أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صلاح بدرالدين - إشكالية السياسي والثقافي في حالتنا الكردية السورية















المزيد.....

إشكالية السياسي والثقافي في حالتنا الكردية السورية


صلاح بدرالدين

الحوار المتمدن-العدد: 8155 - 2024 / 11 / 8 - 23:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


صلاح بدرالدين
خلال الانتخابات البرلمانية في ١ كانون الأول عام ١٩٦١ ، وكانت اخر انتخابات حرة في تاريخ سوريا ، وعندما ترشح الراحل الدكتور نورالدين ظاظا عن حزبنا ( الحزب الديموقراطي الكردي في سوريا ) أتذكر انني كنت في عداد – وكيل متنقل – لحملته وليس وكيلا رسميا ثابتنا بسبب مانع قانوني وهو صغر سني ، وكنت اتنقل بين مراكز الاقتراع ، ولما وصلت الى مركز ( دكشوري ) – منطقة القامشلي تفاجات بوجود مراقب مدرستنا البعثي ( حسين حاج حسين ) " الذي اساء الي بعد ذلك كثيرا وعاقبني دون مبرر بمدرسة العروبة ثم اصبح فيما بعد محافظا للجزيرة ثم وزيرا " كمسؤول عن المركز من قبل السلطات ، وكانت مفاجاتي اكبر عندما ادلى بصوته متمتما بصوت عال : ساصوت للدكتور ظاظا لانه المثقف الوحيد في قائمة المرشحين المليئة بأسماء وجهاء العشائر ، وحتى مرشحوا الحزب الشيوعي كان بينهم – امييون - ، وأريد القول بهذا المجال ان عددا من المتنورين ساهموا في بناء الحركة القومية – الوطنية الكردية السورية من أمثال – آل بدرخان ، وعثمان صبري ، وجكرخوين ، ورشيد حمو ، وشوكت حنان وغيرهم كثيرون .
تأثير تجربة كفاح البدرخانيين على الحركة الكردية السورية
تميز النهج القومي لنضال آل بدرخان بالجمع بين الكفاح المسلح ، والانتفاضات الثورية ، وبين العمل الثقافي ، والنضال السياسي ، فالى جانب الثورات التي اشعلوها في مناطقهم ضد السلطنة العثمانية ، قاموا في الوقت ذاته بتاسيس الجمعيات الثقافية ، وبناء مدارس وكتاتيب لتعليم اللغة الكردية ، وإصدار مجلات ، وطبع كتب تتعلق بالتاريخ الكردي وآدابه ، فهم اول من اصدر صحيفة كردية باسم – كردستان – الى جانب المجلة الشهيرة – هاوار – وغيرها من الدوريات التي كانت تصدر في استانبول ، وبيروت ، ودمشق ، ثم في مصر ، وقبل ذلك في أوروبا ، هذا مع الإشارة الى دورهم في تأسيس حركة – خويبون – التي انطلقت من القامشلي بداية ثم أعلنت في لبنان لاسباب سياسية امنية تتعلق بعلاقات فرنسا مع تركيا ، وقد شكلت هذه الحركة مقدمة لانبثاق الحركة السياسية الكردية السورية المعاصرة ، التي تاثرت بكامل التراث البدرخاني ، والنهج الذي اتبعوه .
لقد انعكست تلك التجربة بشكل اكثر وضوحا في مسار اليسار القومي الديموقراطي منذ كونفرانس الخامس من آب لعام ١٩٦٥ ، وذلك على شكل مواصلة النضال السياسي ضد الاستبداد ، ومن اجل الحقوق القومية والديموقراطية الى جانب بلورة الفكر السياسي للحركة ، وإعادة تعريف الشعب ، والقضية ، والحقوق ، والوسائل النضالية ، وتشخيص الأصدقاء ، والاعداء ، والخصوم ، وإصدار المزيد من الكراريس التثقيفية ، والمجلات ، والصحف ذات الطابع الفكري والثقافي ، وتاسيس الفرق الفولكلورية والغنائية لمواجهة سياسة التعريب وتغيير التركيب الديموغرافي ، ثم ايفاد الطلبة الكرد الى الخارج عبر المنح الدراسية من جانب الدول الاشتراكية – سابقا - ، وتم تتويج الجانب الثقافي بتاسيس الصرح الثقافي المرموق – رابطة كاوا للثقافة الكردية – وإصدار العشرات من الكتب ، والاعمال التاريخية ، والسياسية ، والثقافية ، وتنظيم مئات الندوات الثقافية في مركزها الرئيسي باربيل ، خلاصة القول نجحنا في عملية شرعنة التوأمة بين السياسي والثقافي والتصالح بينهما ، بل ان تجربتنا لاكثر من نصف قرن اثبتت اننا انطلقنا الى السياسي من خلفية الثقافي ، وثبتنا مبدأ عدم إمكانية الفصل بين النضالين السياسي والثقافي في الحالة الكردية السورية المشخصة .
