أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آدم الحسن - طوفان الأقصى نتيجة أم سبب ... ؟














المزيد.....

طوفان الأقصى نتيجة أم سبب ... ؟


آدم الحسن

الحوار المتمدن-العدد: 8142 - 2024 / 10 / 26 - 20:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تحدث البعض بطريقة غير دقيقة و منافية لحقائق الواقع الفلسطيني و قضيته العادلة لغرض إظهار عملية طوفان الأقصى التي نفذتها حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية ( حماس ) معتبرين انها قد تسببت بدمار كبير للقضية الفلسطينية و حرمت الشعب الفلسطيني من انجاز حل شامل و عادل لقضيته المتمثل بمشروع حل الدولتين و كأن تنفيذ هذا المشروع كان في مراحل تنفيذه الاخيرة فجاءت عملية طوفان الأقصى و اغرقت هذا الحل السلمي العادل ببركة من الدماء الفلسطينية متناسين أو ربما ينكرون أو لا يعرفون أن حماس بكل توجهات قادتها و نشاطها على الساحة الفلسطينية و منها طوفان الأقصى هي نتيجة و ليست سبب .
أن الظلم و الاحتلال و الإهانة و الغطرسة و سلب الحقوق و الأرض و الديار الذي عانى و يعاني منه الشعب الفلسطيني خلال عقود من الزمن هو السبب في تحول السلطة الفلسطينية التي تشكلت بموجب اتفاقية اوسلو الى هيكل شبه ميت و ظهور حاجة جديدة للشعب الفلسطيني في أن يكون له تنظيم مقاوم و مسلح على شاكلة حماس .
لقد مضى على توقيع اتفاقية أوسلو بين الجانبين الفلسطيني و الاسرائيلي حوالي ثلاثين سنة و لازال هذا الاتفاق الذي هلل له الغرب عبارة عن حبر على ورق .
إن من يعتقد أن إسرائيل ممكن أن تنفذ بنود اوسلو في ظل اختلال ميزان القوى في منطقة الشرق الأوسط بدعم من نفوذ و قدرات أمريكا لصالح إسرائيل هو لا يعرف شيء عن مشروع إنشاء الدولة اليهودية الكبرى ، هذا المشروع الذي يعتبر الضفة الغربية جزء اساسي و مقدس من هذه الدولة حيث تطلق الصهيونية الدينية على هذه الضفة بالاسم الوارد في كتبهم التاريخية العتيقة " يهودا و السامرا " و إن اعادة بناء الهيكل على انقاض المسجد الأقصى بعد أن يتم هدمه هو أمر في غاية القدسية و المشروعية لدى الصهيونية الدينية بعكس الصهيونية السياسية التي قد تكتفي بدولة اسرائيل ضمن الحدود التي حددتها و رسمتها هيئة الأمم المتحدة تلك الحدود المودعة في ارشيف الشرعية الدولية .
من المؤكد أن قادة طوفان الأقصى وضعوا كل الاحتمالات حول طبيعة الرد الإسرائيلي على عمليتهم ( طوفان الأقصى ) في حساباتهم باستثناء أمرا واحدا و هو لجوء إسرائيل الى استخدام اقسى انواع الوحشية و الهمجية ضد الأبرياء من أبناء الشعب الفلسطيني الذي مارسته قوات الاحتلال الإسرائيلي كرد على هذه العملية , رد تجاوز كل الحدود و تخطى كل التوقعات ليس من قبل قادة حماس فحسب و انما من قبل المتابعين لقضايا نضال الشعوب الساعية للتحرر من الظلم و الاحتلال .
لا شك أن الوحشية الفاقدة لكل المعايير المتبعة في الحروب و روح الانتقام من الشعب الفلسطيني الذي اتصف بها الرد الإسرائيلي على عملية طوفان الاقصى قد أخذت مكانها في الصفحات السوداء من التاريخ حيث وضعت وحشية النازيون الإسرائيليون الضمير العالمي في امتحان صعب , إلا انه من المؤسف حقا أن هذا الضمير قد اكد فشله في هذا الامتحان العسير و لم يتمكن من ردع إسرائيل و داعميها من تنفيذ همجيتهم بحق الأبرياء من الفلسطينيين من أطفال و نساء و شيوخ .
صحيح أن الإبادة الجماعية التي لازالت تنفذها إسرائيل في غزة بحق الفلسطينيين هي ليست المجزرة الأولى عبر التاريخ التي ترتكبها قوات احتلال ضد شعب خاضع للاحتلال إذ أن هنالك العديد من هذه المجازر الدموية عبر التاريخ المكتوب بدماء الضحايا الأبرياء و هي ابشع و اقسى من ما جرى و يجري في غزة , لكن حصول مثل هذه الإبادة و العالم على اعتاب الربع الثاني من القرن الواحد و العشرين هو أمر خارج التوقعات و الحسابات الواقعية .
لقد صدع بعض حكام الغرب رؤوسنا بمبادئ الحرية و حقوق الأنسان لكنهم صمتوا دون خجل أمام المجازر التي ترتكبها إسرائيل في غزة , لقد صار واضحا أن المبادئ التي يدعو لها هؤلاء الحكام هي مجرد شعارات تستخدم لأغراض دعائية لتحقيق مصالحهم الأنانية .
على وقع ما جرى و يجري من مأساة انسانية في غزة لا بد من دعوة الذين يعتبرون حماس هي المتسبب في الابادة الدموية الجماعية القاسية التي تنفذها اسرائيل بحق اهالي غزة و أن يتوقفوا عن تبرير جرائم المحتل الإسرائيلي البشعة و الى التعاطف مع الضحية الذين هم مئات الاف الأبرياء من اهالي غزة .



