أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعاد خيري - نهاية ملهاة صدام خطوة نحو نهاية اعداء البشرية














المزيد.....

نهاية ملهاة صدام خطوة نحو نهاية اعداء البشرية


سعاد خيري

الحوار المتمدن-العدد: 1781 - 2006 / 12 / 31 - 11:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حرمت قوات الاحتلال شعبنا منذ اليوم الاول لاحتلالها من الفرحة الكبرى التي طالما انتظرها منذ ثورة 14/تموز/1958 بالاقتصاص من اعدائه في شوارع بغداد وبحكم الجماهير المنطلقة الى الحرية والتقدم والاخاء.. ومنحتهم القوى والاندفاع نحو تحقيق المزيد والمزيد من الانجازات على صعيد تحرير الوطن واعادة بنائه..حرمت قوات الاحتلال الامهات والاخوات والحبيبات من فرحة قطف ثمار تضحياتهم بابنائهم واخواتهم واحبتهم بل وعفتهم .. بل وحولت حلمهم الى ملهاة بعدة فصول بدءا من اختفاء صدام ومرورا بملاحقته والانتصار بالقبض عليه في حفرة لم يتقنوا حتى اعدادها . لتبدأ بعد ذلك فصول محاكماته الطويلة وصولا الى اعدامه..
وكان لكل فصل من فصولها مبرراته في اشغال الرأي العام العراقي عما يجري تنفيذه من مخططات لضمان بناء القواعد العسكرية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية . ولكن مع استكمال كل هذه القواعد وجدت الادارة الامريكية وقوات احتلالها ان كل تلك القواعد لم تضمن لها الهيمنة التامة على الشعب العراقي وتركيعه.. ووجدت مع انجاز كل ذلك تتزايد اعداد ضحاياها من الجنود وترتفع تكاليف احتلالها لتفوق ارباح شركاتها للنفط والسلاح.. وتصاعد معها نضال الجماهير الامريكية المطالبة بانهاء التواجد الامريكي في العراق بل وانحطاط سمعتها على الصعيد العالمي حيث ساعد تطور وسائل الاعلام على افتضاح كل جرائمها بحق الشعب العراقي وصوت 70% من شعوب اوربا على ان الادارة الامريكية الحالية تشكل الخطر الاكبر على البشرية.. وجاءت ضربة الانتخابات التكميلية للكونغريس لتفرض امرين لضمان استمرار الاحتلال: اما الاسلوب العسكري الحاسم المسمى بخطة الامن الجديدة التي تترافق مع زيادة القوات الامريكية وزجها لاخضاع بغداد وفرض حكم عسكري مباشر تنفذه ادارة بعثية بدون صدام. او اسلوب مداهن ديموقراطي يستعمل العصى والجزرة معا لترويض الشعب العراقي.. من خلال دعم الحكومة الحالية واطلاق المليارات من اموال الشعب العراقي لاعادة البناء وفقا للمخططات التي تضمن تبعية الاقتصاد العراقي للهيمنة الامريكية.. اسوة بدول الخليج..
واذ يواجه الاسلوب الثاني تجربة قوات الاحتلال خلال فترة الاحتلال وتجارب الامبريالية البريطانية التي خاضتها مع شعبنا يبقى الاسلوب الاول اسلوب بوش هو المفضل. وباشرت قوات الاحتلال الخطة بتنفيذ حكم الاعدام بصدام .. وعلى شعبنا الاستعداد لخطواتها الجهنمية المقبلة..
لم تكن نهاية صدام هذه بالحدث الكبير في حياة الشعب العراقي ، لان صدام انتهى منذ سقوطه ولم يعد لبقائه تأثير الا بقدر ما سجله من حطة وخنوع خلال كل تلك الفترة تنسجم مع انحطاط شخصية اقدمت على كل تلك الجرائم والآثام بحق شعبنا لقاء كرسي الحكم.. بدءا من تقبله قتل ابنائه مرورا بدخوله الحفرة البائسة وصولا الى حضوره جلسات المحاكمة.. ولم يكن لاعدامه نفس التأثير الذي احدثه تنفيذ حكم الشعب باعدائه في ثورة 14/تموز.. فما تقترفه قوات الاحتلال بحق شعبنا يفوق ما نفذته على يد صدام.. فضلا عن اعدادها للمئات من امثال صدام .
نعم لم اشعر بفرحة كبرى باعدام صدام، وانا من بين ملايين شعبنا الذي اودى صدام بكل انجازاته خلال قرن وباع الوطن والشعب ، وواحدة من الالاف الذين مروا بغرف تعذيب صدام لمدة 42 يوما. ذقت خلالها مع المئات من نساء العراق صنوف التعذيب بالكهرباء والفلقة وافضعها الاغتصاب فكم من فتاة القي بجسها الممزق بيننا بعد اغتصابها ، ولم انجو من محاولة اغتصاب رغم كنت اناهز الخمسين ولم ينقذني الا الاحتماء بدرع الام .
وما دفعني للكتابة عن الحادث هو عدم ضياع دروسه .. وفي مقدمتها ليس لاي خائن لشعبه ووطنه من نجاة من عقاب التاريخ حتى وان كان على يد من خدمهم.. وثانيا وهو الدرس الاهم للطواقم الجديدة من المتطوعين لخدمة اعداء الوطن.. ان ليس للامبرياليين من اصدقاء ولا خدم اوفياء بل لهم مصالح ومتى ما انتهت مهمتهم في تحقيقها لم يترددوا لحظة في تصفيتهم.. فليس هنالك من خدم الامبريالية الامريكية كصدام ولا يمكن ان يوجد.. لان التاريخ لايعيد نفسه .. وما حققه صدام للامبريالية الامريكية يحتاج الشعب العراقي وجميع الشعوب العربية ولاسيما الشعب الفلسطيني ، بل وجميع شعوب المنطقة ، من احتلال مباشر وقواعد عسكرية وتعزيز لقاعدته الكبرى، اسرائيل، وما كدسه فيها من اسلحة دمار شامل وقواعد اجتماعية من حكام مطواعين ومؤدلجيين دينيين وطوائف ومليشيات، وارهابيين ، وماتركته من اشعاعات نووية بقنابلها التي استخدمتها ليس فقط من اجل احتلال العراق بل ومن اجل تركيع شعبه.. تلك الاشعاعات التي تشوه الاجنة لالاف السنين، ان كل ذلك يتطلب عشرات السنين من النضال وتقديم التضحيات لكي تكتمل فرحة ملايين شعبنا ومليارات البشرية يوم ينال اعداء البشرية قصاصهم ... ولاشك ان القضاء على أي من اعداء البشرية يعزز ثقة شعبنا وثقة البشرية بقدراتها ، وهو خطوة نحو نهاية اعداء البشرية وفي سبيل تحرير شعبنا وتحرير البشرية.
سعاد خيري
في 30/12/2006



#سعاد_خيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اتركوا العراق لشعبه
- رسالة شكر للاستاذ احمد الناصري
- انقذوا بغداد من خطة امن بوش -المالكي
- اليسار العراقي والحزب الشيوعي
- الاهمية الآنية لتجربة حركة الانصار الشيوعية ضد النظام الدكتا ...
- تغييب الاستراتيجية الوطنيةالسبب الرئيس لفشل جميع مؤتمرات الم ...
- اليسار والحركة الشيوعية الوطنية والعالمية
- احتجاجات جلال الطالباني على تقرير بيكر هاملتون بعضها حق يراد ...
- تقرير بيكر هاملتن يضع الصيغة القانونية لتحويل العراق الى محم ...
- رد على رسالة الرفيق ابو ذر ياسر
- تعتبر الادارة الامريكية اليوم ان الحرب الاهلية في العراق الو ...
- رسالة شكر لكل من قدم ويقدم لي النقد
- بقاء دولة العراق ووحدته هو التحدي الاكبر والاول اليوم امام ك ...
- مستلزمات المرحلة الراهنة
- هذا العراق وهذه ضرباته كانت له من قبل الف ديدنا
- تطور نوعي للحركة النقابية العالمية وللعولمة الانسانية CSIتكو ...
- تشيني يفضح سياسة الادارة الامريكية الفاشية في العراق
- الحوار المتمدن في عيده الخامس
- رسالة مفتوحة لصحيفة المشترك الالكترونية الموقرة
- العراق ليس فيتنام


المزيد.....




- هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب ...
- حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو ...
- بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
- الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
- مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو ...
- مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق ...
- أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية ...
- حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
- تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعاد خيري - نهاية ملهاة صدام خطوة نحو نهاية اعداء البشرية