مدير شرطة ذي قار... الصورة الكاريكاتيرية لسلطة الإسلام السياسي

صوت الانتفاضة

الحوار المتمدن-العدد: 8139 - 2024 / 10 / 23 - 18:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

كان يقف في احدى سيطرات منطقة أبو غريب، انه جندي ملتزم بواجباته، كان يوقف السيارات ويفتشها حسب الأوامر الصادرة؛ فوجئ يوما بوجود شخص كبير بالسن، ذو قيافة عسكرية "مبهذلة"، لكنه يحمل رتبة "نقيب"، سأل أحد اصدقاءه في السيطرة عمن يكون هذا "النقيب"؟ اجابه صديقه: ولك اسكت، هذا من الميليشيا "الفلانية"، وخلوه هنا حتى يفتش ويانه؛ استغرب كثيرا، وتساءل مرة أخرى: لكنه كبير في السن مع رتبة صغيرة، فكيف ذلك؟ اجابه: ولك يابه هذول "ضباط دمج"، شنو انت ما سامع بالعبارة الخالدة "مد يدك بالگونية"؛ في هذه الاثناء مر امر الفوج، وكان برتبة "مقدم ركن"، الجميع استعد له، وأدوا التحية. هنا سأل "النقيب الدمج" الجنود: اگول، هذا شنو رتبته. حجينا هذا رتبته "مقدم ركن". هنا قال الحجي "النقيب الدمج": اريد هاي الرتبة، مبين عليها حلوه ومرتبه".

صارت الرتب العسكرية الكبرى تتناثر هنا وهناك، هل لديك علاقة بأحد قادة الميليشيات؟ اذن ستأخذ اية رتبة عسكرية، اهم شيء ولائك الاعمى لقادة الميليشيات. لهذا بتنا نرى معمم يخطب او قائد ميليشيا "مبهذل" لا يعرف حتى التحدث، يقف خلفه العديد من الرتب العسكرية الكبيرة "عميد، لواء، فريق"، بسبب ان كل هذه الرتب هي "دمج".

قائد شرطة الناصرية هو أيضا من جوقة " مد يدك بالگونية"، فعندما تستمع لحديثه عبر القنوات، تقسم على انه لم يكمل المتوسطة، فهو من ميليشيا بدر، وقد وضعت له هذه الميليشيا رتبة "لواء"، حتى شكله لا يوحي بأية ملامح عسكرية، انه بأقصى فهم له "نائب ضابط"؛ مشكلته انه يريد ان يصور للناس انه "قائد" عسكري، بإعادة مشهد صدام أيام الحرب "القادسية"، عندما كان صدام يمسك بتلفونه ويتصل بقادة الجيش، ويرفع من معنوياتهم؛ أراد هو ان يفعل نفس ذلك المشهد، فيتصل بقادة ميليشيا "قوات الشغب" ويطلب منهم عدم الاحتكاك بالمتظاهرين؛ نسي هذا الاحمق ان التاريخ يعيد نفسه دائما بصورة مهزلة-مسخرة بعد ان كان مأساويا. هل يتصور احد ان هذا نال شهرته بقمع شبيبة ذي قار؟ اية سخافة هذه.

قائد شرطة ذي قار هو الشكل الكاريكاتيري المضحك والساخر جدا، انه الانعكاس الحقيقي والواقعي لصورة قوى الإسلام السياسي، لقد تحول البلد الى مهزلة تامة، لهذا لا يمكن ان نستغرب من وجود أمثال الحجي نجاح ياسر او غيره.

طارق فتحي

#صوت_الانتفاضة (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات