|
هل هي نهايات مرحلة الحرب بالوكالة
صلاح بدرالدين
الحوار المتمدن-العدد: 8142 - 2024 / 10 / 26 - 20:19
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تعتبر الحرب بالوكالة المنتشرة بالعالم الابن الشرعي لمرحلة الحرب الباردة التي يصنفها المؤرخون بفترتين الأولى بين عامي ( ١٩٤٧ – ١٩٥٣ ) من اعلان – ترومان – وحتى نهاية الحرب الكورية ، والثانية بعد فترة وجيزة من التحالف الغربي – السوفييتي ضد النازية والانتصار بالحرب العالمية الثانية وامتدت حتى عام ( ١٩٩١ ) بانتصار النظام الراسمالي ، وسقوط الاتحاد السوفييتي ، والدول الاشتراكية الأخرى ، وفي الفترتين التي افرزت مرحلة الحرب الباردة بين الشرق والغرب وتمتد نحو نصف قرن من الزمن شهدت العديد من المواجهات الحربية المحدودة في أمريكا الجنوبية ، وأوروبا ، وآسيا ، وافريقيا ، بين فرقاء محليين تتبع للمعسكرين حول قضايا مختلفة بينها مسائل تتعلق بالحرية والديموقراطية ، والتقدم الاجتماعي ، والنظم السياسية ، وتستمد منهما الدعم المادي والعسكري ، ولكن من دون تورط مباشر من القوى العظمى والكبرى ، التي تحكم علاقاتها معادلات المصالح المتبادلة ، وتوازن الرعب النووي . الحرب بالوكالة في الشرق الأوسط لقد تجسدت الحرب الباردة في السابق بالنزاعات حول مناطق النفوذ ، وصراع الأجهزة الأمنية – وحرب الجواسيس – والسباق العلمي ، وحرب النجوم ، والخلاف حول حصار – برلين – ثم تشكل حلف – الناتو عام ١٩٤٩ – وكذلك حلف وارسو عام ١٩٥٥ - والمواجهة الآيديولوجية بين الاشتراكية والراسمالية ، وتعاظم واقع حال عدم الثقة بين الجانبين ، وبلغت اوجها في اسقاط حكومة مصدق بايران ، وحرب فيتنام ، وأزمة كوبا ، وحرب السويس ، والانقلابات العسكرية المتتالية الموالية بغالبيتها للغرب في العديد من البلدان النامية ، كما ظهرت بجلاء حول كل من القضيتين الكردية ، والفلسطينية . ايران كمتعهد وحيد لحروب الوكالة بالمنطقة منذ سقوط نظام الشاه في ايران وسيطرة رجال الدين من المذهب الشيعي بزعامة آية الله خميني على مقاليد السلطة عام ١٩٧٩ ، وتدشين نظام سياسي وعسكري وامني جديد على راسه الولي الفقيه باسم الإسلام ، بدأ بوضع استراتيجية تتضمن تصدير ( الثورة ) الى دول المنطقة ، واستثمار المكون الشيعي فيها لمصلحة توسع النفوذ الإيراني ، وخاصة في العراق ، ولبنان ، واليمن ،وتاليا في سوريا التي تحكمها عائلة الأسد المنتمية الى الطائفة العلوية وهي امتداد للمذهب الشيعي ، ثم حركتي حماس ، والجهاد الاسلاميتين المتشددتين بعد إقامة تحالف مذهبي مصلحي في وجه العدو المشترك – الافتراضي – ولم يكن تنظيم – داعش – بعيدا عن هذا التحالف – غير المقدس – في بداية بسط نفوذ ( دولة الخلافة ) على أجزاء من العراق وسوريا . وخلال اكثر من ثلاثة عقود واكثر نجح النظام الإيراني أولا في تشكيل محور سمي بمحور المقاومة او الممانعة ، قاعدته الأساسية نظاما ايران وسوريا ، ثم العمل في تمويل ، وتدريب وتنظيم وبناء ، وإقامة كيانات ميليشياوية مسلحة تشكل اذرعا عسكرية امنية ضاربة لذلك المحور من بينها : حزب الله اللبناني ، والحشد الشعبي العراقي ، وميليشيات الحوثي ، وحركتي حماس والجهاد ، ومن اللافت ان نظام الشاه كان قد اتخذ دور – شرطي الخليج – فقط ولكن نظام ايات الله تجاوز وظيفة الشرطي الى العسكري المحتل المعتدي على ولمعظم دول المنطقة . وقبل ذلك وفي صدد التعامل مع القضية الكردية في ايران والمنطقة ، ومحاولة احتوائها ، واستغلالها فقد بسط النظام الإيراني نفوذه على مركز – قنديل – لحزب العمال الكردستاني ، وتقديم الدعم له ، ومن خلاله التحكم بفروعه في كل من العراق ، وسوريا ، وتركيا ، وكلنا نعلم ان احدى ثمرات ذلك التعاون هي إنجاح اتفاقية – قرايلان - ) في توافد مسلحي – قنديل – نحو الأراضي السورية بعد اندلاع الثورة السورية عام ٢٠١١ – ودعم النظام في محاربة الثورة السورية ، وحصول عمليات عسكرية في تركيا بناء على رغبات إيرانية ، واستمرار عدوان مسلحي ب ك ك ضد شعب كردستان العراق ، والإنجازات الفيدرالية بايعاز مباشر من الحرس الثوري الإيراني ، وهذا هو الدور المرسوم لجماعات – ب ك ك – كرديا ومساهمته بحروب الوكالة التي نحن بصددها الان . وفي حسبة بسيطة نتوصل الى حقيقة ان الغالبية الساحقة – ان لم تكن كل – التوترات في منطقتنا ، والحروب المحلية والإقليمية الدائرة منذ عقود ، هي بفعل وكلاء ايران ، ولمصلحة اجندة ايران ومستقبل نفوذها ، ليس ذلك فحسب بل ان هؤلاء الوكلاء شكلوا بما نسميه – قوى الردة – في وجه ثورات الربيع ، وعوامل تخريب التنظيم الدولتي ، وعائقا امام حل القضايا في المنطقة بمافيها القضيتان الكردية والفلسطينية ، وسببا من أسباب التدخلات الخارجية ، وحدوث الاحتلالات . وبالرغم من تاخر المجتمع الدولي عموما في تشخيص الازمة وطرح المعالجة ، وتواطؤ كل من روسيا والصين ، الا اننا نلمس ومنذ حين تحركا دوليا وإقليميا متسارعا لردع ايران ، وتهديده ومطالبته بعدم التدخل بشؤون بلدان المنطقة ، والتشديد ضد اذرعها خصوصا حزب الله ، وحماس ، وماتقوم به إسرائيل بهذا الخصوص أي مواجهة ايران واذرعها تخدم مصالحها بالدرجة الأولى ولكن لاشك ان كل ذلك لايخرج عن الاستراتيجية العامة للمجتمع الدولي ، ومن بينه النظام العربي الرسمي باتجاه ردع النظام الإيراني ، وطي صفحة اذرعه التي تقوم بحرب ايران بالوكالة في المنطقة ، مما يعني كل ذلك باننا امام مرحلة جديدة تنتفي فيها اشكال الحروب بالوكالة ، ومن الان امام تلك الاذرع الضاربة بعد تلقيها ضربات موجعة خيار التحول الى أدوات سياسية مدنية مسالمة .
#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ملاحظات سريعة على - مشروع دستورلسوريا
...
-
لماذا لم تشكل القضية الكردية مادة في منافسة الحزبين الانتخاب
...
-
- ويستفاليا مشرقية - ولكن بعد تحقيق العدالة
-
اللقاء التاسع والثمانون في دنكي - بزاف -
-
هل نحن امام تغيير قواعد الصراع ؟
-
كلمة حق في حراك السويداء
-
المردود السلبي لعلاقات الأحزاب الكردية مع الاخر
-
اللقاء الثامن والثمانون في دنكي بزاف
-
يمين أوروبا المتطرف أداة – بوتينية -
-
محاولة في فهم مايجري داخل حزب - الطالباني -
-
من دفتر يومياتي ياسر عرفات كان صديقا داعما للكرد وق
...
-
عندما يرقص الصغار في أعراس الكبار
-
عقود على كونفرانس الخامس من آب ١٩٦٥ ا
...
-
اللقاء السابع والثمانون في دنكي - بزاف -
-
صفحات مضيئة في تاريخ حركتنا
-
عودة الى شجون الحركة الكردية السورية
-
من دفتر يومياتي : عندما حصلنا على نص مخطط - الحزام العربي
...
-
عن التطورات التركية السورية
-
التقييم السياسي الشهري
-
من جديد حول شجون الحركة الكردية السورية
المزيد.....
-
صور وتفاصيل مقتل حارق نسخة القرآن سلوان موميكا بالرصاص في ال
...
-
مجددا.. ترامب يتوعد دول البريكس إذا ابتعدت عن الدولار
-
تحقيق CNN.. معلومات صادمة بحادث طائرة الركاب والمروحية العسك
...
-
بعد -صدمة- نتنياهو.. إليكم مشاهد من خان يونس لعملية إطلاق سر
...
-
نشطاء: بطل نفق الحرية زكريا الزبيدي يعانق الحرية بقرار من كت
...
-
وزير خارجية أمريكا يفسر رغبة ترامب في شراء غرينلاند: -ليست م
...
-
مصر.. هل ستحل الاكتشافات الجديدة وعودة الحفر بحقل ظهر أزمة ا
...
-
استمرار العملية العسكرية الإسرائيلية في جنين، واقتحامات لمدن
...
-
تونس: احتجاز 11 روسيا بشبهة -أنشطة إرهابية- بعد العثور بحوزت
...
-
سوريا: الشرع يتعهد بإصدار إعلان دستوري للمرحلة الانتقالية وع
...
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|