|
في سياق اليوم العالمي للمدن: واقع حال المرفق العمومي في الفضاءات العمرانية الجديدة بالمدن الجزائرية
سعيد هادف
(Said Hadef)
الحوار المتمدن-العدد: 8155 - 2024 / 11 / 8 - 00:03
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
منذ أيام مر علينا اليوم العالمي للمدن، وهو اليوم الذي لم تنتبه إليه هيئة الأمم إلا منذ حوالي عشرة أعوام حيث في 27ديسمبر/كانون الأول 2013، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارها 239/68 ، الذي أقرت بموجبه تعيين يوم 31 أكتوبر/ تشرين الأول من كل عام بوصفه اليوم العالمي للمدن. ويراد من هذا اليوم تعزيز رغبة المجتمع الأممي في نشر الحضرية على مستوى العالم، والدفع قدما نحو التعاون بين البلدان لاستغلال الفرص المتاحة والتصدي للتحديات الحضرية، والمساهمة في التنمية الحضرية في كل أنحاء العالم. وتم الاحتفال باليوم العالمي للمدن للمرة الأولى في شنغهاي، الصين في 31 أكتوبر 2014، تحت عنوان "قيادة التحولات الحضرية". واحتفل المجتمع الأممي باليوم العالمي للمدن 2024 ، من أجل نشر الحضرية على مستوى العالم. وبهذه المناسبة دعت الإيسيسكو (منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة) إلى إدماج الشباب في جهود بناء مجتمعات حضرية مستدامة. يأتي هذا اليوم ليدق ناقوس الخطر في سياقٍ تعيش فيه بعض المدن تحت القصف والحصار مثلما هو حال قطاع غزة وجنوب لبنان وأوكراينا وأماكن أخرى بالسودان واليمن وسوريا ... ومدن أخرى عانت من الكوارث الطبيعية فضلا عن الأزمات البنيوية لدى مئات المدن التي تفتقر إلى التنمية والثقافة الأيكولوجية وشروط الأمن. وقد أصبح الأمر ملحا أن تعمل السياسات العمومية بشكل نسقي في نشر الوعي الحضري، وكذلك الوسط الأكاديمي والإعلامي. في هذا السياق تم تنظيم يوم دراسي، بوهران، صبيحة الخميس 31 أكتوبر2024، تحت عنوان: "واقع حال المرفق العمومي في الفضاءات العمرانية الجديدة بالمدن الجزائرية". اليوم الدراسي الذي احتضنته مكتبة كلية العلوم الاجتماعية بوهران، نظمته كلية العلوم الاجتماعية/ وحدة البحث لعلوم الإنسان للدراسات الفلسفية، الاجتماعية والإنسانية/ قسم الدراسات الأنثروبولوجية (جامعة وهران 2 محمد بن أحمد). المداخلة الأولى التي جاءت تحت عنوان "محطات السفر_بطاقة هوية المدينة"، أطّرها الدكتور سيكوك قويدر، حيث اختار مرفق "محطة السفر"، بوصفه بنية تحتية ذات صلة بنيوية بأي مدينة وفضاء اجتماعيا يعكس روح المدينة. واعتبر محطات السفر باختلاف أنواعها، فضاءات تمثل نقاط الولوج إلى المدينة ومغادرتها. والملاحظ في المدن الجزائرية أن هذه الفضاءات في حد ذاتها دائمة السفر في جغرافيا المدينة وضفافها. وبالرغم من أن هذا المرفق يبنى عادة في محيط المدينة إلا أنه، وبسبب التمدد العمراني، يصبح في وسط المدينة، ولأسباب ذات صلة بمشاكل المرور وظاهرة الازدحام تضطر السلطات المعنية على نقله مجددا خارج المدينة. ويرى الدكتور سيكوك، بهذا الشكل تفقد هذه الفضاءات خصوصية أن تكون بمثابة بطاقة هوية ثابتة للمدينة كما هو الحال في مختلف البلدان والمجتمعات. كما تطرق إلى أشكال محطات المدن الجزائرية، أنواعها وواقعها انطلاقا من الإجابة على جملة من التساؤلات، من ضمنها: -ما قيمة فضاءات السفر الاجتماعية، الثقافية والحضرية في المدن الجزائرية؟ - وماهي القيمة المضافة التي تقدمها هذه الفضاءات للمدينة؟ الدكتور محمد بن يوب (جامعة تلمسان)، وتحت عنوان "عقلية البايلك ودورها في ضعف أداء المرفق العمومي في المدينة الجزائرية: سبدو أنموذجا". انطلق الأستاذ مما هو محلي، أي من مدينته سبدو، وانطلاقا من بحثه الميداني وفي سياق الحراك العمراني الذي عرفته الجزائر منذ منتصف سبعينيات القرن الماضي، ترتب عن ذلك تغيرات ساهم فيه تدخل الدولة بنسبة كبيرة. تندرج ضمن مساعي السلطات العمومية الهادفة الى تحسين الإطار المعيشي للمواطن من خلال بناء مساكن ومرافق عمومية مدعومة بضوابط وقوانين، تفرض التعاون بين السلطات العمومية والمواطن