أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طلال حسن عبد الرحمن - مسرحيات للأطفال العمة دبة الجزء الاول طلال حسن















المزيد.....



مسرحيات للأطفال العمة دبة الجزء الاول طلال حسن


طلال حسن عبد الرحمن

الحوار المتمدن-العدد: 8139 - 2024 / 10 / 23 - 09:28
المحور: الادب والفن
    


مسرحيات للأطفال








العمة دبة
الجزء الاول






طلال حسن


العمة دبة وشقيق البحر


الببغاء وحده ، يرفع
جناحه إلى عينه

الببغاء : عيني ترفّ ، آه سيأتي أحد الثقلاء ،
وأرجو أن لا يكون الثعلب " الباب يُطرق
" آه عيني ، عرفت أن هذا سيحدث "
الباب يُطرق ثانية " لكن هذا الثقيل ليس
الثعلب على ما يبدو " يرفع صوته "
ادخل ، الباب مفتوح .

يُدفع الباب ، ويدخل
دبدوب ، ويتلفت حوله

دبدوب : أيتها العمة .
الببغاء : العمة ليست هنا .
دبدوب : يا لحظي السيئ ، إنها لا تكون هنا
دائماً ، حين أحتاج إليها .
الببغاء : لقد نفد العسل .
دبدوب : لا أريد عسلاً ، شقيق البحر ..
الببغاء : شقيق البحر !
دبدوب : أريد أن أعرف عنه كلّ شيء .
الببغاء : اعرف نفسك أولاً .
دبدوب : أيها الببغاء..
الببغاء : هذا ما تقوله العمة دبة .
دبدوب : ما يهمني الآن هو شقيق البحر .
الببغاء : آه .
دبدوب :أيها الببغاء ..
الببغاء : " ينظر إليه صامتاً " ....
دبدوب : أخبرني أنت ما تعرفه عنه .
الببغاء : لا أعرف أيّ شيء ، منذ أن عشتُ مع
هذه العمة .
دبدوب : أرجوك .
الببغاء : انتظر العمة ، وستخبرك بما لا يعرفه
حتى شقيق البحر عن نفسه .
دبدوب : قد تتأخر العمة دبة ، أخبرني أنت بأي
شيء ، حتى ولو ..
الببغاء : ها هي قادمة ، سأغمض عينيّ "
يغمض عينيه " إنني نائم .


تدخل العمة دبة ،
تحمل سلة بيدها

العمة : آه .. دبدوب .
دبدوب : " يسرع إليها " أيتها العمة ، جئتك لأمر
هام .
العمة : " تنظر إلى الببغاء " المسكين ، إنه نائم
فليرتاح قليلاً " تغمز لدبدوب " لقد أتعبته
محاضراتي .
دبدوب : أيتها العمة ..
العمة : " تضع السلة على المنضدة " هذه قواقع
للحلزون العريان ، أخذتها من الشاطئ ،
بعد انخفاض المد .
دبدوب : أريد أن أسألك ..
العمة : " تواصل كلامها " منذ فترة ، ليست
قصيرة ، لم أرَ السلحفاة البحرية .
دبدوب : " بشيء من الانفعال " شقيق البحر ..
العمة : إنها طيبة ، السلحفاة البحرية ، فلا تنفعل
عليها كثيراً .
دبدوب : " يصيح " شقيق البحر ..
العمة : " تنظر إليه صامتة " ....
بدوب : أردت أن تحدثيني عنه..
العمة : إنه يعيش في البحر ..
دبدوب : " يكتم انفعاله " أعرف .
العمة : يتعلق بصخرة ، أو يدفن نصف جسمه
في رمال القاع ..
دبدوب : يُقال أنه جميل .
العمة : جميل ! لا أظنه يشبه .. دبدوبة .
دبدوب : أوه .
العمة : جسمه يُشبه كيساً ، له فتحة في أعلاه ،
هي الفم ..
دبدوب : أنا لي فم .
العمة : لا أسنان له .
دبدوب : " يُبرز أسنانه " ....
العمة : ولا عينان ..
دبدوب : " يبحلق عينيه " ....
العمة : ولا أذنان ..
دبدوب : " يشدّ أذنيه " ....
العمة : ولا دماغ ..
دبدوب : " يبدو مذهولاً " ....
العمة : إنه في الحقيقة كيس يحمل أمعاء .
دبدوب : " يغالب انفجاره غاضباً " ....
العمة : " وكأنها تهدئه " حين تمرّ به سمكة
صغيرة ، وتلمس أحد لوامسه ، تندفع
الخلايا اللاسعة الحادة ، وتعلق بجلد
السمكة ، وتقذف فيها سماً يشلّ أعضاءها
كلها .
دبدوب : " يزوم غاضباً " آآآآ ..
العمة : وتبدأ تلك اللوامس بالانحناء نحو فم
شقيق البحر ، وتدفع السمكة الصغيرة إلى
أمعائه ، وكما ترى ، فإن شقيق البحر
فم وأمعاء فقط .
دبدوب : " يصيح " أنا شقيق البحر !
العمة : " تحاول تهدئته " دبدوب ..
دبدوب : " يتجه إلى الخارج غاضباً " الويل
للسلحفاة .
العمة : " تحاول الإمساك به " دبدوب ، مهلاً ،
مهلا ، مهلاً .
دبدوب : " يخرج دون أن يلتفت إليها " ....
العمة : لم يدعني أكمل حديثي عن .. شقيق
البحر .
الببغاء : " ساخراً دون أن يرفع رأسه " يا
للخسارة الكبيرة .
العمة : " تقترب منه " لقد سمعت حديثي عن
شقيق البحر .
الببغاء : رغماً عني .
العمة : اسمع ، لم تبقَ سوى معلومة واحدة ..
الببغاء : " يشيح عنها " إنني نائم .
العمة : هذا الكيس ، الذي ليس له إلا فم في
أعلاه ..
الببغاء : " يتظاهر بالنوم " خ خ خ خ ..
العمة : يتوالد بطريقتين ..
الببغاء : خ خ خ خ خ ..
العمة : الطريقة الأولى ، تخرج يرقات بيضه ،
في وقت معين من السنة ، من أفواه
الشقائق ، مغطاة بشعر يقوم مقام
المجاذيف ، وبعد أن تسبح فترة من الزمن
، تهبط إلى القاع ، حيث تتحول إلى
شقائق دقيقة .
الببغاء : عجيب .
العمة : والأعجب ، هي الطريقة الثانية .
الببغاء : آه .
العمة : يمكن للشقائق ، وهي تزحف على
الصخور ببطء ، أن تترك أجزاء من
جسمها ، فتلتصق على سطح الصخر ،
فيتحول كلّ جزء منها إلى شقيق بحر
جديد ودقيق .
الببغاء : " يلوذ بالصمت مذهولاً " ....
العمة : " مبتسمة " ما رأيك ؟
الببغاء : من حسن حظ هذه الغابة ، أن الدببة لا
تتكاثر ، كما تتكاثر .. شقائق البحر .
العمة : " محذرة " ببغاء ..
الببغاء : " يربت على وجنتها بجناحه " أيتها
العمة ، أنت شقيقة الغابة الجميلة .
العمة : آه منك .

تتجه إلى المائدة ،
وتنشغل بما في الحقيبة

إظلام

4 / 8 / 2014









الفراشة الزرقاء


العمة دبة تهيئ حقيبتها ،
الببغاء يعتدل في فراشه

الببغاء : صباح الخير .
العمة : " تلتفت إليه " صباح النور " تبتسم "
أنت مبكر ونشيط اليوم .
الببغاء : هكذا أنا دائماً .
العمة : أنا لا ألومك .
الببغاء : أنتظرك على الغداء .
العمة : لن أتأخر .
الببغاء : سمعت صوت باخرة ليلة البارحة .
العمة : اطمئن ، ببغاءتك لم تسافر .
الببغاء : ليس لي ببغاءة .
العمة : تلك باخرة وصلت من مدغشقر .
الببغاء : آه مدغشقر .
العمة : ستأتي ، ربما بعد قليل ، وستهديك
أجمل وأكبر فراشة في العالم ..
الببغاء : " ينظر إليها صامتاً " ....
العمة : الفراشة الزرقاء .
الببغاء : الفراشة الزرقاء !
العمة : هذه الفراشة طولها " 12 " سنتمتراً ،
وهي تعيش في الغابات الرطبة في أميركا
الجنوبية .
الببغاء : " يهمهم " هم م م م .
العمة : وهذه الفراشة كالببغاوات ، ذكورها
أجمل من إناثها ، ولونها الساطع الجميل
هو ما يجذب الإناث .
الببغاء : " يهمهم " هم م م م .
العمة : وإناث الفراشة الزرقاء لسن زرقاً
كالذكور ، فهن سمراوات ، يملن إلى
اللون الأصفر ، وهن أكبر حجماً ووزناً
من الذكور ، لأنهن يحملن البيض .
الببغاء : " يهمهم " هم م م م .
العمة : " مبتسمة " أنتَ تستحق الفراشة
الزرقاء .
الببغاء : أنا أستحق أن أبقى معكِ .
العمة : " تنظر إليه مبتسمة " ....
الببغاء : حتى النهاية .
العمة : " تتأهب للخروج " تمهل حتى ترى ..
الفراشة الزرقاء .
الببغاء : لا تتأخري .
العمة : " تتجه إلى الخارج " إنني متشوقة ،
لأعرف نتيجة اللقاء " تخرج " .
الببغاء : مدغشقر ، كلا ، مهما يكن ، فلأنتظر "
يتمتم " الفراشة الزرقاء .

تدخل الببغاءة ، تحمل
بيدها فراشة زرقاء

الببغاءة : صباح الخير .
الببغاء : صباح النور .
الببغاءة : " تتلفت " لا أرى العمة دبة .
الببغاء : خرجت قبل قليل .
الببغاءة : " تلتفت نحو المدخل " آه
الببغاء : لن تتأخر .
الببغاءة : إنها علّامة .
الببغاء : وطيبة أيضاً .
الببغاءة : " مازالت تنظر إلى المدخل " أين أنتَ ،
يا عزيزي ؟
الببغاء : " ينظر إلى المدخل مذهولاً " ....
يدخل ببغاء فتيّ ،
ويقترب من الببغاءة

الفتيّ : المكان في الخارج ساحر .
الببغاء : " يحدق فيه مذهولاً " ....
الببغاءة : " تشير إلى الفتيّ " أقدم لك .. ببغاء
مدغشقر .
الببغاء : " يبقى صامتاً " ....
الببغاءة : " تشير إلى الببغاء " ببغاء العمة دبة .
الببغاء : لستُ ببغاء أحد .
الببغاءة : عفواً ، أقصد ..
الببغاء : إنني ببغاء نفسي .
الفتيّ : " ينحني له قليلاً " أهلاً ومرحباً .
الببغاء : " لا ينظر إليه " .....
الفتيّ : جئت ليلة البارحة مع أحد البحارة من
وطني الجميل ، مدغشقر .
الببغاءة : آه من مدغشقر .
الببغاء : " يهمهم " هم م م م .
الببغاءة : " تريه الفراشة الزرقاء " انظر .
الببغاء : حدثتني عنها العمة دبة .
الببغاءة : منذ أيام ، وأنا أفكر أن أهديها لكَ .
الببغاء : لكن جاء .. مدغشقر .
الببغاءة : لتبقّ الفراشة لك .
الببغاء : " يحدق في الفراشة " لا يبدو أنها حية .
الببغاءة : إنها مجففة .
الببغاء : " ينظر إلى الببغاء الفتيّ " هذه هي
حصتي منكِ .
الببغاءة : " تنظر إلى الببغاء الفتي " ....
الببغاء : " بصوت هامس " أنتِ فراشتي .
الببغاءة : كنتُ أحنّ إلى مدغشقر .
الفتيّ : فجئتكِ بها .
الببغاءة : آه مدغشقر .
الفتيّ : لنذهب ، يا عزيزتي .
الببغاءة : مهلاً.. مهلاّ .
الببغاء : " ينظر إليها " ....
الببغاءة : " تقدم له الفراشة " تفضل .
الببغاء :" يأخذها ببرود " أشكركِ .
الفتيّ : " يسحبها برفق " هيا يا عزيزتي ، هيا
الجو جميل الآن على الشاطئ .
الببغاءة : " فرحة " هيا .. هيا .

