القراءة ليست مجرد هواية بل هي ضرورة حياتية

ديار الهرمزي

الحوار المتمدن-العدد: 8143 - 2024 / 10 / 27 - 15:04
المحور: قضايا ثقافية
    

القراءة تمثل العمود الفقري لأي حضارة وتُعد أساس التطور والابتكار.

المجتمع القارئ يتمتع بقدرة أكبر على التفكير النقدي والإبداع لأنه مستمر في تغذية معارفه وإثراء تجاربه عبر الاطلاع على مختلف الأفكار والتجارب.

وعندما تقل القراءة في مجتمع ما فإنه يتحول تدريجيًا إلى مجتمع اتكالي وغير منتج يعتمد على الآخرين في تلبية احتياجاته الفكرية والثقافية.

أهمية القراءة في بناء المجتمعات:

القراءة ليست مجرد عملية اطلاع بل هي حوار مستمر مع الأفكار وهذا الحوار يُنشئ عقلية قادرة على التحليل والنقد.

المجتمع الذي يقرأ يتمتع بفكر أكثر مرونة لأن أفراده يتعلمون طرح الأسئلة والتشكيك في الأفكار السطحية مما يؤدي إلى مجتمع أقل عرضة للخداع والتضليل.

القراءة تُعد مصدرًا مهمًا للأفكار الجديدة وكل اختراع أو اكتشاف يبدأ بفكرة.

عندما يقرأ الشخص يكتسب من تجارب الآخرين ما يساعده على توليد أفكار جديدة وتطبيقها في حياته وعمله مما يُحسن من جودة الإنتاج والإبداع.

مجتمعات مثل اليابان وألمانيا وغيرها استثمرت في ثقافة القراءة مما ساعدها على تحقيق تقدم هائل في شتى المجالات.

القراءة تمنح الفرد القدرة على تكوين رأي مستقل قائم على المعرفة والتفكير المنطقي وتجنبه التبعية الفكرية.

مجتمع غير قارئ هو مجتمع مهيأ لقبول الآراء الجاهزة دون تمحيص مما يجعله أكثر عرضة للاتكالية والانقياد الأعمى سواء في القرارات السياسية أو الاقتصادية أو حتى الاجتماعية.

الأشخاص الذين يقرأون يكونون أكثر قدرة على فهم قضايا مجتمعهم، لأنهم مطّلعون على تجارب مختلفة وأفكار متنوعة تساعدهم على تقييم الحلول الممكنة.

مجتمع يقرأ هو مجتمع يمتلك أدوات تمكنه من اتخاذ قرارات واعية ومستقلة فيكون أفراده أكثر مسؤولية وأقل عرضة للتأثر بالشائعات والمعلومات المغلوطة.

القراءة تزيد من الوعي بالهوية الثقافية والتاريخية مما يعزز الانتماء للوطن.

الاطلاع على تاريخ الأمة وإنجازاتها وأدبها يمنح أفراد المجتمع فخرًا بما يمتلكونه ويحثهم على الحفاظ على إرثهم والعمل على نهضة بلادهم.

الشعب القارئ يكون أكثر استعدادًا للدفاع عن هويته والوقوف ضد محاولات تهميشها.

المجتمع الذي لا يقرأ يعاني من مشكلات عميقة فضعف ثقافة القراءة يولد جهلًا بالحقوق والواجبات ويضعف قدرة المجتمع على مواكبة التطورات العالمية.

ومع الوقت يصبح هذا المجتمع معتمدًا على مجتمعات أخرى في العلم والمعرفة والاقتصاد مما يزيد من التبعية ويؤثر سلبًا على السيادة الوطنية والقدرة على اتخاذ القرارات.

لتشجيع القراءة يجب أن تُطلق مبادرات جماعية تشجع على الاهتمام بالكتب وتوفيرها بأسعار مناسبة خاصة الكتب التي تتناول موضوعات قريبة من واقع الناس وتوجهاتهم.

يمكن للمؤسسات التعليمية لعب دور كبير في تعزيز عادة القراءة منذ الصغر عبر توفير مكتبات مدرسية وبرامج قراءة إلى جانب إنشاء أندية للقراءة وتشجيع النقاشات المفتوحة حول الكتب.

يمكن القول إن المجتمع الذي يهمل القراءة يضحي بإمكاناته ويعرض نفسه للجمود الفكري والاتكالية بينما المجتمعات القارئة تتمتع بالقدرة على التحول والنمو المستمر.

القراءة ليست مجرد هواية، بل هي ضرورة حياتية لتنمية الأفراد والمجتمعات.

#ديار_الهرمزي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات