ديار الهرمزي
الحوار المتمدن-العدد: 8143 - 2024 / 10 / 27 - 08:31
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الخيانة السياسية تعدّ أخطر أنواع الخيانة لأنها تمس سيادة الأمة واستقرارها وتعرّض مصالح الشعب للخطر حيث إن السياسي الذي يُخوَّل بحماية مصالح الوطن يصبح أداة لتدميرها حينما ينحرف عن دوره ويخدم مصالح شخصية أو خارجية.
هذا النوع من الخيانة يتجاوز تأثيره الفرد أو المجموعة ليهدد أمة بأكملها لأنه يضعف ثقة المواطنين في مؤسساتهم ويجعل المجتمع عرضة للتدخلات الخارجية والفوضى.
تتعدد أوجه الخيانة السياسية منها التعاون السري مع جهات خارجية من أجل تحقيق أهداف شخصية مثل الحصول على دعم مالي أو سياسي مقابل التضحية بمصالح البلد.
يمكن أن تتجسد الخيانة في التلاعب بالقرارات السيادية أو الاقتصادية بما يلبي مصالح دول أو جماعات معينة على حساب مصلحة الشعب.
هناك أيضًا خيانة السلطة عندما يستغل السياسي موقعه لتحقيق مكاسب مادية أو نفوذ شخصي ما يؤدي إلى تفشي الفساد وسوء الإدارة.
وتُعتبر الخيانة السياسية أخطر الأنواع لأن السياسي يتحمل مسؤولية كبيرة تجاه المجتمع.
هو في موقع مؤتمن على مستقبل الوطن ومصير الشعب وعليه العمل بصدق وإخلاص لتحقيق الصالح العام.
وعندما يخون هذه الأمانة فإن أثره يكون مدمرًا حيث يسهم في إضعاف المؤسسات ويهدم أسس العدالة والمساواة ويفقد الشعب الثقة في النظام السياسي بالكامل مما يؤدي إلى تفشي مشاعر الإحباط والانقسام.
الآثار السلبية للخيانة السياسية تمتد لأجيال لأنها تتسبب في تراجع الاقتصاد واضطراب الأوضاع الأمنية وانهيار القيم الوطنية حيث يشعر المواطنون بخيبة أمل كبيرة ويفقدون الانتماء للوطن.
هذا الانهيار يُفسح المجال للقوى الخارجية لاستغلال ضعف الدولة مما يجعلها عرضة للهيمنة والتبعية.
فإن الخيانة السياسية ليست مجرد خرق للأمانة بل جريمة بحق الوطن والمواطنين لأنها تُعرضهم لأزمات عميقة وتبعات طويلة الأمد وتدفع بالبلاد نحو مستقبل غامض مليء بالتحديات.
#ديار_الهرمزي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