الببغاءة والببغاء الفتيّ
يخرجان ، الببغاء وحده

الببغاء : " يتأمل الفراشة " فراشة زرقاء ، من
أميركا الجنوبية ، مجففة ، هذا هو نصيبي
من .. مدغشقر .
العمة : " تدخل حاملة سلتها " أرجو أن لا أكون
قد تأخرت .
الببغاء : لا ، لم تتأخري .
العمة : " تضع السلة على المنضدة " شاهدتُ
الباخرة ، التي جاءت ليلة البارحة ، من
مدغشقر .
الببغاء : " يلوذ بالصمت " ....
العمة : " تنظر إليه " ببغاء ..
الببغاء : " يريه الفراشة الزرقاء " ....
العمة : " تقترب محدقة فيها " نعم ، هذه هي
الفراشة الزرقاء " تصمت " طبعاً إنها
أجمل بكثير ، عندما تكون حية .
الببغاء : " يُطرق رأسه " ....
العمة : " تنظر إليه " ببغاء ..
الببغاء : " ينظر إليها " ....
العمة : قلتها لي صباح اليوم ، أنا أستحق أن
أبقى معكِ .
الببغاء : لقد خرجا قبل قليل .
العمة : رأيتهما .
الببغاء : لم تتخلصي مني .
العمة : " تدمع عيناها " آه .
الببغاء : ليتكِ ببغاءة .
العمة : " تغالب ضحكتها " لهربتَ مني إلى
جزيرة واق واق .
الببغاء : أنتِ .. واق واق .

الببغاء يحضن العمة
دبة بكلا جناحيه

إظلام

5 / 6 / 2014











عندما تغني الجنادب


ليل ، الببغاء يئن ، صوت
غناء الجندب ،العمة دبة راقدة

الببغاء : " يئن " آه .. آه .. آه .
العمة : " تغط في النوم " خ خ خ خ خ .
الببغاء : " يئن " آه .. آه .. آه .
الجندب :" مستمر على الغناء " ....
العمة : " تغط " خ خ خ خ خ .
الببغاء : " يئن متململاً " آآآآ ه .
العمة : " تفتح عينيها " المسكين ..
الببغاء : " يئن " آه .. آه .. آه .
العمة : إنه مازال يئن .
الجندب : " مستمر على الغناء " ....
العمة : وهذا الجندب لا يكف عن الغناء " الببغاء : يئن ويتمتم " آه . . أيتها العمة ..
العمة : " تقترب منه " ببغاء ..
الببغاء : كفى ..
العمة : " تنظر إلى زاوية البيت " ....
الببغاء : " يئن متضايقاً " آآآآه .
العمة : سآتيك بقليل من الماء .
الببغاء : لا أريد ماء ..
الجندب : " مستمر على الغناء " ....
الببغاء : أريد أن تُسكتي هذا الجندب .
العمة : ليتني أستطيع ..
الجندب : " مستمر على الغناء " ....
الببغاء : أسكتيه .
العمة : لن يسكت مادام الجو حاراً .
الببغاء : لكني أرتجف .
العمة : أنت محموم .
الجندب : مستمر على الغناء " ....
الببغاء : " يئن " آآآآه .
العمة : هناك سبب آخر لغنائه .
الببغاء : لابد أنه الحمق .
الجندب : " مستمر على الغناء " ....
العمة : إنه الحب ..
الببغاء : عرفتُ إنه أحمق .
العمة : إنه ينادي أنثاه الحبيبة .
الجندب : " مستمر على الغناء "....
الببغاء : يا للحمق .
العمة : هناك سبب آخر ..
الببغاء : تعددت الأسباب والنهيق واحد .
الجندب : " مستمر على الغناء " ....
العمة : إنه يحذر الجنادب الأخرى ، كي تبقى
بعيدة عن منطقته ، والجنادب كالطيور
تقتطع لها مناطق خاصة بها لتأمين
الطعام .
الببغاء : " يرفع رأسه منفعلاً " هذا الجندب
اللعين ، لا يغني في الحقل ، بل كأنه
ينهق في رأسي .
العمة : " تنظر إلى الزاوية " إنه يغني في
الخارج ، ولكن ربما لأنك محموم ..
الجندب : " مستمر على الغناء " .....
الببغاء : " يحدق فيها " أخشى أنكِ ما زلتِ
تدرسينه ..
العمة : " تلوذ بالصمت محرجة " ....
الببغاء : صارحيني .
العمة : " تهز رأسها " .....
الببغاء : آه .
العمة : أتعرف أن الجنادب ..
الببغاء : " يقاطعها " لا أعرف ، ولا أريد أن
أعرف .
العمة : " مواصلة كلامها " نوعان ..
الببغاء : " يئن متضايقاً " آآآآه .
الجندب : " مستمر على الغناء " ....
العمة : الأولى ذات قرون قصيرة ..
الببغاء : " يهز رأسه " ....
العمة : والثانية ذات قرون طويلة ..
الببغاء : اللهم طول روحي .
الجندب : " مستمر على الغناء " ....
العمة : وتُسمى الأخيرة ، ذات الزبانيات
الطويلة أو الجنادب الشجرية .
الببغاء : " يئن " آآآه .
العمة : والجنادب القصيرة القرون لا تأكل غير
النباتات ، أما الجنادب الشجرية ، فتأكل
النباتات والحشرات ، كالذباب الأخضر .
الجندب : " مستمر على الغناء " ....
الببغاء : " يتمتم " ليتها تأكل الدببة أيضاً .
العمة : ماذا !
الببغاء : لا شيء ، إنني أهذي .
الجندب : " مستمر على الغناء " ....
العمة : لا عليك ، هذا من أثر الحمى ..
الببغاء : " يهز رأسه " ....
العمة : الغريب أن بيض الجنادب ، على عكس
بيض الحشرات الأخرى ، يفقس جنادب
صغيرة ، تبدو كأبويها ..
الجندب : " مستمر على الغناء " ....
الببغاء : كفى .
العمة : ببغاء ..
الجندب : " مستمر على الغناء " ....
الببغاء : " يضع رأسه بين جناحيه " كفى .. كفى
.. كفى ..
العمة : إنني أحدثك عن الجنادب ، هذه حقائق
علمية .
الجندب : " مستمر على الغناء " ....
الببغاء : غناء هذا الجندب سيقتلني .
العمة : آه .
الجندب : " مستمر على الغناء " ....
الببغاء : أسكتي هذا الجندب ، وإلا جُننت ، أو
قتلتُ نفسي .
الجندب : " مستمر على الغناء " ....
الببغاء : " يصيح كمن فقد عقله " آآآآآ .
العمة : " تتجه نحو الزاوية " مهلاً ، يا ببغاء ،
سيسكت حالاً ، سيسكت ، سيسكت .
الببغاء : " مستمر على الصياح " آآآآآ