المسار الذي سلكناه لم يكن سهلا بل كان محفوفا بالمخاطر ، خصوصا من جانب نظام الاستبداد الذي شعر بانه امام خصم عنيد مسلح بالفكر ، والثقافة يعرف مايريد ، لذلك اتخذ إجراءات غير عادية امنية بشكل خاص لمواجهة هذا الخصم ، واختراق صفوفه ، لشل حركته ونجح جزئيا في مخططه بد اية التسعينات ، الى جانب محاربتنا سياسيا ، ودعائيا من جانب نفر من الكرد المنتمين الى الحزب الشيوعي السوري الرسمي وجلهم من الاميين الذين لم يفهموا الماركسية اللينينية ، وانحرفوا عنها ، ومن المفارقات وخلال سعينا لتعليم وتثقيف فقراء شعبنا بالدول الاشتراكية كان احد الكرد المسؤولين في هذا الحزب ( مسؤول العلاقات الخارجية ) يرفع تقريرا للمكتب السياسي للحزب الشيوعي السوفييتي يطالب فيه بوقف المنح الدراسية لحزب الاتحاد الشعبي لانه حزب قومي بورجوازي ؟! . ( الرسالة والجواب الصادم عليها من المسؤولين السوفييت منشورة في مذكراتي ) .
عودة الى تعريف السياسي والمثقف في ساحتنا الكردية السورية راهنا
من الواضح ان الكردي السوري بشكل عام أينما كان وحيث ماحل وبغض النظر عن طبقته ، وبيئته الاجتماعية ، ومفاهيمه ، مسيس بالفطرة بسبب المعاناة أولا وتوفر وسائل التواصل المسموعة والمقروءة ، يمكنه التعبير عن آلامه ، وطموحاته ، ويطيب له التعاطي في أحوال العالم كما يشاء ، اما السياسي المحترف فاما ان يكون منتميا الى حزب من عشرات الأحزاب الموزعة بين طرفي الاستقطاب ( ب ي د و ب د ك س ) ، او ان يكون مستقلا حرا ، القسم الأول وكما هو معلوم تورط في الفساد على الأقل منذ نحو عقد من السنين ، وانحرف عن خط – الكوردايتي – وفقد الاستقلالية ، وفشل في انجاز اية مهمة من المهام القومية والوطنية ، واصبح جزء من المشكلة والازمة وهنا تتفاوت المسؤوليات بين من يقود سلطة الامر الواقع فهو الأكثر سوء وبين الطرف الاخر الذي يسعى الى المحاصصة مع الأول ، اما السياسي الوطني المستقل الذي يسعى الى تصحيح المسار ، وإعادة البناء ، وإنقاذ الحركة الكردية من حالة التفكك والانقسام فيختلف كليا عن السياسي الحزبي من حيث الفكر ، والمفاهيم ، والأخلاق السياسية ، وهو ليس في مواقع سلطة الامر الواقع ، ولا في موقع المستفيد من المال السياسي وبالتالي ليس في وارد استغلال الاخرين كما يفعله السياسي الحزبي في التسلط ، وزرع الاتباع ، ودفع الرشاوى ، وتجيير جماعات وتنظيمات من المجتمع المدني بمافيها المسمية بالثقافية لصالح حزبه .
المثقف الحقيقي الذي يستحق التسمية هو من يلتزم بقضايا شعبه ووطنه ، ويترفع عن ممالأة الاخرين لمصالح مادية ، ويقدم مالديه من معرفة من اجل اسعاد شعبه ، وترسيخ حركته السياسية الوطنية الديموقراطية ، ومن صفات المثقف الحقيقي المبدع في حالتنا الكردية السورية الوقوف الى جانب مساعي إعادة البناء ، والتصالح بين الثقافة والعمل القومي الوطني ، ومواجهة الفساد الحزبي ، وتصحيح الانحراف الفكري الحزبي حول الشأن القومي ، والعمل على بلورة المشروع القومي الوطني الكردي من اجل السلام ، والبحث عن سبل انقاذ الفكر القومي الديموقراطي ، والتمسك بالاستقلالية ، واغناء الشخصية الكردية السورية ، والخروج من اطر الجمود اوالانشغال بالتفسير الشخصاني للصراع ، دور المثقف الحقيقي الملتزم هو الابداع الفكري في خدمة الحركة بعيدا عن المصالح والمغانم .
هذا النوع متوفر بشكل وآخر بين صفوف شعبنا من النساء والرجال ، ولكن الخشية كل الخشية من من يتقمصون دور المثقف ويتبعون السياسي الحزبي سرا او علانية ، ومن يحشرون انوفهم في صراعات الأحزاب والحزبيين عبر الاستزلام او اثارة الفتنة ، ومن يهرعون للقاء السياسي الحزبي الفاسد في مكتبه او مكان اقامته في حين يجب ان يحدث العكس ، ومن يمارس نفس سلوك السياسي الحزبي بمؤسسات ثقافية في ضرب الديموقراطية ، وانتقال المسؤوليات ، والبقاء في سدة المسؤولية الى الابد .
المثقف الحقيقي الملتزم واثق من نفسه ، ويفرض احترامه على الجميع من دون عناء ، ويهابه الجميع بمن فيهم أصحاب السلطة والقرار ، وكمثال معروف ومتداول : اخبر قائد شرطة باريس الرئيس شارل ديغول ان هناك امر بالقاء القبض على – سارتر – لمخالفته القانون ، فاجابه ديغول : سارتر هو فرنسا فهل تلقي القبض على فرنسا ؟ .
يتبع ......



