|
الحياة السرية لرؤساء أمريكا...
أحمد فاروق عباس
الحوار المتمدن-العدد: 8149 - 2024 / 11 / 2 - 16:14
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
النظرة الشائعة لدي شعوب كثيرة - وخاصة في الشرق الأوسط - ان االديموقراطية الامريكية تأتي بأفضل الرجال لحكم أمريكا ، خلقا وعلما وخبرة ، فهو ناتج تنافس حر علي السلطة بين مرشحين متعددين يفوز - منطقيا - أفضلهم ..
لكن الملاحظ والواقع يقول أن الصفات الشخصية لساكن البيت الابيض تتنافي في احيان كثيرة مع هيبة المكان والمنصب، ويبدو بعضهم مثالا لسوء الخلق أو لجلافة التصرفات، ويستغرب المرء كيف يصل مثل هؤلاء الناس الي المنصب الارفع في العالم، وكيف يقود شعبا وصل الي مراتب متقدمة من العلم والتنظيم، والامثلة علي ذلك اكثر من أن تحصي، وهذه بعض منها..
فليندون جونسون يضع اصبعه مرارا لينظف أنفه أمام الحاضرين، وأحيانا وهو جالس علي كرسيه يمد يده الي مؤخرته ليصلح وضع بنطلونه ، وعندما كان مع مسئول ايطالي ومعهم مجموعة من الصحفيين، وبمجرد ان بدء الصحفيين في القاء اسئلتهم للضيف الايطالي وقف جونسون قائلا: أنني ذاهب لأتبول !!
وهو رجل حساس جدا ضد اي نقد، ويثور لأتفه الاسباب، وغامض، من الصعب علي أي احد ــ حتي معاونيه ــ ان يعرف ما بداخله.. وهو شخص مندفع احيانا، وعندما يشعر بالملل من حديث أي شخص فإنه يرفع سماعة التليفون ليتحدث الي شخص أخر في موضوع مختلف، او يقوم فجأة معلنا ان هناك برنامجا في التلفزيون يجب أن يشاهده !!
والرئيس هوفر ( فاز في انتخابات ١٩٢٨) كان مهندسا ومقاول، وكون ثروة ضخمة من اعمال المقالات في أستراليا والصين، وقد فاز بأصوات النساء، فقد وقف موقفا متشددا من شرب الخمور، وقفت فيه اغلب النساء ــ اللاتي كن يعانين من تعاطي ازواجهن او رجال أسرهم الخمر ــ الي جانبه .. وكان رجلا بسيطا في افكاره ومعتقداته، وكانت هواية هوفر الرئيسية صيد الاسماك، حيث يجلس بالساعات ومعه سنارته وخيطه علي حافة النهر، وله في ذلك أقوال مشهورة منها: لقد ارتكب كثير من الناس الكثير من الجرائم، ولقد كانوا في غني عن ذلك لو أنهم كانوا يصيدون السمك، واني أؤكد لكم ان الزيادة في الجرائم تعزي الي النقص في تلك الصفات التي يتصف بها صيادو الاسماك...
وعلي عكس كثير من الرؤساء لم يكن نيكسون موضعا للشك أبدا كزير نساء ولكن حامت شكوك قوية حوله كرجل شاذ جنسيا، وترددت شهادات عن علاقته الملتبسة مع زوجته ، وعن المصاعب الزوجية الطويلة المستفيضة في حياتهما ، وعن الضرب الجسدي وسوء المعاملة والتهديد بالطلاق ..
قام مرة بصفع احد العاملين في حملته الانتخابية لأنه انتقده ، وكان يبدو كثيرا انه فاق الاتزان ، بحيث يبقي غير مستقر تحت تأثير الارهاق والكحول والأدوية ، وذكر انه أمر بأعمال حربية اختار مساعدوه ان يتجاهلوها ، ونام مرة اثناء ازمة طارئة ، وفي اثناء حرب فيتنام خرجت رسالة الي العسكريين في الجيش الامريكي أن يتجاهلوا التعليمات الصادرة من البيت الابيض الا اذا كانت مشفوعة بموافقة أحد كبار وزراء الحكومة .