العمة دبة ، تحمل قفصاً
صغيراً ، وتتجه إلى الخارج

الجندب : " يخفت صوته حتى يصمت " ....
الببغاء : " يصمت مندهشاً " ....
العمة : " تعود من الخارج " ....
الببغاء : الجندب !
العمة : لن تسمعه ثانية .
الببغاء : لكن الحرارة مازالت مرتفعة .
العمة : من يدري ، ربما جاءته حبيبته الجندبة ،
فأسكتته .
الببغاء : " يتمدد " أيتها الدبة ..
العمة : " متوجسة " ببغاء ، أنت ما تزال
محموماً .
الببغاء : ليت حبيبك يأتي من أعالي الجبال ..
العمة : ليس لي حبيب في أعالي الجبال .
الببغاء : ويأخذكِ معه .
العمة : أنتَ حبيبي .
الببغاء : لولا جندبك ..
العمة : لقد وعدتك ، يا حبيبي ببغاء ، لن تسمعه
ثانية .
الببغاء : " يعتدل " لكن قولي لي ..
العمة : نعم .
الببغاء : ذلك الجندب اللعين ..
العمة : نعم ..
الببغاء : كيف يُصدر ذلك النهيق المزعج ؟
العمة : الغناء ؟
الببغاء : ليكن ، الغناء .
العمة : الذكور هي التي تحدث ذلك الغناء ،
ليس بصوتها ، فهي لا صوت لها ، بل
تحك قوائمها الخلفية على جناحيها
الأماميين ..
الببغاء : كفى " يتمدد " المهم أن لا أسمع الجندب
ثانية .
العمة : " وهي تبتعد عنه " لقد وعدتك ، نم يا
عزيزي .

الببغاء يغمض عينيه ،
ويحاول أن ينام

إظلام

8 / 8 / 2014

الذبابة


بيت العمة دبة ،
الببغاء يترنم فرخاً

الببغاء : ترلالا .. ترلالا .. آه أنا فرح اليوم ..
فرح جداً " يصمت " لماذا ؟ هذا ما لا
أعرفه " يفكر " ربما لأن الشمس أشرقت
صباحاً " يهز رأسه " لكن هذا يحدث كلّ
يوم " يصمت " ربما لأن العصافير
تزقزق فوق الأشجار ، لكن هذا هو ما
تفعله العمة دبة دائماً ، ربما .. " يترنم "
ترلالا .. ترلالا .. ترلالا .. المهم أنني
فرح .. وسأبقى فرحاً حتى لو عادت
العمة دبة هذه .. " يصمت منصتاً " يا
إلهي ، ذكرتُ القط فجاء ينط ، فلأبقّ
فرحاً ، مهما كان الأمر .

يُدفع الباب ، وتدخل
العمة دبة عابسة

الببغاء : " مترنماً " تلالا .. تلالا ..
العمة : " تجلس " ....
الببغاء : " يدور حولها مترنماً " تلالا .. تلالا .
العمة : ببغاء ، دعني .
الببغاء : إنني فرح اليوم .
العمة : " تحدق فيه " هذه ليست عادتك .
الببغاء : " يترنم مفكراً " تلالا .. تلالا ..
العمة : " ما زالت تحدق فيه " ....
الببغاء : وأنتِ لستِ فرحة ، لماذا ؟
العمة : " تطرق رأسها " ....
الببغاء : أنا لا أعرف لماذا أنا فرح ، لكني
أستطيع أن أخمن ، لماذا أنتِ .. لستِ
فرحة .
العمة : " تتنهد " ....
الببغاء : الذباب .
العمة : " تهز رأسها " ....
الببغاء : لابد أن حضور محاضرتك كانوا
صامتين كالعادة .
العمة : " تنظر إليه " ....
الببغاء : أو أن أحد الثقلاء ، ناقشك حول ..
بيض الذباب .
العمة : " تبعد عينيها عنه " ....
الببغاء : أو أنّ ..
العمة : " تنهض " لا تتعب نفسك ، الحضور لم
يكونوا صامتين ، ولم يناقشني أحد الثقلاء
، لأنه ..
الببغاء : " ينظر إليها متسائلاً " ....
العمة : لم يحضر أحد .
الببغاء : آه ..
العمة : " تبدو متوترة " ....
الببغاء : هذا يعني ، أن دخان المحاضرة ظلّ كله
في داخلك .
العمة : لقد تعبت على هذه المحاضرة فترة
طويلة .
الببغاء : " يجلس " انفثي .
العمة : " تنظر إليه " ....
الببغاء : لن ترتاحي إذا بقي في داخلك دخان
الذباب ، أنا الجمهور الذي يسمعكِ ، هيا
أنفثيه .
العمة : هؤلاء الحمقى ، فاتتهم معلومات هامة
عن الذباب ، وخاصة بيضه ، معلومات
نادرة ، وطريفة ، و ..
الببغاء : أنا الجمهور الصامت ، وليس في داخلي
واحد ثرثار ، هيا يا معلمتي ، إنني
أصغي .
العمة : هؤلاء الحمقى ، ربما لا يعرفون أن
للذبابة زوجين من الأجنحة ، مثل سائر
الحشرات ..
الببغاء : حمقى .
العمة :لكن الزوج الخلفي أخذ يصغر تدريجياً
إلى أن اختفى ، ولم يبقَ منهما الآن غير
عقدتين ..
الببغاء : " يهمهم " هم م م م .
العمة : واحدة على كل جانب ، ومهمتهما
الأساسية مساعدة الذبابة على التوازن
حين تطير .
الببغاء : البيض .. البيض .
العمة : " بشيء من الفرح " البيض ..
الببغاء : أنفثيه .
العمة : الذباب ، يا عزيزي ببغاء ، كالحشرات
الأخرى ، يمرّ في مراحل مختلفة ، فهو
يبدأ ..
الببغاء : يبدأ بيضة ، ثم يرقة ، ثم زيز ، ثم ذبابة
متكاملة .
العمة : والقسم الأكبر من الذباب ، يضع بيضه
في أمكنة تستطيع فيها اليرقات ، حين
تفقس ، أن تعنى بأنفسها دون أن تعتمد
على أحد ، وأن تجد طعامها بسهولة ،
لأنه لا قوائم لها .
الببغاء : بعكس الطيور .
العمة : فالذباب التبري يضع بيضه على
الماشية ، كالأبقار والجواميس ، وحين
يفقس تحدث اليرقات ثقوباً في جلد البقرة
، وتتغذى منها .
الببغاء : حمداً لله أنني ببغاء ، وليس بقرة أو
جاموسة .
العمة : وتضع الذبابات الأخرى بيضها في
الأوساخ كالروث والنفايات ، حيث تتغذى
اليرقات حين تفقس .
الببغاء : " يبدو مشمئزاً " ....
العمة : أما الذباب الأزرق ، فإنه يضع بيضه
على قطع اللحم النيئة المكشوفة ، وبعد
يومين أو ثلاثة أيام ، وهذا الوقت القصير
ضروري ، تظهر الدويدات الصغيرة
البيضاء في قطع اللحم .
الببغاء : من حسن الحظ إنني ببغاء ، والببغاوات
لا تأكل اللحم .
العمة : لكن هناك ذباب يضع بيضه على الثمار
والخضار في البساتين والحدائق ..
الببغاء : " يهمهم " هم م م .
العمة : فتشق اليرقات طريقها في الثمار
والخضار ، على اختلاف أنواعه ، محدثة
فيها سراديب دقيقة .
الببغاء : " يلوذ بالصمت مغموماً " ....
العمة : ببغاء .
الببغاء : " يتجه إلى فراشه " ....
العمة : " تسير في أثره " ببغاء .
الببغاء : يتوقف وينظر إليها " ....
العمة : أشكرك ، أشكرك جداً يا عزيزي ، لقد
ارتحتُ الآن .
الببغاء : بعد أن نفثتِ دخان الذباب طبعاً .
العمة : آه .
الببغاء : " يتمدد في فراشه " كنت قبل مجيئك
فرحاً ، لا أعرف لماذا ، أما الآن ، فأنا
أعرف لماذا أنا لستُ فرحاً .
العمة : ببغاء .
الببغاء : " يغمض عينيه " دعيني ، فدخان
الذباب وبيضه القذر ، يملؤني تماماً .