#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللقاء التسعون في دنكي - بزاف -
- هل هي نهايات مرحلة الحرب بالوكالة
- ملاحظات سريعة على - مشروع دستورلسوريا ...
- لماذا لم تشكل القضية الكردية مادة في منافسة الحزبين الانتخاب ...
- - ويستفاليا مشرقية - ولكن بعد تحقيق العدالة
- اللقاء التاسع والثمانون في دنكي - بزاف -
- هل نحن امام تغيير قواعد الصراع ؟
- كلمة حق في حراك السويداء
- المردود السلبي لعلاقات الأحزاب الكردية مع الاخر
- اللقاء الثامن والثمانون في دنكي بزاف
- يمين أوروبا المتطرف أداة – بوتينية -
- محاولة في فهم مايجري داخل حزب - الطالباني -
- من دفتر يومياتي ياسر عرفات كان صديقا داعما للكرد وق ...
- عندما يرقص الصغار في أعراس الكبار
- عقود على كونفرانس الخامس من آب ١٩٦٥ ا ...
- اللقاء السابع والثمانون في دنكي - بزاف -
- صفحات مضيئة في تاريخ حركتنا
- عودة الى شجون الحركة الكردية السورية
- من دفتر يومياتي : عندما حصلنا على نص مخطط - الحزام العربي ...
- عن التطورات التركية السورية


المزيد.....




- مصدر لـCNN: إيلون ماسك انضم إلى اتصال جرى بين ترامب وزيلينسك ...
- البنتاغون: دخول متعاقدين عسكريين لأوكرانيا هدفه إصلاح الأسلح ...
- إعصار رافايل يضرب كوبا.. مئات المنازل دُمرت وانقطاع الكهرباء ...
- إعلام: مدعي عام الجنائية الدولية سيخضع إلى تحقيق بمزاعم -تهم ...
- فعاليات المؤتمر الوزاري الأول لمنتدى الشراكة بين روسيا وإفري ...
- -بينها استهداف قاعدة بتل أبيب ومطار عسكري-..-حزب الله- ينفذ ...
- برلمانية أوكرانية: الشركاء الغربيون يصفون نظام زيلينسكي بـ - ...
- مشاهد توثق سلسلة انفجارات في أوديسا جنوب أوكرانيا (فيديو)
- زاخاروفا: روسيا ستقضي على التهديدات الصادرة من أوكرانيا
- العراق.. الكشف عن تفاصيل انتحار -جيفارا- بمحيط السفارة الألم ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صلاح بدرالدين - إشكالية السياسي والثقافي في حالتنا الكردية السورية