أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كرم نعمة - اقتباس لا ينتهي من أورويل














المزيد.....

اقتباس لا ينتهي من أورويل


كرم نعمة
كاتب عراقي مقيم في لندن

(Karam Nama)


الحوار المتمدن-العدد: 8145 - 2024 / 10 / 29 - 16:13
المحور: الادب والفن
    


لم تكن الروائية الإيرلندية ناويز دولان وحدها -على أهمية دراستها البارعة عن جورج أورويل- من استَعادتْ هذا الروائي “ومتى غاب أصلا”؟ لكنه وبعد 74 عاما على رحيله، تبدو الحاجة للاقتباس مما كتبه لم تفقد تأثيرها ولن تأتي متأخرة.
اليوم تتم الاستعانة بأورويل مع تصاعد تساؤلات عما تشكله ثقافة الإلغاء كبديل رديء لحرية التعبير. وعما يمكن أن تعلمنا نصوصه عن الحرب الوحشية التي تشنها إسرائيل على غزة. بل إن دونالد ترامب الذي لا يتوقف الجدل بشأن مفاهيمه للأخلاقيات لم يتردد في الاقتباس من أورويل للتعبير عن نفسه، لدرجة أن تصريحات ترامب زادت بشكل كبير من توزيع رواية 1984! فخلال خطاب ألقاه ترامب قال “ما تراه وما تقرأه ليس ما يحدث”.
تتساءل ناويز دولان في سؤال يبدو قائما من دون تراجع: متى ستتعب بريطانيا والثقافة السياسية والأدبية العالمية من الإشارة الإلزامية إلى أورويل؟ هذه الروائية يجمعها الكثير مع أورويل في بداية حياته، فمثلما عاش متشردا في لندن وباريس وكتب أروع نصوصه عن قذارة المدينة وإفلاس الكاتب، تعيش دولان محنتها كروائية شابة تعاني من ضغوط حياتية لا تطاق في مثل عمرها “ولدت عام 1992” لم تتحمل العيش في لندن بعد إكمال دراستها، انتقلت إلى سنغافورة وهونغ كونغ وإيطاليا للعمل كمعلمة، رغم أن شغفها بالكتابة ما يبقيها على قيد الحياة بعد أن تم تشخيصها بمرض التوحد.
ولكن كيف أصبح أورويل هو الإجابة الوحيدة على العديد من الأسئلة، في العديد من الموضوعات بالنسبة للكثير من الكتاب والصحافيين والسياسيين؟ إن اسمه يستحضر فكرة غامضة عن اللعب النظيف والحس السليم؛ ومن المفترض أن نثره البسيط يجلب الحياد الهادئ إلى عالم من المتبجحين المتحمسين.
فهل كان أورويل محايدا حقا إلى هذا الحد؟ لا شك أن معاداته للأنظمة الشمولية تتوافق مع الآراء السائدة اليوم. ولكن من قبيل التملق الذاتي أن نتصور أنه وصل إلى هذا الموقف من خلال الموضوعية التي فرضتها عليه اللغة الواضحة.
فيما تقول النظرية الأدبية في الكتابة إنك عندما تحافظ على جملك نظيفة، فإنك تمارس النظافة الفكرية “النثر الجيد يشبه زجاج النافذة”. وكلمة واحدة “أورويلية”، وفق دولان تستحضر بصيرة الكاتب العظيم حول مخاطر دولة مريبة متغطرسة، أو يسار متطرف رقابي، أو أي شيء آخر قد يثير غضبك في ذلك اليوم. بل أكثر من ذلك عندما تريد أن تفهم العمق الآسن في المدن المغلفة بالأضواء والثراء الفاحش والمعمار الباهر “عدت في قراءة ثانية لكتابه الرائع متشردا في باريس ولندن قبل أن أشرع بكتابة هذا المقال”.
في كتابه “لماذا أورويل مهم” رسم كريستوفر هيتشنز صورة لرجل كان دائما على الجانب الصحيح من التاريخ. يقول هيتشنز في حجته “ليس المهم ما تفكر فيه، بل كيف تفكر. وإن روح أورويل المستقلة ووضوحه الأخلاقي يجعلانه يستحق الثناء أكثر من أي وجهة نظر معينة كان يعتنقها”. وهذا نفي يصعب إثباته.
إن بذور هذه الفكرة المجنونة إلى حد ما، البقاء على الجانب الصحيح من التاريخ في عام 2024، كل ما عليك فعله هو الكتابة مثل رجل أمات عينيه عما يحدث حوله “غزة مثالا”. وهنا يفترض أورويل أن المحتالين والحمقى يغلفون آرائهم بعبارات غير ضرورية، في حين أننا عندما نجبر أنفسنا على الكتابة بوضوح فإننا نفكر بشكل أفضل.
ويكتب “إذا قمت بتبسيط لغتك فإنك تتحرر من أسوأ حماقات الولاء، وعندما تدلي بملاحظة غبية فإن غبائها سوف يكون واضحا، حتى لنفسك”.
هكذا يبدو أنه لكل منا “أورويله” الخاص يتوق للوصول إليه فلا نتوقف عن الاقتباس منه وسط صحافة أرادت أن تكون مستقلة وتم سحقها!



#كرم_نعمة (هاشتاغ)       Karam_Nama#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من يترقب الحرب العالمية الثالثة؟
- مشاهير المنصات يمسكون بالهراء
- بلير خرقة مبللة بالنفط وليس مصنع مُثل
- أين تتجه أخلاقيات الصحافة؟
- ذاكرة الألم في -كلنا مريم-
- مَن يحكم العالم بايدن أم نتنياهو؟
- أمضّ من أسى جيسيكا لانج
- لأنه… الحاكم المطلق للعراق!
- لماذا لا تكتب عن ماجد المهندس؟
- بلينكن غير المحظوظ بأسوأ وظيفة في العالم
- غناء عربي في زنجبار
- معركة دون كيشوتية مع التلفزيون
- هل حقا تريد إيران عراقا قويا؟
- شرطة الذائقة السمعية
- هل بمقدور المالكي التخلص من خوائه الطائفي؟
- كراسي حمودي الحارثي
- عبث أخبار الخنازير والكلاب
- سيلفيا تكتب إلى بايدن بعد نصف قرن من موتها!
- سنبقى نحب حسين نعمة!
- يمين متطرف أم لا إنسانيين؟


المزيد.....




- -أرسيف- تعلن ترتيب الجامعات العربية حسب معامل التأثير والاست ...
- “قناة ATV والفجر“ مسلسل قيامة عثمان الموسم السادس الحلقة 168 ...
- مستوطنة إسرائيلية: قصف غزة موسيقى تطرب أذني
- “وأخير بعد غياب أسبوعين” عودة عرض مسلسل المؤسس عثمان الحلقة ...
- من هو الفنان المصري الراحل حسن يوسف؟
- الليلادي .. المؤسس عثمان ح168 الموسم 3 على قناة atv وعلى الم ...
- أوليفيا رودريغو تستعيد اللحظة -المرعبة- عندما سقطت في حفرة ع ...
- الأديب الإيطالي باولو فاليزيو.. عن رواية -مملكة الألم- وأشعا ...
- سوريا.. من الأحياء القديمة إلى فنون الطب الصيني
- وفاة الفنان المصري حسن يوسف


المزيد.....

- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / أحمد محمود أحمد سعيد
- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كرم نعمة - اقتباس لا ينتهي من أورويل