أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إسلام حافظ - السيسي بين الحقيقة والخيال














المزيد.....

السيسي بين الحقيقة والخيال


إسلام حافظ
كاتب وباحث مصري

(Eslam Hafez)


الحوار المتمدن-العدد: 8152 - 2024 / 11 / 5 - 23:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


على مدار السنوات الأخيرة، تعرضت مصر للعديد من التحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في ظل إدارة الرئيس عبد الفتاح السيسي. يرى البعض أن سياسات السيسي أثرت سلبًا على البنية التحتية للاقتصاد المصري وعلى الوضع الاجتماعي للمواطنين، إضافة إلى موقفه من القضية الفلسطينية وعلاقته الوثيقة بإسرائيل. في هذا المقال، سنستعرض بعض جوانب سوء إدارة السيسي لمصر، ومعاونته لإسرائيل، وإهماله الواضح لقضية قطاع غزة.

سوء إدارة الاقتصاد المصري

يُعتبر الاقتصاد المصري من أبرز المجالات التي شهدت تدهوراً ملحوظاً في عهد السيسي. رغم الوعود المتكررة بتحقيق النمو الاقتصادي وتحسين حياة المواطنين، إلا أن المؤشرات الاقتصادية تُظهر صورة مغايرة تماماً. على سبيل المثال، اعتمد السيسي بشكل كبير على القروض الخارجية لتمويل مشروعات ضخمة، كالعاصمة الإدارية الجديدة ومشاريع البنية التحتية. وعلى الرغم من أهمية هذه المشاريع، فإن الانتقادات توجهت نحو الأولويات، إذ يرى البعض أن هذه المشاريع الضخمة لا تعود بالفائدة المباشرة على المواطنين، بل تساهم فقط في زيادة الدين العام الذي بلغ مستويات غير مسبوقة.

ومن النتائج الواضحة لهذا النهج هو تدهور قيمة الجنيه المصري، الذي شهد انخفاضًا حادًا مقابل العملات الأجنبية، مما أدى إلى ارتفاع أسعار السلع الأساسية وتزايد التضخم. وقد أدى هذا التضخم إلى تفاقم أعباء المعيشة على المواطنين، حيث لم يعد المواطن البسيط قادرًا على تحمل تكاليف الحياة اليومية، مع تراجع دخل الأسرة بشكل ملحوظ.

تراجع الحريات وانتهاكات حقوق الإنسان

على الصعيد السياسي، شهدت مصر تراجعاً كبيراً في مجال الحريات العامة وحقوق الإنسان. فالإعلام والصحافة تعرضا لقيود شديدة، وأصبحت الأصوات المعارضة تواجه قمعًا ممنهجًا. أُغلقت العديد من الصحف، وتم حجب مواقع إلكترونية، واعتُقل ناشطون سياسيون وصحفيون لمجرد تعبيرهم عن آرائهم. هذه الإجراءات أدت إلى خلق حالة من الخوف بين الناس ومنعتهم من التعبير عن رأيهم بحرية، مما أثر على البيئة الديمقراطية في البلاد.

العلاقات مع إسرائيل وتقديم التنازلات

لقد شهدت العلاقات المصرية الإسرائيلية في عهد السيسي تقارباً غير مسبوق، حيث يُعتبر السيسي أول رئيس مصري يظهر دعماً علنياً للتعاون مع إسرائيل. ومن الأمثلة الواضحة على هذا التعاون، دور مصر في ملف "صفقة القرن"، والتي تعرضت لانتقادات واسعة من الشارع العربي والإسلامي لاعتبارها تصفية للقضية الفلسطينية. كما سمح السيسي لإسرائيل بزيادة نفوذها الاقتصادي والأمني في شبه جزيرة سيناء، وذلك عبر تسهيلات في مجالات متعددة كالطاقة والسياحة، وهو ما اعتبره البعض مساسًا بالسيادة المصرية.

من جانب آخر، تظهر علامات التعاون العسكري والأمني بين البلدين بوضوح في سيناء. حيث عمل السيسي على السماح لإسرائيل بالتدخل العسكري المباشر في عمليات مكافحة الإرهاب داخل سيناء، وهو ما يُعد سابقة في العلاقات المصرية الإسرائيلية، إذ كانت مصر في السابق تُفضل الاعتماد على قواتها المسلحة في مثل هذه المهام.

إهمال قطاع غزة ومعاناة الفلسطينيين

يُتهم السيسي بتجاهل معاناة الفلسطينيين في قطاع غزة، حيث تُغلق معابر الحدود المصرية الفلسطينية بشكل متكرر، مما يزيد من معاناة سكان القطاع الذين يعانون من حصار إسرائيلي خانق منذ سنوات. كما أن مصر لم تقم بما يكفي للضغط على إسرائيل لرفع الحصار عن القطاع، بل يصف البعض موقفها بالتواطؤ، وذلك لأن سياسة السيسي في التعامل مع قضية غزة تتماشى إلى حد بعيد مع المصالح الإسرائيلية، دون اعتبار للوضع الإنساني المتدهور في القطاع.

وفي بعض الأحيان، تقوم مصر بفتح معبر رفح، لكنها تفرض قيودًا مشددة على من يُسمح لهم بالمرور، وهو ما يجعل حركة الأشخاص والبضائع بطيئة ومعقدة، ويُفاقم الوضع المأساوي الذي يعيشه سكان القطاع. إن هذه السياسة المتشددة تجاه غزة جعلت الكثيرين يعتبرون أن السيسي قد تخلى عن دوره التاريخي في دعم القضية الفلسطينية، خصوصًا أن مصر كانت دائمًا تُعتبر شريكًا استراتيجيًا لفلسطين.

السياسة الخارجية وانعكاساتها على دور مصر الإقليمي

رغم أن مصر كانت تاريخيًا تلعب دورًا رياديًا في المنطقة العربية، إلا أن دورها تراجع بشكل كبير في عهد السيسي. فالسياسات الخارجية أصبحت تركز على تحقيق المصالح الآنية وإرضاء الدول الكبرى مثل الولايات المتحدة، وهو ما أضعف موقف مصر الإقليمي. وبهذا الصدد، تخلت مصر عن العديد من القضايا الإقليمية المهمة مثل القضية السورية واليمنية، وأصبحت تميل أكثر إلى الحياد السلبي.

الخاتمة

في النهاية، يرى العديد من المحللين أن سياسات السيسي الداخلية والخارجية أثرت سلباً على مصر ودورها في المنطقة. إذ لم يُحقق السيسي الوعود التي أطلقها بتحسين الحياة الاقتصادية للمواطنين، بل زاد من أعباء الديون وارتفاع الأسعار. كذلك، تراجع وضع حقوق الإنسان وحرية التعبير، مما خلق حالة من الكبت والخوف بين المواطنين. أما على صعيد العلاقات الخارجية، فقد قدم السيسي الكثير من التنازلات لصالح إسرائيل، وتخلى عن دوره التاريخي في دعم فلسطين وسكان غزة.

إن استمرار هذه السياسات قد يؤدي إلى تدهور أكبر في الوضع الداخلي المصري وإلى المزيد من العزلة على الصعيد الإقليمي، مما يتطلب إعادة النظر في الأولويات والاستراتيجيات من أجل تحقيق مستقبل أفضل لمصر وشعبها، والحفاظ على مكانتها ودورها الرائد في المنطقة العربية.



#إسلام_حافظ (هاشتاغ)       Eslam_Hafez#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معاناة اللاجئين السودانين في مصر
- إنتهاكات حقوق اللاجئين في مصر


المزيد.....




- قطار يمر وسط سوق ضيق في تايلاند..مصري يوثق أحد أخطر الأسواق ...
- باحثون يتكشفون أن -إكسير الحياة- قد يوجد في الزبادي!
- بانكوك.. إخلاء المؤسسات الحكومية بسبب آثار الزلزال
- الشرع ينحني أمام والده ويقبل يده مهنئا إياه بقدوم عيد الفطر ...
- وسقطت باريس أمام قوات روسيا في ساعات الفجر الأولى!
- الدفاعات الروسية تسقط 66 مسيرة أوكرانية جنوب غربي البلاد
- -يديعوت أحرنوت-: حان الوقت لحوار سري مع لبنان
- زعيم -طالبان-في خطبة العيد: الديمقراطية انتهت ولا حاجة للقوا ...
- الشرع: تشكيلة الحكومة السورية تبتعد عن المحاصصة وتذهب باتجاه ...
- ليبيا.. الآلاف يؤدون صلاة عيد الفطر بميدان الشهداء في طرابلس ...


المزيد.....

- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إسلام حافظ - السيسي بين الحقيقة والخيال