|
نجيب سرور يعاد صلبه ،،
حسن مدبولى
الحوار المتمدن-العدد: 8151 - 2024 / 11 / 4 - 10:53
المحور:
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
نجيب سرور يعاد صلبه !!
نظرا لتهجم أحد الأشخاص على الشاعر الراحل نجيب سرور، محاولا الإنتقاص من شخصه،وإهدار قيمته التاريخية، نعيد نشر هذا المقال القديم عنه كرد ودفاع غير مباشر، وهو دفاع مشروع عن شخص ونموذج ورمز تم صلبه وهو حي ،ويعاد صلبه بعد قتله بسنوات،،
-------------------
الشاعر نجيب سرور و الخروج على النَصْ؟
يتوقع المثقفون الوطنيون المخلصون مرهفوا الحس،أن تقابل تضحياتهم ونصائحهم الصادقة، بترحيب وتشجيع ودعم شعبى ومجتمعى ورسمى بلا حدود، إلا إنهم فى الغالب ما يتفاجئون بالعكس تماما، فإذا بهم يقفون على هامش الواقع بلا قيمة ، أو منفيون مطاردون ملاحقون محاصرون ، أو يفجعون بإكتشافهم بأن العامة الذين هم محور اهتمامهم وسبب شقائهم، يتواطئون ضدهم ،ولا يعرفون مقامهم ، ولا يقبلون بأى إطروحات ترد من هؤلاء الخلصاء ،بل ويصر هؤلاء العامة بغباء وعمى بصيرة ،على السير فى الطرق المعتمة الكارثية المدمرة ؟ وفى الغالب يعطى التوقع المبالغ فى مثالياته نتائج كارثية صادمة تؤثر سلبا على الشخصية المتفانية مرهفة الحس، فتجد أن بعض تلك الشخصيات قد أصابتها لوثة الإرتداد ، وتحولت تماما عن قيمها وعقائدها ، بسبب ما حل بها من صدمات ، فتعرض ابداعها للبيع ، وتنكص عن مبادئها ،وتعيش عيشة العبيد والشياطين الذين يسلمون أنفسهم للعربدة والمجون ومعانقة الفساد أينما حل ، فيما لا يستطيع آخرون أن يصمدوا حتى على المستوى العقلى والبدنى فتصيبهم الأمراض ويسقطون ضحايا لما تعرضوا له من جنون وكوارث ؟ بينما يخرس البعض تماما ويتوقفون وينزوون، وينتهى عطائهم ، و يذهبون فى صمت تطويهم غياهب النسيان ، كما أن البعض الآخر ينجرف إلى كارثة العنف والإستجابة للإستفزاز فتنتهى مسيرته بل وحياته كلها، أما المبدعون الصامدون والأكثر قدرة على التحمل ، فيستمر التضييق عليهم ويلاحقون رسميا، ويتم تشويههم شعبيا وبطرق ممنهجة ، فلا يجدون أمامهم مفرا إلا بالمبادرة بالصدام مع الجميع ؟ والشاعر الراحل نجيب سرور من النوع الأخير ، فهو لم يستسلم ، ولم يبع قضاياه ومبادئه، ولم يعش حياة وهمية عبثية باذخة ، ولم يتحول للعنف ولم يستطع الخرس ، لكن كلماته وإبداعاته وأبيات شعره تحولت إلى طلقات تحمل صرخات مدوية خارجة عن المألوف موجهة إلى الكافة وفى كل إتجاه لعلها تنقذ شيئا ما ؟
من هو نجيب سرور؟ إسمه بالكامل محمد نجيب محمد هجرس من مواليد قرية إخطاب بمركز أجا في محافظة الدقهلية عام 1932 ، توفى عام 1978 عن عمر لا يتجاوز 46 عاما ، وهو كاتب مسرحى ومفكر وشاعر مصري بزغ نجمه خلال فترتى الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، تعرض خلالها للإعتقال والتعذيب، وأودع مستشفى الأمراض العقلية أكثر من مرة حتى توفى وهو نزيل مقهور هناك ؟ كان محبًا للمسرح والتمثيل، فالتحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية فى مصر بعد أن ترك كلية الحقوق ، وتخرج منه ليعمل في مجالي التمثيل والإخراج، ثم سافر إلى الاتحاد السوفييتي لدراسة الإخراج المسرحي هناك، وبعدما عاد إلى مصر، ألف بعض المسرحيات والدواوين الشعرية، ولكن جرأته الشديدة وصراحته المفرطة في انتقاد سلبيات النظام آنذاك تسببتا في دخوله المعتقل، حيث تعرض لشتى أنواع التعذيب، فضلًا عن إدخاله غصبًا إلى مستشفى الأمراض العقلية عدة مرات،كانت بدايتها عام 1969 ؟
