أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كرم نعمة - من يترقب الحرب العالمية الثالثة؟














المزيد.....

من يترقب الحرب العالمية الثالثة؟


كرم نعمة
كاتب عراقي مقيم في لندن

(Karam Nama)


الحوار المتمدن-العدد: 8141 - 2024 / 10 / 25 - 20:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إذ حصل وأن أقترب العالم من لحظات تاريخية فقد فيها السياسيون عقولهم لإصدار أوامر فتح الفوهات منذ نهاية الحرب الباردة، فأنها لم تكن بأي قدر عال مثلما هي اليوم، وكأن هناك من يترقب شرارة حرب عالمية ثالثة، الأمر لا يتعلق بأوكرانيا وكوريا الشمالية والصين وغزة وإسرائيل وإيران، أنه أكبر من ذلك عندما ينشغل دونالد ترامب وكاميلا هاريس بجمهورهما الانتخابي، بينما هناك من يتحدث عن الحرب العالمية، بلغة شكسبيرية أكثر مما ينبغي!
لكل دولة مرشحة لتكون طرفا في الحرب العالمية الثالثة نسختها من الحرب واللاحرب معا عندما تتحدث عن الدفاع عن النفس ورباطة الجأش السياسي، إلا دونالد ترامب وكاميلا هاريس، وكأنهما يقولان إذا اندلعت الحرب ولم تحضر الولايات المتحدة، فما الذي سيحصل؟!
كان بودي أن أسمع تعليق الجنرال البريطاني السير مايكل جاكسون الشهير بسخريته اللاذعة من مزاعم الولايات المتحدة في احتلال العراق عام 2003، عندما وصف كلام وزير الدفاع الأمريكي سيء الذكر دونالد رامسفيلد بأنه “إفلاس فكري” و”سخيف”، أسمع تعليقه عن الحرب، لكنه لسوء حظ هذا المقال! رحل السير جاكسون عن عالمنا قبل يومين من كتابة هذه الأسطر.
لم يكن العالم على هذا القدر من القرب من الحرب النووية منذ نهاية الحرب الباردة، وفقا لفيكتور تشيرنوميردين، المبعوث الروسي الخاص إلى صربيا. كان ذلك في حزيران 1999 “كنت حينها مشغولا في تحرير الصفحات الثقافية التي أشرف عليها في عملي بالصحيفة اليومية، بينما حرب كوسوفو كانت أكثر من عسكرية وعرقية ودينية، كانت حربا ثقافية”.
كان المشهد في مطار بريشتينا، في أعقاب حرب كوسوفو مباشرة. فقد فاجأت مجموعة من القوات الروسية المطار للتو، في لفتة تضامن مع حلفائها التقليديين الصرب. وخشي ويسلي كلارك، القائد الأمريكي لحلف شمال الأطلسي، أن تكون موسكو على وشك إرسال تعزيزات عسكرية، فأمر الجنرال السير مايك جاكسون الذي كان يقود قوات حفظ السلام التابعة للحلف في الميدان، بإغلاق المدرج.
ولكن جاكسون “توفي في الخامس عشر من تشرين الأول 2024 عن ثمانين عاما”، كان له وجهة نظر مختلفة. فقد كانت ملامحه الشاحبة وعينيه الغائرتين وصوته الخشن الذي هده التدخين والكحول، شاهدا على شهور من الدبلوماسية التي قضاها في وقت متأخر من الليل مع أمراء الحرب في البلقان على المشروبات والسجائر. ولكن لقبه “أمير الظلام” الذي كان يلقب به في غرفة الطعام كان يخفي أيضاً عقلاً عسكريا متطورا وهذا يفسر لنا تصريحه المتهكم حد اللعنة العسكرية على رامسفيلد.
“سيدي، لن أبدأ الحرب العالمية الثالثة نيابة عنك”، هكذا قال جاكسون لضابطه الأمريكي الأعلى. كرر كلارك الأمر. رد جاكسون بأسلوبه المميز الذي لا يقبل أي هراء “سيدي، أنا جنرال، ولا يمكنك أن تعطيني أوامر كهذه. لدي حكمي الخاص على الموقف وأعتقد أن هذا الأمر خارج نطاق تفويضنا”. رد كلارك “مايك، أنا جنرال بنجوم أكثر منك، وأستطيع أن أصدر لك هذه الأوامر”.
وفي النهاية، تم تهدئة الموقف بمساعدة زجاجة كحول صغيرة تقاسمها جاكسون مع نظيره الروسي. وسرعان ما تم إبعاد كلارك من منصبه في حلف شمال الأطلسي.
ما الذي يحصل اليوم ونحن نقتبس تلك القصة المفيدة -على الأقل- للدفاع عن ثيمة هذا المقال؟
في تشرين الأول 1940، وبينما كان الأمريكيون يستعدون لاختيار رئيس جديد، كانت الحرب العالمية الثانية مشتعلة، حيث احتلت القوات الألمانية باريس، ولكن من دون مشاركة الولايات المتحدة. ولكن الناخبين الأمريكيين كانوا أمام خيار يستحق هذه اللحظة المشؤومة. ويبدو أنها تتكرر اليوم على الأقل في تداعياتها السياسية، فالتنافس بين ترامب وهاريس يشغل الأمريكيين، بينما هناك المزيد من الكلام عن حرب قادمة!
وبالنظر إلى الوراء، فمن الواضح أن الحرب العالمية الثانية، كانت سلسلة من الأزمات، نكاد نجد أكثر منها اليوم، وقد يستنتج المؤرخون لاحقا موعدا للحرب العالمية الثالثة من فتح أول فوهة مدفع روسي باتجاه أوكرانيا ومن ثم يضيفون لها الحروب الأخرى المستمرة اليوم.
سيتعامل الرئيس الأمريكي القادم مع المحور الحالي: الصين وروسيا وإيران وإسرائيل وكوريا الشمالية. بيد أن الحملة الرئاسية الأمريكية تبدو في أعنف صورها الانتخابية وكأنها تتجاهل بتهور ما يحدث في هذا العالم من حروب.
فلم يقدم أي من المرشحين أي دليل على إدراكه للحرب العالمية المتصاعدة، ناهيك عن التفكير الجاد فيها.
أو كما يكتب جورج ويل مؤلف كتاب “السعادة الأمريكية والاستياء” “إن هذا الاضطراب العالمي، أكثر من الإنفاق الباذخ (باستثناء الدفاع)، سوف يحدد سمعة إدارة بايدن-هاريس. فما تجمعه العواصف هو القوة، ثم تنفجر كقِدر الضغط الكاتم”.
يتفق الناس جميعا في هذا العالم على لعنة الحرب، والحكمة التاريخية عن لا رابح بالحرب، قيلت ولفرط تكرارها مع استمرار الحروب فقدت قيمتها، لكن هناك شعوب في منطقتنا العربية بدت وكأنها تترقب الحرب، من أجل أن تخلصها من الحرب المستمرة التي تعيشها منذ أكثر من خمسة عقود، لنسأل شعوب العراق وإيران ولبنان وفلسطين واليمن… أن كانوا ينتظرون الحرب حقا كي تخلصهم من حرب إيران التي دخلت قسرا إلى بيوتهم!



#كرم_نعمة (هاشتاغ)       Karam_Nama#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مشاهير المنصات يمسكون بالهراء
- بلير خرقة مبللة بالنفط وليس مصنع مُثل
- أين تتجه أخلاقيات الصحافة؟
- ذاكرة الألم في -كلنا مريم-
- مَن يحكم العالم بايدن أم نتنياهو؟
- أمضّ من أسى جيسيكا لانج
- لأنه… الحاكم المطلق للعراق!
- لماذا لا تكتب عن ماجد المهندس؟
- بلينكن غير المحظوظ بأسوأ وظيفة في العالم
- غناء عربي في زنجبار
- معركة دون كيشوتية مع التلفزيون
- هل حقا تريد إيران عراقا قويا؟
- شرطة الذائقة السمعية
- هل بمقدور المالكي التخلص من خوائه الطائفي؟
- كراسي حمودي الحارثي
- عبث أخبار الخنازير والكلاب
- سيلفيا تكتب إلى بايدن بعد نصف قرن من موتها!
- سنبقى نحب حسين نعمة!
- يمين متطرف أم لا إنسانيين؟
- الذكاء الاصطناعي لا يصل إلى نكهة القهوة


المزيد.....




- مقتل وإصابة العشرات في جنوب لبنان إثر غارات إسرائيلية، والجي ...
- مقترح مصري لوقف مؤقت لإطلاق النار في غزة ومفاوضات في الدوحة ...
- دعوات للاحتجاج في جورجيا واتهام لروسيا بتزوير الانتخابات
- من يستطيع إنهاء الحروب.. ترامب أم هاريس؟
- ترامب وهاريس في ولايتين حاسمتين قبل الانتخابات بـ 9 أيام
- صحيفة: قراصنة صينيون يتجسسون على مكالمات شخصيات سياسية أميرك ...
- إعلام إسرائيلي: نتنياهو ووزيران يرفضون مقترح مصر بشأن غزة
- ترامب في تجمع انتخابي: هاريس -دمرت الولايات المتحدة-
- بايدن يدلي بصوته في التصويت المبكر لانتخابات الرئاسة اليوم
- كوريا الشمالية: مسيّرة كورية جنوبية اخترقت أجواءنا


المزيد.....

- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كرم نعمة - من يترقب الحرب العالمية الثالثة؟