أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شوقية عروق منصور - في غزة .. شكراً للهواتف وصفحات التواصل الاجتماعي














المزيد.....

في غزة .. شكراً للهواتف وصفحات التواصل الاجتماعي


شوقية عروق منصور

الحوار المتمدن-العدد: 8140 - 2024 / 10 / 24 - 14:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في غزة ... شكراً للهواتف و صفحات التواصل الاجتماعي
في ظل صفحات التواصل الاجتماعي والمواقع الالكترونية النابضة بالحركة والسرعة والهواتف وبعض الفضائيات - لم يعد العالم قرية صغيرة كما كانوا يقولون بل أصبح العالم حارة ضيقة نعرف كل ما يجري خلف جدران بيوت الجيران، لذلك أصبحت الصورة تاريخياً واجتماعياً للأجيال القادمة أكبر وأوسع ومن السهل قراءة تفاصيلها، بالإضافة أن الاعلام لم يعد مقصوراً على وزارة وتوجهها السياسي أو على النخبة وعلى الدائرة المحيطة بها وافرازاتها المراقبة و الموقعة من أعلى أو على اعلام الدول الصديقة أو الدول المعادية ، حيث أصبح كل واحد يملك الاعلام وينقل الصورة والحدث بسرعة رغم الحصار والمحاصرة والمطاردة والملاحقة وعمليات الحذف والايقاف والرفض من أصحاب القرار الالكتروني، إلا أن هناك من يخترق وينشر بالصوت والصورة ويوزع الحقيقة العارية لدرجة تكذيب الوزراء والمسؤولين.
قالوا في تعريف الصورة " لحظة تدوم إلى الأبد " وقال الفنان أحمد زكي عندما كان يعمل مصوراً على الرصيف " أضحك الصورة تطلع حلوة " ولكن الصور في العدوان على غزة لم تطلع حلوة، بل طلعت ببشاعة قسوة عنجهية السيطرة والاحتلال ، لقد كشفت عن تفاصيل كثيرة سيستخدمها التاريخ المستقبلي في أبحاثه وستعرف الشعوب كيف كانت وقفات قادتها وحكوماتها.
لا يمكن أن توضع هذه الصور والأفلام المسجلة والمصورة في الأرشيف ثم تتبخر ، بل سيقف أمام هذه الصور كل مؤرخ وباحث ودراسة تفاصيلها، لن يستطيع الكذب والخداع واللعب لعبة " الغميضة " فوق الصفحات لأن الصورة موجودة والمواقف السياسية كانت موجودة .
من قاع الصمت العربي والعالمي ومستنقعات نشرات الأخبار وتحليل الوجوه البلاستيكية ، وفي لحظات القصف والهدم و الدم والأشلاء و الركض والفزع والخوف والجوع والعطش وجنون الطائرات التي ترمي قذائفها بعشوائية ولعنات الأحزمة النارية، هناك من الناس البسطاء والعاديين الذين دخلوا لعبة الاعلام بمزاح ثم أصبحوا يساهمون في نشر الحقائق يومياً وفي كل ساعة و لحظة ، ينشرون وجوهاً ولقاءات وملامح عجزة انتظرت موتها بهدوء لكن القصف يعجل في رحيلها ، وامهات يسيل البكاء من مسامات أمومتها وأطفالاً بملابس رثة وحفاة وشقاء وبكاء وتشريد دون عنوان يحمي طفولتهم .
قد نستطيع تزوير بعض اللقطات والأفلام لكن لا يمكن تزوير كمية هائلة من الصور واللقاءات والوجوه والأشلاء والهدم والأنقاض وبقايا الجثث، لا يمكن تزوير الرؤوس والأيدي السيقان المبتورة ولملمتها، لا يمكن تزوير الجثث الملفوفة بالأكفان البيضاء ، والحفر التي تضم في جوفها عشرات الجثث بلا أسماء وعناوين ، لا يمكن تزوير معاناة الجوع والوقوف في طوابير ذل الصحون والطناجر المحمولة في أيدي الصغار ، لا يمكن تزوير الخوف والرعب والصراخ الذي قفز إلى المستحيل، لعل هناك من ينتشله من قوائم الموت ، ولكن وجد نفسه في حقيقة أكيدة وأن المستحيل كان يحاور الوهم السياسي الذي مارسته رومانسية الخطابات واللقاءات التفاوضية العربية والغربية.
العنوان " العدوان على غزة " في حضرة التاريخ والمؤرخين لن يكون مجرد صفحات تتحرك في مناطق الشمال والجوانب والوسط والتفتيش عن الانفاق والوجوه الخارجة عن قانون الطاعة والنوم في العسل الاحتلالي ، ليس نكبة 1948 وما كان قبلها وليس نكسة 1967 وليس أحداث الانتفاضة الأولى والثانية وليس ... وليس ..!! وقائمة التوضؤ بالدم ورحلة الشعب الفلسطيني والسؤال، إلى متى ؟ و إلى أين ؟ صور العدوان على غزة كثيرة وضخمة في ثقلها الإنساني ، وهناك صفحات جديدة ستضاف إلى التاريخ الحديث عبر توثيق جديد بكاميرات الهواتف المنتشرة، بالمواقع والصفحات التي تُسجل عذاب الصرخات والمناشدات والدموع بتفاصيل اللحظات ، و مهما كانت الأقلام جافة والكلمات مكسرة ومحطمة .
لنعترف هناك شيء جديد يسجل ويوثق في هذه المرحلة ، مرحلة الصورة التي تطل على جميع الجوانب، مرحلة الكلمات المهشمة على صفحات التواصل، لكنها ناطقة وصارخة في زمن الصمت تُفرغ صراخها بالفضاء لكن التاريخ سيقف لها بالمرصاد .
قال المثل الشعبي الفلسطيني " صرارة بتسند حجر " ..وكاميرات الهواتف وصفحات التواصل والمواقع الالكترونية تسند التاريخ الذي يحاولون تزويره .



