الخطأ الثقافي تقتل الامة كما نرى الأخطاء الثقافية في السياسيين

ديار الهرمزي

الحوار المتمدن-العدد: 8141 - 2024 / 10 / 25 - 12:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

الأخطاء الثقافية ليست مجرد زلات بسيطة يمكن التغاضي عنها إنها أخطاء عميقة تتغلغل في أساس المجتمع وتؤدي إلى تآكل قيمه وهويته تدريجيًا.

الثقافة، بكل تجلياتها هي القوة الدافعة التي توجه تفكير الناس وسلوكهم وتصرفاتهم اليومية ومن ثمّ فإن الخطأ في تلك الثقافة يمكن أن يكون له آثار مدمرة على الأمد الطويل.

عندما يقع السياسيون، تحديدًا في أخطاء ثقافية يصبح الضرر أوسع وأكثر خطورة لأنهم يمثلون قادة المجتمع وأصحاب القرارات.

تأثيرهم يتجاوز حدودهم الشخصية ليصل إلى كل فرد في المجتمع.

فالسياسي الذي يحمل فهمًا خاطئًا أو يشوه القيم الثقافية يكون خطرًا على الأمة إذ يقود الناس إلى تبني تصورات وقيم مشوهة.

تأثير الأخطاء الثقافية في السياسيين على الأمة:

الأخطاء الثقافية التي يرتكبها السياسيون تؤدي إلى تشويه الهوية الوطنية والثقافية للشعب.

عندما يفتقر القادة إلى الوعي الكامل بالتراث الثقافي والتاريخي للشعب أو يتجاهلونه فإنهم قد يوجهون سياساتهم واتجاهاتهم نحو انحرافات عن الهوية الأصيلة مما يجعل المجتمع في حالة من التشويش والضياع.

السياسيون الذين يتجاهلون أو يتجاوزون القيم الثقافية يؤثرون على المجتمع بعمق،

إذ يفقد الناس إيمانهم بالقيم الأخلاقية والاجتماعية. عندما يكون السياسيون هم أنفسهم نموذجًا لانتهاك المبادئ الثقافية،

يُضطر الناس في كثير من الأحيان إلى اتباع هذا النموذج المشوه وهذا يؤدي إلى إضعاف النسيج الاجتماعي وفساد الأخلاق العامة.

عندما يرتكب السياسيون أخطاء ثقافية جسيمة فإنهم يفتحون المجال أمام سيطرة الثقافات الأجنبية وفرضها على المجتمع.

قد يصبح الشعب أكثر عرضة للتأثر بالثقافات الخارجية التي قد لا تتناسب مع عاداته وقيمه مما يعزز التبعية ويضعف الهوية الوطنية.

يرتكب السياسيون خطأ ثقافيًا حينما لا يعيرون اهتمامًا كافيًا لقطاع التعليم والإعلام أو يحرفونه عن مساره.

فيصبح التعليم وسيلة لتزييف الحقائق أو لإضعاف الوعي الثقافي ويصبح الإعلام أداة لتلميع صورة السلطة بدلًا من كونه وسيلة للتثقيف.

كل ذلك يساهم في نشر جهل مجتمعي يؤثر على رؤية الأجيال القادمة.

السياسيون هم في صلب عملية صياغة السياسات التي ترسم ملامح المجتمع.

الخطأ الثقافي في سياساتهم قد يقود الأمة إلى ضعف في الهوية السياسية، وتراجع في القيم والأخلاق ويؤدي إلى سيادة المصالح الضيقة على حساب مصلحة المجتمع ككل يصبح الشعب أكثر عرضة للفرقة والتناحر.

نتائج الأخطاء الثقافية على الأمد البعيد:

تفقد الأمة تماسكها بسبب انتشار ثقافات وسلوكيات مستوردة تخلق صراعات داخلية بين شرائح المجتمع.

الثقافة التي تتعرض للخطأ والتشويه قد تُفقد المجتمع إرثه وتاريخه بحيث يُصبح الشباب أكثر عرضة للتأثر بالثقافات البديلة.

حينما يُسيء السياسيون استخدام الثقافة يفتحون الأبواب للفساد إذ يصبح من السهل تبرير أي سلوك تحت شعار التقدم أو التطور.

إن الأخطاء الثقافية التي ترتكبها القيادات السياسية تدمر الأمة ببطء ولكن بشكل حتمي.

هذه الأخطاء تتسلل إلى كل جانب من جوانب الحياة مما يؤدي إلى تفكك المجتمع وضياع الهوية.

الحل يبدأ بإعادة النظر في الثقافة كعامل محوري في صنع القرار بحيث يكون السياسيون مسؤولين عن تبني ودعم قيم المجتمع الأساسية وحمايتها.

#ديار_الهرمزي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات