زينة أوبيهي
الحوار المتمدن-العدد: 8143 - 2024 / 10 / 27 - 00:27
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
إن القمع لا يرهبنا مادمنا نعبر عن آرائنا ومواقفنا وندافع عن قضية شعبنا. وظلام الزنزانة لن يركعنا أو يكسر صمودنا وعنفواننا. فلتذهب تهمهم وأحكامهم الى مزابل التاريخ. نحن مناضلات ومناضلون من فولاذ، نستمد قوتنا وثباتنا من عدالة قضية شعبنا ومن استيعابنا لواقع الصراع ومساراته. واعتبار الاعتقال السياسي قضية طبقية موقفنا بدون لبس أو تسويق للوهم. صدقنا سلاحنا ونزاهتنا ونظافة يدنا رصيدنا الذي لا ينضب. سنهزم ظلام الزنزانة وسنحطم الحصار وأسوار السجن، ولن نقدم الولاء أو الطاعة. قد نجوع أو نعرى، لكن لن ننبطح أو نبيع مواقفنا أو أجسادنا. يقول المثل السائر: "تجوع/تموت الحرة ولا تأكل بثدييها".
لم تتح لنا الفرصة من قبل لنحكي عن تجاربنا القاسية ونتقاسم دروسها بما يرد الاعتبار لنا وللمرأة والرجل عموما.
قرأت عن معاناتك من خلال كتاباتك وإبداعاتك، وكم تمنيت أن يسترسل بوحك الجميل. ولا ريب، سيتواصل حكيك بعد مغادرة السجن، وسيغني سجل المناضلات والمناضلين "خريجي" السجون، أو للدقة "معاهد" الحياة. إنها إبداعات المعاناة...
قلمك رفيقتي بندقية في وجه الظلام والنظام. وسيخجل دعاة التكفير والمنبطحين والانتهازيين الذين جعلوا من النضال جسر عبور نحو مصالحهم الشخصية.
لا أخفيك رفيقتي أني عشت العزلة داخل السجن وخارجه، وما أقسى عزلة خارج السجن من طرف القريب والبعيد. عشت الغدر والخيانة، عشت التحولات السياسية بالمغرب والعالم. ويكمن سر صمودي في اقتناعي بقضية شعبي. فلم يكن ارتباطي بالقضية من باب ذاتي أو مصلحي أو توخيا للبطولة كما يحصل اليوم ببشاعة، لقد اخترت درب "من رحلوا"، درب الشهداء عن اقتناع. وسأستمر حتى النهاية رغم الطعنات الجبانة التي لا تتوقف.
أشكرك رفيقتي لأنك أتحت لي فرصة البوح. ويسعدني أن أتقاسم معك بعض هذه الشذرات المرة من تجربتي المتواضعة (1984-2024) كمساهمة بسيطة من أجل دعمك في محنة الاعتقال والحياة. فلنتكئ على بعضنا البعض، نحن حائط الحقيقة المخضب بدماء الأبرياء، أما الاعتماد على الشعارات والتيه والعشوائية فلن يخلصنا من حبال الخضوع وأوهام الظلام. إن حائط الحقيقة صلب وأحن من كل القلوب الخادعة. لقد علمتني الحياة بقبحها وجمالها (DES HAUTS ET DES BAS) أن "ما كل ما يلمع ذهبا". فلا ثقة في بيوت العنكبوت..
قاومي رفيقتي، سننتصر للجمال...
سننتصر للحياة...
ارفعي صوتك عاليا، ارفعي رأسك عاليا، ارفعي قلمك عاليا...
كل دعمي وتضامني...
#زينة_أوبيهي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