العمة دبة تبتعد ،
وتتمدد في فراشها

إظلام

9 / 8 / 2014















دبدوب والزنبور


النحلة متعبة ، الببغاء
يقف على مقربة منها

النحلة : " تعتدل متوجعة " آه .
الببغاء : ليتكِ تبقين في مكانك ، أنتِ ما تزالين
متعبة .
النحلة : أشكركَ ، إنني الآن أفضل .
الببغاء : لا تذهبي ، حتى تعود العمة دبة .
النحلة : لقد تأخرتُ ، ولابد أنهم قلقون عليّ الآن
في الخلية .
الببغاء : لكن الزنبور اللعين قد ..
النحلة : " تتجه إلى الخارج " هذه ليست المرة
الأولى ، التي يهاجمني فيها زنبور ، ولن
تكون الأخيرة " وهي تخرج " تحياتي
إلى العمة دبة .
الببغاء : إنني لا ألوم دبدوب ، فهو بالرغم من
أنه دب ، وقف بشجاعة إلى جانب النحلة
، ولو أن الأمر بيدي لأبدْتُ هؤلاء .. "
تنصت " ها هي العمة قادمة .

تدخل العمة دبة ،
الببغاء يسرع إليها

الببغاء : دبدوب لم يعد بعد .
العمة : ما زال يطارد الزنبور .
الببغاء : أتمنى أن لا يعود ، قبل أن يقتله .
العمة : " تنظر إليه صامتة " ....
الببغاء : اللعين ، كاد يقتل النحلة .
العمة : " تبعد عينيها عنه " ....
الببغاء : النحلة حشرة جميلة ، مفيدة ، تصنع
العسل ، وتنقل غبار الطلع من زهرة إلى
زهرة ، و ..
العمة : " تنظر إليه " ....
الببغاء : هذا ما قلته أنتِ نفسك ، وما يعرفه
الجميع في الغابة ، وهي على العكس من
الزنابير ..
العمة : " تبتعد عنه " ....
الببغاء : أيتها العمة ، أنتِ تحيرينني .
العمة : لو تعرف حقيقة الزنابير ، وحياتها .
الببغاء : مهما يكن ، فهي زنابير ، تلاحق النحل
، وتفتك بها .
العمة : تعيش الزنابير ، في أغلبها ، كما يعيش
النحل ، على شكل جماعات ، وفي فصل
البرد ، تموت الذكور والعاملات
والملكات الكبيرة ، بسبب الرطوبة والبرد
، ولا تبقى إلا أعداد قليلة من الملكات
الصغيرات ، فتسبت طوال الشتاء ،
وتستيقظ ، وتبني أعشاشها ، مع حلول
الربيع .
الببغاء : لتنتج زنابير أخرى ، هذه اللعينة .
العمة : بل هذه المكافحة الصلبة .
الببغاء : ماذا !
العمة : نعم ، مكافحة صلبة ، فهي تبدأ وحدها
ببناء العش ، وتضع فيه بيضها ، ثم تؤمن
الطعام لليرقات التي تفقس ، حتى تنمو
أولى هذه اليرقات ، وتصبح عاملات ،
فتواصل بناء العش ، وتأمين الغذاء
وحدها ، وعندها ينحصر عمل الملكة
بوضع البيض .
الببغاء : " يهز رأسه " ....
العمة : هناك نوع من الزنابير الرملية ، يحفر
سرداباً في مكان رملي جاف ، ثم يبحث
عن يسروع ، فيلسعه لا ليقتله بل ليشله ،
ثم يجره إلى سردابه ، ويضع بيضه على
جسمه ، ثم يخرج من السرداب ، ويسد
مدخله بالرمال ، وأخيراً يضع حصاة في
المدخل ، ليحكم سده ، ثم يطير بعيداً .
الببغاء : " ينصت بشيء من الاهتمام " ....
العمة : وحين يفقس البيض ، تتغذى الدويدة
باليسروع إلى أن يكتمل نموها ، ثم تشق
طريقها إلى الخارج .
الببغاء : " يبقى صامتاً " ....
العمة : الحياة ليست كما نريدها ، بل هي هكذا
، نحل وزنابير ، حملان وذئاب ، دببة
وأسماك سلمون ، إنسان و ..
الببغاء : " ينظر إلى المدخل " أظنه دبدوب .
العمة : " تنصت " نعم ، إنه هو ، ليته يفهم
الحياة كما هي .
الببغاء : إنه دب ..
العمة : " تنظر إليه " ....
الببغاء : دب صغير .
العمة : أغلب من في الغابة ، للأسف ، دببة
صغار .

