أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بهاء الدين الصالحي - سيد النماس















المزيد.....

سيد النماس


بهاء الدين الصالحي

الحوار المتمدن-العدد: 8139 - 2024 / 10 / 23 - 04:48
المحور: الادب والفن
    


نعم هي مصادفات القدر نعم كان من حسن طالعي ان قابلت سيد النماس وقد احتل عقلي وعيه الكامل خاصه وانه يمثل الجزء المتبقي من جيل الرواد الذين اسهموا في حفظ ذاكره الامه خاصه بعد التشويه المتعمد لتلك الذاكرة بعد اجراءات الدمج القسري لنصف في ذيل الراسمالية المتوحشة والمازومه دوريا بحكم تكوينها البنيوي وقد انعكس وعيه الفلسفي بحكم عمليه كموجه للفلسفة بدمياط وقد تطور وعيه من خلال ارتباطه بالحركة الثقافية في دمياط تلك البلدة التي برهنت على نجاح الحركة الثقافية من خلال وعي ابنائها على مواجهه مركزيه القاهرة المقيتة وذلك لان نشأتها كمدينه مرتبطة بفكره اغتراب السلطة عن محكوميها على فرضية الالغاء الضمني كوهم قاتل من اوهام السلطة للمضاد القلق الغير قابل للتطويع قد انشاها المعز من خلال جوهر الذي استحق التمجيد من خلال مهاره الاتباع ولكن الاهم هنا انا القاهرة كانت تتعامل مع شعب الفسطاط وبينهما فقط سور حيث كان لا يبيتون بالقاهرة حتى لا يزعجوا الساده الغرباء في ليلهم ولعل المؤرخين أرادوا ابراء ذمتهم فكتبوا ولكننا لم نقرا. اكان ذلك خوفا من سطوه الحاكم مع وعي فاثره الغالب السكينة مع الجهل خوفا من الوعي المصاحب للقلق والاستبعاد؟
لكن الوعي الكامل في دمياط وحكم استقلاليهم الاقتصادي وفكره الحراك الاجتماعي الصحيح النابع من سياده فكره العمل دون غيرها وكذلك ثراء الوعي الجمعي الخاص بحكم تاريخها النضالي الموازي والمساوي للقاهرة قد جعل من ابنائها ذوي مخزون قادر على الاستغناء عن ذهب المعز في لم يخافوا سيفه ولعل دور امين يوسف جد مصطفى امين وعلي امين وكذلك عمنا زكي نجيب محمود وعبد الرحمن بدوي وغيرهم احصي الاستاذ نيقولا يوسف بعضهم في كتابه الشهير عن تاريخ دمياط وهو كتاب جدير بالقراءة، ولعل تلك المقدمة كنوع من الشكر للعالم سمير امين الذي طرح نظريه المركز والاطراف كنوع من تصحيح لحركه ومسار الحركة الثقافية العالمية وكذلك اي مجتمع محلي يريد خلق راي عام موحد قادر على طرح مسار ثقافي قادر على اداره الحياه الإجتماعية من ادوات انتاجها اليومية الى نظريات السياسة العليا، ثانيا تحديد المناخ الاجتماعي والثقافي الذي كون وعي سيد النماس وبالتالي نبحث عن اصداء ذلك من خلال شعره الذي بين ايدينا وهو ديوان الصوت والرماد.
وذلك لان الديوان يحتوي على قصائد تنتمي لفترات متتاليه في وعي الكاتب والتي تمثل مراحل مفصليه في حياه الوطن وبالتالي يشعر المتلقي من خلال المعاصرة والخبرة المشتركة بحكم المجايلة بمدى الصدق من عدمه ، وكذلك حل الشاعر وترحاله من مصر الى الجزائر تلك البيئة الثقافية التي تماهت بالنماس وتماهى بها ، وقد بدا الديوان بقصيده كتبت عام 1969 ثم 1971 ثم 1972 ثم 1976 ثم 1987 حتى 1992، ولعل طبيعة المشرفين على السلسلة التي صدر من خلالها الديوان وهما الاستاذ سمير الفيل والشاعر ضاحي عبد السلام وهما من ابناء دمياط ايضا وكذلك وعيهم بتطور سيد النماس بحكم المجايلة المباشرة قد ادى لاختيار عن تلك القصائد على فترات حيوية وهو نمط من انماط التطور الثقافي من خلال فكره التيار.
العلاقة التوليدية الخاصة بالعنوان وهي العلاقة ما بين الصوت/ الحركة/ الرؤية/ الصراخ/ الرفض. وهو مضمون الوعي الانساني فالصوت هو علامة الوجود واشعار برؤيه دون رؤيه، مقاومه للظلام ليصبح الصوت معادل الحياه لان الصوت اكثر انتشارا في الحجب. وهو اجابه على سؤال هل هناك احياء في تلك الارض؟ والدليل الابرز على ذلك امر الله الابراهيم بالأذان بعد الانتهاء من بناء الكعبة او رفع قواعدها على الادق ولم يحدد النص ولا تأويلاته ماذا قال ابراهيم ولكن الصوت هو ابراز للمكان لان الصوت شاهد على المكان واهله وبالتالي تحقق وجود وفعل ابراهيم بصوته وليس بيده وذلك تاسيسا على ان الصوت او الصراخ هو في نهاية الامر العنوان الابرز للفعل الانساني. اما كلمه الرماد فهي قمه التأويل لأنها كلمه اختصرت عناصر الكون الأربعة لامنا الارض التي كونت اجسادنا موطئ روحنا ووسيله التعبير عن معاناه الروح من خلال المجاهدة وهل جاء التراب هنا كمعاد لفكره الخلق من مهان، هو فكره الارتقاء من اسفل لأعلى حيث الصعود هو جوهر الفعل الانساني من خلال العلاقة التاريخية ما بين الارض والسماء وهو جوهر الصوفية وجوهر الاعتبار بالذات في مقابل التقزيم المصاحب لكل علاقات التبعية المرتبطة بمفهوم السلطة بكل انواعها سواء كانت سلطه النص الاول/ الترجمة الاولى للمصطلح الاجنبي، وهنا دور الشاعر كمثقف عضوي قادر على تمثل مفردات المجتمع ثم مواجهته وبذلك يصبح الجسد منصهرا جديرا بإنقاذ الروح التي تخرج لتدفئ العالم وتدير مساربه.
تلك مقدمه ضرورية لتقديم سيد النماس اما كيف انعكس ذلك على شعره فاننا مضطرون لتقصي النسق المعرفي وتماثل اللغة الفنية الخاصة بشعره ليكون الصدق مشترك مع التعبير اللغوي عن المفردة الواقعية، وذلك من خلال مفهوم المعادل الموضوعي كجزء رئيسي من قاموس سيد النماس كمترجم وعاشق ل تي اس اليوت ولوركا.
النفخ في صور الخروج
العنوان المركب للقصيدة فالنفخ علامه من علامات البعث حيث يعود الموتى للحياة، هنا الاستعارة كلغة فنيه هنا الاستنهاض للروح كجذوه لإيقاد جذات الاخرين ولفظه الخروج كلفظة دلاليه مأخوذة من معنى تاريخي مرتبط بالوعي الجمعي للمتلقي حيث خرج موسى من قهر فرعون، ولفظه صور قد جاءت للتناسب مع الايقاع الصوتي لكلمه سور كما تنطق في اللسان المصري، وبالتالي تنطق على انها مخارج للازمه وبالتالي تكون اللغة هي البطل في تلك القصيدة من خلال روعه توظيف اسماء الإشارة هي ذي ولم يقل هي تلك هنا تخصيص الصفات والمواصفات والفرق ما بين التعبيرين كبير فلم يعد المكان المشار اليه محايدا بل فاعلا وتكرار هنا يفيد استخلاص الإجابة(أسألوا كبيرهم) مع تدرج الاماكن المخصصة لتصبح هي ذي الطرقات القديمة اربع مرات ثم القاهرة مره واحده لتكون النتيجة هي الثروة الحقيقية وهي امتلاك الحلم، والبعد الاهم في المسألة ان المكان اصبح مفرده من مفردات الانسان نفسه لتصبح الجغرافيا ثقافه وهنا لب مساله الانتماء. ولكننا نطرح سؤالا عبثيا هل الوعي يسبق الصياغة؟ نعم وهنا لا احد يتساءل ولذلك حرص الشاعر على التكثيف وعدم الاستكانة لفنيه السرد وذلك من خلال توحيد نهاية المقاطع الشعرية بفعل امر وهو : اقتفي قلبك المنطقي واستدر /واجه الارض قبل السقوط. عناصر الحركة المتوفرة عبر بنيه المقطع الشيخ الشعري من خلال تخصيص مكاني ثم ابتعاث لذات لتصبح بديلا للمكان وبالتالي يتناوب دور الفاعل بدلا من المفعول به. ذلك ليصبح فعل المقاومة متواجد على الرغم من غياب عناصره، فزباله الضوء قادره على محو جبال الهزيمة، ولا على فعل الاستدارة نابع من القوه الكامنة في طائر النار، هنا يصبح التخصيص والتعميم جزء من اللغة الفنية ليصبح المقاوم قادرا على مواجهه الارض، المعنى المجازي للأرض هنا بمعنى العالم . هنا يصبح يبقى السؤال المهم بما نقاوم مع ضياع مفردات القدرة المادية بفعل السقوط خاصه وان السياق الزمني للقصيدة هو تاريخ انتاجها عام 1987 وهي حاله الياس التي اعادت طرحها انتفاضه الحجارة المقدسة التي نسيت بفعل قسوة المواجهة الحالية على ارض الطهر والحرية ارض فلسطين التي تسعى للتحرر من دنس الصهاينة.
ويغوص من الشاعر في جدل المقاوم مع الواقع المعاش حيث الحركة الثلاثية في التناوب ما بين الفعل والامر وفعل النهي ليتحقق لنا عده ابعاد ومواصفات للوطن الغائب عن الصورة المثلى للمقاوم ، حيث يفيد الفعل الاولي نوعا من الإدانة لصوره الوطن في صياغته الحاضرة، (كوابيس عارك- دياميس نارك- نواميس عشقك- متاريس حربك) فالكابوس مرادف للخوف الخالق للنار في اقصى مراحلها وهي (الاحمرار -الجمر- السواد) ثم تحول تلك الصورة الكئيبة لقانون من يخرج عنه يحارب وبذلك يتم خلق العداء ما بين العاشق الحقيقي ومعشوقته الاسمي، توظيف الانا والانت هنا رفض لذلك الواقع حيث التنوب يخلق دائرة من الجدل مع ذلك الواقع الذي مهد له الشاعر من خلال ما بين القاهرة الام والعسس المركزي، نعود لمجازيه الفعل الامر في افصلي ولا تفصليه الفصل في الاخير مضمونه الرجاء، الا ان سياق العلاقة هنا محملا بتأويل الأمومة والانتماء لان الحلم هنا ونزق الانتماء ليس ترفا ولكنه اسرا قدريا للروح.
قصيده السيد النماس بعيدا عن التصنيفات حاله من الصور الجزئية التي تقدم حاله من الوعي حيث لا يقتصر وعيه فقط على فكره الوجدان والتأثير العاطفي بقدر ما هي حاله من الاستمتاع العقلي بما يبذله المتلقي في تفسير اللغة التصويرية التي يقدمها الشاعر من خلال مقاطع الحركة وذلك تاسيسا على ان الشعر تجسيد حي للواقع. وذلك استعاده لدور الشعر التاريخي في تصوير الواقع والحث على تغييره بعيدا عن التقسيم المدرسي الذي خصص الوجدان للشعر والعقلانية للقصة والرواية وذلك سعيا لعزل الادب عن واقعه وذلك مرهون باعتبار المبدع لذاته وتقديره لدوره الاجتماعي ومدى استيعابه لحجم المتلقين له وكذلك لدور اللغة هل هي وعاء فكر ام انها سلعه يستجلب بها نظرات الاعجاب وتأوهات المستمعين للشعر كي يتم ارضاء الذات وبالتالي يكون الاختلاف ما بين المتعة والدور في المقطع الخامس من القصيدة حيث يرصد اليه السقوط المصحوبة بتقنيه الخوف حيث خصص المكان بالقاهرة التي يخترقها النيل ولكن اللغة هنا تجمع القاهرة والنيل كفواعل وليست ذات واحده وذلك تماهيا مع فعل التجدد المستمر الذي يضفيه النيل على المشهد القاهري على الدوام. ظللت فوقهم سحب القلب. هنا يدخلنا سيد النماس في جدليه حوار الذات مع الواقع ليفسر لنا عن اي قاهره يتحدث هي قاهرته التي راها بعيني حلمه حيث جاء بحديث القاهرة ما بين عسسين وجاءت الصرخة شديده التثوير لغة دونما الوقوع في مازق المباشرة : لا تقايضهموا القمح بالذاكرة .
وهو امر يذكرنا بأحداث 1986 حيث فتنه الامن المركزي لولا تدخل الجيش لوأد تلك الفتنه ، هنا تصبح السياقات الموضوعية والزمنية واللغوية متوافقة بما يعكس وعي الشاعر بواقعه حيث الصدي الضعيف للحلم جعل حمله السلاح يضغطون على زنادهم ليائتي تغييرا متقطعا حيث جاء التعبير عن الهسهسة لتاتي الذاكرة بكل طبقاتها التاريخية مقابل سلعه ومعروف للجميع مصدرها الرئيسي عبر العالم وهو امر جدير بإثارة طنين الذاكرة ، لدى المتلقي ولكن ان يأتي التصريح بعد التعمية ثم الاتيان بجمله ما بين هلاليتين ليوحي بالخروج عن السياق بفكره التقرير المباشر لتكون الإجابة عن حكمه ذلك التقطيع لمن صوب العسس المركزي السلاح لتكون الإجابة لنفسه، هنا يصبح التجريد الاكبر لمعنى الوطن بمعنى المغايرة والانتماء في الوقت نفسه وهي ارقي درجات الانتماء، اللغة المتأرجحة ما بين التجريد والصورة المركبة المرتكزة لأكثر من عنصر مثله طمي التجسد/ نار القيامة حيث السياق الصوفي المتوارث عبر سلطه اللغة الاولى على مسار التعبير. ما الفارق هنا بين هو ذا وهي ذي الفارق هنا في حرف الالف المصحوب بفكره الامتداد والصعود في مدلولات البيان العربي المتوارثة، الاولى تدل على فاعل والثانية وصف حاله يتبعها افعال مرتبه اذ يليها فعل امر مفارق . ونلاحظ عند السيد النماس الكلمات المفاتيح مع سياقها المختلفة، فالمقطع الخامس مع المقطع الاخير يقدم وجبه من العصف الذهني لتصبح الذاكرة تعبير مجازي، وبالتالي يكون السياق المعرفي الذي يعصف بالقصيدة هو اعتبار الذات ثم اعاده صياغتها ويبقى الواقع الجديد وتلك معضله المثقف المبدع الذي عانى مخاض حلمه ثم عاني صراعاته مع واقعه ليرى حلمه مجسدا على ارض الواقع ثم انطفاء جسده كنتيجة لقسوة قهر الاخر المضاد للحلم، وبالتالي تصبح الذاكرة كقرين للوعي هي جزئيه الصراع الحقيقية وبالتالي صراع الصورة الذهنية كبعد رئيسي لحرب القوى الناعمة ذلك المدخل غير المقدس لأصحاب استراتيجية القمح الذي يروي غائلة الجوع كانه في المقطع الاخير من القصيدة اعاده انتاج الوعي الحقيقي للامه.
طبيعة اللغة عند السيد النماس انها لغة موضوعيه صيغت عبر ادوات البيان العربي لتحقق فهما شهريا للواقع الواضح المعالم داخل ذات الشاعر اذ تبين ملامح الذات المغتربة في شعر السيد النماس كما في قصيده شظايا قصيده قديمه كافتتاحيه طبعت كل الديوان وتلك القصيدة تم ابداعها 1971 ليكون المعادل التاريخي ممثلا في الكوفة وناسيها وعليا الذي استدعوه ثم قتلوه ومقارنه ذلك بالواقع الحالي
طبيعة اللغة عند السيد النماس انها لغة موضوعيه صيغت عبر ادوات البيان العربي لتحقق فهما شهريا للواقع الواضح المعالم داخل ذات الشاعر اذ تبين ملامح الذات المغتربة في شعر السيد النماس كما في قصيده شظايا قصيده قديمه كافتتاحيه طبعت كل الديوان وتلك القصيدة تم ابداعها 1971 ليكون المعادل التاريخي ممثلا في الكوفة وناسيها وعليا الذي استدعوه ثم قتلوه ومقارنه ذلك بالواقع الحالي.
