أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اميرة محمد سالم - توام الشعلة















المزيد.....

توام الشعلة


اميرة محمد سالم

الحوار المتمدن-العدد: 8139 - 2024 / 10 / 23 - 22:01
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


كنا روحا واحدة انقسمت الي جزئين، قسم اختار ان يعيش في بلد واسرة معينة والقسم الثاني اختار بلدا اخرا واسرة مختلفة تماما ليعيش تجربته فيها
الاسر التي تم اختيارها لأداء تلك المهام الروحية تتشابه في الجروح والجانب المظلم وتختلف في صفات اخري لأغراض لازلت اتبينها لحد الان ولا ادركها سوي علي مستوي حدسي بحث
ترعرع هو في وسط متوسط اقتصاديا وكان محظيا في كل سنين حياته، كان هناك بطبيعة الحال تناقض في حياته ومن هنا يخلق التحدي الدي منه يكون الدرس الدي يجب ان نتعلمه في هده الحياة: كان له اب لم يقبل نفسه ابدا ولم يقبل اسرته وزرع فيه مند الصغر كره الذات والانتقاد والسلبية وبين بقية وسطه من اسرة ومدرسة ومعلمين متسامحين جدا مع كل زلاته، لم يلقي عقابا لفراره سنين من حضور الفصول، لم يستحمل الجلوس في كرسي لمدة ساعات يتلقي فقط -وهو امر ضد الفطرة الطبيعية- وكان يفضل عنه لعب كرة الدقم لساعات متواصلة فهكدا تعلم الحرية ولم يتعلم ان يكبح نفسه ويروضها علي الصبر وهده الصفة ان لم تكن في اطار جيد قد تكون لها نتائج وخيفة....
اما والدته فكانت انسانة ضعيفة الإرادة تبدو مضحية وشديدة الطيبة لمن يعرفها معرفة سطحية لكنها ومثل كل الشخصيات المحيرة في مجتمع لا يقبل الناس فيجبرهم ان يتلونوا كانت تحب راحتها ونفسها ولم يكن لها النضج العاطفي لكي تكون قادرة علي التواصل العاطفي السليم مع أبنائها
كل هدا المزيج خلق انسانا يميل الي وضع نفسه كاولوية وتعلم الانانية، تعلم من ابوه احتقار الانثي وعدم تقبله لداته وكميكانزيمات دفاع وتاقلم فلقد تعود ان يسكت الحاح وادليه علي الدراسة والمشيء في الطريق المستقيم الدي رسمه المجتمع-والدي هو طريق مريض غالبا- بالوعود الفارغة تارة والهروب تارة اخري ونوبات الغضب تارات اخري وبهده الطرق الملتوية ينال مايريده واصبح هدا أسلوب حياته
اما عن جانبه المشرق، يتمتع بدكاء حاد، سرعة هضم للمعلومات، القدرة المميزة علي وضع البنية لاي مشروع والتفكير العملي القوي وقلبه الكبير الدي لم يتسع لي ولا لنفسه وبما انني جزء من نفسه لكنه اتسع للجميع خاصة انه تربي يعطي الكثير من الأهمية للمجتمع وراحة الاخرين قبل راحته...تناقض اخر مع انانيته المتاتية من عدم تصالحه مع نفسه
الاسرة الأخرى التي اختارها القسم الثاني من تلك الروح لخوض تجربتها فيه وهو القسم الدي سيكون اصعب علي ان التزم الحياد فيه لاني سوف احكي عن نفسي واسرتي لكن اعدكم بان ابدل قصاري جهدي
كان الاب شخصا ميالا للكمال لا يرضي الا بالنتائج الدراسية الممتازة جدا، شديد الانتقاد لابنته وخاصة امام الغير، تشترك مع القسم الثاني من روحها في تجارب التقليل من الذات في مقابل تعظيم الاخرين...دلك الاب له بصمته الإيجابية كدلك، تربيته الشديدة علمتني الاعتماد علي النفس، حبه للقصص والخيال اجج مخيلتي الخصبة، روحة المتمردة لقت صدا كبيرا لدي وكان حبي الأول
اما الام فكانت مختلفة جدا عني و لم تفهم لم تتمرد بنتها علي قواعد المجتمع، كان لديها الكثير من مشاكل الطفولة الغير محلولة وغالبا ما تترك وظيفة الام شاغرة فتعلمت ابنتها تولي تلك المهام مند الصغر، تولد لديها تعلق بامها وخوف عليها ونفسيا حملت حمل أمها لانها راتها ضعيفة امام اب اناني واسرتها التي تفضل الذكور علي الاناث وفي مثل هدا المناخ تربت، لكن كنت اميل الي التمرد في كل شيء، اتمرد علي المتعلمين وعلي ابي واخوتي وعلي تقاليد المجتمع البالية، علي عكس القسم الثاني من روحي، احب الوحدة لدي خيال خصب يجعل من اوقاتي لوحدي متعة حقيقية، علي عكسه كدلك كنت لا اهتم براي الناس في كثيرا واميل للتمرد
