أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزالدين بوغانمي - مفاعيل الإبادة الجماعية، وبداية تفكك الأبارتهايد الصهيوني














المزيد.....


مفاعيل الإبادة الجماعية، وبداية تفكك الأبارتهايد الصهيوني


عزالدين بوغانمي
(Boughanmi Ezdine)


الحوار المتمدن-العدد: 8139 - 2024 / 10 / 23 - 12:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لماذا كل هذه الوحشية الاسرائيليّة؟
وما هي النتائج الاستراتيجية للمواجهة الدائرة بين محور المقاومة وجيش الاحتلال؟

في البداية تجدر الإشارة إلى تعريف العدو لهذه المعركة. فنتنياهو يقول بأنها "معركة وجود"، وهو يتصرف على هذا الأساس. بما يعني أنها معركة الكيان الأخيرة. و يوآف غالنت وزير الحرب يقول: "إما أن ننتصر فيها أو نموت. وبني غاتس يقول: "إذا هُزِمْنا في هذه المعركة، فلا مكان لنا في المنطقة".

الآن لو نقرأ لوحة الناتج الموضوعي لهذه المعركة. الكيان الصهيوني فقد العُنصرَيْنِ الأساسيين من عناصر سبب وجوده ودافع تأسيسه. وهما عنصران لا يقبلان التّرميم مهما ارتكب من جرائم.

العنصر الأول: قصة التفوّق العسكري، ولعلّ عجزه، بعد عام كامل، عن تحقيق أيّ من أهداف الحرب التي أعلنها لدليل قاطع على فقدانه هذا العنصر الأساسي. فبعد أكثر من سنة من القتل والتدمير تراه عاجزا أمام مقاومة قطاع غزة المحاصرة الحافية محدودة الموارد والجغرافيا، فكيف له أن يهزم المقاومة اللبنانية التي تمتلك ترسانة عسكرية وخبرات تدريبية هائلة، وتتمتع بعمق جغرافي وديمغرافي عملياتي يمتد إلى دمشق، وعمق مادي ومعنوي وتسليحي استراتيجي يصل إلى طهران.

ثانيا سقوط مظلومية المحرقة التي تاجرت بها الصهيونية، وابتزت بها الرأي العام العالمي والمجتمتات الغربية لسبعة وسبعين عاما. وهذه المظلومية انكشف زيفها وتمّ تقويضها بدماء الاطفال والنساء، وبهذا التَّوحُشِ الصهيوني الذي صدم البشرية.

بنتيجة انهيار عنصري تأسيس الكيان، تنهار عناصر وظيفته الاستراتيجية. ومن بين هذه العناصر :

* عجز الكيان عن القيام بالوظيفة التي أُوكِلَتْ إليه من قبل الغرب الاستعماري في مرحلة نهاية الاستعمار المباشر، حيث لم يعد بإمكان تلك الدول الاستعمارية المُنسحبة القيام بها. وهي الوظيفة التي من أجلها أُسّست دولة الكيان، ألا وهي حماية مصالح الدول الغربية في المنطقة وأهمّها (المعابر البحرية، ومنابع النفط، والأنظمة العشائرية والأقليات الوظيفية التي وضعت في السلطة بعد تقسيم المنطقة بموجب اتفاقية سايكس-بيكو). بل أن هذا الكيان بات عاجزا حتى على حماية نفسه. الأمر الذي أجبر الولايات المتحدة والدول الأروبية، مباشرة بعد 7 أكتوبر، إلى الإسراع لحمايَتِه بكلّ ما أوتيت من إمكانيات. وهذا سيؤدّي إلى انقلاب تدريجي في علاقة الدّول الغربية بإسرائيل. ذلك أن القرار السياسي الغربي في نهاية المطاف يظل محكوما بالمصالح وبراغماتية السّوق والرّبح. ولن تتحمّل أمريكا والغرب أكلاف حليف يمثّل عبئا بلا منافع. وقد بدأت ملامح هذه الحقيقة تظهر في الاحتجاجات الشعبية العارمة على صُنّاع قرار حماية إسرائيل في كبرى العواصم. وستتراكم الأسباب الداعية لوقف ضخّ المال والسّلاح.
.
* فقدان أمن المستوطنين على امتداد الجغرافيا المحتلة، ممّا سيصاعد ظاهرة الهجرة العكسية. ففي هذه المعركة الدّائرة منذ سنة، خاض محوَر المقاومة حرب استِنزاف لِجُهْد العدو العسكري والاقتصادي، ممّا ولّد حالة من الخوف وعدم الأمان لدى المستوطنين والرّغبة في الهجرة إلى بلدانهم الأصلية. ولقد تفطّن نتنياهو وجنرالاته إلى حرص المقاومة على إبقاء المواجهة ضمن نمط الاستِنزاف وحرمان العدو من اختيار مواجهة كبرى وِفق توقيته ومخطّطاتِه. وهذا ما يُفسّر تصعيد الاحتلال حربه الوحشية على الجبهة اللبنانية وفي شمال غزّة خلال الأيام الأخيرة. وعلى الأرجح سيستمرّ في التصعيد مُحاوِلًا جرّ إيران إلى معركة أعنف، حتى يُجبر الدول الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة على الدخول للحرب وحسم نتائجها لصالح إسرائيل.