يشتهر نجيب سرور ببعض أشعاره اللاذعة والتي كانت تحتوى كلمات جارحة وألفاظ خارجة تعكس حالته النفسية بعدما تعرض له خلال حياته من تنكيل وتضييق واعتقال وتهميش وإنكار حتى ممن دافع عنهم ، فكانت هذه الأشعار هى الصرخات التى أطلقها نجيب سرور في وجه الجميع كرد فعل على مايراه من أوضاع مصر في تلك الفترات وصمت الناس بل وتواطئهم؟
. كانت عائلته تعمل في الزراعة والأرض على غرار سائر الفلاحين في القرية، وكانت الأسر المصرية تحصل على قوت يومها من العمل كأجراء فى هذا المجال، وكانت تلك الأموال البسيطة تستخدم لتوفير القوت اليومى، وفي إرسال الأطفال للتعلم في المدارس الحكومية. ولعبت تلك البيئة القاسية الفقيرة التي عاش فيها سرور، دور كبير في تأسيس شخصيته، فشبّ على رفض الاستغلال والإقطاع، والمناداة بتحقيق الحرية والعدالة في المجتمع، حتى أنه بدأ عهده مع الشعر بكتابته قصيدة "الحذاء" سنة 1956، والتي صور فيها ما عاناه والده من ظلم وقهر عندما ضربه عمدة القرية بحذائه أمام أولاده ومنهم نجيب سرور ، ولم يستطع والده الدفاع عن نفسه أمام ذلك القهر( قهر الرجال) ؟ إلتحق سرور بعد ذلك ببعض الحركات الوطنية الثورية التى ترفض الإستغلال والقهر ، مما تسبب له فى ملاحقات أمنية ومطاردات واعتقالات وتعذيب، بشكل مستمر ؟ و رغم ما تعرض له نجيب سرور من اعتقال وتعذيب وتشويه فإن نشاطه العلمى و الإبداعي لم يتوقف فاستكمل دراسته ، كما ألف مسرحية "بهية وياسين" عام 1965، وبعدها بعامين أنهى كتابة مسرحيته الثانية "يا بهية وخبريني". وفي عام 1969، كتب مسرحية "الكلمات المتقاطعة"، وفي ذات العام أصدر مسرحية نثرية بعنوان "الحكم قبل المداولة" ثم قدم مسرحية "ملك الشحاتين" عام 1970،
انتقد سرور بشدة مذابح الفلسطينيين فى سبتمبر (أيلول) الأسود عام 1970 على يد القوات الأردنية ، وهاجم طريقة معاملة الفلسطينيين هناك في مسرحيته "الذباب الأزرق"، مما أثار نقمة أجهزة الأمن المصرية، التي منعت عرض المسرحية وصادرت النسخ المطبوعة منها. كما تعرض سرور للاعتقال وجرت محاولة اغتياله خنقًا، وطُرد من وظيفته، ومنع من النشر لبعض الوقت، ووصلت الأمور إلى إيداعه في مستشفى الأمراض العقلية بتهمة الجنون مرة أخرى ، وقد ساهمت كل هذه الملاحقات مع بعض الظروف والصدمات الشخصية فى إخراج قصائده الشهيرة ذات الألفاظ الجارحة إلى العلن، أصدر نجيب سرور طوال حياته عدة دواوين شعرية نذكر منها: "لزوم ما لا يلزم" التي كتبها في المجر وصدرت عام 1975، وديوان "الأميات"، و"بروتوكولات حكماء ريش"، و"رباعيات نجيب سرور"، وديوانا "الطوفان" و"فارس آخر زمن". غنى الشيخ إمام عيسى بعض القصائد التي ألفها سرور منها "البحر بيضحك ليه" و"غريب وجيت البلد" و"حلوا المراكب". ولقد سمى نجيب سرور ابنه شهدي تيمنًا بالسياسي المصري، شهدي عطية، الذي تم قتله تحت التعذيب في سجن أبو زعبل ، ومن الجدير بالذكر أن ابنه شهدى سرور أيضا تعرض لملاحقات امنية هو الآخر بسبب نشره لبعض القصائد المسجلة بصوت والده ، فإضطر إلى الهروب خارج مصر حتى توفى بالهند عام 2019 ؟ كانت الحالة الصحية والمعيشية لنجيب سرور قد تدهورت خلال الفترة الأخيرة من حياته، واشتدت دائرة التضييق الأمني عليه، فأودعته أجهزة الأمن مستشفى الأمراض العقلية مرة أخرى، ليتوفى هناك بتاريخ 24 أكتوبر عام 1978. وهذه بعض الأبيات من أحدى قصائده بعد حذف الالفاظ المسيئة لكن عظمتها إنها تشرح الأحداث الممنهجة التى يكذبها وينفيها دائما المجرمون ؟
دانا إبن مصر اللى فيها الشنق زى الكوليرا !! من عهد خوفو، وخفرع، واللى قرع أبواب ! لو يشنقونى( اليهود) فى السرّ ، إيه يجرا؟ هايقولوا مجنون ،شنق نفسه، وأنا الكداب!!