وفي الخمسينات ، عندما كان نيكسون نائبا للرئيس أيزنهاور بدأ نيكسون التردد علي طبيب نفسي - هو الدكتور أرنولد هتشنيكر - وبعدما شرع الدكتور هتشنيكر في معالجة نيكسون بدأ يطالب بوجوب طلب شهادات صحة عقلية للقادة السياسيين ، وعبر عن قلقه من امكانية احتلال نيكسون منصبا رفيعا، ووصفه وزير خارجيته هنري كيسنجر بغياب اي حس بالتناسب في شخصيته ، وانه كان هناك صراعا جبارا بين الشخصيات المختلفة القابعة في داخله ، وصفه محاميه في قضية ووترجيت فريد بوجارت بأنه أكثر الكاذبين انكشافا في كل من التقي بهم في حياته ، وكان هذا الرجل الذي اشتهر بكذبه لا يكف عن مطالبة الغير بقول الحقيقة ، قال في خطاب قبوله الترشح للرئاسة " دعونا نبدأ بأن نلزم أنفسنا بالحقيقة ، بأن نراها كما هي ، ونقولها كما هي ، وان نجد الحقيقة ، ونذكر الحقيقة ، ونعيش مع الحقيقة .. وهذا ما سنفعله " !!
وقد كانت حياته كلها - مع ذلك - سلسلة متصلة من الأكاذيب ، ذكر لمجموعة مراسلين فرنسيين أنه تخصص في اللغة الفرنسية في دراسته الاكاديمية ، ولم يكن ذلك صحيحا ، وقال اثناء لقاءه بمجموعة من الرياضيين انه التقي بزوجته اثناء مباراة لكرة القدم ، وحسب كل الروايات بما فيها روايته هو نفسه في مناسبات اخري فقد التقي بزوجته عندما كانا يحضران مقابلة للحصول علي أدوار في مسرحية ، ولكن في جلساته الشخصية كان نيكسون يقول ان الكذب كخدعة سياسية هو جزء من اللعبة .
وكان يغار من رجال ادارته الذين تلقوا تعليمهم في جامعات ارفع او في جامعات النخبة ، وفي سنة ١٩٧٣ حاول تأديب بعض تلك الجامعات فطلب تخفيض الاموال المخصصة للبحث والتطوير فيها ، وعندما كان جورج شولتز مديرا لمكتب الميزانية - اصبح وزيرا للخارجية فيما بعد - أمره نيكسون بإلغاء كل تمويل لمعهد ماساشوستس للتكنولوجيا قائلا له " فلتتوقف كل الأموال بحلول يوم الجمعة ، فلا أريد سنتا واحدا يذهب الي ذلك المعهد !! " ولكن تجاهل شولتز الامر..
ولم ينس برغم كونه رئيسا للدولة انسحاقه امام الطبقة العليا في المجتمع الأمريكي ، وقد ذكر مساعده أليكسندر باترفيلد " سألني نيكسون ذات مرة : هل دعاني واحد من أبناء الزنا القذرين أولئك الي نادي رجاله السفلة ، أو ذلك النادي الريفي اللعين ؟ لم يحدث ذلك أبدا ، وكان يقولها وهو يرتعش" ..
وكان لنيكسون مشكلة في التعامل مع الجنس الآخر ، وحتي الزواج لم يتمكن من حل عقدته تجاه المرأة ، قال أليكسندر هيج أخر رئيس أركان للبيت الابيض في عهد نيكسون " عندما كنت أشتغل عنده كان ما يزال خجولا وخائفا من النساء ، فلم يكن يقبل بالجلوس منفردا في غرفه مع إيميلدا ماركوس او مع أنديرا غاندي او مع جولدا مائير ! " أما فهم المراسلين الصحفيين لطبيعة نيكسون الجنسية فقد لخصه مراسل مجلة نيوزويك في سؤال تهكمي للسكرتير الصحفي للبيت الأبيض قال فيه : ما الذي يفعله الرئيس عندما يحدث له انتصاب مرة كل نصف سنة ؟!
وحاول هنري كسينجر وكان من المقربين منه فلسفة الامر وتفسيره بأن نيكسون كان يفتقد طوال عمره للحب والاهتمام " أستطيع أن أتصور ماذا كان هذا الرجل سيصير لو أحبه شخص ما ، لو اهتم بأمره في حياته شخص ما ، لا أعتقد أن أي أحد قد أحبه أو اهتم به علي الاطلاق ، لا والداه ولا أقرانه ، لقد كان من الممكن أن يصبح رجلا عظيما لو أحبه أحد "..
وعلي الرغم من مرضه وإعاقته - اصيب بشلل الاطفال في شبابه - لم يكن فرانكلين روزفلت شخصا ممكن توقع نمط حياته السرية مما يبدو للمراقب الخارجي ، فقد كان عاشقا مستمرا برغم زواجه وانجابه ستة ابناء من زوجته إليانور ، وقد كانت له علاقاته النسائية المتعددة ، ولم تتأثر قدرته علي ممارسة الجنس بالشلل الذي أصاب القسم السفلي من ضلوعه ، وطالما اشتكت زوجته من ذلك ، وعرضت عليه الطلاق ، ويكاد يكون الزنا وكثرة العلاقات النسائية خارج مؤسسة الزواج سمة أغلب الرؤساء الأمريكيين ، وبعد تخرجه من جامعة هارفارد تقدم فرانكلين روزفلت لطلب يد ثلاث مراهقات واهما كل واحدة منهن انها حبيبته !! وتزوج روزفلت قريبته إليانور روزفلت ، وهي فتاة مثقفة وحنونه ومطيعة ، وعمها مباشرة ( أخو والدها ) كان رئيسا سابقا للولايات المتحدة ، وأنجب من إليانور ستة ابناء ، مات منهم واحد ، وعاشا عيشة مرفهة ، فقد كانا هما الاثنين يعدان من الأثرياء ، وورثا ثروة لا بأس بها ، وعاشا في بيت يعج بالخدم ..
وبعد انكشاف علاقاته النسائية المتنوعة لزوجته ابتعدت عنه ، ولم تعد تري معه الا علي فترات متباعدة ، وفي أخر سنتين من حياته لم تمض معه الا أوقاتا قليلة وتركته لعشيقاته ، ورد البعض ذلك الي علاقة روزفلت وتعلقه الشديد بأمه في طفولته ، وانه كان يتوق الي الحنان الدائم الذي فقده بفقد أمه ، وقد رضع الرضيع فرانكلين من صدر أمه ، وهو أمر غير مألوف في أمريكا حينئذ وخاصة بين الطبقات الثرية ، وبقي يرتدي الفساتين ويترك شعره المتموج طويلا كالبنات حتي سن الخامسة ، وبدء يستحم وحده - بدون مساعدة أمه - في سن التاسعة !! وبقيت أمه وراءه وبقي تأثيرها في حياته الشخصية والعامة حتي وفاتها ..
أما أيزنهاور فقد كان القمار والبريدج وكأس الويسكي البربون أفضل تسلية له ، وقد ساعدت مهارة أيزنهاور في لعب القمار علي تجميع المال اللازم لالتحاقه بأكاديمية وست بوينت العسكرية !! .
وبعد فشله في حب المراهقة اصبح أكثر عملية وذكاء وتزوج ابنة مليونير مدللة وتختلف في ميولها وطباعها عنه.. وخارج الزواج كان لأيزنهاور حياته الخاصة ، فأقام أثناء الحرب علاقة مع عارضة أزياء جذابة من أصول أيرلندية ، كانت زوجة لضابط بريطاني في الهند وطلقت منه بعد خيانتها له مع ضابط أمريكي في إنجلترا ، وبعد تعرفها علي أيزنهاور وعشرتها معه كتبت عن حياتها معه كتابين ، قالت في أحدهما انهما تعودا ممارسة القبل فقط ، فلم يكن الجنرال جيدا جدا في ممارسة الجنس ، وعزا الكتاب الأمريكان فيما بعد فشل رئيسهم وبطلهم في الممارسة الجنسية الي إخلاصه لزوجته !! والي المسئوليات الجسيمة التي كانت ملقاة عليه بصفته قائد جيوش الحلفاء في أوربا !!
أما بيل كلينتون فقد في أسرة مفككة ، فزوج أمه الثاني روجر كلينتون كان مدمنا علي الخمر بشدة ، كما كان يضربها باستمرار ، وكانت تنتابه نوبات هياج متقاربة ، وكثيرا ما انفصلا عن بعضهما ، وأخذ الشاب وليام جيفرسون أسم زوج امه ليكون اسما له وذلك عندما بلغ سن الخامسة عشرة ، وقال فيما بعد انه فعل ذلك لأنه كان يريد ان يجعل أسرته متماسكة في وقت كانت تلاحقها فيه المتاعب ، وبيل كلينتون مجهول الأب ، فقد كانت أمه ممرضة وذات علاقات جنسية متعددة ، وقد صرحت فيما بعد انها لا تعرف مع من بالضبط نامت ليلة أن حملت به !!
وتزوجت أمه بصورة قانونية ثلاث مرات ، وعندما كبر تهرب كلينتون من التجنيد بمجموعة متنوعة من الحيل والألاعيب ، وكانت له - كريتشارد نيكسون - أكاذيبه التي لا تتوقف ، وبرغم من اشتراكه في المظاهرات ضد حرب فيتنام وهو طالب أنكر ذلك فيما بعد ، وقال لصحيفة محلية عام ١٩٧٨ انه " لم يشارك في المظاهرات .. وانما كان يتفرج عليها فقط " !!
ومن المعروف أن كلينتون كان يدخن الماريجوانا اثناء وجوده للدراسة في أكسفورد بإنجلترا ، وكذب - كالعادة - وقال انه تعاطاه علي سبيل التجربة " قمت بتجربة الماريجوانا مرة او مرتين ولم استسغها وكرهتها ، ولم أحاول أن أستنشق بعمق دخان سجائر الماريجوانا ، كما أنني لم أحاول تجربته مرة أخري " !!
وبعد عودته من أكسفورد التحق بكلية الحقوق في جامعة ييل وهو في الخامسة والعشرين من عمره ، وسكن في احدي الشقق المشبوهة ، يقول بيل كلينتون " لقد انتهي بي الامر الي الاقامة في شقق يحقن الناس فيها أنفسهم بالهيروين واشياء اخري مماثلة " !!
وفيما بعد عمل اخوه الاصغر روجر كلينتون بائعا وتاجرا للمخدرات ، وكان بوليس الولاية يراقب روجر كلينتون طوال شهور ، وعندما أصبح واضحا بصورة لا لبس فيها أنه يشترك في عمليات خطيرة لترويج الكوكايين ، اضطر بيل كلينتون الي الاعتراف بأن أخيه تعود علي أن يتناول أربعة جرامات من المخدرات يوميا ، وفي النهاية ألقي القبض علي روجر كلينتون في أغسطس ١٩٨٤ ، ووجهت أليه خمس تهم لترويج الكوكايين ، وتهمة واحدة بالتآمر لتوزيعه ، وسجن لمدة سنة وبضعة شهور في أحد السجون الفيدرالية ..
وقائمة عشيقات بيل كلينتون - المعروفة - طويلة ومتنوعة ، منها مثلا فتاة ليل أسمها هامزي وباسم الشهرة كوني ، قالت انها اقامت علاقات جنسية مع مئات من نجوم موسيقي الروك ، واشتهرت في تلك الأوساط باسم " كوني اللذيذة اللذيذة " عرفها كلينتون أواخر أغسطس ١٩٨٤ ، وفي وقت ما نشرت الصحافة بل ورفعت دعاوي قضائية قالت ان لبيل كلينتون - قبل وصوله الي الرئاسة - علاقة بخمس نساء ذكرت اسمائهن ، وكانت أشهر هؤلاء النسوة جنيفر فلاورز ، التي ذكرت انها أقامت علاقة مع بيل كلينتون حاكم أركانسو وقتها استمرت اثني عشر عاما ، وقالت انها سجلت مجموعة من الشرائط لمحادثات تليفونية بينها وبين كلينتون ، وفي الشرائط تعبيرات جنسية فاحشة ، وفي واحدة من التسجيلات سمع صوت بيل كلينتون يقول لها أنه " اذا حدث واستخدموا تلك العلاقة ضدك فقولي لا فقط واستمري ، فليس هناك شيء يستطيعون أن يفعلوه " ..
