أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بديعة النعيمي - الحرب على غزة- عذرا أبو صابر














المزيد.....


الحرب على غزة- عذرا أبو صابر


بديعة النعيمي

الحوار المتمدن-العدد: 8139 - 2024 / 10 / 23 - 14:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


رافقنا أبو صابر كبشر عبر مسيرتنا الإنسانية الطويلة، فكان نعم الصاحب الصابر وقد اتخذناه رمزا للغباء والعناد والاستسلام. كما ضربنا به الأمثال في الذلة والضعة.
فقلنا عنه "أذل من حمار مقيد" و "أجهل من حمار" وانتزعنا منه الكرامة حين اتهمناه بقولنا "لا يأبى الكرامة إلا حمار".

لكنه في غزة أثبت أنه أبعد ما يكون عن الذلة والجهل وأنه يمتلك من الكرامة أطنان ما يمتلكه بعض العرب، عندما وقف شامخا متحديا آلة العدو الصهيوني والأمريكي وحلفائه وممن يقولون عن أنفسهم عربا.
نعم كما أقول لكم أبو صابر في غزة تحدى الطائرات والجرافات والدبابات المجنزرة قاطعا الطريق غير آبه بوحشيتها ودمويتها
يحمل الجرحى وجثامين الشهداء إلى المستشفيات التي تلتقط اليوم أنفاسها الأخيرة وخاصة في شمال غزة. حتى أصبح هو بطل المواصلات راكلا بقائمته المركبات التي ركنته سابقا لزمن طويل.
حتى أن دولة الاحتلال تنبهت لخطر أبي صابر فقيدت كما باقي مستلزمات الحياة دخوله إلى القطاع.
إلا أنه وكما يقال "بيت السبع لا يخلو من العظام". فأهل غزة اهتموا بهذا الصديق فكان لهم المخلص وكانوا له نعم الصاحب، فأضافوا له عربات بعضها يحمل السكان في تنقلاتهم داخل القطاع وبعضها ينقل النفايات وآخر المنتجات الغذائية.
ففعل هذا البطل ما لم تفعله الأنظمة العربية مجتمعة لأهل غزة في حصارهم وتجويعهم وذبحهم من قبل وحوش العالم التي تجمعت عليها من كل حدب وصوب.

وفي الوقت الذي فعلت تلك الأنظمة طاقاتها لإمداد يهود الشتات باحتياجاتهم عن طريق الجو والبحر والبر كان أبو صابر الذي لم يسلم من مذمتنا يوما يتحدى جوعه وتعبه ووعورة الطرق والركام وينطلق مسرعا ليوصل هذا وينقل ذاك وسط الموت والقنص.
أبو صابر الذي فعّل ما أعطاه الله من جهاز Gps ليخدم أهل غزة المنكوبين، فحفظ طريق الكرامة عن ظهر قلب ونبذ تلك المؤدية إلى الغدر والخيانة.
بينما الأنظمة العربية فعّلت جميع أنظمتها الالكترونية لدرء الأخطار عن دولة الاحتلال ويهودها.

وأبو صابر غزة تحول إلى *حمار الحكيم" في رواية توفيق الحكيم. حيث انقلب ليصبح ذلك السياسي المخضرم الوطني الذي يستخدم أفعاله السياسية لا آراءه لصالح غزة وأهلها، بينما بعض السياسيين من بني جلدتنا أصبحوا أبواق أنظمتهم العميلة.

هذا المخلوق الجميل الذي يدعى أبو صابر لم يرفع قائمتيه منذ بداية الحرب -كما تفعل أفراد فصيلته عندما تجوع- ولا مرة ليعلن عن جوعه، بل هو لا زال صابرا على الجوع مثل أهله في غزة، فأنّ له أن يشبع وأهله جياع.
بينما الأنظمة الصهيوعربية رفعت لا قائمة واحدة بل كلتا القائمتين من شدة التخمة وأعقبوها بكأس سكْر، لا لكي ينسوا الخيانة بل من أجل أن يستمتعوا بها ويزدادوا منها حتى الثمالة.

وبذلك فإن أبا صابر غزة أصبح في المركز وألقى بتلك الأنظمة إلى الهامش، عفوا إلى مزابل التاريخ، حين أثبت أنه الثرى أما هي فالقذارة التي تمتلك رجلين وتمشي على الأرض متبخترة فخرا بقذارتها.

واليوم أقول لأبي صابر، عذرا أبو صابر على عدم فهمي لك طيلة سنوات عمري، اليوم أقدم لك اعتذاراتي الكثيرة وأرفع لحضرتك القبعة وأنت الذي قدمت طاقاتك طيلة ٢٤ ساعة هناك في الأرض المذبوحة. وأقول لك بأن الأوسمة تليق بك لأنك تستحقها وبجدارة بينما بيننا من يزخرف بدلته العسكرية برطل من الأوسمة الكاذبة.
فطبت يا أبا صابر وطابت مساعيك. وخابت إمعاتنا من الأنظمة العربية وخابت خياناتها.



#بديعة_النعيمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحرب على غزة-الراعي الذي سيهلك الرعية
- الحرب على غزةـ شمال غزة ومتناقضة الحياة والموت
- الحرب على غزةـ قناة الشر #mbc
- الحرب على غزةـ سيد القرنفل والطوفان
- الحرب على غزةـ سيخذلنا الله إن لم نسخط
- الحرب على غزة من بريطانيا إلى أمريكا ومجزرة فجر ١£ ...
- الحرب على غزةـ -اكسودس- وملف الأسرى
- الحرب على غزةـ ذكرى السابع من أكتوبر ونظرية الرأس المقطوع
- الحرب على غزة- شبعنا مراوغات..مصالحهم أولا
- الحرب على غزة -نتنياهو- وعقدة التفوق
- الحرب على غزةـ جنون القتل ومجزرة طولكرم ليلة ٤/أكتوبر
- الحرب على غزة ليلة الثاني من أكتوبر والرعب الإيراني
- الحرب على غزة خطة الجنرالات ونهج -كاليشر-
- الحرب على غزةـ يريدون أن نبقى على الهامش
- الحرب على غزةـ جبال الجنوب بانتظاركم
- الحرب على غزة دقت طبول الحرب
- الحرب على غزةـ عندما طمسوا القضية
- الحرب على غزةـ الولايات المتحدة تكذب
- الحرب على غزة -٨٢٠٠ الأيام دول
- الحرب على غزةـ البيجر وأدرينالين -نتنياهو-


المزيد.....




- تطايرت القمامة على وجهه.. شاهد ما حدث لعامل خدمة نظافة بعد ت ...
- شاهد كيف سلّمت كتائب القسام رهائن اسرائليين للصليب الأحمر في ...
- ابتعد عن شراء ما يسوّقه لك المؤثرون، ربما ستدرك حينها أن ما ...
- لا إعفاءات حتى الآن..البيت الأبيض يعلن تطبيق رسوم ترامب الجم ...
- الجيش الإسرائيلي يؤكد وصول رهينتين إلى إسرائيل أفرجت عنهما ح ...
- رسائل -حماس- الصريحة لتل أبيب والعالم لكسر جانب من هيبة الجي ...
- -القسام- تسلّم الأسير الإسرائيلي الأمريكي الثالث للصليب الأح ...
- كيف تُسقط دولة دون إطلاق رصاصة؟
- أحدهما روائي.. أسيران مقدسيان في رابع دفعة من -طوفان الأحرار ...
- 13224 مهاجرا عربيا غير نظامي بأميركا يخشون الترحيل


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بديعة النعيمي - الحرب على غزة- عذرا أبو صابر