يدخل دبدوب منشرحاً ،
الببغاء ينظر إليه

دبدوب : " يصيح " قتلته ..
الببغاء : الزنبور !
دبدوب : نعم ، الزنبور .
العمة : أكيد ؟
دبدوب : اختفى أكثر من مرة ، بين الأزهار
والأشجار ، لكني لاحقته ، حتى أمسكتُ
به ، وقتلتهُ .
الببغاء : أحسنت ، هذا ما تمنيتُ أن تفعله ، وها
قد فعلته .
العمة : من الصعب التأكد ، أنه هو الذي حاول
الاعتداء على النحلة ..
دبدوب : " بشيء من التردد " إنه هو ، إنني
أعرفه جيداً .
الببغاء : لابد أنه هو ، والمهم أنه قتله ، وانتقم
للنحلة المسكينة .
العمة : لكن الزنابير كثيرة ، يا دبدوب ، وهي
كلها متشابهة .
دبدوب : " يلوذ بالصمت " ....
العمة : حتى لو قتلته ، فهناك مئات بل آلاف
الزنابير ، في الغابة .
دبدوب : أيتها العمة ..
العمة : اذهب الآن ، يا دبدوب .
دبدوب : ماذا !
العمة : اذهب أرجوك .
دبدوب : " ينظر إلى الببغاء " ....
الببغاء : " يهمس له " اذهب .
دبدوب : " يستدير " حسن ، سأذهب .

دبدوب يخرج منفعلاً ،
الببغاء والعمة وحدهما

الببغاء : دبدوب توقع أن تشدي على يده ،
وتهنئيه .
العمة : وهذا ما يستحقه .
الببغاء : لكنكِ صفعتهِ .
العمة : " حائرة " لم أرتح للموضوع كله ، لا
لما حدث للنحلة ، ولا لما يمكن أن يحدث
للزنبور .
الببغاء : أنا أرتاح لما يستحقه الذئب إذا تعدى
على الحمل ، وما يستحقه الأسد نفسه إذا
تعدى على الغزال ، و ..
العمة : " ترفع يدها أن أسكت " ....
الببغاء : " يسكت " ....
العمة : أنا معك ، فأنت ببغاء .
الببغاء : " يبقى صامتاً " ....
العمة : " كأنما تحدث نفسها " الخطأ خطئي ،
ربما لأني لستُ دبة صغيرة .

العمة دبة تبتعد عن
الببغاء ، وتتمدد في فراشها

إظلام

10 / 8 / 2014




رائحة النمل


الببغاء في فراشه ،
يتململ وهو يهذي

الببغاء : نمل .. نمل .. نمل .. ملايين النمل ..
نمل أسود .. نمل أحمر .. نمل أعمى ..
نملة مقطوعة الرأس .. نمل يحمل العمة
دبة .. كأنها ريشة يأخذها إلى وكره ..
نمل بفكوك قاتلة يهاجمني .. " يفز معتدلاً
" آآآآ " يتلفت حوله " نملة ضخمة جداً ..
بحجم العمة دبة .. " يتلفت " إنها لم تأتِ
.. العمة دبة .. ولا أريد أن تأتي هكذا
حتى في الحلم " ينصت " ليتها لا تأتي
الآن ، آه من هذه الدبة .

تدخل النملة ، وتتلفت
حولها ، تبدو متعبة

النملة : أيتها العمة ..
الببغاء : " يتلفت خائفاً " ....
النملة : أيتها العمة ..
الببغاء : " خائفاً " النملة !
النملة : إنها تتهرب مني ، لا تريد أن تراني "
ترى الببغاء " الببغاء .
الببغاء : " ينظر إليها " آه .
النملة : " تجلس متعبة " ....
الببغاء : هذه ليست نملة الحلم ، التي كانت بحجم
.. العمة دبة .
النملة : " تتأوه " آه إنني متعبة ، سأموت .
الببغاء : " يتمتم " أنا أيضاً سأموت ، وكل هذا
بسبب .. الدبة .
النملة : كنت سعيدة في حياتي ، مع رفيقاتي
من النمل العامل ، حتى جاءت بي هذه
العمة دبة إلى هنا ، كما تعرف ..
الببغاء : " يهز رأسه " ....
النملة : ظننت أول الأمر ، بأنها ستكتفي مني
بحديثي عن النمل .
الببغاء : ليتها اكتفت .
النملة : حدثتها عن كلّ شيء ، أنواع النمل ،
وعن أقسام النمل من كلّ نوع ، وحدثتها
بالتفصيل عنّا نحن النمل الغابي الأحمر ،
وقلتُ لها إننا حشرات اجتماعية ، نعمل
متعاونين كالكثير من النحل وكذلك
الزنابير ، والنمال العاملات ، وأنا واحدة
منهن ، نبحث عن الطعام ، وعن مواد
الغذاء ، وندافع عن البيت عند الخطر ،
وحين يفقس البيض ، نقوم بإطعام
الدويدات " تصمت " نعم ، كنت سعيدة ،
حتى جاءتني العمة دبة .
الببغاء : كفى ، يا عزيزتي ، أنتِ متعبة .
النملة : وسأبقى متعبة حتى أعود إلى بيتي
ورفيقاتي .
الببغاء : بيتك ، على ما أعرف ، ليس ببعيد عن
هذا المكان ، وكذلك رفيقاتك .
النملة : أعرف ، ليس هنا المشكلة ، إنني أرى
رفيقاتي في الجوار ، يسرحن ويجمعن
القوت ، ويأخذنه إلى الوكر .
الببغاء : اذهبي إليهنّ إذن ، وعودي معهن إلى
حياتك الأولى في الوكر .
النملة : هنا المشكلة ، التي لا أعرف لها سبباً ،
ولا حلاً .
الببغاء : لا أفهم ماذا تعنين .
النملة : كلما رأيت نملة من رفيقاتي ، وحاولت
أن أقترب منها ، تنفر مني ، وتقول لي ،
أنتِ لستِ منّا ..
الببغاء : " ينظر إليها مندهشاً " ....
النملة : " بصوت مختنق " وقبل قليل ، اتجهتُ
إلى الوكر ، الذي أعرفه كما أعرف نفسي
، وأعرف من فيه واحدة واحدة ، وعند
المدخل اعترضتني الحارسات بشراسة ،
وطردنني بعيداً ..
الببغاء : " يهز رأسه " ....
النملة : " بصوت باكٍ " توسلتُ إليهن ، وقلتُ
لهن ، إنني واحدة منكن ، وهذا الوكر
وكري كما هو وكركن ، لكنهن ضربنني
، وأجبرنني على الابتعاد عن الوكر .
الببغاء : هذا ما لا يمكن فهمه ، لكن لابد من
وجود سبب .
النملة : أنا أيضاً أقول ، لابد من سبب ، لكن ما
هو ؟ هذا ما لم أعرفه .
الببغاء : " ينظر إليها حائراً " ....
النملة : لعل العمة دبة تعرف .
الببغاء : من يدري .
النملة : ترى ماذا فعلت العمة دبة بي ؟ هذا ما
أريد أن أعرفه ...
الببغاء : " يلوذ بالصمت " .....
النملة : " تصيح باكية " ماذا فعلت ؟ لتنكرني
رفيقاتي ، ولا تتعرف عليّ واحدة منهنّ ؟
ولا يسمحن لي بدخول الوكر ؟
الببغاء : لا تبكي ، انتظري العمة دبة ، ربما
ستأتي بعد قليل ، ولابد أن تجد حلاً
لمشكلتك هذه .
النملة : سأموت إذا لم أعد إلى رفيقاتي ..
الببغاء : " ينظر إليها حزيناً " ....
النملة : " تتجه إلى الخارج " سأموت إن لم أعد
إلى وكري " تخرج " .
الببغاء : وأنا سأموت إذا بقيت هنا ، وأنا أرى
العمة دبة ، تجري تجاربها الحمقاء على
هذه الكائنات الصغيرة العاجزة .