أما جون كينيدي فقد ضعيفا جسمانيا ، يكاد يكون مريضا بصورة شبه دائمة ، وفي طفولته كان يصاب بسهولة وبطريقة شبه مستمرة بأمراض مثل الحمي القرمزية والجدري والحصبة الألمانية والتهاب الشعب الهوائية والتهاب الأذن ، وفي شبابه ظهرت أمراض أخري مثل التهاب القولون ومشاكل المعدة وشك البعض بإصابته بسرطان الدم ، وبرغم هذا " الكوكتيل " من الامراض فقد كان لدي جون كينيدي ولع غريب بالجنس ، ولم يكن هذا التحدي سهلا علي رجل في مثل حالته ، وكان يتصرف كدونجوان ، فهو شاب وسيم وغني ومن أسرة مشهورة وتضم قائمة عشيقاته عددا كبيرا ، وفي سن الرابعة والعشرين أقام علاقة مع امرأة جميلة ومثيرة ومتزوجة ، كان هناك شك أنها جاسوسة ألمانية - كان ذلك في ذروة الحرب العالمية الثانية - وكان كنيدي وقتها شديد الاندفاع ، فلم يستطع أحد أن يوقف علاقته بها ، فقد كان شديد الولع بها ، وكان واضحا أنها يمكن ان تدمر مستقبله ، لولا أن جاء التحاقه بالبحرية الامريكية في ظروف الحرب كنهاية لتلك العلاقة الغريبة ..
وبعد انتهاء الحرب وانتخابه عضوا في الكونجرس تعرف علي سيدة شقراء طلقت مرتين ، كان الظن قويا أنه تزوجها سرا ، وكان والده المليونير جوزيف كينيدي غير راض عن سلوك ابنه ، وكان يخشي أن يؤثر نهمه الجنسي علي صحته المتدهورة ، وروي انه كان يقول للفتيات اللاتي يجلبهن ابنه الي بيت العائلة الصيفي في بالم بيتش " لم لا تحصلن علي شخص حي " ، كما كان يخشي ان يعيق ذلك الحب الذي لا يرتوي المسيرة السياسية للأسرة ، فقد كان الأب سفيرا للولايات المتحدة في بريطانيا العظمي ، ورجلا مقربا من الدوائر السياسية في واشنطن ، وابنه جون بالكاد بدأ مسيرة سياسية كان مصمما علي أن تنتهي به الي البيت الابيض ..
وللاعتبارات السياسية ذاتها كان لابد لأشهر عازب في الكونجرس الأمريكي أن يتزوج ، وخطب فعلا جاكلين بوفير وهي فتاة مثقفة من اسرة كبيرة ، ولكن في اثناء خطبتهما واعد جون كينيدي عددا من النساء أكثر من أي وقت آخر !!
وقد أقام علاقات غرامية مع نصف نجمات السينما الأمريكية ، وكانت من بينهن جين تيرني ، وجرايس كيلي ، وجين مانسفيلد ، ومارلين مونرو ، بالاضافة الي قائمة أخري من الصحفيات ونجمات المجتمع !!
وعندما كانت زوجته حاملا وعلي وشك الوضع عام ١٩٥٦ كان جون كينيدي - بعد أن أنهي بعض الارتباطات السياسية - يستأجر يختا في البحر المتوسط مع شقيقه وصديق له - زير نساء أيضا - ومعهما مجموعة من الفتيات ، وعندما نزفت زوجته ومات الجنين لم يجد كنيدي في ذلك مبررا للعودة ، واستكمل رحلته في مغاني الجمال علي شواطئ المتوسط !!
وفي انتخابات الرئاسة سنة ١٩٦٠ بين نيكسون وكينيدي كانت المعضلة الكبري هي كيف يمكن اخفاء حقيقة مرض - أو أمراض - جون كينيدي ، وكيف يمكن اخفاء علاقاته النسائية التي لا نهاية لها ..
