عبد الحسين العطواني
الحوار المتمدن-العدد: 8154 - 2024 / 11 / 7 - 13:34
المحور:
المجتمع المدني
المخدرات .. وآنعكاساتها الخطيرة على المجتمع
ان تعاطي المخدرات موضوع ذو ماضي وحاضر ، اما الماضي فبعيد يصل الى فجر الحياة الاجتماعية والانسانية ، واما الحاضر فمتسع يشمل العالم بأسره ، فما من مجتمع ترامت سيرته عبر القرون ، او عبر مراحل التطور الحضاري ، الا وجدنا بين سطور هذه السيرة مما ينبئنا بشكل مباشر ، او غير مباشر ، عن التعامل مع مادة ، او مواد محدثة لتغيرات في الحالة النفسية بوجه عام ، او في الحالة العقلية بوجه خاص ، لدى المتعاطي ، ويبدو ذلك واضحا في تاريخ الصينيين ، والهنود ، والمصريين ،والفرس ، واليونان ، وغيرها من الامم .
وتعرف المخدرات بأنها: ( مادة طبيعية ، او مصنعة تدخل جسم الانسان وتؤثر عليه ، فتغير احساسه وتصرفاته ، وبعض وظائفه ، وينتج عن استعمال هذه المادة ، نتائج خطيرة على الصحة الجسدية والعقلية ، وتأثيرها ضارا على البيئة والمجتمع ) . ويهذا فأن المخدرات تعد من السموم الخطيرة التي تستخدم لاغراض غير مشروعة .
وعلى الرغم من الجهود التي تبذل من قبل مديرية مكافحة المخدرات في العراق لمواجهة المخدرات ، الا انها لاتزال في تزاييد مستمر ، من حيث الاستهلا ك والتهريب ، والتجارة غير المشروعة ، وارتفاع عدد القضايا الجنائية التي يكون سببها تعاطي المخدرات , وهناك مؤشرات تدل على ارتفاع عدد المتعاطين وتفشي ظاهرة المخدرات بشكل غير معهود في اوساط الشباب والمراهقين في معظم المحافظات ، فالعراق ليس بلدا منتجا للمخدرات ، بل لانه منطقة عبور نحو بعض البلدان المنتجة للمخدرات ، لكن واقع المخدرات في العراق اخذ منزلقا خطيرا ، واخذت تنتشرهذه الافة بنسبة عالية ، ويتضح من هذه المعطيات مدى ما اصبح عليه الوضع والذي مس بشكل خاص فئة الشباب ، فأودى بهم الى سبل الاجرام والتورط في قضايا جنائية ، في الوقت الذي ننتظر منهم بناء وتشييد ، ورفع صرح الوطن وتفعيل ركائزة على القيم الاخلاقية والقانونية ، ومما تقدم ، فأنه تقع علينا مسؤولية كبيرة ، واقصد هنا الآباء ، والامهات ، والجهات الامنية ، ووسائل الاعلام ،والمؤسسات الدينية ، بتظافر الجهود ، للحد من هذه الظاهرة الدخيلة على المجتمع العراقي ونبذها ، وبالتالي الحفاظ على شبابنا قبل وقوعهم في فخ المخدرات الذي سينتهي بهم حتما الى طريق الهلاك .
#عبد_الحسين_العطواني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