أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عايد سعيد السراج - الشاعر. محمد الماغوط














المزيد.....

الشاعر. محمد الماغوط


عايد سعيد السراج

الحوار المتمدن-العدد: 8147 - 2024 / 10 / 31 - 00:53
المحور: الادب والفن
    


وداعاً أيها الشاعر الكبير ، محمد الماغوط .
عندما تحاول الكتابة عن رحيل أديب كبير مثل محمد الماغوط , تصغر بين يديك الأحرف , فالكاتب الذي أخجل السجون قبل أن يُخجل الأنظمة , وشًّرفَ السجون قبل أن يحتقر الأنظمة , هذا الإنسان الذي عاش إنساناً حقيقياً , سلاحه الحق , وقوله الحقيقة ,والذي لم تستطع الأنظمة الاستبدادية شراء ضميره , واستمر قلمه يكتب بالبساطة نفسها التي عاشها , فكان ( بسيطاً كالماء واضحاً كطلقة مسدس) علما انه لا يحب المسدسات ولا حملة المسدسات من أزلام اليانكي الصغير ، فالذي عَرَضَ الوضع السوري والعربي بمسرحياته العظيمة مثل – غربة – كاسك يا وطن , شقائق النعمان وغيرها , التي جعلت مهرجا سلطويا ً (مثل دريد لحام ) يصبح ثرياً قبل أن يصبح نجما ً , لأن الأعمال العظيمة والكبيرة تحتاج إلى موصل لها إلى الشعب فليكن الوصول إلى الناس عبر " أمَّعَة " سلطة - دريد لحام ويستمر الكبير محمد الماغوط – يعيش غربته وفقره , ولكن يعيش فضاءاته الأبدية , إذ أن أكثر شيء كان مخلصا ً له هو " الدخان " حتى عندما بدأت صحته تخونه، و هو القائل الحياة بسيطة وجميلة وعميقة ببساطتها لأنَّ حسب رأيه (كل الذين يطرحون الأسئلة الكبيرة على الحياة هم دجالون) كيف لا وبيته في السلمية بسيط ومتواضع يتألف من غرفتين قديمتين , وباب خشبي مهترىء , ليس السلمية فقط التي مشت بجنازته بل جميع القرى المحيطة بها , وشعب هائل من مدينة حمص , ومدينة حماه , فما بالك بالمعزين من كل المحافظات السورية بل وبلدان عربية , وكانت الجنازة عرساً حيث اختلطت الزغاريد بالأرز وبالدموع , استقبلت السلمية إنسانها وشاعرها - محمد الماغوط - بالحب الذي يليق به وبالكرم الذي يكرمه الشعب لكل أرباب الحرية وأعداء الطغاة , هؤلاء الطغاة الذين يهزمهم دائماً الحبر النقي والقلم الجريء , إذ يحضرني الموقف العظيم للشاعر " كرماني " الذي دفع حياته ثمناً لكلمة حق تقال أمام سلطان جائر , إذا قال له الطاغية بعد أن فتح بلداناً كثيرة , وداست حوافر خيله فوق جماجم الشعوب التي تم احتلالها , قال له : الطاغية ممازحا ً ( بعد أن فتحت هذه البلدان الواسعة , بكم تشتريني يا كرماني , قال له كرماني : بإثنيْ عشر ديناراً , قال الطاغية : ويحك إن ثمن نطاقي الذهبي , إثنا عشر ديناراً – قال الشاعر : إنما قصدت نطاقك لأنك لا تسوى فلساً واحداً ) كما ذكر الروائي – حنا مينه - في مقدمة أحد كتبه – فأمر الطاغية – بقتل الشاعر