( واذا كانت الصحافة لا تعلم فقد أجهزة المعلومات الامريكية - خاصة مكتب التحقيقات الفيدرالي الذي كان يمتلك ملفات كاملة عن الحياة السرية لكل من يتحرك علي الساحة السياسية الامريكية - تعلم كل شيء ) وازاء كل ذلك طلبت جاكلين الطلاق ، او بمبلغ مالي كبير من والده المليونير كشرط لتنازلها عن طلب الطلاق ، ولتبقي زوجة للمرشح الرئاسي حتي انتهاء الانتخابات الرئاسية الذي كان جوزيف كينيدي بماله وعلاقاته وحيوية ابنه واثقا من الفوز بها ..
واستمر الرئيس جون كينيدي بعد الرئاسة كما كان قبلها ، وعندما سأله كاتب خطبه ديك جودوين عما إذا كانت الرئاسة والاقامة في البيت الأبيض تضيق عليه الأمر في حبه لمعاشرة النساء هز جون كينيدي رأسه بالنفي وقال والابتسامة تملأ شفتيه : لم يكن ذلك أسهل يوما مما عليه هنا يا ديك !!
( وهو ما سوف يتكرر بعد ذلك بأكثر من ثلاثين عاما مع رئيس آخر ليس أقل شبقا للجنس من جون كينيدي وهو بيل كلينتون ) ..
وفي رحلة الي الجزر البريطانية باعتباره عضوا في الكونجرس شخص طبيب الملك البريطاني حالة كنيدي بأنه مصاب بمرض أديسون في مراحله المتقدمة ، وان السياسي الأمريكي الشاب لن يعيش أكثر من سنة ، ولكن من حسن حظه ان عرف طبيبا أمريكيا يعالج مرضه بالكورتيزون ، فتوقف المرض لفترة قبل يعاوده مرة ثانية ، واجري مرة عملية في ظهره ...
وبعد الرئاسة زادت غرابة أطواره ، فقد كان كثيرا ما يظهر عاريا في ردهات وممرات البيت الابيض، وتذكر ممرضة والده الذي أصيب بالجلطة في السنة الأولي من رئاسة ابنه كيف وجدته يقف عاريا أمامها وقالت " كل ما كنت أفكر فيه هو ماذا يمكنني أن أقول لرئيس عار" وكيف انها ألقت إليه بمنشفة الحمام قائلة له " تستر بحق الله " ..
واذا كان كينيدي في العلن معروفا بفصاحته وسرعة بديهته إلا انه بعيدا عن الاعلام وفي نوبات غضبه كان كثيرا ما يستخدم ألفاظا نابية مثل حقير ، نذل ، ابن العاهرة ... الخ.
وكانت وكالات المخابرات السرية ورجال الخدمة السرية التي تحيط به باعتباره رئيس الولايات المتحدة تحمي حياته الخاصة من تطفل العيون المتطلعة ، وأصبح العاملون في البيت الأبيض قواده ، يرافقون عشيقات مجهولات الهوية الي البيت الذي يمثل قلعة العالم الحر ، والمكان الذي يحكم منه نصف العالم !!
وقالت احدي صديقاته من الأرجنتين والتي عرفته في مرحلة مبكرة من حياته ان عشيقاته بلغن المئات ، ولم يكن يهم كنيدي هل هن من بغايا المافيا مثل جوديث كامبل أو فتيات العائلات الثرية !!
وكان كل ما يهم الرئيس الأمريكي إفراغ طاقته وشهواته بأي وسيلة وبأسرع طريقة ، وقالت زوجته جاكلين لعالمة النفس المعالجة لها أن زوجها لم يكن يعرف شيئا عن المداعبة ، فلم يعرف الحب في صورته الحميمة ..
واثناء رئاسته ، وبعد غداء خاص في جناحه في أحد فنادق نيويورك مع واحد من اصدقاءه - الذي كان معه صديقته - سأل كينيدي الفتاة بعد أن فرغوا من تناول الغداء بلا حياء : ما إذا كانت تريد دخول غرفة النوم معه " للتحلية " بعد الغداء !! فقبلت ..
ومع مرور الوقت تأقلمت زوجته جاكلين مع الوضع مع عدم قدرتها علي تغييره ، بل وجدت فيه ما يثير الضحك ، وكانت تقدم لزوارها مساعدتها التي تبلغ الثالثة والعشرين من العمر قائلة : هذه الآنسة تونور التي يشاطرها زوجي السرير " ..
