عبدالقادربشيربيرداود
الحوار المتمدن-العدد: 8141 - 2024 / 10 / 25 - 12:23
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
غيرت خوارزميات وسائل التواصل الاجتماعي طريقة تفاعلنا مع الافكار والمعتقدات من خلال أنشاء سوق للافكار ؛ الفكرة الاساسية فيه ؛ أن الافكار يجب أن تتنافس مع بعضها البعض ؛ دون تدخل الحكومات ؛ لان هذه الافكار تغذي وجهة نظر مفادها ؛ أن وسائل التواصل الاجتماعي توفر فرصا متساوية ؛ وتسمح بسماع جميع الاصوات على قدم وساق ؛ فشكلت بذلك ساحة مدينة رقمية ؛ بغض النظر عن وجود اختلافات مهمة بين الساحة التقليدية ؛ والساحة الالكترونية ...
تكمن تلك الاختلافات في ان منصات التواصل الاجتماعي مثل( تويتر ) لاتشبه بأي حال من الاحوال الساحة العامة الحقيقية ؛ من حيث المنافسة الحرة للافكار ؛ لان قيمة الفكرة على المنصات ليست انعكاسا لمدى جودتها ؛ بل هي نتاج خوارزمية المنصة نفسها رغم مراقبة سلوكنا ؛ وتحديد مايراه الملايين منا ؛ حين نقوم بتسجيل الدخول الى الأنترنت ؛ لان تلك الخوارزميات تعمل احيانا على تضخيم ؛ او قمع نطاق الرسائل ؛ مما يؤدي الى تقديم شكل غير مسبوق من التدخل في التبادل الحر للافكار ؛ والذي غالبا ما يتم تجاهله ؛ والدليل ( الفيس بوك ) احد رواد خوارزميات التوصية على رسائل التواصل الاجتماعي ؛ اثناء تناوله مواضيع مثيرة للجدل ؛ وتقديمه مرآة مشوهة ومثيرة للمشاعر العامة ؛ ومبالغته في الخلاف ؛ وطمس آراء الاغلبية ...
من هذا المنطلق سمي عصرنا الحالي رغم تعدد التسميات ب( المجتمع الخوارزمي ) ؛ وهو المجتمع الذي يمكن القول فيه ؛ أن منصات التواصل الاجتماعي ؛ ومحركات البحث هما من تحكم الكلام ؛ ومن خلال ثقافتي المتواضعة في الشان التقني ؛ وفي خبايا الذكاء الاصطناعي ؛ ارى انه بالامكان أن تؤدي بعض التعديلات التقنية على الخوارزميات ؛ الى خلق محادثات أكثر شمولا ؛ لاتشبه الى حد كبير من تلك التي نجريها شخصيا في القادم من الايام ؟ للحديث بقية ....
#عبدالقادربشيربيرداود (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