- أما مرتزقة الأنظمة فلا يقولوا إلا ما يمليه عليهم سيدهم الجاهل لُيزينوا وجهه القبيح , مرةَ َ دعيت إلى أمسية أدبية في مدينة السلمية ( لدى المنتدى الثقافي لرابحة ونوس ) ورابحة ونوس هي إنسانة " مقعدة "أي لا تستطيع السير , استطاعت أن تبني صداقة ثقافية مع مثقفي السلمية وغيرها ومنتداها هذا يضم خيرة الأدباء والمثقفين بالسلمية هذه السلمية العظيمة التي ليست مملؤة بالثقافة والحيوية فقط بل بالحياة أيضاً , ورغم الظروف القاسية جداً التي تعانيها المرحومة " رابحة ونوس " إذ أن جسدها لا يسمح لها بالعمل , وظروف البيت التي يحيط بها الفقر من كل جانب واستدعاءات " المخابرات " لا تترك لها مجالا ورغم ذلك هي التي تنشط ثقافيا ً وأدبياً , وتضحك أيضاً , وتحب محمد الماغوط كثيراً لأنها تعتبره معلمها وملهمها القوة فسلاماً محمد الماغوط , سلاماً أيها الراحل الباقي فلولا جائزة " سلطان العويس " للآدب لم تحاول أن تبني بيتا ً بدلاً من بيتك القديم المهتريء الذي لم تسكنه بعد - لأنك لاترضى المّنة حتى لو كانت جائزة تستحقها ولتعري مرة أخرى أرباب المال والسلطان لأن قصرك هو التراب العظيم ومداك لانهائي الكون أنت الذي تقول : ( يا وردة الجليد والغبار !
ثمة جوع منسي في أفواهنا
ثمة أثداء منسية في صدورنا
أكره البغايا كما أكره السل
* * *
ليكن وجهي أصفر كوجوه الموتى
فوق ظهري شجرة من الأصابع
شجرة من النار
هذه شهوتي
سأبعثرها بقدمي
* * *
يا أهلي يا شعبي
يا من أطلقـتموني كالرصاصة خارج العالم
الجوع ينبض في أحشائي كالجنين)
توفي الشاعر الكبير محمد الماغوط . بتاريخ يوم الإثنين
.الثالث من من أبريل / نيسان . عام 2006 م بعد
معاناة طويلة مع المرض .
كتبت. هذه المقالة بعد أيام من وفات الشاعر محمد الماغوط…ونشرت في حينها بعدة .مواقع .



#عايد_سعيد_السراج (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حواري مع رئيس فرع الأمن العسكري.
- غدْر الصديق
- كم أحزنني الليلُ
- جريس الهامس المفكر الحر والسياسي المخضرم.
- لاأعرف شيئاً
- روحك الصفاء
- في زمن فقد المعروف
- سوريا أيها السجن الكبير
- أغوص في شمائل الحرف
- المخبرة
- مجلس الدمى والمهرجين
- حمص العدية
- حروف الروح
- شيخ عشيرة
- طيرٌ أوجعه ليل الصيادين
- الشيطان هو الإنسان
- الطاغية من هو؟
- لملم جراحك حين اصطفاك الألم
- الموسوسة ولاعب كرة السلة
- غيمة ٌ في فم أبي


المزيد.....




- بجودة عالية..استقبال تردد قناة روتانا سينما على النايل سات و ...
- أجمل عبارات تهنئة عيد الفطر مكتوبة 2025 في الوطن العربي “بال ...
- عبارات تهنئة عيد الفطر بالانجليزي مترجمة للعربية 2025 “أرسله ...
- رحلات سينمائية.. كيف تُحول أفلام السفر إجازتك إلى مغامرة؟
- وفاة -شرير- فيلم جيمس بوند -الماس للأبد-
- الفنان -الصغير- إنزو يحسم -ديربي مدريد- بلمسة سحرية على طريق ...
- بعد انتقادات من الأعضاء.. الأكاديمية تعتذر للمخرج الفلسطيني ...
- “الحلم في بطن الحوت -جديد الوزير المغربي السابق سعد العلمي
- المدرسة النحوية مؤسسة أوقفها أمير مملوكي لتدريس علوم اللغة ا ...
- بعد تقليده بإتقان.. عصام الشوالي يرد على الممثل السوري تيم ح ...


المزيد.....

- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عايد سعيد السراج - الشاعر. محمد الماغوط