وعودة مرة اخري الي ليندون جونسون – الذي حكم أمريكا من ١٩٦٣ الي ١٩٦٨ – فقد عاش جونسون حياة متواضعة في طفولته في تكساس ومراهقة غير مستقرة فلاحا وسط الأرض والمزارع والحيوانات الأليفة والمتوحشة والصيد ، وكان نمط حياته - كما يقول كتاب سيرته - قد جعله لا يتعاطف مع الطبيعة الانسانية بل ويساويها مع الطبيعة الحيوانية ، ولم يستثني من احتقاره للناس احتقاره لنفسه ..
ولم يكن جونسون متدينا ، وقال اخوه أن قدم جونسون لم تطأ كنيسة حتي دخوله البيت الأبيض ، ولم يكن ذلك نابعا من موقف فكري أو أيديولوجي بقدر ما كان طبع جونسون شديد العملية هو دافعه ..
وكان جلفا في كثير من تصرفاته مع مسحة من البذاءة ، ولم يكن للحب مكان في حياته ، الا أنه مارس الجنس كثيرا خارج الزواج ، وكانت له في هذا المضمار تصرفات غريبة ، ولم يكن محبوبا من أغلب الفتيات والنساء اللاتي يواعدهن ، وكن يرين أن تبجحه ووقاحته مبالغ فيها الي درجة مرضية ..
وفي بعض الاوقات كان يفضل بائعات المتعة ، وكانت وجهة نظره أنها امرأة تكرس نفسها له ليلا ونهارا ، وتبتعد عن طريقه عندما لا يحتاج إليها !!
وبنظرته العملية تزوج من فتاة صغيرة الحجم - بينما كان هو ضخما - والدها فاحش الثراء ، يمتلك مئات الأفدنة ، وكان زواجهما في غيبة أي فرد من أسرتها أو حتي من أسرته !! وكان يعاملها معاملة قاسية وبعنف في بعض الأحيان.
وكانت تصرفات ليندون جونسون تدل علي شخص لم تهذبه أسرة أو تعليم أو أصدقاء أو زواج ، فلا يشعر بالخجل من التبول في الحوض الموجود في مكتبه بينما يجري مقابلة مع بعض ضيوفه ، أو الوقوف عاريا في وجود أحدهم !!
وفي بعض الأحيان كان يترك باب الحمام مفتوحا وهو يتغوط بينما يملي أوامره أو يتحدث مع أحد مساعديه أو زواره ، وفي مرة وبينما هو يفتح سحَّاب - سوستة - سرواله ويشير الي عضوه الذكري سأل صديقا له جاء لزيارته : هل رأيت أكبر من هذا ؟!!
وعلي عكس سلفه جون كينيدي الذي كان يغوي النساء ليستسلمن لم يكن لدي جونسون نفس الطاقة والوقت او درجة الاهتمام ، وكان يلاقي عشيقاته في أي مكان مكتبه .. سيارته .. خزانته !!
وفي مرة دخل جونسون علي سكرتيرته النائمة في إحدي غرف البيت الأبيض وسحب الغطاء ونام بجوارها، وعندما قامت الفتاة مفزوعة قال لها جونسون بهدوء : لا تخافي يا صغيرتي .. ليس هناك أحد غريب .. انه انا .. رئيسك " !!
ومثل جاكلين كينيدي التي تأقلمت مع شهوانية زوجها تأقلمت ليدي بيرد زوجة جونسون مع طباع زوجها ، وقالت مرة للصحفيين " يحب زوجي الناس .. كل الناس .. ونصف الناس في العالم نساء .. فهل تظن أنني قادرة علي إبقاء زوجي بعيدا عن نصف الناس " ؟!!
وبعد دخوله المجال السينمائي وشهرته استطاع رونالد ريجان - الشاب الخجول والمتحفظ - اقامة علاقات متعددة مع الفتيات ، ولكن أغلب من أقام معهن علاقة قلن أنه من المستحيل التفاهم معه وراء تصرفاته اللطيفة والمهذبة التي كانت تميز مظهره الخارجي.