#آدم_الحسن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التيار الصدري في العراق حركة شعبوية مسلحة
- سقوط مدينة الموصل العراقية ... الأسباب و النتائج ( 5 )
- سقوط مدينة الموصل العراقية ... الأسباب و النتائج ( 4 )
- سقوط مدينة الموصل العراقية ... الأسباب و النتائج ( 3 )
- سقوط مدينة الموصل العراقية ... الأسباب و النتائج ( 2 )
- سقوط مدينة الموصل العراقية ... الأسباب و النتائج ( 1 )
- متطلبات إصلاح العملية السياسية الجارية في العراق ( 3 )
- متطلبات إصلاح العملية السياسية الجارية في العراق ( 2 )
- متطلبات إصلاح العملية السياسية الجارية في العراق ( 1 )
- ظهور الدواعش عبر التاريخ
- سقوط بغداد ... الأسباب و التداعيات ( 4 )
- سقوط بغداد ... الأسباب و التداعيات ( 3 )
- سقوط بغداد ... الأسباب و التداعيات ( 2 )
- سقوط بغداد ... الأسباب و التداعيات ( 1 )
- التجاوز على السيادة الوطنية العراقية ... حقيقة أم وهَمْ ...؟
- حق تقرير المصير لأكراد العراق .... بين الحقيقة و الوهم (2)
- حق تقرير المصير لأكراد العراق .... بين الحقيقة و الوهم (1)
- هل لنتائج الانتخابات الرئاسية التي جرت في تايوان مستجدات ج ...
- الاتصالات السلكية و اللاسلكية في العراق و العداء للقطاع الحك ...
- الفساد المالي و الإداري في العراق ... الأسباب و النتائج ( 2 ...


المزيد.....




- الجيش الأمريكي يستعد لخفض قواته في سوريا
- الخارجية الإيرانية تستدعي القائم بالأعمال الأرجنتيني
- فرنسا.. حكم بسجن مؤثرة جزائرية
- إيقاف مستشار رفيع في البنتاغون عن العمل على خلفية التحقيقات ...
- -وول ستريت جورنال-: واشنطن تريد استغلال الرسوم الجمركية لعزل ...
- السفارة اليابانية تعلن تخصيص 3 ملايين يورو لصندوق إعادة إعما ...
- مجموعة السبع تدعو لوقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار في السود ...
- وزير الخارجية الأميركي يبحث مع رئيس الوزراء الأردني الوضع في ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن إسقاط طائرة مسيرة محملة بأسلحة قدمت من ...
- تونس: مصرع ثلاثة تلاميذ جراء انهيار سور مدرسة يشعل الاحتجاجا ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آدم الحسن - طوفان الأقصى نتيجة أم سبب ... ؟