عقود عمل ع القفا، بس العمل بره ! هاجر وسيب البلد مفروشه للغربان!! يعنى يا إما السجون ؟يا الشنق، يا الهجره؟ يا اما تهمه جنون ؟ يا العيشه ع الصلبان ؟
يا مصرى هِم ، وصحى النوم ، وإقرأ الأخبار ! الدنيا كلها صحت، الا احنا ،،،،بالمندار شوف الصهاينه، على ترابنا ،، واقفين كما زنهار !! حلاوتها ماتشاتك يا كوره !! بديل لخط النار ؟؟
#حسن_مدبولى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الحمد لله على نعمة - ستيوا بوخارست-
-
إمارات الخليج، ودلاديل الداخل!؟
-
إقتصاد رفع الأسعار
-
الحضارة النازية !!
-
حضارة النازيين الأشاوس !!
-
الدولار وأطفال المدارس،،
-
حكم الأغا !!
-
القومجية أعداء إيران ،،
-
ماذا بعد حسن نصر الله!؟
-
إنفجارات لبنان !
-
العدوان الشامل !!
-
الزيارة الرسمية لتركيا !!
-
نادى النظام الأسبانى!؟
-
هل يؤمن الناصريون بالديموقراطية؟
-
تتفيه التفاهة
-
حياة الماعز، والرسائل المخفية ،،
-
حياة البقر !!
-
مخاطبة الشعوب كمجموعة من الأطفال!
-
العلاقة المشبوهة !؟
-
حسينة ماجد- بنجلاديش
المزيد.....
-
حزب الاشتراكيين يشكك في فوز مايا ساندو ويصفها بـ-رئيسة الشتا
...
-
التقرير الصحفي الأسبوعي عن أخر تطورات العدوان وأشكال التضامن
...
-
وسائل إعلام إسرائيلية: سماع دوي انفجار قرب قيساريا ويجري الت
...
-
الإعلام العبري: سماع دوي انفجار قرب قيساريا شمال فلسطين المح
...
-
رحلة في تاريخ البيتزا.. من خبز الفقراء إلى موائد العالم
-
عرض ساعة ذهبية لجمال عبدالناصر مهداة من السادات في دار مزادا
...
-
تيسير خالد : يدعو وزير الداخلية وقادة الأجهزة الأمنية الفلسط
...
-
حماس تعلق على حوار الفصائل الفلسطينية في القاهرة
-
حزب النهج الديمقراطي العمالي بوجدة يخلد الذكرى 39 الشهيد أمي
...
-
سفينة صواريخ إسرائيلية تعترض مسيّرة في المجال البحري قبالة س
...
المزيد.....
-
سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول
/ ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
-
سلام عادل -سیرة مناضل-
/ ثمینة یوسف
-
سلام عادل- سيرة مناضل
/ ثمينة ناجي يوسف
-
قناديل مندائية
/ فائز الحيدر
-
قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني
/ خالد حسين سلطان
-
الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين
...
/ نعيم ناصر
-
حياة شرارة الثائرة الصامتة
/ خالد حسين سلطان
-
ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري
...
/ خالد حسين سلطان
-
قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول
/ خالد حسين سلطان
-
نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف
/ سعيد العليمى
المزيد.....
|