للحفاظ عليها من منطلق أنها أملاكه وليست أملاك "البايلك". وحول مقولة "البايلك" التي ترسخت في المتخيل الشعبي الجزائري منذ العهد العثماني، والتي تعني أملاك الحكم العثماني التي غالبا ما كانت على حساب مصلحة الجزائري، وبالتالي ظل الجزائري يحمل لهذه الأملاك مشاعر العداء، وترسخت هذه المشاعر مع المحتل الفرنسي غير أنها بقيت سارية المفعول طيلة الاستقلال، وتساءل الباحث بحثا عن تفسير سوسيولوجي لهذه الظاهرة، وانعكاسها على تدهور هذه المرافق، وجعل التجمعات الحضرية الجزائرية مجردة من المواصفات الحضرية الحديثة، ومنها مدينة سبدو (جنوب تلمسان). الدكتورة بريجة شريفة (جامعة وهران2)، والمشرف العلمية على اليوم الدراسي أطرت مداخلة في موضوع "الاهتمام بالمرفق العمومي كمظهر من مظاهر التحضر: ملعب هدفي ميلود، حي بلقايد، وهران نموذجا". تناولت الأستاذة موضوعها من منطلق نظري سوسيولوجي وأنثروبولوجي، وإذ وضعت الظاهرة في ضوء هذه النظريات، الكلاسيكية منها والمعاصرة، التي اشتغلت على تمدد المدن وعلاقة ذلك بالظواهر السلبية من آفات اجتماعية وغيرها، سعت إلى فهم وتفسير ظاهرة التحضر من خلال مناقشة نظرية الثقافة الحضرية استاندا على النظرية الأيكولوجية والنظرية السوسيو ثقافية، والمتصل الريفي الحضري والحضرية كأسلوب للحياة وغيرها من الاتجاهات الرائدة في تفسير التحضر. وتنطوي نظرية الثقافة الحضرية لـ"لويس ورث" على "تصوره للحضرية، والذي جاء كرد فعل لما تعرضت له الإسهامات الكلاسيكية وبالتحديد كل ما جاء به" بارك "و"بيرجس" حول دور الأيكولوجيا في الحياة الاجتماعية والتركيز الواضح للعوامل الشبه اجتماعية في العمليات الحضرية، ومن خلال هذه النظرية "الحضرية كأسلوب حياة" أو كنمط عيش، شرحت كيف أن ظاهرة الاهتمام بالمرفق العمومي تترجم السلوك المدني بوصفه مظهرا من مظاهر التحضر وهو أسلوب في الحياة الحضرية. من هذا المدخل النظري قدمت مقاربة حول واقع المركب الأولمبي الجديد ميلود هدفي باعتباره مرفقا عموميا يقع بحي بلقايد بدائرة بير الجير بمدينة وهران، وهذا الحي يعتبر فضاء حضريا جديدا وكذلك يمثل بشكل من الأشكال مستقبل مدينة وهران. وحول "واقع الوسط المدرسي بالفضاءات الحضرية الجديدة للمدن الجزائرية"، أطر الدكتور محمد قدمان (جامعة وهران2 ) مداخلته حيث تناول الباحث واقع المدرسة الجزائرية ومشكلات المؤسسة التربوية في ظل الفضاءات الحضرية الجديدة للمدن الجزائرية، واستعرض انعدام الخطة الاستراتيجية المسبقة والدراسة العلمية للوسط المدرسي ضمن هذا الفضاء الحضري وأثر ذلك على تدني المردود المدرسي. وحول انتقال السلوكات الاجتماعية والعادات اليومية للوسط الريفي وشبه الحضري إلى المؤسسات التربوية في بيئة جديدة، حاول توضيح تأثيرها في حالة عدم التوافق مع أطر ونظم المدينة الحديث. وحول تساؤله عن كيف نفسر زيادة مشكلات الوسط المدرسي في ظل توافر نمط العيش المثالي بالفضاءات الحضرية الجديدة للمدن الجزائرية؟ قدم رؤية سوسيولوجية عن تأثير السلوكات اليومية للمعلم والمتعلم مسلطا الضوء على التناقضات التي من شأنها توضيح فجوة الاختلاف بهدف فهم واقع المرفق العمومي في ظل هذه المتغيرات. أما الدكتور هشام داني (جامعة مستغانم)، قدم مداخلة تحت عنوان "تملك الأجزاء المشتركة وتسييرها بالتجمعات السكنية". استهل مداخلته بوصف مجازي معتبرا المدينة تشبه إلى حد كبير الكائن الحي، فهي تولد تنمو و تتطور ثم تمرض وتموت. وإذ يرى أن أهم سبب يقف وراء ازدهار المدن أو مرضها وتخلفها يكمن في العلاقة القائمة بين الساكنة والمعمار، ومن حيث أن الوظيفة السكنية من أهم الوظائف التي يقوم بها الإنسان داخل المدينة الأمر الذي جعل من المسكن أحد أهم الحاجات التي يسعى المرء الى تحقيقها كونه يضمن الاستقرار ومن ثم الاستمرار. ولأن التجارب والسياسات تعددت وتراكمت من أجل توفير السكن للمواطن باعتباره أحد أهم حقوقه، حاولت الجزائر، يقول الباحث، أن تنتهج منذ الاستقلال مقاربة دمقرطة السكن و حيث جعلته أحد أهم الإنجازات التي تقع على عاتق الدولة ما جعل الأخيرة تملك تجربة فريدة ومتنوعة في مجال السياسة السكنية والتي أصبحت تعتمد في العقود الأخيرة على النمط العمودي بغية تلبية الطلب، هذا النمط العمراني الذي يضم أجزاء مشتركة تتطلب تعاملا خاصا معها. وإذ يتساءل: كيف يتم تملك وتسيير الأجزاء المشتركة داخل التجمعات العمرانية الحضرية الجديدة، وكيف يؤثر ذلك على صورة المعمار ثم المدينة؟ جاءت مقاربته ذات منهج كيفي من خلال إجراء مجموعة من المقابلات وقد اتخذ التجمعات الحضرية الجديدة بمدينة مستغانم نموذجا لمقاربته. الدكتورة أولاد العربي آمنة (جامعة وهران2)، أطرت مداخلة في موضوع "الغابات مُرّكبات السياحة والترفيه مرافق التسلية العمومية". تناولت واقع هذه الفضاءات العمومية ودورها السياحي والترفيهي بالنسبة لساكنة المدن. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المدينة في يومها العالمي: متى تصبح الأيام العالمية من صميم الثقافات المحلية؟ https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=737359
#سعيد_هادف (هاشتاغ)
Said_Hadef#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الترجمة في يومها العالمي... قل لي ما موقفك من الترجمة أقول ل
...
-
لماذا عادت الروح النازية؟ وأين ستنتهي؟
-
في سياق يوم المرأة (وهران)، راهن الكتابة النسوية في الجزائر:
...
-
السادس عشر من أيار: الحق في السلام بين الأيديولوجيا والثقافة
...
-
اليوم العالمي للديمقراطيا (الجزء الثاني)
-
اليوم العالمي للديمقراطيا (الجزء الأول)
-
اليوم الأممي لحماية التعليم من الهجمات
-
الوضع الأمني المغاربي على كف عفريت: هل الحرب هي الحل؟ (الجزء
...
-
الوضع الأمني المغاربي على كف عفريت: هل الحرب هي الحل؟ (الجزء
...
-
الوضع الأمني المغاربي على كف عفريت: هل الحرب هي الحل؟ (الجزء
...
-
الوضع الأمني المغاربي على كف عفريت: هل الحرب هي الحل؟ (الجزء
...
-
الوضع الأمني المغاربي على كف عفريت: هل الحرب هي الحل؟ (الجزء
...
-
الوضع الأمني المغاربي على كف عفريت: هل الحرب هي الحل؟ (الجزء
...
-
تبون وماكرون وجها لوجه: هل ستكون العلاقة الفرنسية الجزائرية
...
-
مفدي زكريا: شاعر القومية الجزائرية
-
زيلنسكي إزاء بوتن: صراع النازيات
-
في معنى الشعبوية: هل قيس سعيد شعبوي؟
-
عندما تتشبع السياسة بروح الصداقة
-
تونس 25 يوليو: الرهانات والتحديات
-
الفضاء المغاربي في ضوء نظرية الألعاب
المزيد.....
-
مصدر لـCNN: إيلون ماسك انضم إلى اتصال جرى بين ترامب وزيلينسك
...
-
البنتاغون: دخول متعاقدين عسكريين لأوكرانيا هدفه إصلاح الأسلح
...
-
إعصار رافايل يضرب كوبا.. مئات المنازل دُمرت وانقطاع الكهرباء
...
-
إعلام: مدعي عام الجنائية الدولية سيخضع إلى تحقيق بمزاعم -تهم
...
-
فعاليات المؤتمر الوزاري الأول لمنتدى الشراكة بين روسيا وإفري
...
-
-بينها استهداف قاعدة بتل أبيب ومطار عسكري-..-حزب الله- ينفذ
...
-
برلمانية أوكرانية: الشركاء الغربيون يصفون نظام زيلينسكي بـ -
...
-
مشاهد توثق سلسلة انفجارات في أوديسا جنوب أوكرانيا (فيديو)
-
زاخاروفا: روسيا ستقضي على التهديدات الصادرة من أوكرانيا
-
العراق.. الكشف عن تفاصيل انتحار -جيفارا- بمحيط السفارة الألم
...
المزيد.....
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
-
الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا
...
/ قاسم المحبشي
-
الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا
...
/ غازي الصوراني
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
-
فلسفات تسائل حياتنا
/ محمد الهلالي
-
المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر
/ ياسين الحاج صالح
-
الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع
/ كريمة سلام
-
سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري -
/ الحسن علاج
-
فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال
...
/ إدريس ولد القابلة
المزيد.....
|