أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي مقلد - اليسار والإسلاميون














المزيد.....

اليسار والإسلاميون


محمد علي مقلد
(Mokaled Mohamad Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 8139 - 2024 / 10 / 23 - 22:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



في بداية تسعينات القرن الماضي نظم المجلس الثقافي للبنان الجنوبي مؤتمراً ثقافياً، كان من بين الحاضرين والمشاركين فيه المفكران المصري محمود أمين العالم والسوري الطيب تيزيني. دعوتهما إلى منزلي لتكريمهما على مائدة عشاء على شرف راعي الثقافة الحبيب الصادق أمين عام المجلس الثقافي منظم المؤتمر.
كانت جلسة رائعة وغنية بسجال حام بين يساريّين شيوعيّين من بلدين تشكلت منهما ذات يوم الجمهورية العربية المتحدة، وعانى كلاهما من علاقة غير سوية مع السلطة في بلده، مصر الناصرية وسوريا الأسد، وتشاركا في الارتباك حيال تقدير كل منهما لدور الإسلام السياسي.
الإسلام السياسي في مصر معادٍ للتطبيع مع العدو الصهيوني. من الطبيعي إذن أن يشكل رأس حربة ضد النظام المصري مفتتح التطبيع، وهو في سوريا معادٍ للنظام رغم وقوف الأجير ضد التطبيع. لكن الوقائع تكذب القاعدة المعروفة، أصدقاؤك ثلاثة، صديقك وصديق صديقك وعدو عدوك.
محمود العالم تجمعه مع الإسلام السياسي المصري خصومتهما للنظام. مع ذلك ليسا صديقين. التيزيني والإسلام السياسي السوري يجمعهما موقف واحد من التطبيع. مع ذلك ليسا صديقين. هذه ليست حالة فريدة في العالم العربي. وقد بلغ الالتباس ذروته في لبنان حين شاعت تسمية اليسار الإسلامي واليمين المسيحي.
سئل مهدي عامل بعد اغتيال حسين مروة عما ستؤول إليه العلاقة بين الحزب الشيوعي والإسلاميين في لبنان فكان جوابه الحاسم والحازم، ستتعزز وتتعمق، لأن العدو واحد هو الاستعمار والصهيونية. جواب مهدي ترجمة لموقف الحزب الشيوعي اللبناني الذي كان يصنف الطوائف في لبنان بين وطنية وانعزالية.
في ندوة له في مدينة صيدا سئل إنعام رعد، مسؤول أحد الأحزاب العلمانية اللبنانية، عن العلاقة بحزب الله، فقال، مختلفون إيديولوجياً ومتحالفون سياسياً ضد عدو مشترك، الصهيونية.
المفكر المغربي عبد الإله بلقزيز رأى، في أحد كتبه، أن أهمية الدولة، وهو يقصد الدولة عموماً والدولة الحديثة خصوصاً، لا تكمن فحسب في كونها "أهم اختراع بشري"، بل في كون الوطن، أي وطن، يصبح في غيابها مهدداً بالتفكك والحروب الأهلية وحكم الميليشيات المسلحة، ويقدم حالة لبنان مثالاً على ذلك، ثم ينقض كلامه في كتاب آخر عندما يتعلق الأمر بدور الميليشيات اللبنانية، بيسارييها وإسلامييها، بالقضية الفلسطينية.
الشاعر أدونيس تغنى بالخمينية وصنف الحركة التي قادها في عداد الثورات، وحين قامت الثورة في سوريا ضد النظام عارضها لأنها انطلقت من المساجد.
تعددت الإجابات على سؤال شكيب إرسلان الشهير، لماذا تقدم الغرب وتخلف المسلمون. الوهابية رأت أن التخلف ناجم عن ابتعاد المسلمين عن دينهم، فيما يرى يساريون أن التمسك بالدين هو السبب. حين سئل كريم مروة في التسعينات قال، أن الثورة يمكن أن تنهل مبادئها من الدين كما من الماركسية. في الجزائر لعب الدين الإسلامي دوراً إيجابياً في ثورة المليون شهيد، وشاع في أدبيات الحركات الثورية في أميركا اللاتينية مصطلح "لاهوت التحرير".
لاحظ فلسطينيون أن العنف الثوري في حرب الطوفان الذي تجلى على شكل بطولة ضد الوحش الصهيوني هو ذاته الذي ظهر قبل ذلك ضد أخوة في الدين والوطن من حركة فتح، يوم سيطرت حماس على غزة ورمت خصومها الفلسطينيين من الطوابق العليا في أبنية المدينة إلى قارعة الشارع. في حرب داعش كان كل من القاتل والقتيل يصرخ، الله أكبر.
كيف يحل هذا الالتباس؟ وحتى لا ينتقص أحد من بطولات من استشهدوا في لبنان وفلسطين من أجل القضية، وحتى لا يبقى تناقض بين التضامن مع القضية الفلسطينية وتحفظ البعض على دور الإسلام السياسي في النهضة والتقدم والثورة. جلاء الحقيقة يقع على عاتق المناضلين والمفكرين؟
الدخول في رحاب حضارة العصر ينتظر الجواب على السؤال الإرسلاني الشهير، أو على سؤال الشاعر حسن عبد الله، في القصيدة التي غناها مرسيل خليفة: من أين أدخل في الوطن.



#محمد_علي_مقلد (هاشتاغ)       Mokaled_Mohamad_Ali#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (3)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- برّي: فرصة واشنطن الأخيرة
- الصهيونية وتحولاتها
- صناع الحروب يخطئون وقرّاؤها أيضاً
- طوفان عيوب في حرب الإسناد
- حزب الله كمقاومة وحزب الله كحركة تحرر وطني
- هل الصمت الدولي مشروع ومبرر؟
- لماذا تعلمت إسرائيل من حروبها ولم نتعلم؟
- تحرير العقول قبل تحرير فلسطين
- نظرية الردع الستراتيجي
- قاسم قصير والعنف الديني
- لماذا يدعم الغرب إسرائيل؟
- هل يعيد حزب الله حساباته؟
- من لبنان الساحة إلى لبنان الوطن
- -وادي هنوم- رواية في نقد الدين
- حين يرتقي الشهيد على طريق القدس
- مقالة الوداع
- تهافت خطاب -الشيعية السياسية-
- قمة التطبيع
- فضيلة التطبيع
- حروب الثأر وحروب العدّادات


المزيد.....




- زلزال ميانمار يخلف دمارا واسعا وخسائر بشرية
- لماذا يشكك زيلينسكي بصفقة ترامب للمعادن؟
- واشنطن: على الحكومة السورية أن ترفض الإرهاب وتقمعه وتطرد الإ ...
- القوات الروسية تأسر جنودا أوكرانيين وتصد هجوما مضادا
- مستشار خامنئي: إذا ارتكبت أمريكا خطأ فإن إيران ستضطر للتحرك ...
- تحديد العمر الجيولوجي للماموث -يانا- المكتشف حديثا في ياقوتي ...
- كيف يمكن أن تسبب لك مسلسلاتك المفضلة مشاكل صحية خطيرة؟
- أحفورة فريدة عمرها 444 مليون سنة تُظهر كيفية البقاء في بيئة ...
- لبنان.. شقيقان سوريان يسرقان لافتات ويكتبان عبارات مؤيدة لـ- ...
- إصرار نتنياهو على الحرب.. محاولة نجاة أم سعي لتنفيذ خطط اليم ...


المزيد.....

- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي مقلد - اليسار والإسلاميون