صوت الانتفاضة
الحوار المتمدن-العدد: 8145 - 2024 / 10 / 29 - 16:47
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
"سحقا لهم...أي مصير ينتظر البلاد على أيدي هؤلاء الفاشست؟ أنهم لا يربؤون بأنفسهم عن ارتكاب أحط الأفعال!".. شاكر خصباك... الحقد الأسود.
احدى الروايات الكثيرة التي ارخت لتلك الحقبة المظلمة التي مر بها هذا البلد، مجموعة من الفاشست القوميين يقودون انقلابا دمويا في ستينات القرن الماضي، بتخطيط وتمويل وتسليح امريكي-بريطاني، ينزلون في الشوارع، يداهمون البيوت، ليقتلوا ويعتقلوا الالاف الشيوعيين والتقدميين؛ غصت السجون والمعتقلات بهم، جربوا كل وسائل التعذيب والتنكيل، اغتصبوا النساء، وأعدموا حتى الأطفال.
شاكر خصباك يروي فترة اعتقاله، وكيف قضى تلك الأشهر في المعتقل، يروي ما شاهد من مأسي: "في بعض الأحيان كان يزورنا اشخاص لا نعرفهم، يبدو انهم من الكبار بينهم، فيستعرضوننا مبتهجين كما تستعرض حيوانات السرك، ويعدون اسماءنا ويقرنوها بالقاب ونعوت بذيئة، وقد يحلو لهم أحيانا ان ينهالوا علينا بالصفعات والركلات. ولكنهم كانوا يختمون زيارتهم دائما بمحاضرة عن فضيلة الاعتراف".
القطار الأمريكي الذي جاء بهؤلاء مر مرة أخرى على هذا البلد، جاء هذه المرة حاملا لنا مشعل الديموقراطية على الطريقة الامريكية، نزل الإسلاميين منه، مدججين بالسلاح، قتلوا واغتصبوا ونهبوا كل شيء، يحكمون البلد بالحديد والنار.
ما يجري في الناصرية هذه الأيام يذكرك ولو قليلا بما جرى في تلك الحقبة المظلمة، فقد نزلت ميليشيا الإسلام السياسي، مدججة بكل الأسلحة، طوقوا المحلات، نزلوا الى الشوارع، داهموا البيوت، اعتقلوا الكثير من الشبيبة ولا زالوا، مارسوا التعذيب عليهم، شتموا ونعتوا المحتجين بأبشع الاقوال، غيبوا وقتلوا الكثيرين.
"ان الكلام أجمل اختراع في الوجود" هذا ما يقوله شاكر خصباك، فذهنه مزدحم بكلام كثير، وحقيقة فأن من يرى اهوال الاعتقال القومي او الإسلامي يرغب بالتحدث طويلا، لكن ما نفع الكلام مع قوى تنهبك وتقتلك وتخطفك وتغيبك وتقول لك "اصمت".
طارق فتحي
#صوت_الانتفاضة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