المقابلة في القصيدة حيث خواتيم الفقرات لضرورة استدعاء الفتى /الحلم ، دلاله المكان مع حداثه الفاظ الوصف داخل الصورة الشعرية ليأتي عليا وخيانة أهل الكوفة انه نوع من الخبرة التاريخية لانماط انخذال المثقف الحالم امام واقعه لتصبح فلسطين والمبشرين بها اعاده انتاج من خلال فلسطين وعزلتها : ويرفعن فوق أنبهام المعابر/ عيوننا عواقر/ خدودا عواقر /شفاه عواقر.
البسيط مثل يقرا المعابر متوافقا مع صدمه فلسطين امام تخاذل العرب وقسوة الاحتلال الصهيوني لفلسطين، وربما قصد الشاعر المعابر جمع معبر وهو تصريف من فعله البكاء . واللغة في تلك القصيدة تستلهم اعاده تعريف المعاني القديمة : بغايا عجاف يثرثرن ساعه/ فعلى مداخل الكوفة من اصبحوا عنوانا لها.
حتى يأتي المنازل والمخلص ممثلا في علي ، ولكن اي علي ليس عليا التاريخي رهانا على وعي الشاعر بقضيته ولكن عليا في عصرنا مقتولا محجوزا داخل المخافر خاضعا لسلطة نص التحكيم وبالتالي فقد قدرته على تجاوز ذلك الدعر الحاكم للعالم. يبقى عندي سؤالا بصفه شخصيه هل علي اسقاط على جمال عبد الناصر وازمه ما بعد 67 وسقوط البطل /الحلم وبالتالي نعيد قراءه القصيدة حيث نجد عجز عبد الناصر حينما ياتي وحيدا بعد الهزيمة ؛ وتأتي افتتاحيه المقطع الاخير كنوع من السخرية المرة من واقع ما بعد 67 ليكون السؤال هل الوجود عبد الناصر على راس المسيرة يغفر لكل من ساهم في الهزيمة: وحين انكشاف القناع الثقيل الغطاء/ تكون الإشارة.
ولعل عناوين القصيدة مع زمن انتاجها تخلق دلاله معينه حيث جاءت قصيده اربع قراءات لصلاه حب واحده عام 1972 وهي تحكي تعكس حاله الجدل التي سادت في المجتمع المصري خاصه مع ما طرح حول عام الحسم والموقف غير الواضح تجاه ازمه فلسطين وغياب الخطاب الموحد تجاه تلك الازمه مع حداثه الهزيمة.
ملامح المثقف في شعر السيد النماس عبر معادله الصوت والصورة لعل الأسئلة تخفي خلفها المقابلة الساخرة المقابلة الساخرة ما بين الجهر جبنا والفكر سرا ، هنا مراره السخرية من تراجع الفكر لصالح الدعر ، وبالتالي خرج اللفظ بعيدا عن المعنى المتداول ادانه لذلك المثقف التبريري الخائف: نلبس الاقوال ديباجا موشي وزخارف. ويتم الاعتبار دوما بفكره الأسئلة الختامية كنوع من اللغة الفنية ذلك المصطلح الذي قدم لمفهوم الخطاب الشعري وهو امر مرهون بعده اعتبارات:
1 ما هو الغرض المعرفي الذي صبا اليه المبدع؟
2 الدلالة المتسقة للألفاظ المكونة للجملة الشعرية.