ومع عمله السينمائي في هوليوود أقام علاقات وواعد عشرات من " نجمات هوليوود ومغنياتها وعارضاتها واخصائيات التجميل " وانتشرت الشائعات انه كان ضعيفا مع النساء ، وقالت احداهن انه عاجز جنسيا ، وان فسر الامر بأن ذلك كان يحدث له في أوقاته غير السعيدة ، أو عندما يترك العمل ، او يفشل له فيلما .. هذه لمحة مأخوذة - كلها - مما كتبه الكتاب الامريكيون أنفسهم والصحافة الامريكية عن قائد العالم الحر ، وكيف تجري الامور علي القمة في أقوي بلد في العالم !!
والسؤال الذي يخطر بالبال .. لماذا لا يصل الي موقع الرئاسة الأعلي في امريكية إلا رجال من هذه النوعيات فقط .. رجال وضيعين ، أغلبهم بلهاء أو شهوانيون أو مخادعون ؟!! أليس في أمريكا رجال أسوياء ؟! أليس فيها علماء او مثقفين ؟! أليس في أمريكا أكبر عدد في العالم من الحائزين علي جائزة نوبل في كل فروعها .. في الكيمياء والطبيعة ، وفي الطب وفي الأدب .. وفي الاقتصاد ؟!! لماذا لا يصل واحد من الحاصلين علي نوبل في الاقتصاد - مثلا - لرئاسة أمريكا ؟!
والجواب ببساطة وبدون دخول في تفصيلات كثيرة : لإن من يحكم ويدير أمريكا في الحقيقة وفي الواقع لا يريد رجال مستقلين في الرأي .. ولا يريد علماء .. ولا يريد حائزين علي جائزة نوبل !!
#أحمد_فاروق_عباس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هل هناك في أمريكا ديموقراطية ؟!
-
السيد حسن نصر الله ...
-
أيام حزينة ...
-
لماذا تطيع ألمانيا أمريكا وهي مرغمة.. وبدون كلمة اعتراض؟!!
-
هل نحن ضد من يقاوم الاحتلال الإسرائيلي؟!!
-
وضع غريب آن له أن ينتهي ؟!
-
كورسك ... لماذا وكيف غزا الجيش الأوكراني الاراضي الروسية ؟!
-
ساعات مع أسمهان ...
-
جارية القصر ...
-
العصر الامريكي ...
-
هنيئا لكم ...
-
هل كان ما قبل ثورة 23 يوليو 1952 حكما مدنيا ؟! وهل كان في مص
...
-
هل كانت هناك ديموقراطية في مصر قبل 23 يوليو 1952 ؟!
-
لماذا يتعرض ترامب للاغتيال؟!
-
انتخابات فرنسا وبريطانيا ... وانتخابات مصر
-
العالم المرعب الذي نوشك ان ندخل اليه ...
-
لماذا ايدنا عبد الفتاح السيسي بالامس ... ولماذا نؤيده حتي ال
...
-
هذا الشعب لم يجد من يحنو عليه ...
-
هل مصر بلد يحارب الكفاءات ؟!!
-
التكتيك الذى لا يخيب أبدا !!
المزيد.....
-
سلسلة مطاعم -تي جي آي فرايديز- تعلن إفلاسها لهذا السبب
-
حملة هاريس: نائب الرئيس الأمريكي تعتزم الإدلاء بصوتها عبر ال
...
-
ذكرى وعد بلفور.. مسيرة ضخمة في لندن تضامنا مع غزة ومتظاهرون
...
-
مدفيديف لRT: على واشنطن تجنب حرب عالمية
-
انتخابات أمريكا 2024: بين هاريس وترامب.. من يفضل الرئيس البر
...
-
100 موظف في هيئة الإذاعة البريطانية -بي بي سي- يتّهمونها بال
...
-
الحرب تخطف أحلام الأطفال في غزة وتبعدهم عن التعليم
-
كشمير: القوات الهندية تواصل العمليات العسكرية وتقتل متمردين
...
-
زيلينسكي يحذر جنود كوريا الشمالية ويدعو حلفاءه للتوقف عن -ال
...
-
سيرسكي: نتعرض في الوقت الراهن لأقوى الهجمات الروسية منذ عام
...
المزيد.....
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
-
الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ
/ ليندة زهير
-
لا تُعارضْ
/ ياسر يونس
المزيد.....
|