لموسم الانتخابات الرئاسية الاميركية الأخيرة .

بكى جاكسون ريفيت Jackson reffitt، البالغ من العمر 22 عاماً من تكساس، خلال أول مسرحية احترافية شاهدها في حياته، والتي كانت تتحدث عنه. كانت تجربة جاكسون الجلوس في الظلام ومشاهدة أسوأ لحظات حياته تتكرر على خشبة المسرح تجربة مؤلمة وعلاجية في نفس الوقت. لم يكن يتوقع أن تبدو كل هذه اللحظات حقيقية إلى هذا الحد. كما يقول. من هو هذا الشاب الذي تتناول مسرحية "وطن الاب" حكايته ؟

تحكي المسرحية، التي افتتحت قبل أسابيع قليلة على مسرح آلفونتين أوف برودواي، القصة الحقيقية للشاب "جاكسون" و والده "كاي ويزلي ريفيت"، وهو رجل أعمال عاطل عن العمل، راديكالي وغوغائي ومشاغب، مثير للفتنة من ضاحية في دلاىس، وأحد أعضاء ميليشيا المتطرفة (ثلاثة في المائة) Three Percenter المناهضة للحزب الديمقراطي ومن أنصار ترامب الذي يرتدي سترة واقية من الرصاص حتى في المنزل، وذلك لدوره في الهجوم يوم السادس من يناير/كانون الثاني على الكابيتول بعد اعلان خسارة ترامب للانتخابات السابقة .

ولكن كيف ولماذا وشى وسلم الأبن الهاديء جاكسون والده الذي كان في الثامنة عشرة من عمره إلى مكتب التحقيقات الفيدرالي، وكان في التاسعة عشرة من عمره فقط عندما شهد ضده.

تصوّر المسرحية الاب كاي ريفيت وهو يزداد تطرفا واضطرابا، يخزن الأسلحة ويتباهى بها أمام العائلة وخاصة أبنه اللطيف، -الذي يميل سياسياً إلى اليسار- بأن شيئا كبيرا على وشك الحدوث. ثم يقوم الأب بعد ذلك بتخزين الذخيرة والأحزمة البلاستيكية الناسفة لمغامرته، وفي النهاية حمل مسدسا وتوجه مع اخرين إلى مبنى الكابيتول في واشنطن، حيث هدد بسحب نانسي بيلوسي من كاحليها خارج المبنى.

في الفترة التي سبقت السادس من كانون الثاني / يناير، ذكّره والده: " لقد أخذتك إلى التسجيل للتصويت، لا تنسَ ذلك. لقد قمت بتعبئة استمارتك، وأرسلتها بالبريد، وجعلتك جزءًا من جمعية الناخبين".

فيرد الابن بهدوء: أنا أعلم.

يشعر الابن بالقلق إزاء الخطر الذي يشكله والده على نفسه وعلى الآخرين، وما قد يحدث لعائلته من خيانته له.
وبعد بضعة أيام من الحادث الذي هز أمريكا ، قال الاب لجاكسون وأخته: "إذا سلمتموني، فأنتم خائنون، والخونة يُطلَق عليهم الرصاص".

ولكن ما لم يدركه هو أن الفتى جاكسون، الذي أصيب بالذعر من نوبات والده العنيفة، أرسل بلاغًا إلى مكتب (التحقيقات الفيدرالي) عشية عيد الميلاد عام 2020. والتقى بعميل للمكتب بعد الهجوم على الكابيتول يوم السادس من كانون الثاني / يناير/ 2021، وقدم تقريرا له، وتوجهت الشرطة بعد ذلك الى منزل والده وألقي القبض عليه وأخذوا الاسلحة التي كانت بحوزته، و شهد الابن لاحقًا في المحاكمة التي أدين فيها السيد كاي ثم حُكم عليه بالسجن لأكثر من سبع سنوات. وقد اهتمت وسائل الإعلام بتلك المحاكمة وتصدرت عناوين الأخبار في جميع أنحاء البلاد.

يروي جاكسون، " قبل صعود ترامب، كان هو ووالده قريبين جدًا، كان أكثر من مجرد أب رائع، أعني، لقد رباني لأكون كما أنا، لاتخاذ تلك القرارات، رجل صادق ومحب".

المسرحية "وطن الاب " وثائقية استُمد مبدعها ومخرجها "ستيفن ساكس" كل سطر فيها من مصادر رسمية مثل سجلات المحاكم والتسجيلات الصوتية. والمناقشات السياسية بين أفراد عائلة (ريفيت) والصحف، ولكن دون ان تستخدم اسمه الصريح ويشار إلى الشخصيات ببساطة باسم الأب والابن، والأخت والزوجة .

البناء المسرحي يعتمد على التنقل بين شهادة الأبن و"الفلاش باك"، في رواية ووصفه للأحداث، لوقائع حدثت في الماضي . قدم المخرج الشخصيات بواقعية ودون اللجوء الى رسم شخصية الاب مجرد كاريكاتير، فقد وجد الاب فجاة نفسه عاطلا عن العمل ومنبوذًا من الطبقة المتوسطة. ووجد في حركة اليمين المتطرف -خلاصه- وانها بأمس الحاجة اليه وهكذا وجدا احساسا بالهدف اللذي كان في أمس الحاجة إليه! وكانت مواجهات الثنائي ، الاب والابن، من بين أكثر المواجهات الحوارية انفجارًا وعنفا وحزنًا ...

ان قصة جاكسون في الاختلاف والانفصال عن والده ليست الوحيدة لقد اتسمت سنوات ترامب وبعدها بحكايات كثيرة عن الانفصال الأسري. بعضها تشمل شخصيات مشهورة مثل إيلون ماسك وابنته فيفيان، ورودي جولياني وابنته كارولين. وان الكثيرين في المجتمع الاميركي أنهوا علاقة مع أحد أفراد الأسرة أو صديق مقرب بسبب المواقف المختلفة والانتخابات السياسية.

