أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد إنفي - مغاربة إيران عملاء وخونة أم ضحايا الخطاب التضليلي للنظام الإيراني المارق؟















المزيد.....

مغاربة إيران عملاء وخونة أم ضحايا الخطاب التضليلي للنظام الإيراني المارق؟


محمد إنفي

الحوار المتمدن-العدد: 8143 - 2024 / 10 / 27 - 04:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الجواب على هذا السؤال، سواء بالنفي أو بالتأكيد، ليس بالهين؛ إذ يتطلب التروي والنظر بعين العقل إلى الاعتبارات القانونية والأخلاقية وحتى النفسية. فالحكم بالعمالة والخيانة على مغاربة إيران قد يدخل في باب التسرع وقد يوصف بالتحامل عليهم والتشهير بهم ورميهم بتهم لم يهتم بها القانون بعد رغم خطورتها. فلم نسمع عن تحريك أية مسطرة بحث أو متابعة في حق المعنيين بالأمر لتحديد مدى عمالتهم وخيانتهم لوطنهم. أما فرضية الضحية (ضحايا الخطاب التضليلي)، فقد تصْدُق قي حق البعض لكن تعميمها على الكل، هو في حد ذاته تضليل إذا نظرنا إلى المستوى التعليمي والاجتماعي لمغاربة إيران.
لقد سبق لي أن تساءلت في أكثر من مقال (وعلى سبيل المثال: "أعداء الداخل يُقلِّلون من شأن وطنهم ويُعلون من مكانة الأعداء"، نشر في "أخبارنا" يوم 25 فبراير 2024) عن خلفيات المغاربة الذين يُعْلون من شأن البلدان المعادية لمصالح المغرب ويتجاهلون ما يحدث في وطنهم من تطورات إيجابية إن على مستوى البنيات التحتية أو في مجال الصناعة والاقتصاد والاستثمارات الداخلية والخارجية في قطاعات حيوية، الخ؛ كما يتجاهلون النجاحات الديبلوماسية لبلادنا؛ بل يحاولون النيل منها بأساليب دنيئة تعتمد على التشكيك والدعاية المغرضة.
ويبدو أن النجاحات الديبلوماسية في قضيتنا الوطنية الأولى، قضية الوحدة الترابية، تربك حسابات أعداء الداخل، ومن بينهم مغاربة إيران، كما يسميهم الدكتور عبد الرحيم المنار السليمي. وإذ أستسمحه في استعارة هذه العبارة منه (ٍ"مغاربة إيران"، وهناك من يسميهم بـ"غلمان إيران")، أشير إلى أن الأبناء العاقين لوطنهم، يحبطهم تنويع المغرب لشراكاته وعلاقاته الثنائية على المستوى الإقليمي والقاري والجهوي والدولي في تجاهل تام لإيران وللدول التي تدور في فلكها؛ وهي علاقات قائمة على مبدأ رابح/ رابح. وهذا ما جعله يحتل موقعا متميزا في الساحة الدولية وأكسبه مكانة مرموقة جعلت منه قوة إقليمية صاعدة يحسب لها ألف حساب؛ الشيء الذي يصيب دولة "لا وزن لا هبة لا مواقف" بالسعار ويزيد من هوسها بالمغرب، خصوصا وأن حلفاءها بدأوا يتخلون عنها وعن صنيعتها البوليساريو تباعا، فأصبحت في وضعية لا تحسد عليها؛ إذ لا تدري ماذا ستفعل بالجزائر الجنوبية، الأخت الصغرى للجزائر الشمالية والتي لا تكبر عن أختها المدللة إلا بثلاث عشرة سنة. فالأخت الصغرى قد بلغت عقدها الخامس.
ما هو مؤكد، هو أن بيننا مغاربة لا تربطهم بالوطن إلا الأوراق الرسمية (عقد الازدياد والأوراق التعريفية مثل البطاقة الوطنية وجواز السفر)، بينما ولاؤهم هو للخارج. وما يؤكد هذا الأمر، هو تحدثهم بالإيجاب عن إيران وغيرها من الأنظمة المارقة، في حين يتجنبون الحديث عن الوطن الذي نشأوا فيه وتعلموا فيه؛ وإذا تحدثوا، فبالغمز واللمز وبث الإشارات السلبية حول مؤسسات الدولة للنيل منها. فهل سمعتم، مثلا، المقرئ أبو زيد يشيد بعمل بيت مال القدس التابع للجنة القدس التي يرأسها جلالة الملك محمد السادس؟ وهل سمعتموهم يتحدثون عن مبادرات وزارة الخارجية بأمر من عاهل البلاد غداة اندلاع حرب غزةّ؟ وهل...؟ وهل...؟ لكنهم يقدمون لنا إيران كمحور مقاومة، وهي التي غدرت بحماس بعد أن دفعتها إلى القيام بما سمي "طوفان الأقصى" ثم تخلت عنها واستدرجت زعيمها إسماعيل هنية إلى طهران لتتم تصفيته هناك. فإيران باعت حماس بعد أن وضعتها تحت جناحها إلى إسرائيل، وباعت حتى ذراعها في لبنان، والدور سيأتي على الأذرع الأخرى. فالنظام الإيراني المارق لا يهمه إلا مشروعه النووي ولذلك يتصرف مع الولايات المتحدة كالحمل الوديع. والدليل هو أنه يخبر البيت الأبيض بكل خطوة يقوم بها ضد إسرائيل (إيران وإسرائيل وجهان لعملة واحده)، وهذه الأخيرة تقوم بنفس الشيء قبل ضرب إيران.
وبما أن النظام الإيراني الخبيث لا يضمر لبلادنا إلا الشر والغدر؛ وبما أن بيننا من يدافعون عن هذا النظام الغدَّار، فلا بد من التساؤل عن طبيعة العلاقات بين أعداء الداخل، ومن بينهم بالأساس مغاربة إيران، وبين الدول أو الأنظمة المعادية للمغرب. فهل لهؤلاء الأعداء (أعداء الداخل، أقصد) مهمة تتمثل في تقديم خدمات لأعداء الوطن الذين يعملون جاهدين على المساس بوحدته الوطنية وبمؤسساته ورموزه؟ ففي هذه الحالة، تهمة العمالة والخيانة ثابتة ولا غبار عليها.
قد يدفع البعض بمبررات لن تصمد أمام الوقائع والأحداث، كأن يزعم هذا البعض بان من أسميتهم بأعداء الداخل هم مجرد ضحايا الخطاب التضليلي للنظام الإيراني المارق أو أن الأمر فيه غفلة جعلت بعضهم ضحية الشعارات الرنانة والدعاية الإيديولوجية المغرضة.
وأختم هذا المقال بتقديم مثال حي لشخص كرَّس كل مجهوداته للدفاع عن حزب الله اللبناني الشيعي وإيران والجزائر وجنوب إفريقيا. ففي أي خانة يمكن أن نضع هذا المغربي الذي جعل تحركاته محصورة في الدول المعادية للمغرب؟ لا يمكن أن نضعه إلا في خانة أعداء الوطن مادامت تحركاته لا تهدف إلى دفع هذه البلدان إلى تصحيح الخطأ التاريخي الذي وقعت فيه فيما يخص قضيتنا الوطنية الأولى، قضية وحدتنا الترابية.
الشخص المقصود، هنا، هو أحمد ويحمان. لقد اعترف بعظْمة لسانه، في حوار له مع الصحافي حميد المهداوي (ويسميه البعض الهدراوي) وفي مناسبات أخرى، بمجالسة قيادة حزب الله اللبناني وجالس قيادات إيرانية وعقد عدة لقاءات بالجزائر؛ وقد سبق أن تحدثت عن سفره إلى جنوب إفريقيا ولقاءاته هناك؛ ومن بين من التقاهم حفيد مانديلا الذي تهجم على المغرب من الجزائر خلال افتتاح بطولة "الشأن" (البطولة الأفريقية للمحليين) ودعا من هناك إلى القيام بعمليات إرهابية في أقاليمنا الجنوبية. وما ميز لقاء ويحمان مع حسن نصر الله، هو إنكار هذا الأخير لمعرفته بالبوليساريو، وصدق ويحمان هذه الكذبة المفضوحة للأفاك الأثيم الذي أجرم في حق الشعب السوري. بالمقابل، تطاول على الديبلوماسي المحنك، السيد ناصر بوريطة، وزير الخارجية المغربي الذي يرعب الديبلوماسية الجزائرية ويقض مضجعها. وقد وصلت به الوقاحة إلى القول بأنه يصدق حسن نصر الله الذي يستعمل التقية لإخفاء كذبه كما يفعل جل الشيعة، ويكذب بوريطة الذي يتحدث بالحجج والبراهين. وموقف ويحمان هذا يؤكد بالملموس تحيزه للطرف المعادي لمصاح المغرب وعلى رأسها القضية الوطنية. وأكيد أن في لقاءاته مع قيادات إيرانية في طهران وقيادات جزائرية في الجزائر العاصمة، لم يكن يدافع على مصالح المغرب وإنما يقوم بمهمة، لست أهلا بالبحث فيها وكشفها. لكن، لن أستغرب إن اتهم يوما بالتخابر مع أعداء الوطن، ليس على الطريقة الجزائرية المضحكة ولكن بالطريقة الصحيحة التي تعتمد على الوقائع الملموسة والدلائل القطعية التي تضع المتهم أمام حقيقته الساطعة.
مكناس في 26 أكتوبر 2024



#محمد_إنفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حين يسقط التحليل في آفة التعميم
- إيران محور مقاومة أم محور مساومة؟؟؟
- استمراء العيش في الأوهام
- أين يتجلى دور محور المقاومة فيما يجري في غزة وفي لبنان؟
- رسالة إلى الإخوة التونسيين: احذروا عدوى الغباء الجزائري
- قراءة في عنوان مقالة دعائية لوكالة الأنباء الجزائرية
- هنيئا لنشطاء التواصل الاجتماعي المغاربة بالولاية الثانية لعب ...
- المغرب ليس مسؤولا عن أزمة الرجال في الجزائر
- ئمتلازمة (syndrome) -المروك- حوَّلت الجزائر إلى مارستان مفتو ...
- صدق أو لا تصدق: إيران تمثل محور المقاومة...!!! ؟؟؟
- هنيئا لدولة لا وزن لا هبة لا مواقف بجمهورية الجزائر الجنوبية
- أفريقيا والرؤية الملكية الجيو-استراتيجية
- حكومة التغول وبدعة حوارات المواطنة: صيغة منقحة في الإفساد وا ...
- التغول السياسي إفساد متعمد للمؤسسات التمثيلية
- هل هي عدوى الغباء الجزائري، أيها السفير، أم أن للأمر علاقة م ...
- عن إجرام النظام العسكري في حق الشعب الجزائري
- الجزائر، طال الزمن أم قصر، ستعود إلى حجمها الطبيعي
- رسالة مستعجلة موجهة إلى منظمة الصحة العالمية: أنقذوا الجزائر ...
- البلطجة أسلوب حكم في الجزائر والكذب خط تحريري لإعلامها
- هل بمحض الصدفة التقى كلام نبيلة منيب مع بعض كلام عبد القادر ...


المزيد.....




- جورجيا: فوز الحزب الحاكم الموالي لروسيا في الانتخابات التشري ...
- مقترح مصري لوقف موقت لإطلاق النار في غزة ومفاوضات بالدوحة أم ...
- الجيش الإسرائيلي: قواتنا استكملت عملية دهم مستشفى كمال عدوان ...
- تتمتع الوَحدةَ الإفريقية بتاريخٍ غني، يعود إلى سنةِ ألفٍ وتس ...
- حرب غزة: حجج إضافية ضدّ إسرائيل في محكمة العدل الدولية ودعوا ...
- بيونغيانغ تتهم جارتها بإرسال مناشير تحريضية للمرة الثالثة خل ...
- العراق يحتج رسميا على استخدام إسرائيل مجاله الجوي ضد إيران و ...
- إيران تقلل من شأن الضربة الإسرائيلية وتتوعد بـ-عواقب مريرة- ...
- مودي يهدي لوحة فنية تقليدية لبوتين
- مسؤول إسرائيلي يعلق على العرض المصري


المزيد.....

- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد إنفي - مغاربة إيران عملاء وخونة أم ضحايا الخطاب التضليلي للنظام الإيراني المارق؟