يُدفع الباب بهدوء ،
وتدخل العمة دبة

الببغاء : النملة كانت هنا .
العمة : أعرف .
الببغاء : وحدثتني عن كلّ شيء .
العمة : لقد سمعتها ..
الببغاء : " ينظر إليها " ....
العمة : كنتُ أتنصتُ وراء الباب .
الببغاء : قالت لي ، إنها ستموت إن لم تعد إلى
وكرها ..
العمة : " تلوذ بالصمت " ....
الببغاء : وستموت وحيدة ، إذا لم تعد إلى
رفيقاتها .
العمة : هذا أمر مؤسف .
الببغاء : مؤسف !
العمة : " كأنها تحدث نفسها " ما كان يحيرني
دائماً هو ، كيف يتعرف النمل بعضه
على البعض الآخر .
الببغاء : وعرفتِ .
العمة : نعم ، عرفتُ بعد تجارب كثيرة .
الببغاء : والنملة المسكينة ، دفعت ثمن تلك
المعرفة غالياً .
العمة : النمل يعرف بعضه البعض عن طريق
الرائحة ..
الببغاء : " ينظر إليها مندهشاً " ....
العمة : إن لكلّ مجموعة من النمل رائحة
خاصة بها ، تختلف تماماً عن روائح
المجموعات الأخرى .
الببغاء : وأنتِ بتجاربك المجنونة ، أزلتِ رائحة
النملة المسكينة .
العمة : الوصول إلى الحقيقة ، يا ببغاء ، لا
يكون بدون تضحيات .
الببغاء : لكن النملة ستموت .
العمة : لن أدعها تموت ، سأعيد لها ما فقدته
من رائحة ، هذا ليس بالأمر المستحيل
على العمة دبة .

العمة دبة تقف مفكرة
، الببغاء ينظر إليها

إظلام

11 / 8 / 2014





العنكبوت


بيت العمة دبة ،
الببغاء وحده في البيت

الببغاء : آه هدوء .. هدوء ممتع .. سأبقى في هذه
الجنة بعض الوقت .. فقد ذهبت العمة دبة
إلى أختها .. في طرف الغابة .. وقد تبقى
هناك عدة أيام .. " يصمت " جنة .. جنة
.. لا شخير .. لا ثرثرة .. لا حشرات ..
لا ..
الثعلب : " من الخارج " أيتها العمة ..
الببغاء : انتهى الهدوء ، إنه الثعلب .
الثعلب : " من الخارج " أيتها العمة العزيزة ..
الببغاء : " يصعد إلى فراشه " جنة ! لا جنة مع
الثعلب ، سأصرفه بسرعة .
الثعلب : " يطل من الباب " أيتها العمة ، جئتك
بشيء تحبينه ..
الببغاء : العمة ليست هنا .
الثعلب : يا للأسف ، جئتها بهدية .
الببغاء : هدية ثعلب .
الثعلب : إن بعض الظن إثم ، جربني .
الببغاء : المجربُ لا يُجرب .
الثعلب : أيها الببغاء ، إنني ضيف ، وقد جئتُ
بهدية للعمة دبة .
الببغاء : تفضل ، ادخل .

يدخل الثعلب ، حاملاً
هديته الصغيرة بيده

الببغاء : أرجو أن يكون الغراب ، قد جاء لأمه
هذه المرة ، بهدية هدية .
الثعلب : أيها الببغاء " بنبرة تهديد " أنا لستُ
غراباً .
الببغاء : هذا ما ستقوله .. الهدية .
الثعلب : هدية تهم العمة دبة " يريه كيس البيض
" وستحبها جداً .
الببغاء : إنه بيض .
الثعلب : نعم بيض ، وأي بيض .
الببغاء : أنني أنظر بريبة إلى البيض ، وخاصة
إذا قدمه ثعلب .
الثعلب : الببغاء أيضاً من البيض .
الببغاء : وكذلك العقارب والتماسيح و ..
الثعلب : " يضحك " هاهاها .
الببغاء : وهذا البيض ، على ما يبدو ، لن يفقس
ببغاوات أو حمامات أو ..
الثعلب : لا عليك ، يا ببغائي ، العمة دبة تعرف ، ماذا سيفقس هذا البيض ، وستفرح به أيما فرح .
الببغاء : لن تفرح إذا فقس عقارب " يحدق فيه " وعندها ستدفع الثمن .
الثعلب : لم تصر مثل العمة دبة ، أو تتعلم أي شيء منها ، رغم أنك عشت معها ، أكثر من أربعين يوماً .
الببغاء : أما أنتَ فستبقى ثعلباً ، حتى لو عشت مع العمة دبة ، أكثر من أربعين سنة .
الثعلب : " يضحك " لن أكون في هذا العالم ، بعد أربعين سنة .
الببغاء : هذا أفضل .
الثعلب : وكذلك أنتَ .
الببغاء : " ينظر إليه " ....
الثعلب : ومن يدري ، فقد تكون في داخلي عندما أرحل .
الببغاء : أيها اللعين ، ضع هديتك على المائدة ، واذهب ، لا أريد أن أراك .
الثعلب : لا تغضب ، يا عزيزي " يتلفت " لن أضع البيض على المائدة ، فقد يفسد ، ولا يفقس في الوقت المعين " يعلقه على الجدار " هذا مكان مناسب ، سأعلقه هنا ، حتى تعود العمة دبة .
الببغاء : والآن اذهب .
الثعلب : أمرك ، يا سيدي " يتنهد " إنني لم أذق ببغاء حتى الآن .
الببغاء : " منفعلاً " اذهب .. اذهب .
الثعلب : تحياتي للعمة دبة " يتجه إلى الخارج " أرجو أن لا تتعجل ، وتبقى عند أختها حتى ..
الببغاء : لو كنتُ العمة دبة ، لأكلتك رغم رائحتك ، التي لا تطاق .
الثعلب : " وهو يحرج " لذيذ .. لذيذ .
الببغاء : هذا اللعين ، سيصيبني بنوبة قلبية ذات يوم " ينظر إلى الهدية " ترى ما حقيقة هديته هذه ؟ " يقترب من الكيس المعلق " تبدو هدية مريبة ، لا يمكن أن تكون هدية خيّرة ، مادامت من هذا الثعلب اللعين ، وقد تؤذي العمة دبة ، فلأكسرها في كيسها ، وأتخلص منها .