هل يمكن تناول التاريخ حديث للغاية، وغير محسوم إلى حد كبير على خشبة المسرح ؟. ومع ذلك، كان المسرح دائمًا مكانًا للبحث في القضايا والأحداث التي تهم الإنسان.

في مسرحية "وطن الأب"، يتجلى بوضوح هذا التوجه بشكل مؤثر بشكل مدهش ومدروس بعناية عن الحزن العميق الناجم عن عدم التعرف على أحد الوالدين الذين نحبهم، أو الطفل الذي ربيته.
فقد استطاع المخرج ساكس وطاقمه الفني المتميز ان يجعلون الفوضى البشرية المتأصلة في الحكاية في غاية الأهمية - الحب والكراهية المتشابكة في الولاء للعائلة والشجاعة في اتخاذ مواقف. إن صراعهما، على الرغم من طابعه الاميركي، ولكنه لا يقل أهمية عن أي صراع بين الوالدين والأبناء كما في الدراما اليونانية القديمة، أو في أعمال شكسبير.

ما يجعل المسرحية فعّالة بشكل خاص هو أنها لا تصور أي شخص من الشخصيات كبطل أو شرير. وتقدم للمشاهد فرصة لمراقبة كيف يمكن لرجل عادي وآب وحتى محب لعائلتة، ويعمل بجد لإسعادها، أن ينخدع بمعتقدات متطرفة تؤدي إلى أفعال تهدد أسلوب حياة عائلته والوضع الاجتماعي والسياسي ... القصة ذات صلة خاصة بالوضع السياسي والمجتمع في اميركا المنقسم بشدة الآن.

المسرحية من تاليف وإخراج ستيفن ساكس Stephen Sachs، الممثل البريطاني رون بوتيتا Ron Bottitta في دور الأب، وباتريك كيليهر Patrick Keleher في دور الابن، وآنا خاجا Anna Khaja في دور المدعي العام، ولاري بويندكستر في دور محامي الدفاع Larry poindexter. تصميم الديكور جويل دافيد Joel Daavid، تصميم الإضاءة أليسون برومر Alison Brummer، تصميم الأزياء دانييل توماس Danyele Thomas، الموسيقى التصويرية تأليف ستيوارت بلاكوود Stewart Blackwood. مدة المسرحية ساعة و 20 دقيقة . وتعرض ‏أرض الأب حتى نهاية هذا العام.



#سمير_حنا_خمورو (هاشتاغ)       Samir_Khamarou#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أكثر من 1000 إسرائيلي يطالبون بمارسة ضغوط دولية وعقوبات على ...
- سيحصل كوستا كافراس وجوليا روبرتس على جائزة سيزار الفخرية
- نوبل للاداب لكاتبة من كوريا الجنوبية
- جنود وضباط اسرائيليين يهددون بالتوقف عن الخدمة
- 6 أفلام جديدة
- جائزة (الصدفة الذهبية) لفيلم وثائقي -بعد الظهر وحيدا- في مهر ...
- غدا عيد ميلاد نجمة السينما الفرنسية بريجيت باردو التسعين !
- صوفيا لورين صار عمرها 90 سنة.
- في الصيف- الجائزة الكبرى لمهرجان دوفيل السينمائي الأمريكي في ...
- مخرجة أخرى تندد بجرائم إسرائيل في مهرجان تورنتو
- موقف شجاع من مخرجة يهودية عند استلامها جائزة أسد المستقبل في ...
- جوائز فينيسيا: الأسد الذهبي لفيلم الغرفة التالية للمخرج بيدر ...
- فلمين اسرائليين خارج المنافسة في مهرجان فينيسيا 81
- ثلاثة أفلام إيطالية خارج المنافسة في مهرجان فينيسيا لعام 202 ...
- الأفلام المتنافسة على جائزة الأسد الذهبي في مهرجان فينيسيا 2 ...
- وفاة الممثل النجم السينما الفرنسية ألان ديلون
- وفاة الايطالي سيرجيو دوناتي، كاتب سيناريو افلام ويستيرن السب ...
- يفترض السيد أبو الهيل أراء للمعترضين لمنح جائزة الجواهري للم ...
- مرور عام على وفاة الكاتب الكبير ميلان كونديرا
- الأم والزوجة في اجمل لحظات كفاحها في -ماتريا


المزيد.....




- -نيويورك بوست-: تأجيل إصدار الحكم بحق ترامب في تهم صمت الممث ...
- مصر.. إحالة الفنان عمرو دياب إلى المحاكمة العاجلة
- الروائي الفائز بكتارا يوسف حسين: الكتابة تصف ما لا تكشفه الص ...
- الموسيقى تواجه أصوات الحرب في غزة
- بسبب المرسوم 54.. عمران: رقابة السلطة تكبل الكاريكاتير في تو ...
- أشبه بالأفلام.. هروب 43 قردًا من منشأة أبحاث والشرطة تحاول ا ...
- 50 دولة تشارك في المهرجان السينمائي الطلابي الدولي الـ44 في ...
- فرح قاسم: فيلم -نحن في الداخل- وثائقي شخصي عن الحب والوداع ب ...
- العثور على جثة نجم كوري شهير وسط شبهات حول انتحاره (صور)
- “يلا نغني مع لولو” تردد قناة طيور الجنة 2024 على النايل سات… ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سمير حنا خمورو - الارتباك والانقسام في المجتمع الاميريكي: مسرحيتان سياسيتان تعكسان بلداً متغيراً.