تعاقب الأسئلة يعكس نوعيه المشروع المقدم لتكون قصيده مستقله ولعل الدليل الابرز على ذلك جده الصورة الشعري، حيث يجثم المذياع فوقه بحيث لم يعد يسمع صوته، والصوت هنا يعني الخطاب الرسمي والخطاب الفردي ومدى التعبيرية بحيث يصبح شعار الكل في واحد بدلا من مدلوله الحضاري ليكون مبررا لفكره وكيان غير حضاري، هنا يصبح الدور هو المدخل الرئيسي لقراءة معاناه البطل في الابداع الشعري المعاصر وبالتالي يكون البحث عن ملامح الشخصية المصرية خلال شعر السيد النماس بتاريخ انتاج القصائد. ازمه الحرية لدى السيد النماس مقدسه بحيث يصبح الاخر جمعي كما الذات جمعيه وذلك من خلال صيغه الجمع في الأسئلة التي تطرحها القصيدة: فمتى نجهض بطن الناهبين حلمنا /ويعيد المعدومون سفر تكوين القصائد. وكأنها صرخة ضد القابلية الخضوع من خلال لفظه نتوالد مرتين في القراءة الثالثة صفحه 22 وكان الثورة قد محيت من الذاكرة الجماعية للحلم هنا تصبح اللغة والرؤية لدى الشاعر في حاله جدل مع الواقع . وبالتالي فان نتوالد قائمه على جوده اللغة العربية حيث زياده المبنى تؤدي الى زياده المعنى، حيث نتفاعل هو الوزن بما يفيد بالقبول ولكن تراتب الرؤية كموقف طبيعي لهزيمه 67 التي اذهبت الشمع حيث النوستالجيا المرحلية التي ادت الى التعاطف مع دور الضحية ذلك الفهم الذي ادى لظهور المثقف التبريري الذي يتحاشى المواجهة ويتوافق مع ظروف الهزيمة دون امتلاك الدور. نحن بصدد تجربه جديرة بالقراءة من وجهه نظر معرفيه محمله بطاقه جمالية نابعه من الصدق القائم على توافق سياقاته التعبيرية مع الخطاب الشعري المراد تقديمه فشكرا لسيد النماس.



#بهاء_الدين_الصالحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عالم يطن في اذني قراءة في ادب مروة مجدي
- العالم الروائي لمحمد المراكبي
- مصطفي نصر وابراء الذمة
- الذات عبر الشعر رؤية وجودية
- السردية الفلسطينية
- ز وز سلامة وردة في دوحة قصيدة النثر
- عز الدين نجيب المثقف العضوي
- غزة والعالم
- من تداعيات ٧ اكتوبر ٢٠٢٣
- امريكا بعد ٧ اكتوبر
- محمد عبدالله الهادي مبدعا
- مرسي جميل عزيز والتراث الشعبي
- كيف تصنع ذاكرة الاجيال
- زكي مبارك وسؤال النهضة
- الزمن الامريكي
- امل دنقل ريح الحرية
- اليوم التالي لحرب غزة
- سماء خمرية ديوان البيومي عوض
- مروة مجدىالشاعرة
- سلطة الفيس بوك


المزيد.....




- إسرائيل لم تضرب المنشآت النووية والنفطية الإيرانية فهل هي مس ...
- طوفان الأقصى يشعل حرب السايبر
- من مدرسة قرآنية إلى مركز فن حديث.. تجديد إبداعي لمعلم تاريخي ...
- الحوارية وتعدد الأصوات.. ثورة ميخائيل باختين في عالم الرواية ...
- خامنئي يغرّد في منصة -إكس- باللغة العبرية حول -حماقة- ارتكبت ...
- نتائج الثالث متوسط 2024 الدور الثالث بالاسم والرقم الامتحاني ...
- حساب مكتب قائد الثورة الاسلامية باللغة العبرية عبر منصة إكس: ...
- حساب مكتب قائد الثورة الاسلامية باللغة العبرية عبر منصة إكس: ...
- كندة علوش تنتقد استغلال اللاجئين سينمائيا وتدعو لإنتاج أفلام ...
- قرار عاجل بشأن نجم مصري شهير تم القبض عليه في حالة تلبس! (في ...


المزيد.....

- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / أحمد محمود أحمد سعيد
- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بهاء الدين الصالحي - سيد النماس