اما الاسرتين فيبدوان من اول وهلة علي طرفي نقيض تماما، اسرته هو اسرة تبجل النظام والرئيس الحاكم والمظاهر، طريقتهم غير مباشرة في التعامل، يميلون للنفاق الاجتماعي كوسيلة تواصل، لا يعطون أي قيمة للفنون والادب والفكر، فقط الجانب المادي من الحياة مايهم
اما اسرتي فهي سليلة شهداء ومجاهدين ثورة التحرير الجزائرية تسري في دماءهم التزعة للتمرد، يعطون أهمية للفنون والفكر والادب
لكن هدا لا يمنع ان هناك تشابه في الجروح، الانانية، عدم النضج التفضيل بين الأولاد، الذكور عن الاناث ومن يجيد اخد حقة بنفسه وبين من ينطوي ويقبع في الخلفية، هكدا كبرت وانا احمل في نفسي جروحا جبت الي القسم الثاني مني، انانيا ويري في بئرا لا ينضب من العطاء...
عندما التقينا واحببنا بعضنا ومرت فترة شهر العسل وبدات حقيقة الطباع والاختلاف الكبير مابيني وبينه يصبح هو من يسير الأمور وخفتت مشاعر الحب في سجن الزواج بين كائنين غير متكافئين احدهما يعطي فقط والأخر ياخد فقط وأصبحت مرارة المشاكل تطفو فوق السطح، أصبحت اكره كل ماهو يحب واراه من منظور مختلف له تماما
بعد زواجه مني اصبح حبه لامه حبا اعمي واصبح يراها خالية من العيوب و مثال للصدق والنزاهة وكل مايقارن بينها وبيني يصاب بالإحباط، وكنت انا علي نقيضه قبل الزواج كنت اراها امراة طيبة، بعد الزواج قررت هي ان تلعب دور الحماة معي وقتلت العلاقة العفوية التي بيني وبينها وأصبحت تتصرف بمصلحة ابنها وتعرقل خطواتي وبدلك اصحبت امقتها، بقدر مايراها صادقة بقدر ماراها انسانة كادبة جبانة منافقة قاسية رغم كل التشوه العاطفي والدموع التي تبديها ولا اطيق لا مشيتها ولا نظرتها ولا حركة يديها
اعتقدت انا قبل الزواج انه سيصبح فردا جديدا في اسرتي لكن العكس حصل، لم يهتم بتكوين علاقة معهم، لم يهتم بهم مطلقا، واحيانا احس انه يشعر بالغيرة والنقص ازاءهم وهكذا اصبحنا علي طرفي نقيض بطريقة عجيبة تدعو للتفكير
وغالبا ما افكر مادا فعلنا لبعضنا في حياة سابقة، ماهي الديون التي تراكمت ويجب ان ندفعها في هده الحياة، في أي جزء من حياتنا، كان صادقا معي، لم لا يقبلني، هل انا بدوري اقبله، لمادا اخترت بيئة لا تشبهني، ماهي البيئة التي تشبهني؟ من انا من الأساس، من انا في الحقيقة، وادا كان هدف العلاقات ان يجعلك تغوص في داخلك وتتحداك وتجعلك تخرج عن منطقة الراحة فلقد أدت هده العلاقة علي اتم وجه، هل انتهت الدروس ام لا يزال هناك المزيد؟ هل فعلا اتمت مهمتها علي اتم وجه؟ هل سيكون هناك نضج وعودة لمصدر الضوء: الحب العالمي الغير مشروط
يتبع



#اميرة_محمد_سالم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- توام الشعلة


المزيد.....




- -جزيرة النعيم- في اليمن.. كيف تنقذ سقطرى أشجار دم الأخوين ال ...
- مدير مستشفى كمال عدوان لـCNN: نقل ما لا يقل عن 65 جثة للمستش ...
- ضحايا الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة تتخطى حاجز الـ44 ألف ...
- ميركل.. ترامب -معجب كل الإعجاب- بشخص بوتين وسألني عنه
- حسابات عربية موثقة على منصة إكس تروج لبيع مقاطع تتضمن انتهاك ...
- الجيش الإسرائيلي: اعتراض مسيرة أطلقت من لبنان في الجليل الغر ...
- البنتاغون يقر بإمكانية تبادل الضربات النووية في حالة واحدة
- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل أحد عسكرييه بمعارك جنوب لبنان
- -أغلى موزة في العالم-.. ملياردير صيني يشتري العمل الفني الأك ...
- ملكة و-زير رجال-!


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اميرة محمد سالم - توام الشعلة