بالمُختصر المُفيد، بناءً على هذا النّاتج الموضوعي للمعركة الذي يؤشّر بِوُضوح شديد على تنامي جميع أسباب بداية تفكّك نظام الأبارتهايد الصهيوني، ولأن هذا العدو عاجز على تغيير الواقع العملياتي، ولأنه أُصيب إصابة بالغة في وعيه بأنّه برّاني وغريب على منطقة لم تعد قادرة على تحمّله. فمن الطبيعي أن تتحرّك فيه غريزة الثّأر البدائية ليتورّط في ارتكاب أبشع الجرائم. وبقدر ارتكابه للمذابح بقدر ما يضيق عليه الخناق في العالم. ومهما قصف ومهما دمّر، يبقى الناتج الاستراتيجي لضرباته في صالح المقاومة وصالح الشعب الفلسطيني.

ختامًا، المعركة في غزة وجنوب لبنان، ولكن الصراع على المنطقة بأسرها. ولا بدّ أن ننظر لهذه الحرب في أبعادها وفي انعكاس نتائجها على شعوب هذه المنطقه وعلى قواها الوطنية التحررية. ففي هذا العالم الظالم الذي تُحرّكه الأطماع والجشع والخداع والعنصرية والغطرسة، لا يوجد أمام العرب وكل شعوب الجنوب طريق أكثر أمانا وأكثر واقعية إلا طريق المقاومة الوطنية. فثقوا بالمقاومة واطمئنّوا. وتخفّفوا من العُقد الايديولوجية الصغيرة حين يتعلق الأمر بالكفاح ضد الاستعمار. فهذه ملحمة شعوب وليست خصومات أحزاب.



#عزالدين_بوغانمي (هاشتاغ)       Boughanmi_Ezdine#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المعارضة التونسية ستندثر إذا لم تُعيد تعريف نفسها وتتصالح مع ...
- مسار تغيّر النظام الدولي ودلالات صعود اليمين المتطرّف في فرن ...
- اليسار يحتاج تنظيما جديدا
- سوق التّجارة بمعاناة اليهود في أزمة كساد خانقة.
- نهاية رواية مُزوّرة!
- إسرائيل، مشروع مُفتَعَل
- طوفان الأقصى، ضربة في مقتل.
- الولايات المتحدة الأمريكية شريكة في الحرب على غزة
- صُنّاع الكراهية يقودون المظاهرات ضدّ الكراهية!
- سقوط حلّ الدولتين، أو انتصار الدم على المدفعيّة
- هل تغيّر الموقف الأمريكي تُجاه الحرب على غزة؟
- كلّ الجهود ضدّ حرب إبادة الشعب الفلسطيني
- حذار من الإفراط في التفاؤل
- الحرب على غزّة ودواعي تطوّر الموقف العربي الرسمي
- محنة الماركسيين التوانسة في علاقتهم بمقولتي -الدولة- و -الدي ...
- نظام الفساد والإرهاب، لا يبني ديمقراطية.
- العرڨ دسّاس
- الدولار لن يبقى سيّد العالم
- هل التعدّد المذهبي والطائفي والثقافي هو سبب تخلّف العرب؟
- الإسلام الموازي وتكفير أهل الكتاب


المزيد.....




- مشاهد من مناورات واسعة يجريها الجيش الإيراني غربي البلاد
- كانت مخزنة في إسرائيل.. واشنطن تسلم أوكرانيا 90 صاروخا من طر ...
- بعد مقابلة رئيس الوزراء القطري مع قناة إسرائيلية: من سيطبّع ...
- حلقة جديدة من التوتر.. لماذا استدعت الجزائر السفير الفرنسي؟ ...
- الضفة.. اقتحام مخيمات جنين وطولكرم
- هل تنجح إيران في التوصل لتسوية مع ترامب؟
- RT ترصد تحركات الجيش اللبناني في الجنوب
- إضرام النار بسفارة فرنسا بالكونغو
- الجيش الإسرائيلي: مقتل عامل إسرائيلي وسط قطاع غزة بنيران صدي ...
- -وحدة ما في غيرها-..الشرع يرحب مازحا بزوجته خلال لقائه وفدا ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزالدين بوغانمي - مفاعيل الإبادة الجماعية، وبداية تفكك الأبارتهايد الصهيوني