#شوقية_عروق_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لن يكون في غزة - اربز جوت تالنت -
- الصبي الفلسطيني ودراجة الانتصار
- المطر الأحمر والأطفال
- خيمة وزغرودة وساق رجل
- حياة الماعز وحياة العامل الفلسطيني العاجز
- زمن الأوزان تحت الأنقاض في غزة
- الطفولة والحصان في غزة
- في غزة : يخرج ن القهر الرقص والطناجر
- مدرستي ما أحلاها
- في غزة أصبح اللون الأبيض رمزاً للوداع
- ما معنى أن تكوني امرأة في غزة
- الجاحظ بدر ... وسيبقى المفتاح في جيبي
- رجيم على الطريقة الغزاوية
- خيمة عن خيمة تفرق
- القوي عايب
- الدمى مربوطة خلف الدبابات
- الطيران في سماء غزة
- الغزيات الماجدات
- في بيتنا راديو
- لكوابيس الغزاوية


المزيد.....




- مقتل وإصابة العشرات في جنوب لبنان إثر غارات إسرائيلية، والجي ...
- مقترح مصري لوقف مؤقت لإطلاق النار في غزة ومفاوضات في الدوحة ...
- دعوات للاحتجاج في جورجيا واتهام لروسيا بتزوير الانتخابات
- من يستطيع إنهاء الحروب.. ترامب أم هاريس؟
- ترامب وهاريس في ولايتين حاسمتين قبل الانتخابات بـ 9 أيام
- صحيفة: قراصنة صينيون يتجسسون على مكالمات شخصيات سياسية أميرك ...
- إعلام إسرائيلي: نتنياهو ووزيران يرفضون مقترح مصر بشأن غزة
- ترامب في تجمع انتخابي: هاريس -دمرت الولايات المتحدة-
- بايدن يدلي بصوته في التصويت المبكر لانتخابات الرئاسة اليوم
- كوريا الشمالية: مسيّرة كورية جنوبية اخترقت أجواءنا


المزيد.....

- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شوقية عروق منصور - في غزة .. شكراً للهواتف وصفحات التواصل الاجتماعي