حذام الودغيري
(Hadam Oudghiri)
الحوار المتمدن-العدد: 8140 - 2024 / 10 / 24 - 20:47
المحور:
الادب والفن
قصيدة " ضِحْكَتُكِ"
اُسلُبي منّي الخبزَ إن شئتِ،
اُسلُبي منّي الهواءَ، ولكنْ
لا تَسْلُبي منّي ضِحكتَكِ.
لا تَسْلُبي مِنّي الوردةَ،
ولا السّهمَ الذي تُطِْلقينَ
ولا الماءَ الذي يتفجّرُ
مِنْ بهجَتِكِ،
ولا موجةَ الفَضّةِ
التي تنبعِثُ منكِ.
نِضالاتي قاسِيّةٌ، أرجعُ
بِعيونٍ مُرهَقَةٍ
أحيانًا، من رؤيةِ
هذي الأرضِ التي لا تَتَغَيّر،
لكن حينَ أَدخُل، ضِحْكَتُكِ
تتعالى إلى السّماءِ، باحِثةً عنّي
مُفَتِّحَةً لي كلَّ أبوابِ الحياة.
حَبيبتي، في السّاعةِ
الدّهماءِ أطْلقي
ضِحكتَكِ، وإذا رأيتِ،
فجأةً، دَمي يُلَطِّخُ
حِجارةَ الطّريق،
اِضْحَكي، لأنَّ ضِحكَتَكِ
ستكونُ في يَديَّ
كَمِثْل سيفٍ جَديد.
في الخريفِ، قريباً من البَحْرِ،
لِترْفَعْ ضِحكتُكِ
شلاّلَ رَغْوتِها،
وفي الربيع، يا حَبيبَتي،
أريدُ ضِحكَتَكِ
كمثْلِ زهرة اِنْتَظَرْتُها:
زَهرةً زرقاءَ
وَردةً لِوَطَنيَ الصّاخِب.
اِضْحَكي مِنَ اللّيلِ،
من النَّهارِ وَ مِنَ الْقَمر،
اِضْحَكي مِن طُّرُقاتِ
الْجَزيرةِ الُمُلْتَوِيّة،
اِضْحَكي مِنْ هذا الفَتى الأخْرَقِ
الذي يُحِبُّكِ،
لَكِنْ، حينَ أَفِّتحُ
عينيَّ ثُمَّ أُغْلِقُهُما،
حينَ تذهبُ خُطُواتي
وَحينَ ترجعُ خُطُواتي،
اِحْرِميني منَ الخُبزِ وَ الهَواءِ،
منَ الضّوْءِ والرّبيعِ،
لكن مِنْ ضِحْكَتَكِ أبداً،
لأنّي مِنْ دونِها سَأَموت.
{Pablo Neruda — Tu risa}
#حذام_الودغيري (هاشتاغ)
Hadam_Oudghiri#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