كريم عبد
الحوار المتمدن-العدد: 8149 - 2024 / 11 / 2 - 22:12
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
المقاومة بفلسطين ولبنان :
سنة وشيعة أم وطنيون ومتخاذلون ... ؟!
الحروب لا علاقة لها بالطوائف والأديان، التي تُستخدم عادةً كأقنعة سياسية وتلك الطوائف كثيراً ما تكون ضحية لتلك الحروب .
وبسبب عدم فهم الخلفيات الحقيقية للصراع في بلداننا تم زج تعابير السنة والشيعة في الإعلام بتواتر من قبل الجهلة والمصابين باللوثة الطائفية .. فطغت تسميات السنة والشيعة على ما سواها !!
الحروب تحدث بسبب الصراع من أجل المصالح أو دفاعاً عن الوجود، والحروب تُخاض ضمن رؤية سياسية وليست طائفية لكن الطائفية غالباً ما تستخدم كقناع لتمرير مشاريع سياسية مشبوهة ..
تاريخياً نشأت المقاومة الوطنية اللبنانية بعد احتلال إسرائيل للبنان ١٩٨٢ من قبل احزاب اليسار وتصاعدت المواجهات المسلحة ضد قوات الاحتلال بقيادة الحركة الوطنية اللبنانية، ثم بسبب التطورات الإقليمية بعد ١٩٨٢ والطبيعة الطائفية للنظام اللبناني، تأسس حزب الله لاحقاً بدعم ايراني معروف ثم هيمن الحزب على المقاومة ضد الاحتلال إذ وجد شيعة لبنان سكان الجنوب ضرورة في تحالفهم مع إيران لدعم مقاومتهم لحماية مدنهم وقراهم ..
وهكذا تداخلت المشاريع السياسية واستمرت الأحداث المعروفة ..
أما الآن مقاومة حزب الله تدافع عن لبنان بقدر ما تدافع عن فلسطين وبنفس المعنى والسياق المقاومة الفلسطينية تدافع عن فلسطين بقدر ما تدافع عن لبنان، المقاومة هنا وهناك نشأت على خلفية الدفاع الوطني، فلا علاقة مباشرة لموضوعة السنة والشيعة بالمقاومة لكن المصابين باللوثة الطائفية والذباب الإلكتروني ولأسباب معروفة اشاعوا تلك التسميات وكرّسوها على حساب الحقيقة الوطنية للمقاومة !!
وتأكيداً على هذا المعنى، فلو كان الفلسطينيون واللبنانيون يدينون جميعهم بالمسيحية أو البوذية لحدث الشيء نفسه، أي لكانت هناك مقاومة وطنية عند الطرفين ولكان لها معارضين وأعداء للأسباب نفسها فالمقاومة لا علاقة لها بطائفة معينة بالضرورة فهناك في جميع المجتمعات وطنيون يدافعون عن الوطن وهناك متخاذلون أو خونة يعبرون عن موقفهم أيضاً.
كريم عبد ..
#كريم_عبد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