أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - هيفين عمر - أنين الأطفال: صرخات في صمت البيوت-














المزيد.....

أنين الأطفال: صرخات في صمت البيوت-


هيفين عمر

الحوار المتمدن-العدد: 8148 - 2024 / 11 / 1 - 13:32
المحور: حقوق الاطفال والشبيبة
    


في زوايا عالمٍ موحش، حيث تُغلف الأقدار براءة الأطفال بسواد العنف الأسري كأصداء مخفية في جدران خانقة، يعيش الصغار ككائنات حائرة، يتقلبون بين ذبول الأحلام ونشوة البراءة. تترائى لهم عيون الماضي، ترقص فيها لحظات سعيدة، لكنها سرعان ما تنكسر تحت وطأة الذكريات المأساوية، فتتحول ضحكاتهم إلى صرخات استغاثة تُحلق في سماء لا تُجيب. كم تُدمي قلوبهم المُنهكة عندما يُزج بهم في معترك صراعات الكبار، فتتحول منازلهم إلى ساحات قتال، وتُفرغ فيها معاني الحب ليحل محلها الغضب والتشاحن، كأنهم يتوسدون خرافات أملٍ مكسور.

تُفترس البراءة في حلبة الصراع الأسري، حيث يُستخدم الأطفال كأدوات لتصعيد الأحقاد، وكأنهم حطام سفينة غرقت في عواصف الجفاء. إنهم شهودٌ صامتون على مشاهد درامية تمزق نسيج العائلة، فيتحولون إلى ضحايا في معركة لم يخوضوها. تسقط الأيادي التي كان يُفترض بها أن تحميهم، لتجسد العنف بطرق شتى، بينما يتقلبون في لجة من الذكريات المؤلمة، يُحيون فيها شعور الفقد كرفاق دائمين. يشعرون بتفكك الروابط، كحبات اللؤلؤ التي تسقط من عقدٍ مكسور، ويفقدون الأمان الذي كان من المفترض أن يحميهم.

مع كل صدمة يتعرضون لها، تنمو أزهارٌ من الألم في حدائق قلوبهم. مشاعر الغضب والقلق والفراغ تتشابك مع خيوط الطفولة الرفيعة، فينسجون معًا نسيجًا من الحزن والخوف، ويستمرون في طرح تساؤلاتٍ بائسة: لماذا نحن الضحايا في هذه الحرب الأهلية العائلية؟ ما الذنب الذي اقترفناه لنجابه هذا الجحيم؟

وبينما تتجذر مشاعر الخذلان في نفوسهم، قد تُفاجئهم شرارة الأمل كفجرٍ باكر يتسلل عبر نوافذ عقولهم المظلمة. فحتى في أحلك اللحظات، قد تظل الأبواب مُشرعة أمام إمكانية الشفاء. هم بحاجة إلى أيادٍ تمتد نحوهم، لتمسك بأرواحهم الممزقة، ولتُعيد لهم الثقة في الحب. إن كان هناك من يستمع لقصصهم المُؤلمة، من يُعيد إليهم صوتهم المسروق، فربما يمكنهم أن يستعيدوا القدرة على الحلم، على الابتسام من جديد.

لكن السؤال المحوري يبقى: كيف يمكن لقلوبٍ مكسورة أن تتعافى وسط هذا الكم الهائل من الألم؟ كيف يمكن لمن تجرعوا مرارة الفراق والإهمال أن يستشعروا دفء  الأمل في قلوبهم؟ إن الجواب هو في الوعي الجمعي، في ضرورة أن يُلتفت إلى معاناتهم، وأن يُنظر إليهم ليس كضحايا، بل كأبطالٍ قادرين على تجاوز ما لا يُحتمل.

لنعمل على إعادة صياغة قصصهم، لننسج خيوط الأمل التي تُضفي على الألم معاني جديدة. لنُشيد لهم عوالم من الحب والتفهم، حيث يتجلى الفرح في أبسط التفاصيل. ولنتعهد بأن نكون الحماة الذين يُعيدون إليهم الأمان، لنُعلمهم أن لكل جرحٍ قصة، ولكل أملٍ فرصة للإزهار.

دعونا نمنحهم الأدوات اللازمة لإعادة بناء ذواتهم، ولنسهم في تحويل عذاباتهم إلى قوة. إذ أن في تلك المعاناة، يكمن جوهر الحكمة، وفي عمق الألم، قد يتجلى معنى الحياة. فلتكن قصصهم شعلةً تنير دروب الآخرين، ولتكن معاناتهم درسًا يُلهمنا جميعًا للعمل من أجل عالمٍ يخلو من العنف، حيث تُزهر قلوب الأطفال بالحب، ويستعيدون حقهم في طفولة آمنة، ملؤها الفرح والأمل.



#هيفين_عمر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -زهرة الصمود في صحراء القيود: المرأة في زمن الجراح-
- قوة المرأة في مواجهة العزلة والخذلان: من الضعف إلى القوة
- إمرأة ثائرة ..
- الرجولية الذكورية صناعة دينية
- الزواج القسري ..
- المرأة وجسدها : قوة الاستقلال والتقبل الذاتي
- تاريخ وتقسيم كوردستان: فهم العوامل التاريخية والسياسية وراء ...
- تحاكم الدين و السياسة
- العبودية الذكورية للمرأة
- مطلَّقة
- الإنسان عدو نفسه.
- طفولة مغتصبة ( زواج القاصرات)
- النرجسية...
- المرأة . الطلاق . الشرق .


المزيد.....




- الاحتلال يشن حملة اعتقالات ومستوطنون يستولون على أراض في بيت ...
- إسرائيل تنظف ساحة الجريمة.. ماذا وراء حظر الأونروا؟
- زاخاروفا: روسيا لا تعلم بنوايا دولة ثالثة تدعي حماية الأسرى ...
- انتهاكات قوات الاحتلال الإسرائيلي لحقوق الإنسان والقانون الد ...
- الإمارات ترسل طائرة إغاثية لدعم اللاجئين اللبنانيين
- اليونيسف: حملة تطعيم الجرعة الثانية لشلل الأطفال تتواصل بشما ...
- السعودية: وزارة الداخلية تعلن إعدام 4 مواطنين ويمنيين اثنين ...
- اكتشاف مقبرة جماعية لجنود الجيش الأحمر الأسرى في بولندا
- السعودية.. وزارة الداخلية تعلن إعدام مواطن -قصاصا- وتكشف عن ...
- الإمارات ترسل طائرة إغاثية للاجئين اللبنانيين والعائدين السو ...


المزيد.....

- نحو استراتيجية للاستثمار في حقل تعليم الطفولة المبكرة / اسراء حميد عبد الشهيد
- حقوق الطفل في التشريع الدستوري العربي - تحليل قانوني مقارن ب ... / قائد محمد طربوش ردمان
- أطفال الشوارع في اليمن / محمد النعماني
- الطفل والتسلط التربوي في الاسرة والمدرسة / شمخي جبر
- أوضاع الأطفال الفلسطينيين في المعتقلات والسجون الإسرائيلية / دنيا الأمل إسماعيل
- دور منظمات المجتمع المدني في الحد من أسوأ أشكال عمل الاطفال / محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي
- ماذا يجب أن نقول للأطفال؟ أطفالنا بين الحاخامات والقساوسة وا ... / غازي مسعود
- بحث في بعض إشكاليات الشباب / معتز حيسو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - هيفين عمر - أنين الأطفال: صرخات في صمت البيوت-