الببغاء يهمّ بتكسير
البيض ، تدخل العمة

العمة : مهلاً ، يا ببغاء .
الببغاء : " يلتفت إليها " أنتِ !
العمة : ماذا تفعل ؟
الببغاء : هذه هدية مريبة ، جاءكِ بها الثعلب .
العمة : " تحدق في الكيس " آه .
الببغاء : عجباً ، لقد عدتِ بسرعة .
العمة : أختي ليست في البيت ، لقد ذهبتْ إلى الغابة المجاورة .
الببغاء : ليكن رأيك ما يكون ، لستُ مرتاحاً لهذه الهدية ، إنها هدية ثعلب .
العمة : أنتَ محق ، إنها هدية ثعلب ، وهي على ما يبدو ، ليست لي .
الببغاء : آه ..
العمة : " تحدق فيه صامتة " ....
الببغاء : لي !
العمة : هذا البيض سيفقس خلال يوم أو يومين ، والثعلب يعرف أنني سأبقى عند أختي عدة أيام .
الببغاء : آه اللعين " ينظر إلى العمة " بيض ماذا ، هذا البيض ؟
العمة : بيض عناكب .
الببغاء : " يتراجع مذهولاً " عناكب !
العمة : ليست كلّ العناكب مؤذية .
الببغاء : أعرف ، فأغلبها تنسج شباكاً ، تتخذها بيوتاً ، وشراكاً لصيد الذباب والفراشات والحشرات الأخرى الصغيرة .
العمة : لكن هناك عناكب كبيرة ، يبلغ حجمها عشر سنتمترات أو أكثر ، وتأكل حتى العصافير الصغيرة .
الببغاء : حمداً لله إنني لستُ عصفوراً صغيراً .
العمة : وبعضها سامة ، إذا لدغت كائناً ، مثل الإنسان نفسه ، فإنها يمكن أن تمرضه ، أو حتى تميته .
الببغاء : " يهمّ بالانقضاض على الكيس " هذا الثعلب اللعين ..
العمة : " تحاول منعه " توقف ..
الببغاء : دعيني أكسّر هذا البيض ، مهما كان نوع العناكب ، التي في داخله .
العمة : لا ، لا ، هناك ما هو أفضل .
الببغاء : لن أبقى هنا إذا بقي البيض .
العمة : لن يبقى هنا ، اطمئن ، سأعيد هذه الهدية إلى صاحبها ..
الببغاء : " ينظر إليها متسائلاً " ....
العمة : الثعلب يخرج مساء للبحث عن الطعام ، عندها سأتسلل إلى بيته ، وأضع كيس البيض هذا في مكان لا يراه فيه .
الببغاء : " يبتسم متشفياً " وعندما يفقس البيض الهدية ..
العمة : " متباهية " أنا العمة دبة .

العمة دبة تقهقه ،
الببغاء يحضنها فرحاً

إظلام

12 / 8 / 2014



العمة دبة : سلسلة من المسرحيات ، بلغ عددها حتى الآن " 147 " ، شرعتُ في كتابتها منذ أوائل التسعينيات من القرن الماضي ، وقد درس الأستاذ الفنان نذير العزاوي ، قبل عدة سنوات ، " 92 " مسرحية منها ، كما درس " 54 " مسرحية من سلسلة مسرحيات ىسنجوب ، وكتب عنها اطروحة دكتوراه ، وحصل على درجة امتياز .



#طلال_حسن_عبد_الرحمن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيناريو ربيع دائم
- ثلاث مسرحيت للأطفال طلال حسن
- رواية للأطفال الثعلب العجوز طلال حس ...
- قصص قصيرة شتاء الأيام الآتية ...
- لمحات من صحافة الأطفال في نينوى
- طلال حسن في سطور
- القناع في مسرحيتي الإعصار وكلكامش لطلال حسن -مقاربة في المكو ...
- الفضاء في مسرح طلال حسن -مسرحية الإعصار- نموذجاً
- هيلة يارمانه
- رواية للفتيان الفتاة الغزالة ...
- حكايات من التراث حكايات موصلية طل ...
- حكايات من الموصل طلال حسن
- حكايات من الموصل طلال حسن
- حكايات شعبية جنجل وجناجل
- مسرحة الموروث الشعبي -قراءة في مسرحيات (هيلا يارمانه) لطلال ...
- خمس مسرحيات من التراث الموصلي ...
- رواية للفتيان الغزالة ...
- قصص قصيرة جداً أنا الذي رأى ...
- رواية للفتيان الملكة كوبابا ط ...
- مطاردة حوت العنبر


المزيد.....




- إسرائيل لم تضرب المنشآت النووية والنفطية الإيرانية فهل هي مس ...
- طوفان الأقصى يشعل حرب السايبر
- من مدرسة قرآنية إلى مركز فن حديث.. تجديد إبداعي لمعلم تاريخي ...
- الحوارية وتعدد الأصوات.. ثورة ميخائيل باختين في عالم الرواية ...
- خامنئي يغرّد في منصة -إكس- باللغة العبرية حول -حماقة- ارتكبت ...
- نتائج الثالث متوسط 2024 الدور الثالث بالاسم والرقم الامتحاني ...
- حساب مكتب قائد الثورة الاسلامية باللغة العبرية عبر منصة إكس: ...
- حساب مكتب قائد الثورة الاسلامية باللغة العبرية عبر منصة إكس: ...
- كندة علوش تنتقد استغلال اللاجئين سينمائيا وتدعو لإنتاج أفلام ...
- قرار عاجل بشأن نجم مصري شهير تم القبض عليه في حالة تلبس! (في ...


المزيد.....

- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / أحمد محمود أحمد سعيد
- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طلال حسن عبد الرحمن - مسرحيات للأطفال العمة دبة الجزء الاول طلال حسن