صوت الانتفاضة
الحوار المتمدن-العدد: 8144 - 2024 / 10 / 28 - 02:24
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
شكل الضغط الجماهيري في الناصرية حالة من الارباك داخل قوى السلطة وميليشياتها، فبدأ عليهم التخبط والفوضى، من يريد التهدئة ومن يريد التصعيد، من يريد اطلاق سراح المعتقلين من الشبيبة، والكف عن إقامة الدعاوى الكيدية، وسحب القوى الأمنية المنتشرة في الشوارع، والتفاوض مع الشبيبة المعترضة، وبين من يريد اعتقال المزيد، وتفكيك خيمة ام سجاد، وملاحقة المحتجين في بيوتهم، والتضييق على الناس في حياتهم العامة.
هذا التخبط والفوضى التي تعيشها السلطة وميليشياتها كان يجب ان يجدوا له سيناريو ما، فقضية الناصرية صارت تتداول إعلاميا بصورة كبيرة، كالعادة فأنهم لجئوا الى "العشائر" لما تمثله من ثقل داخل الناصرية، ومعروف ان العشائر و"بحكم الضرورة التاريخية، ضحية الاحتيال عليها، والمخدوعة دائما... انها لعبة ممثلي القوى الحاكمة" لوكاش.
جمعت القوى الإسلامية الحاكمة مجموعة من شيوخ العشائر في مؤتمر صحفي، قالوا فيه ان العشائر ستكون هي الضامن لأمن الناصرية، كانت خديعة كبرى، فما الذي جرى بعد المؤتمر:
تصاعدت وتيرة الاعتقالات العشوائية، تخرج اليات الشرطة والميليشيات بالعشرات لبيوت الناشطين لمحاصرتها واعتقالهم ان وجدوا، فإذا لم يجدوا من يطلبوه اخذوا والده او أحد افراد العائلة، وهو سلوك صدامي عفن، لكن لا فرق كبير بين الإسلاميين والبعثيين، فقد جاءوا بقطار واحد.
بلغ عدد المعتقلين أكثر من 200 معتقل، ما يقارب الخمسين منهم احداث صغيري السن، مورس عليهم كل وسائل التعذيب، أكثر من 25 منهم لا احد يعرف مصيرهم، وقسم منهم نقل الى بغداد، وهؤلاء ضاعوا في معتقلات الميليشيات والامن الوطني والذي هو بالنتيجة النهائية ميليشيا، وقسم منهم نقل الى السجن المركزي في الناصرية، وهو سجن لذوي الاحكام الثقيلة "إرهاب، مخدرات، جرائم قتل".
لقد كان المؤتمر العشائري سيناريو لوأد ودفن الشحنة الإعلامية الكبيرة التي رافقت احداث الناصرية، والتي جعلت العالم على اطلاع كامل عما يجري من تنكيل وقمع واضطهاد وتعذيب للشبيبة المحتجة، فهم اليوم يمارسون كل الاجرام بحق شبيبة الناصرية دون أي وازع أخلاقي او رقابي من اية جهة، لقد تركت شبيبة الناصرية لوحدها امام الليفاثيان الإسلامي المتوحش؛ لا نبالغ اذا قلنا ان ما يجري على شباب الناصرية هو قريب جدا الى ان يكون "حرب ابادة".
الحرية لجميع معتقلي ذي قار من الشبيبة المحتجة
والخزي والعار لكل قوى الإسلام السياسي
#صوت_الانتفاضة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