عبله عبدالرحمن
كاتبة
(Abla Abed Alrahman)
الحوار المتمدن-العدد: 8139 - 2024 / 10 / 23 - 14:23
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
طوفان من الآراء والاقلام والاحكام والاحلام التي تناولت الحديث عن استشهاد مهندس طوفان الاقصى البطل يحيى السنوار. الفرقاء يرسمون ويتخيلون ولكنهم يتفقون على بطولته التي لا مكان لطمسها. الزمن يمكن له ان يكرر نفسه كثير من المرات حين يتعاقب الابطال الواحد تلو الاخر بحفر اسمائهم في ذاكرة التاريخ . والسنوار حفر اسمه وبطولته في ذاكرة الشعب الفلسطيني وفي ذاكرة الاحرار من شتى بقاع الارض. حين يقوم العالم لوفاة السنوار وحده دون غيره، بصفته مهندس طوفان الاقصى: (ذلك اليوم الذي ما يزال يوما تاريخيا هزمت فيه اسرائيل امام العالم، وتكبدت فيه الخسائر البشرية والمادية)، فأن احلام الفكر الصهيوني بموته املا منهم بتحرير الاسرى، وبزوغ اليوم التالي للحرب، هي احلام خائبة لان حربهم التي جاءت بلا رحمة او عدل، لن تجر عليهم الا مزيد من الاصرار وتحقيق النصر القريب. واللحظات الاخيرة التي سطرها السنوار من حياته هي عنوان لقيامة حقيقية لروح المقاومة والتي لن تكون الا بالاعتراف بحق فلسطين بالوجود. التاريخ ما يزال يسجل نهاية البطل خالد بن الوليد الذي بكى عند احتضاره لانه مات من المرض على فراشه وليس شهيدا، مع ان جسده كان يأن من ضربات السيوف والسهام التي اصابته في المعارك التي خاضها قائدا فذا محققا العديد من الانتصارات فيها. استشهاد السنوار مقاتلا في منزل مدمر في الجبهة الامامية لأخر لحظة من حياته منحته خلودا امام العالم الذي اقر ببطولته الاستثنائية. والفلسطيني شبه دوما بطائر الفينينق الذي يولد من رماد احتراق جسده، وما دام الفلسطينيون يقاتلون بأرواحهم فأن النصر حليفهم في النهاية. وسوف يظل الفلسطيني على ارضه بالرغم من انه يقف وحده امام اكبر قوة بالعالم. وستبقى الروح الفلسطينية ابية امام كل المخططات التي يريدونها وفقا لخيالهم بحياة تشبههم وحدهم. مخطط الشر الذي فرح باستشهاد السنوار لن ينجح ما دام يسير بعكس ارادة الحقيقة التي تتجاهل روح المقاومة، وموت المدنيين والابطال لن يجر على مخطط الشر الا ما هو شر لهم وعليهم.
ونقول للفرحين باستشهاد الرقم واحد لطوفان الاقصى باعتباره عائقا وحاجزا لتحرير صفقة الاسرى لا تفرحوا كثيرا، لان حلم السنوار بالنصر يوازي حلمه بالشهادة، واستشهاده لن يمكنكم من النصر مهما ارتكبتم من مجازر.
ونقول لمن اصابهم الحزن لاستشهاد السنوار، لا تيأسوا ولا تحزنوا فانتم الاعلون.
#عبله_عبدالرحمن (هاشتاغ)
Abla_Abed_Alrahman#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